|


عبدالله الضويحي
خماسيات الهلال وثنائيات النصر
2012-07-22

في تلك الفترة التي تحدثت عنها أمس وأمس الأول (قبل أكثر من ثلاثة عقود) كانت هناك قناة تلفزيونية واحدة وسبع صحف يومية فقط على مستوى المملكة، ومسابقتان هما كأس الملك والدوري ولذلك كان الموسم ينتهي مبكراً. كان شهر رمضان المبارك فرصة لتمارس فيه الأندية دورها الاجتماعي والثقافي بتنظيم العديد من البرامج والنشاطات المختلفة مثل المسابقات الثقافية ومسابقات القرآن الكريم وكانت الدورات الرمضانية صفة ذلك الزمن والعلامة البارزة فيه، حيث تتقاسم الأندية فيما بينها تنظيم هذه الدورات، فكان الهلال ينظم خماسيات اليد والشباب ثلاثيات السلة والرياض رباعيات الطائرة ونظم النصر ثنائيات في تنس الطاولة، فيما ينظم مكتب الوسطى سداسيات كرة القدم وتسمية هذه الدورات نسبة إلى عدد عناصر كل فريق، بحيث يحق لكل نادٍ المشاركة بأكثر من فريق وتقام بعد صلاة التراويح على ملاعب الأندية وصالاتها الإسمنتية فيما تقام سداسيات كرة القدم على ملاعب معهد العاصمة النموذجي الترابي وتحت الأضواء الكاشفة. كان لهذه الدورات لوائح خاصة بها وتتم بطريقة خروج المغلوب وبأزمنة تتناسب معها بحيث يقام في الليلة الواحدة عدد كبير من المباريات تتميز بالندية والإثارة والتشويق خاصة وأن تنظيمها بشكل متتال (كل ما انتهت دورة بدأت الأخرى) حيث تتنقل الجماهير الرياضية بين الأندية لمساندة فرقها بروح عالية من التشجيع كانت تسود هذه الدورات. الجانب الآخر الإيجابي أنها كانت فرصة لإبراز العديد من المواهب والعناصر لدعم الفريق الأول في مختلف الألعاب، حيث يتاح لكل ناد المشاركة بأكثر من فريق بعضها من العناصر الشابة التي تجد في هذه الدورات مجالاً خصباً للاحتكاك مع نجوم يفوقونهم خبرة وعطاء وهو ما حصل بالفعل، حيث انتجت العديد من النجوم الذين مثلوا منتخباتنا الوطنية مما لا يتسع المجال لذكره هنا. وإذا كنا نثني على نادي الشباب ونثمن له دوره في النشاطات الاجتماعية والثقافية والهلال (مسابقة القرآن الكريم السنوية) والاتفاق (دورة المرحوم عبدالله الدبل الرمضانية) والقادسية (دورة سليمان القصيبي) وغيرهم من الأندية فإننا نتساءل عن غياب مهرجان القادسية الرمضاني الذي كان سمة بارزة في هذا الشهر كما أنني أعتقد أن الفرصة مازالت متاحة بتنظيم مثل هذه الدورات خاصة في الألعاب المختلفة التي تشهد ركودا في أيام هذا الشهر مما يسهم في إبراز العديد من العناصر الشابة من جهة ويسلط عليها الأضواء من جهة أخرى إلى جانب تعميق الروح الرياضية وتنميتها ونبذ التعصب بين جماهير الأندية وكسر الحواجز النفسية بينهم من خلال تنقلهم ومساندتهم لفرقهم بروح عالية من التشجيع. والله من وراء القصد،