|


عبدالله الضويحي
أنديتنا والطب الشعبي
2012-11-06

 


الأندية لدينا تتعامل مع واقعها كما يتعامل ذوو المرضى مع مريضهم عندما يتنقلون به بين المعالجين الشعبيين والقراء وسماع نصائح آخرين حول وصفات شعبية جربوها ونجحت معهم ويخسرون في ذلك مبالغ طائلة لضعف ثقافتهم وإنعدام الوعي لديهم دون أن يكلفوا أنفسهم عناء أخذ هذا المريض إلى طبيب مختص أومركز طبي متخصص.


يعيش الفريق وضعا مستقرا فنيا وإداريا وعناصريا ويحقق أفضل المستويات كنتيجة طبيعية لذلك وربما البطولات وفي موسم تال وفي ذات الظروف يتراجع أداؤه وتتردى نتائجه فتلجأ الإدارة إلى تغيير المدرب أو اللاعبين الأجانب.


بعض اللاعبين يقدم أفضل المستويات أثناء التمارين مما يؤهله لقيادة الفريق لكن ذلك يتوارى أثناء المباريات خاصة الهامة منها والحساسة كمباريات الديربي وأمام أندية معينة بل إن البعض منهم يتألق في مباريات ناديه ويقوده للانتصارات لكنه لايقدم ذلك المستوى عند مشاركته المنتخب فنتهمه بعدم الولاء وضعف شعوره بالمسؤولية سواء لناديه أو للوطن، وبعضهم يملك مهارات فردية عالية تقوده إلى النجومية لكنه لايعرف طريق المرمى وتتلاشى هذه المهارات عند مواجهته فهو لا يجيد التصرف في هذه المنطقة من الملعب وكثيرا ما أضاع على فريقه العديد من الفرص الحاسمة وربما ضربات الجزاء في وقت قاتل من المباراة والتي قد تقوده إلى الفوز أو تحقيق مجد كروي.


يمر اللاعب في حياته الرياضية بفترة يتذبذب فيها مستواه ويتراجع فنحكم عليه بالنهاية وتراجع المستوى في حين أنه لازال قادرا على العطاء.


حتى على مستولى الأندية بعضها يتلاشى مستواه ويعجز عن صناعة التفوق أمام أندية معينة حتى لو كانت في أدنى مستوياتها ودرجاتها في الترتيب أو تتألق في بطولات معينة وتخفق في أخرى بالرغم من تأهيلها فنيا وإداريا وعناصريا فخلقنا ما نسمية بخرافة (العقدة) من ناد معين أو بطولة معينة.


أمثلة كثيرة في واقعنا الرياضي يطول الحديث عنها لو أردنا سردها وطرحها في حيز كهذا نراها شاهدة أمامنا دون إدراك منا لكيفية التعامل معها.


قد نقضي على لاعب سعودي أو موهبة كروية ينتظرها مستقبل لأنه (لا يصلح) في نظرنا أمام المرمى أو أمام الفرق الكبيرة أو لأنه (لاعب تمارين) ونخسر خدمات البعض في المنتخب لأنهم في نظرنا لاعبي أندية


نصر على الفوز في مباريات معينة أو أمام أندية معينة لأنها تمثل لنا بطولة أو البحث عن بطولة معينة لأنها ماينقصنا أو لأننا نبحث من خلالها عن التساوي مع آخرين في تحقيقها فنلغي عقود المدربين واللاعبين ونبحث عن آخرين يرهقون ميزانية الأندية ويستنزفون مواردها وتظل مثل هذه المباريات أو البطولات (شغلنا الشاغل) وتنسينا التخطيط لمستقبل الفريق أو النادي ونكتفي بالفوز بها ونقنع جماهيرنا فتصبح هي مقياس النجاح لتلك الإدارة أوغيرها.


نلغي عقد المدرب لمجرد الخسارة في مباراة (ديربي) أو مباراة مصيرية أو الفشل في تحقيق بطولة معينة وننسى نجاحاته على مدى موسم أو موسمين والبطولات التي حققها مع الفريق..


نمارس هذا كله لأننا نبحث عن امتصاص ردة الفعل الجماهيرية ونخشى مواجهتها ونبحث عن الانتصارات العاجلة أو المؤقتة.


نمارس نظريات (علم النفس الرياضي) في الإسقاط وننسى (العلم) وهو الأهم،


وهذا له حديث آخر.


والله من وراء القصد.