يأتي رمضان والأمة الإسلامية والعربية تعيش مرحلة حرجة من حياتها وتقف في منعطف هام من تأريخها.. منذ أن تفتحت عيناي وبدأت أعي ما حولي وأنا أسمع هه العبارة وأقرأها عبر وسائل الإعلام المختلفة.. والحقيقة أن حياتنا كأمة عربية أو إسلامية أضحت كلها منعطفات تأريخية. وبعيدا عن آلام الأمة فإننا نعيش هذا المنعطف حتى مع ذواتنا ليأتي هذا الشهر الكريم مرة كل عام لنقف فيه ومن خلاله وقفة مراجعة لهذه الذات.. ويبدو أن القول أعلاه ينطبق علينا كرياضيين خاصة في هذا العام.. ولعل مراجعة لواقعنا تؤكد هذه الحقيقة.. ولست هنا في مجال مراجعة لهذا الواقع وتذكير به لكنني وغيري نرجو أن يكون هذا الشهر الكريم فرصة إن لم تكن نقطة تحول في حياتنا وتعاملاتنا وهذا ما نرجوه.. فعلى الأقل أن نحترم روحانية هذا الشهر ونعتبره هدنة مع الذات ونرتقي فيه بفكرنا وحواراتنا إلى ما يتناسب وقدسيته. عندما بادرني أخي وزميلي رئيس التحرير الأستاذ سعد المهدي عارضا علي كتابة زاوية يومية في هذا الشهر الكريم لم أتردد في ذلك.. فالكتابة اليومية ليست جديدة علي ولست بجديد عليها وربما كانت الأفضل خاصة في هذا الشهر الذي نحتاج فيه لوجبات خفيفة سهلة الهضم على فترات بدلا من وجبة دسمة كما يفعل البعض وقت الفطور.. والكتابة اليومية هي من نوع (السهل الممتنع).. فالمادة الخام متوفرة والأحداث تتوالى وتبقى القدرة على اختيار المناسب منها وكيفية تقديمه (بوفيه شهي ومفتوح) ينتقي منه المتلقي ما يريد وبالكمية التي يريد وما يتناسب وذائقته. لا أريد أن أحرك شهيتكم بالطعام وأنتم صيام خاصة من يقرأ الصحف بالنهار.. رمضان بالنسبة لجيلي له ذكريات جميلة سواء على الصعيد الشخصي أو المجتمعي وفي المجال الرياضي أيضا قبل أن تتعدد المسابقات وينفتح الفضاء الخارجي (وتتكاثر الضباء علينا) مع أذان ابن ماجد من جامع الديرة.. ومع أم حديجان عبر الإذاعة.. مع الكرة الطائرة عقب صلاة الفجر.. مع الدورات الرمضانية التي تقيمها الأندية والتسابق عليها.. مع تنقل الجماهير بين الأندية لحضورها ومساندة فرقها.. مع روح رياضية جميلة كانت تسود هذه الدورات في زمن جميل تذكرت==== معه فيصل اليامي وعلي بن محمد وعيال حارتنا.. أحاول عبر هذه الزاوية سرد بعضا من هذه الذكريات دون إغفال لأحداث يومية معاصرة قد تتطلب التوقف.. تقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم وكل عام وأنتم بخير والله من وراء القصد