بداية لابد من تهنئة القيادة الرياضية والمجتمع الرياضي على نجاح انتخابات الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم وقبله الجمعية العمومية للاتحاد، وتهنئة أحمد عيد على فوزه بمنصب أول رئيس منتخب في تأريخ الاتحاد، وخالد المعمرعلى شجاعته في خوض التجربة ونديته لأحمد، والتهنئة موصولة للجنة الانتخابات على نجاحها في هذا العمل، لكن الحدث أعاد الذاكرة إلى ماقبل 35 عاما وتحديدا في بداية عام 1978 أونهاية 1977 لا أذكربالضبط، حيث كتبت مقالا في جريدة الرياض (في منتصف الأسبوع) على عدة حلقات تحت عنوان (اتحاداتنا الرياضية أين تسيروكيف تسير؟)، وفي إحدى الحلقات طالبت بأن يكون تشكيل مجالس إدارة الاتحادات الرياضية بالانتخاب.
كان للموضوع صداه في حينه، وأذكرأن الأميرفهد بن سلطان (الله يذكره بالخير) وكان وقتها نائبا لرئيس اللجنة الأولمبية السعودية ونائبا لرئيس اتحاد القدم أثنى على (سلسلة المقالات) كما وصفها في مقابلة معه في جريدة الجزيرة آنذاك مطالبا بدراستها وتفعيلها، في حين تحفظ آخرون وقياديون في الساحة الرياضية على مايتعلق بالانتخابات على اعتبارها (شطحة) أوخروجاً عن النص وملامسة للخطوط الحمراء، خاصة أنها جاءت من حديث تجربة (وقتها كنت طالبا في المراحل النهائية للجامعة ورئيسا للقسم الرياضي في جريدة الرياض).
ما دعاني لهذه المقدمة هوهذه النقلة الحضارية واختصارالمسافة في ثقافتنا الرياضية والمجتمعية بصورة عامة، بل إنه إلى ماقبل عشرسنوات أوأقل كان مجرد التفكيرفي انتخابات الاتحادات الرياضية غيروارد.
لا أدعي أنني صاحب مبادرة أوفكرة، فالانتخابات كانت ستحدث في يوم ما، وكثيرون غيري طالبوا بها فيما بعد خاصة خلال العقدين الأخيرين، ولا ننكرأن مواكبة الأنظمة الدولية في الكيانات الدولية كاللجنة الأولمبية الدولية وفيفا كان له دورفي هذا الانقلاب الثقافي ــ إن جازالتعبيرــ في رؤيتنا لتكوين الاتحادات الرياضية، لكنه في النهاية نتيجة حتمية لمعايشة عصرمتغيربإيقاع متسارع لابد من اللحاق به إذا ما أردنا أن نعيشه ونعايشه.
ما حدث يوم الخميس (أمس الأول) من انتخاب كامل لرئيس وأعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم وتم نقله على الهواء مباشرة لكافة أطياف المجتمع وبمشاركة قنوات خارجية، أكد على ناحيتين هامتين:
ــ الرغبة في سرعة التغييرلدى منظومتنا الرياضية بصورة عامة ومنظومة كرة القدم بصورة خاصة، فالمعروف وهذا ماقلته سابقا أنه وبالتنسيق مع اللجنة الأولمبية الدولية أن تبدأ الانتخابات في مرحلتها الأولى (المرحلة السابقة) بانتخاب نصف أعضاء اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية بما فيها كرة القدم، على أن ترتفع هذه النسبة تدريجيا في هذه الدورة إلى 70% ثم انتخابات كاملة في الدورة القادمة، لكن اتحاد القدم اختصر الزمن، ولاشك أن للأميرنواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية دوره في ذلك عندما استقال من رئاسة الاتحاد وتفضيله الابتعاد ودعمه لهذا التوجه.
ــ إن هذه الانتخابات أكدت أننا نملك فكرا انتخابيا لديه القدرة على صناعة مثل هذا الحدث والذي تم بكوادر وطنية منذ بدايته في انتخابات الجمعية العمومية وإلى أمس الأول، وأن التخوف الذي كان يبديه البعض في عدم نضج التجربة الانتخابية لدينا لم يكن له ما يبرره. (للحديث بقية)
والله من وراء القصد.