بدأ العد التنازلي لدورة الخليج الـ21 التي تستضيفها البحرين في ينايرالمقبل، بعد إجراء مراسم القرعة في المنامة أمس الأول وتقسيم الفرق إلى مجموعتين، ضمت الأولى (البحرين وعمان وقطروالإمارات).. وجميعها فازت باللقب عدا البحرين، فيما ضمت الثانية (الكويت والعراق والسعودية واليمن).. وكلها فازت باللقب عدا اليمن. وبعيدا عن المجاملات السياسية، فإن استضافة البحرين للبطولة هو حق من حقوقها، إذ كان من المفترض أن تستضيف الـ20 حسب النظام وتدويرالبطولة وذهبت لليمن، وهذه كانت مقررة في البصرة ثم نقلت للبحرين نتيجة ظروف المنطقة، لكن طيبة أهل البحرين وتساميهم جعلهم يتنازلون.. إلا أن الحق عاد لهم. وعودة للقرعة، فمن الطبيعي أن تتباين ردود الفعل، وكل يدعي أنه في المجموعة الأصعب وبالتالي صعوبة المهمة عليه. ويرى البعض أن المجموعة الثانية كذلك.. لأنها ضمت الكويت والعراق والسعودية وهم الأكثر فوزا بالبطولة (16 بطولة من أصل 20 منها 10 للكويت)، إلى جانب التنافس التقليدي بين هذه المنتخبات الثلاثة. أعجبني حقيقة تصريح الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة الرئيس التنفيذي للبطولة وهو يصف القرعة بأنها متوازنة.. وهي لغة العقل والمنطق مع دورات الخليج. في ظني وظن كثيرين، أن دورة الخليج خاصة في ظل نظامها الجديد بتقسيمها إلى مجموعتين ومحدودية عدد المباريات أصبحت أشبه ما تكون بنظام خروج المغلوب، وفيما عدا اليمن مع احترامي وتقديري لها كمنتخب يمتلك الحماس والطموح، فإن بقية المنتخبات السبعة يطمح كل منها للبطولة ويملك كل الإمكانات لذلك، وهي صاحبة خبرة وتجربة على مستوى المنطقة وخارجها. لقاءات المنتخبات الخليجية فيما بينها أصبحت أشبه بالديربيات ولم يعد بالإمكان التوقع مسبقا لأي نتيجة. لم يعد الأمر كما كان قبل 15 أو 20 سنة عندما كانت الفرق في مجموعة واحدة وتنقسم إلى مستويين أحدها يشارك بحثا عن البطولة والآخر لكسب المزيد من الخبرة والاحتكاك. جميعها الآن تشارك من أجل البطولة، ومن لم يستطع فهو يلعب دوراً كبيراً في تغيير مسارها. والعودة لتأريخ دورات الخليج يؤكد هذه الحقيقة . منتخبات تأتي من الصفوف الخلفية وتكسب الجولة والبطولة. وأخرى مرشحة وتتوارى عن الأنظار. تبرز نجوم ويختفي آخرون. بعض المنتخبات تقدم أفضل المستويات لكنها تصطدم بالحظ أو بخطأ تحكيمي فيقضي على آمالها، وأخرى العكس بعضها يأت من أجل المشاركة ويجد نفسه على القمة، لهذا لا أميل كثيرا ولا أحبذ التصريحات التي تؤكد على أن دورة الخليج ستكون هي الانطلاقة وعودة الابتسامة للجماهير المتعطشة أو مصالحتها. مثل هذه التصريحات تشكل ضغطا نفسيا على اللاعبين وتهيئ لردود فعل جماهيرية تتوافق مع النتائج وهي في علم الغيب، لذا فمن الخطأ أن نضع هذه الجماهير في هذه الحالة وأمام نتائج غير متوقعة أو لنقل غير واردة في الحسبان. دورة الخليج لها طابع خاص وتحتاج لإعداد من نوع خاص، العامل النفسي يلعب دورا مهما في نتائجها، والأداء داخل المستطيل الأخضر هو الفيصل في بعض الأحيان، واستباق النتائج غير محمود العواقب، لأن ردة الفعل تختلف وكذلك طبيعة التنافس. دورة الخليج ليس لها قاعدة، ويجب أن لا تكون مقياسا وتقييما للمنتخبات. والله من وراء القصد.