في مفهوم التنظيم الإداري للدولة تعتبر الرئاسة العامة لرعاية الشباب جزءاً من منظومة العمل التنموي فيها شأنها شأن أي قطاع آخر تحكمه أنظمة ولوائح العمل الوظيفي والمالي ويعاني من البيروقراطية الإدارية ومن (ديمومة الكرسي) وتعثر المشاريع والهدر المالي في بعض الأحيان. وإذا كانت بعض القطاعات الحكومية تتعامل مع جميع المواطنين بمختلف فئاتهم وتتوجه إليهم بخدماتها فإن رعاية الشباب تتعامل بصوورة مباشرة مع 65% من سكانها (وليس مواطنيها فقط) وبصورة غير مباشرة مع النسبة الباقية وهذا ماجعل الكل ينتقد ويتساءل ويطالب ويحملها مسؤولية أي خطأ أو إخفاق يتعلق بنشاط أو اهتمام شبابي فيما يغيب هذا النقد والتساؤل عن القطاعات الأخرى خاصة التي لا تمس المواطن مباشرة. ورغم الفصل في المسؤوليات لدى رعاية الشباب بينها وبين الاتحادات الرياضية إلا أنها ظلت تتحمل أي إخفاق رياضي في نظر المجتمع، وأصبح الكثير ينظر إليها على أنها هيئة رياضية وليست شبابية بل وهيئة كرة قدم وأصبح تقييم عطائها كجهة حكومية مرهون بنتيجة منتخب كرة القدم حتى من قبل مسؤولين في الدولة وأجهزة تشريعية أو استشارية رغم أن المنافسات الرياضية تنظيما ونتائجا ونجاحا أوغير ذلك مسؤولية الاتحادات الرياضية. قبل خمسين عاما نشأت رعاية الشباب إدارة صغيرة ضمن وزارة المعارف (التربية والتعليم)، ثم انتقلت إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وتحولت إلى إدارة عامة قبل أن تصبح هيئة مستقلة بدرجة وزارة بعد نشأتها بحوالي 15عاما .. نشأت رعاية الشباب كمسؤولة عن تنظيم القطاع الرياضي وتحديدا كرة القدم، حيث لم يكن هناك نشاط غيره، واستمرت كذلك عدة سنوات ولأنها مسؤولة عن تشكيل الجمعيات الرياضية (الاتحادات فيما بعد) وتسمية أعضائها قبل مرحلة الانتخابات كان من الطبيعي أن يترأس مديرها العام ثم رئيس رعاية الشباب اتحاد كرة القدم وظل هذا تقليدا متعارفا عليه حتى تأريخ قريب. هذا التقليد أدى إلى الخلط بين السلطات وإلى الفهم الخاطئ لدى البعض وربط كرة القدم برعاية الشباب وأنها تستنزف ميزانيتها رغم الفصل بين الجهتين إداريا وماليا وحتى في المداخيل وطرح التساؤل من يحاسب من؟ نتهم رعاية الشباب ونحملها كامل المسؤولية وننسى دور وزارة التربية والتعليم وهي الأساس في بناء القاعدة الرياضية وبناء الشباب وتأهليهم فكريا ورياضيا.. كلنا يتذكر نجوم المنتخب من جيل الثمانينيات وأنهم نتاج الدورات المدرسية .. ونتذكر المراكز الصيفية كمصادر إشعاع تخرج منها نجوم المنتخبات في مختلف الألعاب ونجوم المسرح والثقافة والإعلام تم وأد النشاط المدرسي والرياضة المدرسية، فبدأ العد التنازلي للرياضة والثقافات الأخرى. رعاية الشباب تتحمل بعض المسؤولية في ذلك وكاملها في عدم نجاحها في توصيل رسالتها وتوضيح مهامها إلى المجتمع، أذكر قبل حوالي 17 عاماً تم عقد اتفاقية بين الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد ووزير التربية والتعليم الدكتور محمد الرشيد بمبادرة من الأخير لتفعيل الشراكة بين القطاعين واستفادة الثاني من مرافق الأول توفي فيصل (رحمه الله) وغادر الرشيد الكرسي وعدنا إلى المربع الأول. والله من وراء القصد.