|


عبدالله الضويحي
رعاية الشباب..ورياح التغيير (1)
2012-09-08

لا أرى مبررا للذين دقوا طبول الفرح احتفاء بالتغييرات التي حدثت في قيادات الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. وتمايلوا طربا لمغادرة أسماء وشخصيات ظلوا يتعاملون معها على مدى عقود ويتعاطون معها الأحداث وينهلون من معينهم ويدينون لهم بفضل. أفرح معهم للتغيير.. وأفرح لصعود أسماء جديدة لواجهة العمل الشبابي.. لكنني لا أتفق معهم على التقليل من شأن المغادرين والتشفي منهم وإطلاق النعوت والأوصاف التي لاتليق بتاريخهم سواء على الصعيد الشخصي أو العملي.. ولا على التقليل من الأسماء الجديدة باعتبارهم خريجي المدرسة القديمة أو كانوا ضمن منظومة العمل نفسه كما وصفهم البعض في أحاديثهم وعبر بعض المواقع. والذين غادروا لم يكونوا على وظائف رسمية حجزوها عن غيرهم أو يمارسون العمل من خلالها. كان البعض مستشارين ونحن نعرف وظيفة المستشار ومهام عمله. والبعض لم يمارس عملا في رعاية الشباب منذ عقود لكنه تحمل مسؤوليات تقديم الرياضة السعودية للواجهة العربية وقيادتها ونجح فيها. ومنهم من يمارس أدوارا مباشرة عبراتحادات رياضية ولجان كان له دور في نجاحها مهما كانت أخطاؤه. والعمل في اللجان والهيئات الرياضية لم يكن يوما محكوماً بالسن بل إن الخبرة مطلوبة في مثل هذه الأعمال.. وكثير ممن يعملون في اللجان الأولمبية الدولية وفيفا والهيئات الرياضية في مختلف دول العالم هم ممن تجاوزوا العقود الستة والسبعة. وإذا كنا نتهم هؤلاء بأنهم وراء تراجع الرياضة السعودية وطالبنا بإبعادهم ونؤمن بأن هذا التراجع تم في العقد الأخير.. فإننا يجب أن ندرك ومن باب الإنصاف أيضا أن هؤلاء هم الذين أسسوا لهذه الرياضة وأسهموا في بناء هذه القاعدة من المنشآت الرياضية سواء في الأندية أو الملاعب.. وفي عهدهم أيضا ومن خلالهم وصلت الرياضة السعودية إلى المسابقات العالمية والمنظمات الرياضية الدولية على صعيد النتائج والكوادر وفي مناصب قيادية. والمؤسف أن بعضا ممن ينتقد هؤلاء ويقلل من قيمتهم وعطائهم هم ممن لاتتجاوز أعمارهم الزمنية نصف حياة أولئك العملية وخبرتهم الوظيفية. ما حدث أمر طبيعي ويحدث في كل دائرة حكومية وهي سنة الحياة وسنة العمل الوظيفي، لكن الوضع في رعاية الشباب يختلف بحكم توجهها ورسالتها. ورعاية الشباب تحت الأنظار وفي دائرة الإعلام ولهذا من الطبيعي أن يحدث التغيير هذا النوع من ردود الفعل. يجب أن لا نتصور أننا بهذا التغيير سنحقق بين عشية وضحاها كأس العالم ونخطف ميداليات الأولمبياد ونجد أمامنا في كل حي ساحة شبابية وناد رياضي وأماكن ترفيه. فالقضية ليست أسماء وعناصر وكفاءات مالم يتم توفير البيئة المناسبة للنجاح كما كانت مع السابقين في فترات سابقة. رعاية الشباب عليها مسؤولية تكريم هؤلاء تكريما يتجاوزما تفعله الدوائرالحكومية الأخرى من احتفاء بالمتقاعدين أشبه مايكون تأبينا لهم إلى احتفاء وتقدير يتناسب وما قدموه للوطن أولا قبل أن يكون لرعاية الشباب (وللحديث بقية). والله من وراء القصد.