قبل مباراة الأهلي والاتحاد في إياب نصف نهائي بطولة الأندية الآسيوية التي فاز بها الأهلي 2 ـ 0 (الذهاب1 ـ 0 للاتحاد) كتبت أكثر من تغريدة عبر تويتر قلت فيها إن وضع الفريقين قبل المباراة يتفق تماما مع وضع الهلال وأولسان الكوري في الدور ربع النهائي حيث يمثل الأهلي دور الهلال فيما يمثل الاتحاد دور أولسان وأن على الأهلي أن يستفيد من درس الهلال وكذلك الاتحاد.
استفاد الأهلي من درس الهلال وعرف كيف يتعامل مع مباراة الإياب فيما وضع الاتحاد نفسه في الدائرة ذاتها التي وضع الهلال نفسه فيها فأخفق كما أخفق سلفه.
الفرق.. أن الاتحاد كان يعتقد أن الخروج سهل من هذه الدائرة عبر أي من أقطارها اللامتناهية في العدد فيما كان الهلال يرى صعوبة الخروج منها لتشابه الأقطارعليه لا يدري أيها يؤدي إلى الخروج من هذه الدائرة وبالتالي الوصول للبطولة.
لعب الأهلي المباراة وفق إستراتيجية واضحة يتم تنفيذها على مدى الـ 90 دقيقة تأخذ في اعتبارها التركيز على المباراة ومعايشتها دون التأثر بأية عوامل خارجية أخرى وهي إستراتيجية تعتمد على منطلقين:
ـ تأمين المناطق الدفاعية والحرص على عدم استقبال أي هدف لأن ذلك يعني حسم المباراة وبالتالي التأهل ومغادرته البطولة.
ـ تسجيل هدف وحيد يضمن من خلاله على الأقل قطع ثلاثة أرباع المشوار ولعب مباراة جديدة على ملعبه مدتها نصف ساعة.
لكن الأهلي حقق الحسنيين كرويا بعد أن نجح في هذه الإستراتيجية والتعامل مع ظروف المباراة وجاء تسجيله للهدفين في وقتين مناسبين تماما (الدقيقة 43 والدقيقة 83 في وقت قاتل قضى فيه على الآمال الاتحادية) هذا التوقيت يتفق تماما مع هذه الإستراتيجية ويخدم هذا التوجه.
الاتحاد شرب من نفس الكأس التي شرب منها الهلال لكن الفرق أن كأس الهلال أفقدته التفكير فيما كأس الاتحاد أفقدته التركيز.
"العالمية صعبة قوية" أدخلت الهلال دوامة تفكير في البطولة الآسيوية حتى أصبحت عقدة بالنسبة له لا يرى نفسه بدونها وقد تحدثت عن ذلك في زاوية سابقة.
و"الآسيوية لعبتي" حلقت بالاتحاد فأصبح لا يرى إلا نفسه في هذه البطولة وأنه وحده لاشريك له من الأندية السعودية القادر عليها.
" العالمية" و"الآسيوية" لعبتان إعلاميتان انطلت الأولى على الهلال والثانية على الاتحاد.
ولازالت أنديتنا وأنا هنا لا أعني الهلال والاتحاد فقط.. تنقصها الكثير من ثقافة إدارة المباريات ـ إن صح التعبير.
الاتحاد دخل المباراة بثلاث فرص ونصف وهي الفوز بهدف أو التعادل أو الخسارة بفارق هدف بشرط أن يسجل أو الخسارة بهدف ثم لعب مباراة جديدة من خلال الأوقات الإضافية.
وإذا ما أضفنا لهذه الفرص الثلاث " الآسيوية لعبتي " لأدركنا كيف نظر الاتحاد للمباراة وأن تسجيله لهدف مسألة وقت، ولهذا جاءت ردة فعل الاتحاديين على الخسارة بهذه الصورة.
لكن هذا كله لا يلغي جدارة الأهلي ونجاحه في إدارة المباراة والتعامل مع ظروفها وأن هذا النجاح هو الذي أفقد الاتحاد التركيز وأضاع عليه ثلاث فرص ونصف وجعله ـ أي الأهلي ـ يفوز بنصف فرصة وهنا مكمن النجاح.
والله من وراء القصد.