مهما اتفقنا أواختلفنا حول أشقائنا المصريين أو مصر الشقيقة إلا أننا لابد أن نؤمن ونعترف بريادتها في كثير من المجالات التربوية والفكرية والسياسية والإعلامية وغيرها من المجالات عندما كانت الكفاءات المصرية تجوب الخليج مقدمة عصارة فكرها وتجربتها.
ريادة مصر لم تكن فقط في تلك الجوانب ولكن حتى في المجال الرياضي وهو امتداد طبيعي لتلك الريادة كمشرفين أو إعلاميين أو مدربين في مختلف الألعاب في فترة السبعينيات من القرن الماضي وما قبلها حيث لازلنا نذكر بالخير طه الطوخي وطه إسماعيل وعادل الجزار وعبده صالح الوحش الذين تولوا قيادة منتخبات خليجية وبعض أنديتها ومنها المنتخبان الكويتي والسعودي وأبرز الأندية السعودية وحتى على مستوى اللاعبين عندما كان مسموحاً بمشاركة اللاعب غير المواطن في دول الخليج في تلك الفترة.
والكرة المصرية عريقة سواء في تاريخها أو تأسيس أنديتها واتحادها أوفي تأهلها لكأس العالم كأول منتخب عربي وأفريقي وذلك في ثاني مسابقة 1934 وفي نجوم أنجبتهم من أبرزهم الضظوي ورفعت الفناجيلي وعلي بوجريشة وسيد بازوكا والخطيب وفاروق جعفر وطه بصري وطاهر أبوزيد وحسن شحاتة وميمي درويش ويكن وإبراهيم يوسف وغيرهم مما لا تحضرني أسماؤهم.
ما دعاني لهذا الحديث ما تعيشه الكرة المصرية هذه الأيام من واقع يعيدها إلى الوراء سنوات كما حصل لها في فترات سابقة في حرب 67 وتوقف النشاط الكروي ونقل النادي الإسماعيلي من الإسماعيلية ثم خروجها من المجموعة العربية بعد زيارة السادات إلى إسرائيل في 1977 وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد فيما بعد مما ألغى فرص الاحتكاك بينها وبين الكرة العربية حتى إذا ما عادت إلى الصف العربي فوجئت بالتطورالكبير في مستويات الكرة العربية.
أكثرمن عشرة أشهر منذ أحداث بورسعيد وهي متوقفة عن مزاولة نشاطها الرسمي الداخلي بحجج أرى إمكانية حلها أوالتفاهم حولها بعيدا عن المنظومة الرياضية.
عندما يتوقف اللاعب عن مزاولة الكرة بضعة أيام يفقد حساسيته على الكرة أو عندما يعود من إجازته يحتاج فترة للدخول في أجوائها وعندما يغيب عن المنافسة والمباريات يتأثرعطاؤه وقدراته الفنية وهذا أمر ملموس وملحوظ ولنا أن نتصور إذا كان الغياب عشرة أشهر أو سنة كاملة بمعنى مايزيد عن موسم كامل.
هذا ما يتعلق باللعب والأمر يتعدى ذلك إلى الخلل الاقتصادي في المنظومة الكروية سواء بانقطاع المداخيل جراء توقف المباريات والموسم أو صرف حقوق اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية دون مردود مادي أوفني يغطي هذه التكاليف وهو ما يمتد أيضا إلى النقل التلفزيوني والرعايات .. إلخ.
هذه الأمورقد تعصف بالكرة المصرية فيما لو تجاوزت النطاق المحلي إلى الجهات الرسمية الدولية ومن المؤكد أنها أثرت عليها فنياً سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات.
مصر التي أنجبت الكثير من العباقرة والمفكرين والمبدعين في العديد من المجالات لا أعتقد أنها ستقف عاجزة عن حل معضلة أيا كانت ناهيك عن معضلة كهذه معروفة أسبابها ومسبباتها تعيق مسيرة التنمية في واحدة من أهم جوانبها بل أكثرها أهمية، لن أتدخل في شؤون الكرة المصرية، وليس من حقي ذلك ولن أكون أكثر حرصاً من المصريين على مصلحتهم لكن من حقي كعربي يهمه شأن الكرة العربية في عمومها والكرة المصرية بصورة خاصة أن أتساءل كغيري:
من المستفيد من توقف الكرة المصرية؟
والله من وراء القصد،،،