التغييرات التي حدثت في رعاية الشباب لم تكن في نظري وليدة القرارات الأخيرة التي صدرت نهاية الأسبوع الماضي لكنها تعود إلى ما قبل ذلك بستة أشهر وتحديدا عندما أعلن الأمير نواف بن فيصل استقالته من اتحاد كرة القدم وتشكيل اتحاد مؤقت تمهيدا لانتخاب جمعية عمومية للاتحاد ومن ثم مجلس إدارة أو لجنة تنفيذية من المهتمين مباشرة بشؤون كرة القدم. ما حدث قبل أيام من الدفع بوجوه جديدة إلى واجهة العمل الإداري والقيادي في رعاية الشباب وعدم التجديد لعقود آخرين كانوا يمارسون أدوارا استشارية وإن كانت مؤثرة في سياسة الرعاية وصياغة توجهاتها هو في الواقع امتداد لتخلي الأمير نواف عن مهامه في الاتحاد. هذه التغييرات في مجملها ترسم ملامح المرحلة القادمة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتؤكد توجهها نحو الشباب وانفتاحها على المجتمع والتي تتجلى من خلال خطوتين: الأولى: تخلي الأمير نواف عن رئاسة اتحاد القدم يصحح نظرة البعض الخاطئة في خلط المفاهيم وازدواجية الأدوار ويقلل من سلطة رعاية الشباب ورئيسها في التأثير على قرارات الاتحاد وحتى محاسبته. فاتحاد القدم سيتكون من 14 عضوا 70% منهم منتخبون من جمعيته العمومية المكونة من 63 عضوا منتخبون أيضا من الوسط الرياضي ذي الشأن المباشر بكرة القدم وهي (أي الجمعية العمومية) المخولة بمحاسبة الاتحاد ومناقشته وطرح الثقة فيه من خلال اجتماعات دورية لها تنظيمها ولوائحها فيما سيعين الرئيس العام لرعاية الشباب 4 أعضاء فقط لهذه الدورة وفي الدورة القادمة بعد 4 سنوات سيكون جميع الأعضاء منتخبون مما يعني استقلال الاتحاد نهائيا عن رعاية الشباب، أما ميزانيته فكما هو معروف لا تكاد تفي برواتب العاملين ومصاريفه الإدارية وبعض النشاطات فيما يعتمد في مداخيله على عقود الرعاية وبيع المسابقات الرياضية الخاصة به وحقوق النقل أو دعم من الدولة في بعض الحالات الاستثنائية مثل ما يحدث مع بعض القطاعات الأخرى. الثانية: أن الوجوه الجديدة في واجهة رعاية الشباب لم يسبق لهم العمل في اتحادات الألعاب الرياضية بصورة مباشرة أو في مناصب مؤثرة وسيادية مما يعني بعدهم عن المجال الرياضي المباشر. فصل اتحاد القدم وطبيعة وتخصص القيادات الجديدة في الرعاية توحي بماهية العمل القادم وانفتاحها على المجتمع وممارسة دورها في تقديم رسالتها الحقيقية نحو الشباب. المرحلة القادمة هي المرحلة الأصعب في قدرتها على الخروج من دائرة الاتهام ومهما كانت عليه القيادات الجديدة من كفاءة وقدرة فلن تمارس الدور المطلوب منها ولن تقود حركة التغيير المنتظرة ما لم يتوفر لها الدعم المالي اللازم والمعنوي المقرون بالصلاحيات ولامركزية القرار. نحن الآن في مرحلة الإعداد للميزانية القادمة للدولة وهذا يعني أن رعاية الشباب ستكون في سباق مع الزمن لوضع إستراتيجية واضحة وتحدد برامجها ومطالبها لتنفيذ هذه الإستراتيجية وستكون الجهات الأخرى في الدولة التي كانت تنتقد أداءها وتحصره في كرة القدم وتطالبها بالانفتاح على الشباب أمام مسؤوليتها في دعم هذا التوجه خاصة وزارة المالية بما يسهم في تحقيق رسالتها على الوجه المطلوب. (للحديث صلة) والله من وراء القصد.