|


عبدالله الضويحي
لو تحدث (عثمان) وتكلم (صالح)
2012-09-22

 


عثمان السعد كان مديرا لمعهد التربية الرياضية، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعاد بشهادة الماجستير، عرفته عندما كان (مدير عام الإدارة) في الرئاسة العامة لرعاية الشباب يوم كانت تحتل مبنى صغيرا داخل حرم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ثم وكيلا للرئيس العام.


في منتصف السبعينيات، وبعد تحول الرعاية إلى جهازمستقل وانفتاح الرياضة السعودية بقيادة الأمير فيصل بن فهد على العالم الخارجي، واستضافة المملكة للعديد من الاتحادات العربية، وبعث الرياضة العربية على يده من جديد بما فيها كرة القدم، وإنشاء اتحاد عربي للألعاب الرياضية.. تولى الأستاذ عثمان هذا الملف بكل تبعاته، وكان عرابا للرياضة العربية بكل مشاكلها وتناقضاتها.. خاصة أنها شهدت في ذلك الوقت الكثيرمن التقلبات السياسية بعد زيارة السادات لإسرائيل ثم غزوالعراق للكويت، كل ذلك كان له ولاشك تأثيرعلى الرياضة العربية وتوحيد أصواتها في المنظمات الدولية أو تنظيم البطولات والاتحادات العربية، وظل عثمان يحمل معه هذا الملف قرابة 40عاما.


وعلى مستوى آسيا وتكوين المجلس الأولمبي الآسيوي وصراعاته والخلاف مع الشهيد فهد الأحمد وطبيعة العلاقة بينهما، وقد حضرت بعضا من هذه الاجتماعات وعرفت عنها كثيرا من الأسرار.


د. صالح بن ناصركان مديرا لرعاية الشباب التابعة لوزارة العمل قبل حوالي 40عاما، ثم سافرإلى الولايات المتحدة وعاد وعمل وكيلا مساعدا في وزارة الإعلام للإذاعة والتلفزيون وأشرف على البرامج الرياضية ورئيسا لاتحاد الكرة الطائرة ثم نائبا لرئيس الاتحاد الدولي ولازال وعضوا في اتحاد كرة القدم، ثم انتفل لرعاية الشباب قبل 30 عاما تولي العديد من الملفات للرياضة السعودية داخليا وخارجيا ومؤتمرات وزراء الرياضة والشباب العرب والأولمبية الدولية وفيفا واتحاد الإذاعات العربية وآسيا وغيرها، وكان عراب الكثيرمن القضايا التي تعرضت لها الكرة السعودية، وشكل مع المرحوم عبدالله الدبل ثنائيا أسهم في توصيل الصوت السعودي للخارج وفي أن تحتل المملكة مكانة عالية وموقعا هاما في فيفا.


أبوالوليد) و(أبوأحمد) كان كل منهما رجل فيصل بن فهد الذي وضع فيه ثقته وكان أهلا لهذه الثقة ورجل المهمات الصعبة .


لا أريد مما سبق الثناء على هذين الرجلين فهما في غنى عن ذلك وما قلته غيض من فيض لكنني أتساءل:


ماذا لو تحدث عثمان؟


وتكلم د. صالح؟


كل منهما يحمل الكثير من الأسرار في جعبته والأوراق في حقيبته التي من حق الأجيال أن تطلع عليها.


أعرف أن هناك أسرارا لايمكن البوح بها، لكن ثمة أخرى نحتاج لها.


عن فيصل بن فهد الذي حتى الآن لم يأت من يفيه حقه.


 عن مرحلة هامة من تأريخ الرياضة السعودية، عن رجالاتها ومواقفها ودورها في تنمية الرياضة العربية ودعمها وتحملها الكثير من أجل ذلك .


في كثيرمن دول العالم عندما يترجل أصحاب القرار من مواقعهم، يكتبون مذكراتهم، ونحن هنا نفتقد لهذا النوع من الثقافة، بل إن هناك من يعترض عليها ويضع العراقيل أمامها إما أنه يخشى منها أو لايريدها أن تظهر إلى السطح لأسباب غير مقنعة .


  والله من وراء القصد.