|


عبدالله الضويحي
المنشطاتوثقافة القطيع
2012-11-20

 


62 حالة اكتشفتها اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات منذ بدء عملها 2007 (60 لاعبا في مختلف الألعاب ومدرب ومساعد مدرب) تراوحت مدد إيقافهم بين ثلاثة أشهر وأربع سنوات منهم 35 لاعبا انتهت مدة عقوبتهم أي خلال أقل من ست سنوات وإذا عرفنا أن عمل اللجنة متقطع بسبب ضعف التمويل المالي فإن العمل الحقيقي للجنة لا يتجاوز في نظري الأربع سنوات وربما الثلاث وسيكون لي حديث قادم حول هذا الموضوع.


لن أتحدث هنا عن أضرارها الصحية على متناولها فلست متخصصاً في هذا المجال ولا تأثيرها على سمعته كرياضي ومستقبله الاجتماعي والوظيفي فهي أمور معروفة أو سمعة وطنه إذا كان في المنتخب كما حصل لبعض لاعبينا في منافسات عالمية لكنني سأتحدث عن شأن آخر له ارتباطه المباشر بالمنشطات.


لجنة الرقابة على المنشطات ربما كانت الوحيدة التي لا يمكن أن يشوب عملها شائبة أو يؤثر أحد على عملها ونتائجها سواء من أعضائها أوخارجها وأعني تحديدا المصداقية في هذا العمل.


فالعينات تؤخذ بالقرعة وبحضورالطرفين وبالتساوي بين الأطراف المتنافسة وهذا ما ينفي الانتقائية في عملها أو تمييز فرق معينة أو رياضيين معينين عن آخرين وهو ما يحاول البعض إتهام اللجنة بذلك.


والنتائج تأتي من جهات دولية ومختبرات معتمدة يشرف عليها الاتحاد الدولي وعددها محدود عالمياً لضمان مصداقيتها وسلامة إجراءاتها وهذا يعني أن عمل اللجنة مرتبط بهذه الجهات ولايخضع للاجتهاد أو الأهواء.


ورغم هذا كله تظل اللجنة عرضة للتشكيك ولا أقول النقد في نزاهتها وأمانة أعضائها وفي طريقة اختيارالعينات وإعلان النتائج والذين يتبنون ممثل هذه الاتهامات أحد فئتين:


ـ إما أنهم يجهلون ذلك لكنهم يتبنون وجهة نظر أندية معينة ويتهمون الآخرين ويشككون في أمانتهم دون أدنى مسؤولية أورادع من ضمير ودين.


ـ أو أنهم يدركون ذلك لكنهم يسعون لتأصيل نظرية المؤامرة تجاه أنديتهم لتبريرأخطائهم أوفشلهم في تحقيق النجاح.


وكلا الفريقين بهذا يصنع فكرا ويشكل رأيا عاما يتنامى في المجتع المتفق معه في الميول لأنهم يرون فيهم المصداقية باعتبارهم أرباب فكروأصحاب رأي من خلال مواقعهم وهذا ما يسبب الكثير من الإشكالات داخل الوسط الرياضي.


وكلاهما يشكل خطراً على الرأي العام حيث يشكل "ثقافة قطيع" يكون لها تأثيرها السلبي على المجتمع الرياضي فالأول لا يعفيه جهله من المسؤولية إذ يفترض أن يبحث عن صدق المعلومة ومعرفة أبعاد القضية قبل الدخول في نقاش حولها أو أن يعتذر والثاني يفترض أن يرتق بفكره وأمانته خاصة عندما يتحدث أمام الرأي العام بعيدا عن ميوله وعواطفه الشخصية.


ومما يؤسف له أن يتبنى الإعلام أمثال هؤلاء خاصة القنوات الرياضية بما يمثل تضليلا للرأي العام بدلا من بحثها عن متخصصين قادرين على إيصال المعلومة الصحيحة للرأي العام وتبصيره ويدرك هؤلاء جميعا سواء كقنوات إعلامية أو كأفراد أنهم لايملكون الجرأة في مثل هذا الطرح والتناول لو كانوا في قنوات أو دول أخرى لأنهم سيكونون عرضة للمساءلة والمثول أمام القانون فيما لو رفع المتهم وهو هنا اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات قضية يطالبهم فيها بإثبات أقوالهم والاعتذار ورد الاعتبار ودفع الثمن وهو ثمن غال جدا جدا جدا.


والله من وراء القصد.