كنت سأواصل الحديث عن علاقتنا بالأولمبياد لكن استوقفني تصريح العداء السعودي مخلد العتيبي بعد احتلاله المركز الـ17 في سباق 10 آلاف متر.. وعدم تأهله للمرحلة التالية في أولمبياد لندن بزمن قدره (28:07:25) دقيقة هذا الرقم يبتعد عن حامل ذهبية لندن البريطاني محمد خان بحوالي دقيقة تقريبا (27:30:42 دقيقة) وهو فارق كبيرجدا في عرف المسابقات الأولمبية وبين أبطالها وكان العتيبي قد حقق قبل شهرين عندما تأهل للأولمبياد زمنا قدره (27:31:00 دقيقة) بفارق أجزاء من الثانية عن رقم خان. يعلل مخلد إخفاقه بأنه عائد للصيام والسهر من أجل الصلاة ويناشد اللجان الأولمبية العربية والإسلامية التحرك مستقبلا لمنع تضارب موعد الأولمبياد مع رمضان ويعتب عليهم عدم اتخاذهم موقف موحد من دورة لندن وتزامنه مع هذا الشهر. بداية.. أحترم مخلد كرجل وكبطل مجتهد يعتمد كثيرا على ذاته وعتبه على عدم تشجيعه ودعمه كما قال في تصريح سابق وأحترم فيه أيضا حرصه على الصيام والصلاة والمحافظة على القيم الدينية في الشهر الكريم وكلنا نؤيد ذلك . وأعتقد أن إخفاق مخلد بهذه الصورة مرده أحد أمرين: ـ إما .. لسبب ذاتي وإحباط وأراد أن يتخذ الصيام ذريعة لذلك. ـ أو .. أنه بالفعل لهذا السبب وبالتالي فهو يتحمل هذا الإخفاق فموعد الأولمبياد معروف منذ سنوات وهو كرياضي وبطل عالمي يدرك أهمية التغذية وعدم السهر عليه لذا كان أمام خيارين في نظري: ـ إما .. أن يعتذر من البداية إذا كان سيتمسك بقناعاته بدلا من إعداده الذي استمر عدة أشهر من معسكرات ومشاركات دولية وصرف هذه الجهود على لاعب آخر. ـ أو .. الأخذ برخصة الإفطار والجمع والقصر في السفر استنادا إلى فتاوى العديد من المشائخ المعتبرين ومنهم أعضاء في هيئة كبار العلماء خاصة وأن الصيام في لندن 18 ساعة (2:45 ص إلى 8:45 مساء) وصلاة العشاء الساعة 11 ليلا. النقطة الثانية في حديثه .. تتعلق بمطالبته اللجان الأولمبية العربية والإسلامية باتخاذ موقف من الأولمبياد وهو كبطل عالمي يدرك أن هذا مستحيل فالأولمبياد تم تحديده منذ 7 سنوات وهو موعد شبه ثابت منذ قيامه قبل عشرات السنين ولا يتكرر هذا التزامن مع رمضان إلا كل ثلاثين عاما. مرة أخرى.. أحترم مخلد العتيبي وقناعاته ولكن يبدو أنه كان في صراع داخلي بين الإصرار على التمسك بقيم وقناعات معينة وبين آماله وطموحاته بتخليد اسمه ضمن الأبطال الأولمبيين خاصة وأنه صرح بعد تأهله للأولمبياد بأنه لن يعتزل إلا بعد تحقيق ميدالية أولمبية. والله من وراء القصد