جاء في خبر نشرته "الرياضية" يوم أمس: أخفق 47 حكماً من حكام الدوري الممتاز للشباب والناشئين في اختبارات اللياقة البدنية التي أجريت السبت الماضي وغاب 19 حكماً من أصل 102 أي أن الذين تجاوزوا الاختبار 36 حكما فقط وإذا اعتبرنا الغياب إخفاقاً وتهرباً من الاختبار فإن نسبة الإخفاق تقارب الـ65%. وفي دورة حكام دوري الدرجة الثانية وكأس الأمير فيصل الأولمبي أخفق 11 حكماً وغاب 17 فيما نجح 32 حكما من أصل 60 في تجاوز الاختبارات عضو لجنة الحكام محمد البشري علق قائلا: (النتائج لا تبشر بخير خاصة وأنهم صغار السن) في إشارة منه إلى حيويتهم وروح الشباب فيهم، اللجنة وفرت كافة وسائل الراحة من تغذية وإقامة واستقدمت محاضرين عالميين ومن ضمنهم الروسي فولفيوفالنتين أحد الحكام المشرفين على حكام مونديال 2010. الطريف أن الدورة أقيمت تحت عنوان (إثبات الذات) قبل شهرين كان هذا الخبر أيضا: 6 حكام فقط اجتازوا اختبارات الترقية من الدرجة الثانية إلى الثالثة من أصل 64 تقدموا للاختبارات فيما أخفق 58 وأن 19حكماً فقط من أصل 84 اجتازوا اختبارات الترقية من الدرجة الثانية إلى الأولى فيما أخفق 65 بمعنى أن 25 حكماً فقط من أصل 148 اجتازوا تلك الاختبارات بنسبة لا تتجاوز 15%. عندما نشاهد مثل هذه الأرقام ندرك حقيقة بعض الحكام السعوديين وندرك أيضا الفوضى التحكيمية وضعف الأداء في مباريات الدرجة الثانية والثالثة البعيدة عن الأضواء والاهتمام ودرجات الناشئين ولامبالاة هؤلاء الحكام ومدى نظرتهم للتحكيم وهدفهم من الانتماء إليه. أتساءل.. كيف ينظر لنا المحاضرون الأجانب عندما يرون هذه النسب وهذا الفشل في اختبارات الترقية وعدم القدرة على تحقيق الحد الأدنى من النجاح؟ من الطبيعي ألا ينجح الجميع أو أن تكون النسبة عالية.. لكن من غير الطبيعي أن تكون بهذه الصورة، وإذا كان عضو اللجنة لم يستبشر خيراً بمستقبل الحكم السعودي فهو تصريح لم يأت من فراغ وسنظل تحت رحمة التحكيم الأجنبي رغم أخطائهم وسنجد لأنفسنا العذر لو انتقدنا أداء الحكم السعودي. قد نلوم لجنة الحكام في بعض سياساتها وعدم التشدد مع هؤلاء الحكام وإبعادهم عن سلك التحكيم وعدم قبول الذين لا يتجاوزون الاختبارات مرة أخرى لكننا نلوم الحكم نفسه فهو المسؤول الأول والأخير عن إعداد نفسه لياقياً وفنياً فلجنة الحكام ليست نادياً يفرض عليهم تمارين صباحية ومسائية ومعسكرات رغم ما وفرته من كافة السبل إذ إن المسؤولية تقع على الحكم في الاهتمام بنفسه ومحافظته على لياقته وتطوير قدراته والغريب أن كثيرا من هؤلاء هم معلمو تربية رياضية مما يستوجب أن يكونوا في كامل جاهزيتهم اللياقية والبدنية. الحكم يدرك أنه يجري في المباراة الواحدة ما يقارب 15كلم وبالتالي فإن الجري يومياً أو المشي السريع في حدود الساعة أو الساعتين كاف لاحتفاظه بمعدله اللياقي بدلاً من التجمع والتمدد في الاستراحات. والله من وراء القصد.