|


عبدالله الضويحي
سعادة السفير
2012-09-19

لا أعتقد أن أيا من سفارات المملكة أو ممثلياتها المعتمدة في الخارج ستتجاهل عامدة متعمدة أي وفد سعودي يصل تلك الدولة أيا كان مستواه ومهمته سواء كان سياسيا أو تجاريا أو رياضيا إذا كان لديها علم مسبق بذلك وليس شرطا أن يكون السفير في مقدمة المستقبلين لكن على الأقل أن يكون هناك تواجد للسفارة وتواصل دائم معه أثناء إقامته فالوفود خاصة الرياضية يتم ترتيب أمورها مسبقا من حيث الاستضافة والإقامة ويظل التواجد معنويا وهو أمر ضروري ولا شك. ويختلف السفراء فيما يمارسونه من أدوار يتجاوز فيها البعض ما هو مطلوب استشعارا منه لمسؤوليته تجاه وطنه أو لطبيعة في ذات الشخص وهم كثر ولله الحمد. أذكر عام 1981 أن قرابة 300 شاب وإداري يمثلون ثلاثة وفود شبابية سافرت إلى ماليزيا وكوريا والصين تايبية (تايوان) على طائرة خاصة وفي ماليزيا (المحطة الأولى) حيث نزل البعض صعد إلى الطائرة السفير محمد الشبيلي رحمه الله وصافح الوفود فردا فردا وأصر على نزولهم لضيافتهم فاعتذرنا بحجة الارتباطات المسبقة وفي تايوان حيث نزلنا وكنت مرافقا للوفد مكثنا شهرا كاملا لم نر فيه أيا من أعضاء السفارة وقابلنا السفير صدفة في صلاة يوم جمعة وفي السفارة عند وصولنا وتسجيل الجوازات تحولنا إلى موظفين حيث تولينا العملية بأنفسنا وأذكر أنني كتبت عن ذلك بعد عودتنا من الرحلة. الهلال والاتفاق والفتح ثلاثة أندية سافرت لتمثيل المملكة خارجيا في كوريا وإندونيسيا والكويت لم تجد من يستقبلها عند وصولها المطار من أعضاء السفارات هناك مما أثار غضبها. الهلال أكد أنه أرسل ما يشعر السفارة بقدومه وهذا لا يعفي الموظف الذي استلمه من المسؤولية ومن السهولة التعرف عليه وتحميله مسؤولية ذلك وعندما يأتي الاعتذار من قمة الهرم في السفارة (السفير أحمد البراك) ويحضر بنفسه إلى مقر البعثة فهو يؤكد أنه كبير في ذاته وغير راض عما حصل لناد يمثل المملكة واحترامه وتقديره للذات الاجتماعية لرئاسة البعثة. هذا الموقف من السفير كان المفروض أن يقابل بما يتناسب واحترام مكانته الرسمية ويشعره أيضا بتقدير الموقف أكثر من عبارة (ما حدث انتهى وأغلق الملف) اللافت للنظر أن الأندية الثلاثة لم تجد من يستقبلها في المطار من أعضاء السفارات مما يستبعد الصدفة في الموضوع وأعتقد أنها المرة الأولى التي تحدث للفرق السعودية في مشاركاتها الآسيوية والخارجية مما يؤكد ذلك. الاتفاق أكد أن إشعار السفارات مسؤولية أمانة اتحاد كرة القدم وصمت الأمانة وعدم تعليقها على الموضوع يوحي بذلك. الأمانة في أي اتحاد هي العقل المفكر فيه ومشكلة أمانة اتحاد الكرة طوال تأريخها أنها تدار بعقلية الرجل الواحد وجهده ولذا تحدث الأخطاء وتتكرر. والأخطاء التي أتحدث عنها ليست في خطاب تم إرساله للسفارة أو لم يرسل لكنها أخطاء عانت منها الأندية كثيرا خلال السنوات الماضية وفي مناسبات مختلفة. أعتقد أن من أولويات اتحاد الكرة القادم الاهتمام بأمانة الاتحاد وتطويرها ودعمها بالكفاءات المؤهلة والقادرة على تحمل أعبائها وتوزيع المسؤوليات والصلاحيات داخل الجهاز فقد ولى زمن الذاكرة والتعليمات الشفوية وخطابات الصادر والوارد والتوقيع والاستلام. والله من وراء القصد