|


عبدالله الضويحي
أسامة والفريديالراتب أكثر من 600 ألف
2012-11-19

 


فضلت أن أرقب الموقف من بعيد خاصة خلال الأيام القريبة الماضية، أشبه ما أكون بهيئة المحلفين في القضاء الأمريكي، والموقف هنا هو قضية انتقال أحمد الفريدي من الهلال للاتحاد وأسامة هوساوي من أندرلخت البلجيكي للأهلي.


سأتناول القضية من ناحيتين إحداهما عامة والأخرى خاصة.


الحالة العامة:


وهذه لاتنطبق فقط على أسامة والفريدي بقدر ما تنطبق على كل حالة مشابهة وتتركز في نقطتين:


ـ إن مصلحة الكرة السعودية تنطلق من مصلحة اللاعب، فكلما كان مرتاحا نفسيا كان أكثر قدرة على العطاء والنجاح خاصة فيما يتعلق بنجوم المنتخب، وطالما أن اللاعب رأى من مصلحته الانتقال فهذا يعني البحث عن مصلحته الشخصية، أما مسألة النجاح وتحقق الهدف على الصعيد الشخصي فهذا مرهون بتوفيق الله ثم بأمورأخرى.


ـ الثانية أننا في عصرالاحتراف ويجب أن يكون النادي وجماهيره مهيئين لأي حدث وقابلين به أياً كانت انعكاساته عليهم.


الحالة الخاصة:


وأعني حالة كل لاعب على انفراد وعلاقة الهلال بها كناد.


 


أسامة هوساوي


قبل أن ينتقل أسامة إلى أندرلخت كان هناك حديث عن رغبته في الانتقال إلى أحد أندية الغربية لظروف اجتماعية، وأعتقد أنه منذ أن انتقل إلى أندرلخت يعتبر في حكم من ابتعد عن النادي كان على الجميع أن ينظر لهذه الناحية وألا يعيش على أمل عودته والبحث عن بديل لسد الفراغ.


مشكلة الهلاليين أنهم اعتمدوا على فقرة في العقد أن الأفضلية لهم في حالة عودته للملاعب السعودية وهذه لاتعني الأحقية وهي ماكان يظنه البعض وليست ملزمة.


والأخرى أنهم لم يبحثوا عن البديل أوعجزوا حقيقة عن إيجاد هذا البديل مما جعل ردة الفعل تصل إلى هذه الدرجة.


أسامة لم ينتقل من الهلال وإنما انتقل من أندرلخت والهلال دخل كمنافسس على الصفقة وليس من باب الأحقية بها وهذا مايجب أن يدركه الهلاليون.


 


أحمد الفريدي


هو الآخر قد اتضح اتجاه بوصلته منذ أن وقع مع سلطان البلوي كوكيل أعمال له.


وكثير من الهلاليين يدركون ذلك خصوصاً عند مراجعة سجله معهم طوال الموسم الماضي وماذا قدم للفريق مما يؤكد أن وجوده قد يكون عبئا عليه.


كان واضحاً منذ إغلاق جواله وسير المفاوضات أنه لن يبقى مهما كانت لغة الأرقام ودخوله فترة الـ 6 أشهر التي يرى البعض فيها خطأ هلاليا كانت برغبة منه أو هو من بحث عنها بطريقة أو بأخرى.


أعتقد أن توجهاً ما كان بوضع الهلال في زاوية ضيقة فإما التوقيع معه بقيمة مبالغ فيها يدفع ثمنها النادي فيما بعد ودون أن تتحقق منه الفائدة المرجوة وفقاً للمعطيات السابقة أو أن يدخل فترة الـ 6 أشهر ليستفيد النادي الآخر.


الفرق بين أسامة والفريدي أن الأول كان محترماً للنادي وواضحاً معه من البداية، أما الثاني فلم يكن بذات المستوى من التفكير.


ليس دفاعاً عن إدارة الهلال ولكنني أعتقد أنها اتخذت القرارالسليم سواء من ناحية مثالية بإعطاء الحرية للاعبين أوعقلانية بعدم دفع مبلغ يصل إلى نصف ميزانية النادي والاستفادة منه بصورة أفضل إذا كان راتب الفريدي سيتجاوز 600 ألف ريال شهرياً، وأسامة هوساوي أكثرمن ذلك عدا الميزات الأخرى.


والله من وراء القصد.