قبل فترة قرأت تصريحا لمسؤول في فريق حواري شهير.. من أن اللاعب الدولي خالد عزيزسوف ينضم للفريق وأنه لازال قادراعلى العطاء.
تذكرت وأنا اقرأ هذا التصريح ماقاله مسؤولونادي النصرعندما انتقل إليهم عزيزمن الشباب، وماقاله مسؤولونادي الشباب عندما انتقل إليهم من الهلال.
خالدعزيزأحد نجوم كأس العالم ونجوم آسيا ولاعب يصعد المنصات ويستلم الميداليات من أعلى قيادة في الوطن ومن شخصيات رياضية واجتماعية كبرى يشارإليه بالبنان وتلتهب الأكف تصفيقا له ينتهي إلى الحواري، بل ربما أن "الحواري" لم تتقبله هي الأخرى ليس تقليلا من أنديتها أومسؤوليها لكنني أعني "عزيز" نفسه، والمشكلة ليست في لاعب اعتزل الملاعب وظل يزاول هوايته الكروية ولكن في حالة معينة قادرة على العطاء ولها أسبابها ومسبباتها.
والقضية ليست خالدعزيزبذاته، فهولم يكن الحالة الوحيدة التي وصلت لهذه المرحلة، فهناك حالات مشابهة سبقت خالد وبعضها وصل لمراحل أسوأ من مرحلته سواء كان ذلك على المستوى المحلي أوالعالمي، والرابط بين معظم هذه الحالات كرة القدم، إذ من النادرأن تجد حالات مشابهة في الألعاب المختلفة خصوصا في مجتمعنا.
لاعب كرة القدم تجتمع لديه خصلتان:
ـ الشهرة
ـ المال
والمشهورأوالنجم في أي مجال إبداعي كالرياضة والفن وغيرها عادة مايكون مقصد كثيرين للجلوس معه والتقرب إليه من مختلف فئات المجتمع من الوجهاء الذين يغدقون عليه العطايا ويقربونه من مجالسهم إعجابا أووجاهة، ومن فئات من المراهقين وغيرهم ومن الجنسين إعجابا أوحبا.. وقد تمتد إلى علاقات أخرى، وإذا ما اجتمع المال مع الشهرة أصبح مقصدا لفئات متدنية لتحقيق مآرب شخصية معينة، خاصة إذا ماوجدت فيه (خامة) مناسبة ولديها الاستعداد لذلك.
اللاعب أو الفنان وغيرهما جزء من هذا المجتمع، لكن النجومية تجعل النظرة إليهما تختلف، ولم يعد الحديث عن استهداف الشباب عموما في دينهم وعقيدتهم وسلوكياتهم همسا في ظل الانفتاح الإعلامي والمجتمعي وما تتطلبه المصلحة العامة، واللاعبون هم من هذه المنظومة بل هم أكثرفئاتها استهدافا، وللأسف الشديد أن بعضا منهم ومن هم في بداية حياتهم الكروية والسنية أيضا يكاد التياريجرفهم للسيرفي ذات الطريق إن لم يكونوا بالفعل وضعوا خطواتهم الأولى فيه بعد أن وجدوا المال يتدفق فجأة بين أصابعهم مع غياب للوعي بقيمته، أو ثقافة استثمارهذه الفرصة لتأمين مستقبلهم.. غيرمدركين أن عمرهم في الملاعب قصيروأن هذه المبالغ جاءت لتعالج هذه النقطة.
ضياع اللاعب ـ إن جازالتعبيرـ وهولم يعد الحديث عنه سرا يعود في نظري إلى سببين: الأول:
وعيه وثقافته ـ كما أشرت ـ فهوالمسؤول الأول عن تصرفاته وحياته الشخصية واستثماروقته فيما يعودعليه بالنفع وماله في تأمين مستقبله، وهذا لايعني أن لايعيش حياة حرة كريمة وأن يمتع نفسه بزينتها دون المساس بالثوابت.
الثاني: الأندية في تطبيق نظام صارم في مراقبة اللاعبين وفي فرض الاحتراف الحقيقي فيما يتعلق بالتدريبات الصباحية وتواجد اللاعب في النادي أكبروقت ممكن بدلا من قضاء هذا الوقت خارجه وخارج منزله بين سهروسفر.
ويخطيء من يحمل الإعلام مسؤولية ذلك.. لأن مهمة الإعلام ليست التربية لكن من مسؤولياته أن يقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت.
والله من وراء القصد.