|


عبدالله الضويحي
المليارات المصروفة ما هي الجدوى؟
2012-07-31

الصديق العزيز المهندس محمد اليحيى (أبو بدر) مدير عام المشاريع والصيانة السابق في رعاية الشباب وهو مهندس له خبرته في التنظيم أبدى ملحوظة على ما كتبته أمس الأول حول تكلفة الأولمبياد حيث قلت إن تكلفة حفل الافتتاح 27 مليار جنيه إسترليني فيما تبلغ تكاليف الدورة 13 مليارا. ومع شكري وتقديري للمهندس محمد على أريحيته وحواره أشير هنا إلى أنه حدث لبس أو سهو ربما لأنني كتبت الزاوية ـ كما قال أبو بدرـ تحت تأثير الصيام فالرقم فعلا مبالغ فيه لمن يتأمله. وعودة للغة الأرقام وهي لغة تستهويني كثيرا ربما بحكم الدراسة الأكاديمية فإن تكلفة الأولمبياد تجاوزت الـ24 مليار جنيه (أكثر من 40 مليار دولار) بما فيها حفل الافتتاح الذي كلف 27 مليون جنيه (42 مليون دولار). في 2005عندما أسندت اللجنة الأولمبية الدولية للندن تنظيم أولمبياد 2012 كانت التقديرات الأولية للتكلفة أقل من 4 مليارات جنيه وارتفعت إلى 9 مليارات في 2007 ثم انتهت إلى 13 مليارجنيه وإذا ما أضفنا لها (1.13 مليار لمكافحة الإرهاب و4.4 مليار للأمن والاستخبارات و6.5 مليار لتحديث وسائل النقل العام ومترو الأنفاق) يصل الرقم إلى أكثر من 24 مليار جنيه إسترليني هي تكلفة أولمبياد لندن. أولمبياد بكين 2008 كلف 34 مليار دولار أكثر 17 مرة مما كان محددا عندما أسندت اللجنة الأولمبية لبكين تنظيم الأولمبياد في 2001 منها 26 مليار لإنشاء ثلاثة خطوط مترو وخط آخر في المطار وأكدت الحكومة الصينية أن هذه الخطوط كانت ستنشأ سواء أقيم الأولمبياد أولم يقم يعني عدم إضافتها لتكاليف الأولمبياد. التأمل في هذه الأرقام يطرح سؤالا هاما حولها ومدى الجدوى من مثل هذا الصرف؟ وبعيدا عن المردود الثقافي والحضاري فإن للمردود الاقتصادي دوره وتأثيره على الدولة المستضيفة بصورة مباشرة أو غير مباشرة. في بكين على سبيل المثال فإن الملعب الأولمبي (عش الطير) والذي كلف 800 مليون دولار ويتسع لـ 80ألف متفرج لم يستخدم نهائيا بعد الأولمبياد ربما لأن متوسط الحضور الجماهيري لمباريات كرة القدم هناك 10 آلاف متفرج للمباراة الواحدة لكنه أصبح مزارا للسياح برسم قدره 8 دولارات للشخص وزاره خلال السنتين اللتين أعقبتا الأولمبياد نحو 400مليون سائح بمعنى أنه حقق دخلا يتجاوز3 مليارات دولار. وفي لندن أكدت دراسات دقيقة من قبل أشهر الاقتصاديين البريطانيين انتعاش الاقتصاد البريطاني بأكثر من 2 مليار جنيه وأن أرباح الأولمبياد ستؤثر على هذا الاقتصاد فترة قد تتجاوز خمس سنوات قادمة. أين نحن من هذا كله؟ في منطقتنا العربية نصرف على الدورات وتؤثر سلبا على اقتصادنا. هناك يتنافسون على استضافة الدورات.. ونحن نتهرب منها. والله من وراء القصد. [email protected] تويتر A_Aldhuwaihy