منذ أن فازالاتحاد ببطولة الأندية الآسيوية 2005 على العين الإماراتي امتدادا لفوزه بها 2004 على سونجنام الكوري، غابت الأندية السعودية عن سماء هذه البطولة وحتى ملامستها، فكانت تخرج مبكرة أوفي نصف النهائي، عدا موسم 2009 عندما خسرالاتحاد النهائي أمام يوهانج الكوري. بعد 2005 سلمت الأندية السعودية الراية لأندية الشرق خاصة اليابان وكوريا، عدا الموسم الماضي 2011 عندما أعادها السد القطري لغرب القارة، وما حدث هوأمر منطقي وانعكاس طبيعي لوضع الكرة الآسيوية في عمومه. الأندية هي جزء من المنظومة وأساسها، والعلاقة بينها وبين المنتخب علاقة تكاملية، وعندما تراجعت الكرة السعودية في الفترة الأخيرة انعكس ذلك على مشاركات الأندية خارجيا، والعكس بالنسبة لشرق القارة (اليابان وكوريا)، حيث سيطرت أنديتها على بطولة الأندية وهو نتاج طبيعي لسيطرة الكرة الشرق آسيوية على القارة في العقد الأخير. فرحنا كثيرا هذه المرة ونحن نشاهد ثلاثة أندية في دور ربع النهائي، وحدانا الأمل بأن يلتقي اثنان منهم على النهائي لكن الرياح جرت بما لايشتهي السفن. على أننا لم نفقد الأمل بعد، فمواجهة الاتحاد والأهلي في الدورنصف النهائي تعني ضمان مقعد في النهائي، وهذا في حد ذاته تحسين لسمعة الكرة السعودية في القارة، ويزداد الأمل ويدفعنا التفاؤل أكثرلاستعادة اللقب وعودته لمكانه الطبيعي. الاتحاد والأهلي (ذهابا) والأهلي والاتحاد (إيابا) مباراة صعبة لاتقبل أنصاف الحلول، والتنافس بين الفريقين تأريخي سواء على المستوى المحلي أوالخارجي كما في البطولة العربية، لكن هذه المباراة تختلف وهي قمة التنافس. الفائز يصطاد عصفورين بحجر واحد، فهويتأهل للمباراة النهائية على بطولة الأندية الآسيوية وفي الوقت ذاته يقصي غريمه عنها في إطارالتنافس الثنائي والتقليدي بينهما، وفوزه يعطيه دافعا قويا ومعنويا للفوزبالبطولة. هذا الدافع والمعنوية يجب أن تتوقف عند حواجزمعينة ولاتتجاوزخطوط الثقة. المباراة النهائية لن تكون سهلة خاصة لو كانت على ملعب الخصم، فالطرف الآخر المتوقع هو فريق أولسان هيونداي الكوري، وهوفريق منظم وقوي ليس لأنه أقصى الهلال من ربع النهائي (1 ـ 0 و4 ـ 0) لكنه تصدر مجموعته بسهولة، ففاز بـ 4 مباريات وتعادل في 2 ولم يخسر، ثم أقصى كاشيواريسول الياباني 3 ـ 2 وجاء إقصاؤه للهلال ليعطيه دافعا معنويا لم يكن يتوقعه. ومباراته المقبلة أمام فريق بونيودكور الأوزبكي وهومن الفرق ذات الخبرة في البطولة لكن أولسان يملك إمكانات التفوق. وأيا كان الطرف الثاني في النهائي مع الاتحاد أوالأهلي فيجب أن ننظرله باحترام واضعين في الاعتبارحال الكرة. الاتحاد فرصته ليستعيد هيبته وبطولته ويضيف رقما جديدا لبطولاته على الصعيد الآسيوي. والأهلي فرصته لينضم إلى ركب الأندية السعودية الفائزة بلقب قاري. إدارتا الناديين تعاملت كل منهما مع الحدث بروح المسؤولية والوطنية، وعلى الجميع بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم تقديرهذه الروح وهذا العمل والتجاوب معه. أمنياتنا للاتحاد والأهلي بالتوفيق، وأن تعود الكأس الآسيوية إلى موطنها وتعيد معها شيئا من هيبة الكرة السعودية. عيدكم مبارك ألتقيكم بإذن الله يوم السبت بعد المقبل عقب العودة من الإجازة، تقبل الله نسككم وصالح عملكم وكل عام وأنتم بخير. والله من وراء القصد.