لو أردت الحصول على معلومة عن تاريخ الدورات الأولمبية أو عن دورة معينة وعن كأس العالم وبطولاته وتاريخه والبطولات العالمية أو عن أي بطل أولمبي وسجله واللاعبين المشهورين في العالم لايستغرق منك ذلك بضع ثوان من خلال محركات البحث في النت مثل جوجل وغيره وعبر أكثرمن موقع تتفق جميعها في صحة المعلومة في حين تحتاج عدة أيام للحصول على أية معلومة تتعلق بتاريخنا الرياضي سواء على مستوى المنتخبات والأندية أو على مستوى الأفراد لأنك تبحث عنها لدى فلان وفلان أو مصادر معينة وإذا حصلت عليها ربما كانت ناقصة أو خاطئة أو أن تجد تناقضا غريبا بين المصادر.
الدوري الممتاز على سبيل المثال لازلنا حتى الآن لم نتفق بعد على بدايته الحقيقية حتى الدوري العام نفسه، بل إن حقبة هامة جدا من هذا الدوري وهي الفترة بين انطلاقته على مستوى المملكة موسم 1976ـ 1977 وحتى 1990 قبل انطلاق دوري خادم الحرمين الشريفين بنظام المربع الذهبي غائبة عن كثير من المصادر عند كتابة تاريخ الدوري وبطولاته وعن بعض المواقع الرياضية الهامة مثل موقع (كورة) العربي المتميز حيث تجد كافة المسابقات السعودية عدا هذه الفترة من الدوري حتى المسابقات تتعدل وتتغير أسماؤها وأنظمتها ولوائحها وهذا جزء من الإشكالية.
والحديث نفسه عن مشاركاتنا الأولمبية وأبطالنا الأولمبيين والسجل التاريخي لمنتخباتنا الوطنية ونتائجها إذ لا تجد في الموقع الرسمي للجنة الأولمبية السعودية أياً من هذه المعلومات والموقع الرسمي لاتحاد القدم تم تدشينه أكثر من مرة ثم يغلق فيما نجد اتحادات لا تملك ما نملكه من إمكانات وإنجازات لها مواقعها على الإنترنت ومليئة بالمعلومات التاريخية والمعاصرة.
كنا إلى عهد قريب نعرف أن نادي الإتحاد هو أول ناد تأسس في المملكة ومنحناه لقب العميد من هذا المنطلق وخرج من يؤكد عبر معلومات يراها صحيحة أن نادي الوحدة هو الأقدم في التأسيس واختلف البعض والاختلاف ظاهرة صحية للوصول إلى الحقيقة لكن المهم أن نصل.
التاريخ الحقيقي لدينا والمعلومات المثبتة من خلال الوثائق المعتمدة والمصادر الرسمية تغيب بغياب أصحابها ويرفضها البعض لأنها لا توافق هوى لديهم ولا تتفق مع ميولهم ورغباتهم.
البعض حتى على المستوى الرسمي وللأسف لا يريد للحقيقة أن تظهر لذات السبب أو لأسباب أخرى لهذا ظهر جيل جديد من المؤرخين وبعضهم يدعي التاريخ لا يتورع في لوي الحقائق ومحاولة تطويعها وإيجاد المبررات التي تتفق مع رغباته لتسير وفق الاتجاه الذي يريد ولايتردد البعض في تغييب حقيقة هامة من تاريخنا الرياضي أو عدم الإشارة إلى أخرى إما لأنه يرى من خلالها نجاحات لآخرين أو إخفاق لما يوافق ميوله وهواه أو لقلة فهمه ووعيه بأهميتها ولذلك فإن بعضاً من المؤلفات الرياضية لدينا أو بعضاً مما جاء فيها هو انطباعات شخصية مبنية على رؤى خاصة أكثر من كونها معلومات تاريخية تعتمد على الوثائق والمستندات الرسمية.
ما يميز الآخرين عنا إيمانهم بأهمية المعلومة وصحتها والمصداقية في تقديمها وكذلك الثقة في النفس وعدم الالتفات للوراء فهو تاريخ تتابع صفحاته وتطوى واحدة تلو الأخرى.
لديهم التاريخ لا يكذب ولدينا من يكذّب التاريخ.
والله من وراء القصد.