هذلول بن عبدالعزيز الابن الـ32 لمؤسس هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية.. كان يملك كل المقومات الاجتماعية ليملك (كاريزما) معينة في وسط يموج بكثير من الثقافات لكن الذات التي تسكن (هذلول) أبت إلا أن تصنع له (كاريزما) خاصة به. ظهر(هذلول بن عبدالعزيز) على السطح وتحديدا مع الكيان الذي عشقه منذ صغره (الهلال) بعد مرحلة خسوف دامت أكثر من عقد من الزمن عقب فترة تألق واكتمال بدر تمامه على مستوى المملكة في ظاهرة فريدة. جاء الأمير هذلول في فترة تغيير قادها مؤسس النادي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد ـ رحمهما الله جميعاً ـ فكان راعي هذه المرحلة وقائدها بنجاح. كانت مرحلة تتطلب الحكمة والروية والصبر، وهي صفات كان يتحلى بها الأمير هذلول لكنها فترة لم تدم طويلا في ظل الرغبة الصادقة في البناء وسلامته كان فيها مشاركاً ثم قائداً تحققت في عهده أول بطولة للدوري على مستوى المملكة في شكله الجديد سطع فيها ضوء الهلال وظل كذلك في سماء البطولات (هلال لا تغيب عنه الشمس). لم يكن (هذلول بن عبدالعزيز) عاشقاً للأضواء.. ولا مستبداً بالقرارات.. ولا باحثاً عن الشهرة.. لهذا اكتفى بقيادة السفينة الهلالية إلى بر الأمان ثم سلم القيادة لخلفه الأمير عبدالله بن ناصر ـ رحمهما الله ـ أحد روادها في تلك المرحلة كعادة الهلاليين في توارث قيادة كيانهم بطريقة فريدة تمتاز بالسلاسة والهدوء ولكنه وبطلب من الهلاليين قاد الفريق الأهم في المجموعة الهلالية وهو مجلس أعضاء الشرف وكلنا يعرف مجالس أعضاء الشرف في الأندية وما يدور في كواليسها وإن لم تظهر للسطح لكن هذلول بخبرته وحنكته وهدوئه وبمكانته أيضا وقيمته الاجتماعية استطاع قيادة هذا المجلس بكل كفاءة وإقتدار وأن يكون ضابط الاتزان فيه. قابلته ـ رحمه الله ـ لأول مرة في تلك الفترة أعني فترة التغيير والبطولة الأولى.. كان للموقف هيبته وهو أمر طبيعي لشخص مثلي وضع خطواته الأولى لتوه في الصحافة وطالباً في المرحلة الجامعية وهو موقف يمر على كثيرين لكنك عندما تجلس إلى (هذلول بن عبدالعزيز) يذوب جلال الموقف في وقاره وتنجلي هيبته أمام تواضعه. اتفق الجميع على اختلاف ميولهم على احترامه لأنه كان يحترم الجميع لم يكن للألوان دور في نظرته للأشخاص ولا للتوجهات أثر في تقييمه لهم وأخجل كثيرين تواضعه إذ لا فرق لديه بين كبير وصغير أحبه الهلاليون لأنه كان والداً لهم في أفراحهم وأتراحهم يتلمس حاجاتهم ويسأل عنهم ويقف معهم رأياً وعطاء وأخاً كبيرا في دعمهم وتشجيعهم وصديقاً حميماً في تواصله ووقفاته معهم ومنح الهلال بعضاً من شخصيته.. فكانت سمة الهلال التي لازمته وفرضت احترامه على الجميع. ابتعد (هذلول) عن الهلال في السنوات الأخيرة لظروفه الصحية لكنه كان قريباً منه بروحه ومكانته وسداد رأيه وكان مقصدهم بعد الله في كثير من الأمور. اللهم اغفر لعبدك هذلول بن عبدالعزيز وتغمده بواسع رحمتك واجعل ما أصابه تكفيراً وتطهيراً له ورفعاً لمنزلته عندك واجزه عنا خير الجزاء وأسكنه فسيح جناتك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. والله من وراء القصد.