تميزت الفترة التي تحدثت عنها في حلقات سابقة بالسبق الصحفي فقد كانت الصحافة المطبوعة المصدر الوحيد للأخبارونتائج المباريات وتحليلها وكنا نعاني كثيرا ونعلن حالة الطوارئ بعد أي مباراة لمعرفة نتيجتها خاصة عندما تكون مقامة في غير المدن الثلاث الكبرى حيث نستعين بالدوريات الأمنية لتزويدنا بالنتيجة وكانوا يتجاوبون معنا مشكورين في انتظار وصول مندوبنا إلى مكتب الجريدة هناك ويكاد العمل يتعطل نتيجة انشغال الهاتف بالاتصالات من قبل الجماهيرالباحثة عن النتيجة خاصة عندما تكون مباراة هامة أو خروج المغلوب مما نضطر معه في بعض الأحيان إلى رفع السماعة وتعليق الخط. في تلك الفترة بادرت صحيفة (الرياض) بإصدار الطبعتين لتتمكن من التوزيع المبكر خارج الرياض حيث يتم إرسال الأعداد بالطائرات قبل منتصف الليل وعليه فإن أي حدث يتم بعد الرابعة عصرا لا تتم الإشارة إليه في عدد الغد ماعدا المباريات المقامة عصرا إذ نكتفي بنشر النتيجة مذيلة بـ(التفاصيل غدا أو التفاصيل في الطبعة الثانية) ثم لحقت بها (عكاظ) وصحف أخرى. كانت (الجزيرة) الوحيدة التي ظلت محافظة على نظام الطبعة الواحدة مما يمكنها من متابعة الأحداث والمباريات المقامة ليلا حتى وإن كان ذلك على حساب التوزيع ظهر اليوم التالي أو قرابة العصر في خارج الرياض. كانت روح التعاون هي السائدة بين الزملاء رؤساء الأقسام الرياضية والإيثارعلى حساب السبق الصحفي خاصة فيما يتعلق بالأحداث العامة أوالهامة مثل اجتماع اتحاد كرة القدم أو مؤتمر صحفي لمسؤول كبير حيث نتفق كرؤساء أقسام رياضية على أن ينشر الخبر (بعد غد) لتتساوى الفرص فيما بيننا ونستبشر عندما يطل علينا فتحي العيوطي ـ أمده الله بالصحة والعافية ـ المصور الخاص للأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) ولرعاية الشباب حاملا معه صور المناسبة دائرا بها على الصحف ومكاتبها ونضطر أحيانا للكذب على رؤساء التحريرعندما يطالبوننا بنشر المادة بأن هناك تعليمات بنشرها في يوم واحد. ولعلي هنا أذكر بالخير الزملاء رؤساء الأقسام الرياضية في تلك الفترة عدنان باديب وزكريا لال ثم فوزي خياط (الندوة) وحسن باخشوين (المدينة) وعبدالعزيز شرقي (المدينة ثم عكاظ) وعادل عصام الدين (عكاظ) وعمرمخاشن (البلاد) وعابد الحربي (مجلة اقرأ) وصديق جمال الليل ثم عبدالله العتيبي (اليوم) وعثمان المنيع ومطرالأحمدي لفترة قصيرة جدا ثم محمد العوام (الجزيرة) وعبدالرحمن السماري ثم محمد العمرو(اليمامة) وكاتب هذه السطور(الرياض) رحم الله من مات منهم وأمد في أعمار الباقين بالصحة وأعانهم على طاعته.. أتساءل.. في ظل هذا الانفتاح الإعلامي هل لازال المجال مفتوحاً للعمل الميداني والسبق الصحفي؟ وأقول نعم والصحفي الحقيقي هو من يقدر على ذلك. والله من وراء القصد.