اليوم الإثنين 22 ذو القعدة 1433هـ 8 أكتوبر 2012م يوم تاريخي لكرة القدم السعودية، حيث يشهد أول جمعية عمومية لإقرار النظام الأساسي لاتحاد كرة القدم والمصادقة عليه ثم انتخاب مجلس إدارة جديد للاتحاد كل ذلك من خلال جمعية منتخبة هي الأخرى.

قبل سنوات وفي يوم تاريخي أيضا دخلت الرياضة السعودية عصر الانتخابات عندما تم انتخاب نصف أعضاء مجالس الإدارات في اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية بتنسيق ومباركة من اللجنة الأولمبية الدولية و(فيفا) على أن ترتفع هذه النسبة إلى 70% في الدورة الحالية ثم انتخابات كاملة في الدورة القادمة.

كان بإمكان اتحاد كرة القدم تطبيق ذلك وأن يتم تعيين 5 أو6 من الأعضاء (حسب العدد) من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب وفي مناصب قيادية قد يكون لها تأثير على بعض القرارات لكن الاتحاد أراد أن يسبق الزمن ويقدم على خطوة تاريخية بانتخاب جميع أعضائه واستقلاليته تماماً عن رعاية الشباب وهو ما أراده الأمير نواف عندما أعلن استقالته وابتعاده وهي المرة الأولى التي لا يتم فيها الربط بين القيادة الرياضية وقيادة الاتحاد.

الحديث عن الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم ذو شجون لا تكفيه مساحة كهذه ويحتاج لأكثر من وقفة لكننا أمام نقطتين هامتين:

الأولى:

أن الجمعية العمومية للاتحاد أصبحت أمرا واقعاً وسارت العملية الانتخابية لتشكيلها بسهولة ويسر ولو كانت هناك مخالفات إدارية أو تنظيمية لكان (فيفا) أول المعترضين، وما يدور من نقاشات في الإعلام لا يخدم القضية إذ يعتمد في كثير من طروحاته على اجتهادات فردية لا تستند على أسس قانونية وبعضها يناقش مشروعاً دون أن يطلع عليه أو يكلف نفسه عناء قراءته. (أستثني كثيرا من النقاشات الإيجابية التي تثري الموضوع).

الثانية:

أن عضوية الجمعية العمومية تكليف وليست تشريفاً وهذا ما يجب أن يدركه العضو الذي تم انتخابه من المجتمع الرياضي بمختلف أطيافه لنقل صوتهم ورؤاهم إلى اتحاد كرة القدم وتقع عليه مسؤولية كبرى وأمانة في انتخاب الأكفأ والأكثر تأهيلا لمجلس الإدارة لقيادة المرحلة القادمة للكرة السعودية ومناقشته وحتى محاسبته في الاجتماعات الدورية.

الخطوة الأولى والمهمة هي التي ستتم اليوم بمناقشة النظام الأساسي للاتحاد أو اللائحة الأساسية واعتمادها ومن ثم انتخاب أعضاء المجلس وأعتقد أن المناقشة ستأخذ وقتاً طويلا قد لا يكفيها جلسة واحدة أو اثنتان وهذا لا يمثل عقبة، فالوقت فيه متسع إذ المهم إقرارها بصورة واضحة وصريحة وإن كنت أرى تخصيص جلسة خاصة للانتخابات لأهميتها.

الـ 63 عضوا الذين سيجتمعون اليوم سيحضر بعضهم ــ كما تعودنا في بعض الاجتماعات ــ دون أن يطلع على النظام الأساسي المدعو لمناقشته وإقراره وهذا سيكون متعباً للجمعية ولمستقبل الكرة.

ـ إما بنقاش لا يستند على أسس وربما كان موجودا في اللائحة.

ـ أو صمت مطبق و(موافقون).

يفترض في العضو أن يدخل الاجتماع وهو ملم تماماً باللائحة، لأنه مسؤول بدلاً من الدخول خال الوفاض والخروج محملا بملفات ومطويات يرميها في أقرب ركن من المكتب أو المنزل أو يضعها على (طبلون) السيارة حتى يتغير لونها وتنمحي من أثر الشمس.

والله من وراء القصد.