|


عبدالله الضويحي
فيصل بن فهد والشريط
2012-11-09

في موسم 1406هـ - 1986م وفي مسابقة كأس الملك فاز النصر على الرياض 2ـ1 بضربة جزاء أخطأ الحكم في تقديرها وأجمع كثيرون على الشك في صحتها في الوقت بدل الضائع من المباراة بعد أن أنهى الرياض الشوط الأول متقدماً بهدف وحيد. كان الرياض الأفضل في تلك المباراة والأجدر بالفوز مما دفع بلاعبيه إلى الاحتجاج على الحكم ثم محاولة الاعتداء عليه بعد نهايتها وتدخل رجال الأمن لفض الاشتباك وحماية الحكم لكنه -أي الحكم- دخل في اشتباك مع اللاعبين ولم يبتعد وأخرج قبضته من فوق أحد رجال الأمن وضرب حارس مرمى فريق الرياض آنذاك سلطان الدوس. وقتها كنت مشرفاً على الشئون الرياضية في جريدة الرياض وتعاملنا مع الحدث من الناحية المهنية، حيث نشرنا صور الاشتباكات ومحاولات لاعبي الرياض وتصرف الحكم والتي لم تكن مقبولة في ميدان رياضي. ورغم أن الحكم (دون ذكر لاسمه) من الحكام الجيدين وممن أعتز وما زلت بمعرفته وصداقته إلى الآن، إلا أن مسؤوليتي لم تمنعني من كتابة زاوية أنتقد فيها تصرفه مع الإقرار بخطأ اللاعبين وأنه كحكم يفترض أن يكون أكثر حلماً وأبعد عن الدخول مع اللاعبين في اشتباكات مباشرة خاصة وأنه محمي من رجال الأمن ويحميه القانون أيضاً والذي سيطبق بحق اللاعبين بناء على تقريره. بعد نزول الموضوع في الجريدة فوجئت باتصال من الأمير فيصل بن فهد -يرحمه الله- الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اتحاد كرة القدم آنذاك سألني سموه ولايزال صدى صوته يتردد في أذني وأتذكر كل كلمة قالها: ـ عبدالله.. أنت متأكد من الحادثة ومما كتبت؟ قلت: نعم سمو الأمير. ـ قال: شاهدتها بنفسك؟ قلت: أنت عودتنا على التأكد مما نطرحه وتحري الدقة في ذلك. ـ وكرر السؤال: هل شاهدتها بنفسك؟ قلت: إن الصور واضحة في الجريدة وصورة الحكم. ـ قال: أترك الصور، أنا أسألك هل شفت الحادثة بعينك؟ قلت: لم أكتب إلا بعد أن شاهدتها في الفيديو للتأكد من الحادثة. ـ قال: ولكن المباراة غير منقولة؟ قلت: إنها مسجلة. ـ ثم سألني: عندك الشريط؟ قلت: نعم. ـ فقال: أرسل لي نسخة منه؟ أرسلت لسموه نسخة من الشريط، وبعدها بساعات لا تتجاوز الثلاث صدر قرار بإيقاف الحكم المذكور ثلاثة أشهر. يرى البعض أن من حق الحكم الدفاع عن نفسه مستشهداً بحالة حدثت في أحد الدوريات الأوروبية عندما اتجه أحد اللاعبين نحو مساعد الحكم بسرعة تبدو عليه علامات الغضب وردة الفعل جراء قراره، فمد الحكم عصا الراية أمامه بصورة أفقية في بطن اللاعب ورده بها وقام الحكم بإشهار البطاقة الحمراء للاعب. أعتقد هنا أن الحالة تختلف والمساعد لم يعتد على اللاعب وإنما حمى نفسه، في حين أن الحالة التي تحدثت عنها وغيرها من الحالات التي حصلت مؤخراً من بعض الحكام تعتبر خروجاً عن النص يجب ألا تصدر من الحكم وهو الذي يفترض أن يكون قدوة للاعبين، وأن ينأى بنفسه عن مثل هذه المواقف ويعطي نفسه الفرصة لمراقبة الأحداث وتدوين الملاحظات بصورة سليمة ونزيهة إذ يصعب عليه كتابة التقرير وتحديد المتسببين في الشغب إذا كان أحد المشاركين فيه. والله من وراء القصد،،،