قلت يوم أمس إن هناك تحديين أمام اتحاد القدم الجديد يتطلب معالجتهما لأنهما الأساس في مسيرة الاتحاد إذا ما نجح في ذلك هما المديونية البالغة 100مليون ريال والمسابقات المحلية والخارجية وقد تحدثت عن الأولى بشيء من التفصيل وتوقفت عند الثانية.
والحقيقة إن انتظام المسابقات المحلية وكثرة المشاركات الخارجية ظلت هاجساً يؤرق كل مهتم بالكرة السعودية وخاصة لجنة المسابقات مهما تعاقب عليها أعضاؤها وأصبحت عبارة (هذا الموسم استثنائي) ملازمة لكل موسم والاستثناء أن ينتظم الموسم ومع ذلك لم ينتظم فالدوري متقطع والمسابقات تتداخل ثم تتوقف ثم تعود وهكذا.
محلياً:
يعاني الموسم من كثرة المسابقات المحلية (4 مسابقات) وربما كان الاتحاد الوحيد الذي لديه هذا العدد من المسابقات وقد خفت هذه المعاناة نوعاً ما بعد فصل مسابقة كأس الأمير فيصل واعتبارها مسابقة مستقلة بنظامها ودرجتها السنية (أولمبية) لكن وجود ثلاث مسابقات كبرى (الدوري وكأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين) أدى إلى عدم انتظام الدوري والتداخل فيما بينها واختلاف تنظيمها بين موسم وآخر، وأعني مسابقتي الكأس تارة من جولتي ذهاب وإياب وأخرى من جولة واحدة فقط حيث تتراوح مسابقة كأس ولي العهد بين 5 و8 جولات فيما كأس الملك بين 4 و6 جولات وهذا التداخل أضر بالدوري كثيرا وبإعداد اللاعب وانتظامه.
خارجياً:
نحن الاتحاد الوحيد الذي يشارك في 8 بطولات رسمية سنوية على مستوى الأندية والمنتخب (الخليج والعرب وآسيا وغرب آسيا وكأس العالم)، عدا التصفيات المؤهلة للأولمبياد والدورات الرياضية (آسيا والعرب والإسلامية) والكؤوس الثنائية (السعودية ومصر) وهذا ما أضر كثيرا بالمسابقات المحلية وانتظامها.
المشكلة الكبرى..
أن الاتحاد لايملك الصلاحية أو القدرة على حل جذري لهذه المعضلات سواء بتقليص المسابقات المحلية أو بالاعتذارعن بعض الخارجية لأن كثيرا منها مرتبط بأمور سياسية وتوجيهات عليا باعتبارالمكانة التي تحتلها المملكة عربيا وإسلاميا واحتضانها ورعايتها للاتحادات العربية الرياضية، وإذا ما تمكن الاتحاد من تجاوز هذه العقبات لاشك أنه سيحقق قفزة نوعية تحسب له على مدى الزمن.
أعتقد أن أمام الاتحاد خيارين:
أولهما
ـ محلياً
أن يقتصر الموسم على مسابقتين رسميتين هما الدوري العام والكأس (مع الإبقاء على كأس الأمير فيصل بوضعها الحالي) بحيث يتم دمج مسابقتي كأس الملك وكأس ولي العهد في مسابقة واحدة بنظام خروج المغلوب تحت مسمى كأس المقام السامي أو الكأس الملكية أو أي مسمى آخر وتكون برعاية المقام السامي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
ـ خارجياً
إن لم يتمكن الاتحاد من الاعتذارعن بعض المشاركات الخارجية فيتم تقنين المشاركة بحيث تقتصرعلى البطولات الرسمية مثل كأس العالم وكأس أمم آسيا بالنسبة للمنتخب الأول والأولمبي في بقية البطولات كنوع من الإعداد له كصف ثان أو رديف للمنتخب الأول.
الثاني:
إذا لم يتمكن الاتحاد من ذلك كله فلابد من إعادة النظر في جدولة المباريات بحيث تقام يومي الجمعة والسبت بالنسبة للدوري على اعتبارالبطولات الآسيوية يومي الثلاثاء والأربعاء وكذلك أيام (فيفا) إلى جانب جدولة الدوري لتتناسب مباريات الدوري للفرق المشاركة خارجياً مع هذه الأيام بما يسهم في تقليل المباريات المؤجلة.
أمام الاتحاد تحديات كثيرة وهو أهل لتجاوزها نتركها للأيام.
والله من وراء القصد،،