يوم الخميس الماضي أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن جوائزه السنوية للعام 2012، ورغم كثرة هذه الجوائزوتنوعها بين تحكيم ولاعبين ومنتخبات واتحادات ولعب نظيف .. وغيرها من جوائزتخضع لتقييم ومعاييرمعينة أولاتخلو من المجاملة، فقد خلت جوائزهذا العام من أي عنصرسعودي سواء كأفراد أوكيانات.
بعض الصحف لم تنشر الخبر وبعضها نشرته لكن دون أن تبرزه من منظورعدم أهميته قياسا فيما لوكان أحد الفائزين سعوديا أيا كان موقعه. وهذا أمرطبيعي في تقييم الخبر، لكن لوكنت مسؤولا في أي مطبوعة إعلامية أو قناة أخرى لأبرزت الخبرلغياب العنصرالسعودي منه.
والواقع أن الغياب السعودي عن الجائزة في مختلف مجالاتها ليس جديدا ولم يعد أمرا مستغربا في السنوات الأخيرة.
في عام 1984 تولت مجلة (آسيا وأوقيانوسيا لكرة القدم) تقديم جائزة الأفضل على مستوى القارة وحصل عليها من السعودية ماجد عبدالله عن طريق استفتاء نظمته المجلة، ثم بعد ذلك أصبحت عن طريق موقع IFFHS منذ عام 88 وحتى 93، لكنها لم تأخذ الطابع الرسمي إلافي عام 1994 حيث بدأ الاتحاد الآسيوي تنظيمها والإشراف عليها وتطويرها لتشمل عدة مجالات، ومنذ ذلك التأريخ كان الحضورالسعودي فيها دائماً وثابتاً في كل عام وبشكل لافت للنظرعلى مدى عشرسنوات، حيث فازبها اللاعبون سعيد العويران ونواف التمياط وحمد المنتشري وياسرالقحطاني، ومن الأندية فازبها الهلال مرتين وكذلك الاتحاد والمدرب ناصرالجوهر، ومن الحكام عبدالرحمن الزيد وعلي الطريفي، كما فازبها المنتخب السعودي وعدد من نجومه ضمن منتخب آسيا.
ومنذ أن فازبها ياسرالقحطاني 2007 غاب الحضورالسعودي في السنوات الخمس الماضية عدا مرتين إحداهما2008 كأفضل منتخب، ولا أدري على أي أساس تم اختياره وماهي المعاييرالتي تم الاستناد إليها، وفي2009أفضل اتحاد كرة قدم في آسيا للرجال وجائزة اللعب النظيف، وهي جوائزلاتخلو من المجاملة أو لاتعني شيئا في التفوق الكروي الميداني.
وعلينا أن لانستغرب الغياب السعودي عن هذه الجوائز وعن هذا المحفل، فهوفي الواقع امتداد لغياب الكرة السعودية وتراجعها على المستوى الآسيوي أو تأكيد لهذا الغياب.
فمنذ أن فازالاتحاد ببطولة الأندية الآسيوية 2005 لم تنعم الكرة السعودية طيلة سبع سنوات بأي بطولة آسيوية سواء على مستوى الأندية أوالمنتخبات، وأفضل إنجازاتنا كانت الوصيف للممنتخب 2007 والاتحاد 2009 وأخيرا الأهلي 2012.
حتى التحكيم لم يعد لنا فيه ذلك الحضورعلى مستوى آسيا رغم أن الظروف كانت متاحة للحكم السعودي بحكم بعد الكرة السعودية عن المنافسة مما يجعل تواجده خيارا إستراتيجيا كعنصرمحايد، ولا أتذكرحكما سعوديا أدارمباراة نهائية على المستوى الآسيوي.
هذه الحقائق تعطي مؤشرات ودلائل على ناحيتين :
الأولى:
إن العمل الرياضي منظومة متكاملة يؤثرفي بعضه ويتأثربه، وأن الارتقاء بمستوى المنتخب أوالأندية أواللاعبين والحكام أيضا مرتبط ببعضه وكل منها يتأثربالآخر ويؤثرفيه.
الثانية:
إننا نعاني من خلل ما .. أو ضعف في طريقة إعدادنا لمكونات هذه المعادلة وتطويرقدراتها سواء مايتعلق بالعناصرالكروية المباشرة (الأندية والمنتخبات) أوغيرالمباشرة كالتحكيم وخلافه.
هذه الجوائزهي في الواقع تقييم لعمل ما ومدى النجاح فيه ناهيك من المردود الإعلامي من خلالها ودلائل الحضورعلى صعيد المنتخب والاتحاد الأهلي أواللاعب نفسه وسجله وتأريخه الرياضي وعلينا أن ندرك ذلك ونعيه.
والله من وراء القصد.