|


عبدالله الضويحي
نادٍ يدفع ولجنة تجمع
2012-09-03

يقول خبر نشرته هذه الجريدة قبل يومين إن 37 حالة نزول من قبل بعض الجماهير الرياضية إلى الملاعب الرياضية تمت خلال المواسم الخمسة الماضية أي بمعدل 7 حالات في الموسم الواحد، وأعتقد أن المعدل مرشح للزيادة في هذا الموسم.. لجنة الانضباط من جانبها رفعت العقوبة المقررة على مثل هذه الحالات إلى 100 ألف ريال يدفعها النادي المحسوب عليه هذا المشجع. وتخطئ اللجنة إذا كانت تعتقد أنها بهذا سوف تقلل أو تحد من هذه الظاهرة إذ إن المستفيد الوحيد منها هو "صندوق اللجنة" أو "الاتحاد" والمتضرر الوحيد هو النادي مما يولد نوعاً من انعدام الثقة بين الطرفين ويؤثر سلباً على العلاقة فيما بينهما على المدى البعيد، فيما ينعم المتسبب بتصرفه حراً طليقاً كما تخرج الشعرة من العجين أو على حد تعبير مثل شعبي دارج لدينا يدركه كثيرون دونما حاجة لذكره. أتفق مع اللجنة في تحميل النادي المسؤولية عندما يكون التصرف جماعيا ومن الجماهير المنتمية إليه لكن من غيرالمنطق أن يتحمل تبعات تصرفات فردية لامسؤولة قد لاتكون منتمية إليه وتهدف للإساءة إلى هذا الكيان أو ذاك مستغلة فرصة ردة فعل جماعية تجاه قرار معين فتتصرف مثل هذه التصرفات بعد أن تتوشح بشعار النادي لإضفاء المزيد من شرعية الإنتماء عليها أو أن تكون لها أهدافاً أخرى بعيدة عن هذه النظرة حتى وإن انتمت للنادي نفسه إذ إن كثيرا ممن يلجأون لمثل هذه الحالات لايخرجون عن إحدى حالتين: ـ إما.. تحدٍ بين مجموعة من الشباب اللامسؤول كما حصل في أول حادثة حصلت في ستاد الملك فهد قبل عدة مواسم. ـ أو.. رغبة في تحقيق الذات ولفت الأنظار لأسباب شخصية بعيدا عن الإساءة لطرف أو آخر كما في حالات كثيرة. وفي كلا الحالين يجب أن يتحمل المتسبب عاقبة أمره (لاتزر وازرة وزر أخرى). لا أعني هنا فرض العقوبة المالية عليه ولكن البحث عن أساليب أخرى.. ولعل فرض الخدمة الاجتماعية في نظري أفضل الحلول مثل مشاركته في تنظيف الملعب أو أحد مرافقه بعد خروج الجماهير وإعادة ترتيبه بعد المباراة التي حصلت فيها الحادثة مباشرة وإعلان اسمه وعقوبته عبر وسائل الإعلام. أو تحويله إلى الجهات المسؤولة وفرض عقوبة اجتماعية عليه تتناسب مع حجم الخطأ وإلزامه بتنفيذها بعد توعيته وتثقيفه في هذه الناحية.. مثل هذه العقوبة في نظري ستنمي لديه ثقافة العمل التطوعي والخدمة الاجتماعية إذا أحسنا تنفيذها وهو ما من شأنه الحد من هذه التصرفات وربما إيقافها نهائيا.. لجنة الانضباط تفرض غرامات مالية على رؤساء الأندية والإداريين عند خروجهم عن النص بصفتهم الشخصية دون تحميل الأندية مسؤولية ذلك رسمياً.. والتصرفات الفردية للجماهير في نظري تنطبق عليها الحالة ذاتها من حيث (شخصية التصرف) وبالتالي فإن المنطق يفرض إعادة النظر في مثل هذه العقوبات بما يحفظ للجميع حقوقهم وللعقوبة بعدها التربوي وهو الأهم قبل البعد العقابي. والله من وراء القصد. [email protected] تويتر @A_Aldhuwaihy