نظاماً لا يحق للاتحاد العربي السعودي لكرة القدم ممثلاً في لجنة الانضباط اتخاذ أي قراربشأن الأحداث التي أعقبت مباراة الأهلي والاتحاد في نصف نهائي بطولة الأندية الآسيوية إذ لا تربطه أية علاقة بالمباراة فالأهلي والاتحاد بالنسبة له في هذه البطولة لايختلفان عن أولسان الكوري والسد القطري وسباهان الإيراني لكن من حق أي اتحاد محلي اتخاذ مايراه مناسباً من قرارات تحفظ للبلد الذي ينتمي إليه اللاعب المخالف سمعته ولرياضته شرفها.
ربما وجدها اتحاد كرة القدم فرصة للبعد عن الشر والغناء له حامدينه سبحانه على أن المباراة لم تكن في الدوري المحلي مع أنني أتحفظ على موقف كهذا وأرى أنه لابد من أن يكون للاتحاد وليس للجنة الانضباط كلمته حفاظاً على سمعة الوطن وكرة الوطن.
أذكرفي مباراة الهلال مع بيروزي في طهران (بطولة الأندية الآسيوية)2001 حصلت أحداث تضرر منها الهلال وخسر1ـ3 فأوقف الاتحاد الآسيوي لاعبه الكاتو لمدة شهر والثنيان سنة، فقرر الاتحاد السعودي سريان العقوبة محليا وخارجيا فحرم الثنيان من مشاركة الهلال على كأس حسني مبارك أمام الإسماعيلي وفي بطولة أندية مجلس التعاون رفض عبدالله الجمعان لاعب الهلال التغيير فأصدر الاتحاد السعودي قرارا بإيقافه رغم أن البطولتين خارج مسؤولية الاتحاد.
وعودة لموضوعنا فلنا أن نتصور لو كانت المباراة ضمن الدوري المحلي ما هو موقف الاتحاد ولجنة الانضباط وكيف ستكون ردة الفعل على كل مستويات ونوعية الطرح الإعلامي وكيفية التعامل مع الحدث؟ وهي تساؤلات طرحها زميلي رئيس التحريرالأستاذ سعد المهدي في زاويته المجاورة يوم أمس.
لكن هذه التساؤلات أصبحت على بساط البحث ولابد من إجابة عليها حيث امتدت تلك الأحداث إلى لقاء الفريقين على كأس الناشئين ضمن الدوري المحلي وتحت مظلة اتحاد كرة القدم بعد 48 ساعة فقط من لقاء الكبار
امتدادها للناشئين وهم الذين يفترض أن يكونوا بعيدين كل البعد عن مثل هذه التصرفات كونهم لازالوا في بداية حياتهم الرياضية والعامة يؤكد تأثرهم بتصرفات الكبار وبردود الفعل التالية للحدث وأن إعداد اللاعب لدينا يركز فقط على النواحي الفنية والبدنية دون زرع للروح الرياضية وتنمية الثقافة والوعي لدى اللاعب بمعنى التنافس الشريف ودلالاته.
لا أعني هنا فقط الأهلي والاتحاد ولكنني أتكلم عن أنديتنا بصورة عامة أكثر من عقدين ونحن نطبق الاحتراف لكننا حتى الآن لم نستطع أن نرتقي بفكرنا وثقافتنا إلى هذا المفهوم، ولازالت ثقافة الفوزوالخسارة بعيدة كل البعد عن مفهومنا لمعنى التنافس والدفاع عن الذات وعدم الاعتراف بالخطأ أوعلى الأقل الصمت عنه ورمي التهم على الآخرين دون دليل هو السائد بين الأطراف المتنافسة عند وقوع مثل هذه الأحداث أوغيرها فالحقيقة ضائعة والمتلقي المحايد لايعرف أين تكمن.
لا أقول إنهم يكذبون ولكن أحدهم صادق والآخرلم يقل الحقيقة والصادق يشوب صدقه بعض التجاوزفي بعض الأحيان في مسعى منه لتأكيد التهمة على الآخر.
ومما يؤسف له أن كلا من هؤلاء وأولئك يجد من يتبنى وجهة نظره عبر وسائل الإعلام لتنتقل دائرة الصراع إلى منطقة أخرى في محاولة للتأثيرعلى مسار أي عقوبة محتملة أو على الأقل التشكيك فيها.
والله من وراء القصد.