في علم النفس يعتبر التحفيز إن كان مادياً أومعنوياً عاملاً مهماً في النجاح وداعماً رئيسياً لمواصلة العطاء في كل المجالات سواء كانت العمل الوظيفي الإداري أو في ميادين العمل وهو ما أكدته الدراسات والبحوث وتعمل عليه بعض الشركات الكبرى.
وفي علم النفس الرياضي فإن تحفيز الرياضيين وتشجيعهم ينعكس على أدائهم وعطائهم داخل الملعب ويرتقي بثقافتهم الكروية.
التحفيز والتشجيع يأخذ أنماطاً مختلفة منها ما هو مباشر أو مصاحب لأداء الرياضي أوعقب إحدى المشاركات أو النتائج الإيجابية عبر ترتيب مسبق وأحياناً يكون وليدة اللحظة تفاعلا مع الحدث وقد يأتي تتويجاً لعطاء موسم كامل وهو وإن أخذ طابع المكافأة إلا أنه في الواقع تحفيز لمواسم قادمة عندما يشعر اللاعب أن جهده محل التقدير.
جائزة صحيفة "الرياضية" للتميز الرياضي وإن كانت في ظاهرها تأتي مكافأة لجهد موسم كامل إلا أنها في الواقع عامل تحفيز ودعم للرياضيين على مواصلة العطاء وإشعارهم بأن جهدهم محل التقدير ورسالة إلى الآخرين بالسيرعلى النهج ذاته لينالوا شرف الفوز بها.
هذا النوع من المشاريع يبدأ عادة صغيرا ثم يتنامى مع الأيام لكن جائزة "الرياضية" بدأت كبيرة في مفهومها ودلالاتها وطريقتها مما منحها المصداقية لدى المتلقي لكنها تنامت في قيمتها المادية وهذا أمر طبيعي فرضته إستراتيجية الجائزة.
تعودنا في الجوائز الرياضية أن تكون مقصورة على كرة القدم، أفضل لاعب أو الهداف أو الحارس وهذا النوع من الجوائز وإن كان يحققق هدفاً معيناً لكنه هدف محدود وهي جوائز (إعلامية) أو (جماهيرية) أكثرمن كونها تشجيعية ولا تشكل عبئاً مالياً أوإدارياً أو فكرياً على المانح للجائزة إذ إن طرق تحديد الفائز لا تحتاج إلى مزيد من الجهد.
ما يميز جائزة "الرياضية" شموليتها غير المحدودة بلعبة معينة أو أسلوب معين.
شموليتها لكل الرياضيين وفي كل الألعاب.
شموليتها في تجاوزها لأندية النخبة أو دوري الكبار.
شموليتها في طريقة تحديد الفائز لأطياف المجتمع الرياضي من جماهير وإعلاميين ومدربين بالإضافة إلى أعضاء اللجنة.
هذه الشمولية أكدت أنها لا تبحث عن ذاتها فقط أو أنها جائزة إعلامية بقدر ما تبحث عن أهداف سامية هي تشجيع الرياضيين على البذل والعطاء بما ينعكس على الرياضة السعودية وتطورها وجعلها أيضا تعمل طوال العام وفق أسس واضحة للوصول إلى النتيجة النهائية إذ إن تقييم الرياضيين يتم طوال الموسم وليس بناء على نتائج جاهزة وأرقام تحدد الفائز مما منحها المزيد من المصداقية وأكد على الثقة بها فأصبحت أمنية الرياضيين ومقصدهم للفوز بها، بل إنها كما قال عنها الرامي محمد آل سعيد الفائز بجائزة أفضل رياضي: إنها أنصفت الألعاب المختلفة وجاءت تعويضاً لهم عن غياب الإعلام عن الاهتمام بهذه الألعاب.
النقطة المهمة في الموضوع أنها أكدت نجاح العلاقة والشراكة بين القطاع الخاص والقطاع الرياضي والإعلامي منه على وجه الخصوص فأمضت خمس سنوات مع شركة موبايلي قدمت خلاله عملا متميزا هو الأساس في نجاحها ووقوفها على قدميها ووصولها لهذا المستوى وجاء تكريمها من قبل "الرياضية" دليلا أكيدا على هذه العلاقة المميزة وتقديرا لتلك الشراكة لتنتقل إلى قطاع آخر هو شركة RPM، ولاشك أن وجود شخصية اجتماعية مرموقة تجمع بين الفكر الاقتصادي والرياضي على رأس هذه الشركة هو الأستاذ أحمد المقيرن سيكون عاملاً هاماً في مواصلة النجاح للجائزة، بل إن حيادية الشركة وبعدها عن رعاية الأندية سيسهم في فتح آفاق جديدة لهذا النجاح.
والله من وراء القصد،،