ليست المرة الأولى التي يصل فيها جميع ممثلي الكرة السعودية في بطولة الأندية الآسيوية إلى الدورربع النهائي وتجاوز المجموعات.
ففي 2009
وصل ممثلو الكرة السعودية الأربعة الهلال, الاتفاق, الشباب والاتحاد إلى الدورربع النهائي وخرجوا منه.. عدا الاتحاد الذي واصل حتى المباراة النهائية وخسرها على يد فريق يوهانج الكوري.
وفي 2011
وصل الممثلون الأربعة وهم الهلال, الشباب, الاتحاد, والنصر إلى الدور ربع النهائي.. وخرجوا منه عدا الاتحاد الذي تجاوزهم بخطوة واحدة وخرج من الدور نصف النهائي.
لكن الوضع هذه المرة لم يختلف..
ففي 2012
وإن كان عدد ممثلينا تقلص إلى ثلاثة بعد فقد نصف مقعد، إلا أن هذا الثلاثي الهلال, الأهلي, الاتحاد والذي تأهل بجدارة إلى الدورربع النهائي, مؤهل بإذن الله أن يمضي قدما خطوات أكثر إلى الأمام.
يضاف إلى هذا الثلاثي فريق الاتفاق الذي تأهل هو الآخرللدور ربع النهائي في كأس الاتحاد الآسيوي للأندية وهومؤهل بإذن الله للمضي قدما في هذه البطولة.
والحقيقة التي يجب أن نعترف بها أن مشاركتنا في بطولة الأندية الآسيوية شهدت تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة لا من حيث العدد ولكن من حيث المستوى الفني والنتائج .
فبعد أن حقق الاتحاد بطولتي 2004 و 2005 وبلوغه الدورالنهائي 2009 فإن الفرق السعودية لم تتجاوز الدور نصف النهائي وفي أحيان كثيرة ربع النهائي.
ما يدفعنا للتفاؤل هذه المرة أن ممثلينا الثلاثة وإن كان تطلعهم واحدا وهو نيل اللقب إلا أن لكل منهم سمة خاصة به وبصمة تميزه في دخوله الحدث.
فالهلال..
رغم أنه أول فريق سعودي يحقق بطولة آسيا للأندية، ورغم أنه أكثر الأندية الآسيوية تحقيقا لبطولاتها.. إلا أنه لم يحقق هذه البطولة منذ أكثر من عشر سنوات ومن مسماها الجديد، وأدى إلى عدم حضوره في بطولة أندية العالم وهي هاجس ظل يؤرق الهلاليين بعد أن وضعوا أنفسهم فيه استجابة لمن أراد لهم ذلك.
ولو أبعد الهلاليون هذه النظرة عن هاجسهم وركزوا جهودهم على الفوز ببطولة آسيا كأي بطولة أخرى ليست غريبة عليهم وهم أسيادها لوصلوا من خلالها إلى مبتغاهم. فآسيا هي التي سيصلون من خلالها لبطولة أندية العالم وليس العكس.
الهلال الذي خسر دوري المحترفين هذا الموسم وجاء ثالثا.. وخرج من كأس الملك مكتفيا بكأس ولي العهد، جاء هذا الخروج ليمنحه فرصة أكبر للتركيزعلى البطولة الآسيوية.
وقد وضح ذلك جليا في مباريات الإياب جيث كسبها جميعها بما فيها مباراة بيروزي الإيراني على أرضه وبين جماهيره بعد أن تعادل في جميع مباريات الذهاب وقدم في البطولة مستويات متميزة لوحظ من خلالها الفرق بين أدائه فيها وأدائه في مباريات الدوري العام .. مما أهله لصدارة المجموعة.
الأهلي:
قدم الأهلي هذا الموسم مستوى متميزا أكبر من خلاله سلامة النهج الذي يسير عليه في إعداد الفريق وانه نتاج فكر ووقت وليست نتاج عمل وقتي لتحقيق نتائج آنية.
برز الفريق كواحد من أفضل فرق الموسم حيث حل وصيفا لبطل الدوري وكان مؤهلا له .. وبطلا لكأس الملك وقبل ذلك لكأس الأميرفيصل.
يتميزباستقرارإداري وفني أسهم في نجاحه، وسعى الأهلاويون لدعم هذا الاستقرار بالبت في عقود بعض لاعبيه المنتهية والتجديد مع لاعبيه الأجانب أو البحث عن بدلاء يعوضون النقص إن حدث لمنح الفريق المزيد من الاستقرارفي وقت مبكر.
أراد الأهلي أن يكون ثانيا في مجموعته .. ثم تجاوزالجزيرة في مباراة ماراثونية أكد من خلالها قدرته على صناعة التفوق وتعامله مع كل الظروف والأجواء.
الاتحاد:
بطولة الأندية الآسيوية هي (لعبة الاتحاد).. والعامل النفسي يلعب دوره..
فرغم المستوى المتواضع لفريق الاتحاد على المستوى المحلي لهذا الموسم إلا أنه قدم في هذه البطولة مستويات مغايرة تمكن من خلالها صدارة مجموعته بجدارة ولم يخسر سوى نقطتين إثر تعادل واحد.
يعيش الاتحاد هذه الأيام بعض المشاكل الداخلية التي تؤثرعلى استقرار الفريق وهو مطالب ــ ولا أشك في سعيه لذلك بحلها والبحث عن استقرار الفريق ودعمه بالعناصر مستغلا فترة التوقف وإجازة الصيف والمعسكر الإعدادي للفريق ليعود لممارسة لعبته أو هوايته مع هذه البطولة.
لجنة المسابقات
والبطولة..
إلى جانب الهلال, الأهلي, والاتحاد يدخل الاتفاق كفريق رابع في التمثيل الخارجي، حيث يلعب في نفس المرحلة ولكن في كأس الاتحاد الآسيوي.
وتقع على لجنة المسابقات مسؤولية كبرى في دعم ممثلينا من خلال تيسير وضع مبارياتهم في الدوري وترتيبها..
ويحسب للجنة أنها أعلنت بداية الدوري في النصف الأول من شهر رمضان المبارك.. وهذا سيتيح للفرق مع بعض المباريات في شهر شوال رفع درجة استعدادها للمشاركة الآسيوية ودخولها في أجواء المنافسة.
لكن هذه اللجنة ستواجه هذا الموسم تحديين كبيرين :
أولهما:
مشاكل الحجوزات وبعض التأجيلات الاستثنائية التي حصلت في الدوري الماضي دون مبررجوهري وأهمية إيجاد حلول لها والتصدي لها بحزم.
الثاني:
جدولة الدوري بما يتوافق وظروف الأندية التي ستمثلنا خارجيا وهو ما نحن بصدده ..
وأسلوب (السلسلة) المتبع عادة في جدولة الدوري ليس شرطا أن يخدم الجدولة في ظل ظروف كهذه، ولجنة المسابقات مرت بعدة تجارب على مدى السنوات الماضية وتمثيل الأندية خارجيا يفترض أن تكون قد اكتسبت من خلالها خبرة كافية في هذا المجال.
وإذا كانت لم تتقيد بنظام (السلسلة) في موسم سابق إلا أنها وضعت بعض الأندية تحت ضغط نفسي وفني من خلال ترتيب مبارياتها عبرلقاءات هامة أوقوية وحساسة مما يؤثر على عطائها .. في حين أن المفروض هودعم الفريق الذي يمثلنا خارجيا مكافأة له على هذا التفوق.
الاتحاد الآسيوي وضع أجندته القادمة .. وكذلك الاتحاد الدولي، وقرعة ربع النهائي سوف يتم إجراؤها خلال أيام .. وقد تضع فريقين سعوديين في مواجهة محتملة مما يعطي اللجنة الفرصة الكاملة لجدولة الدوري.
والملاحظ ..
في أجندة الاتحاد الآسيوي أن مباريات الاتفاق في الدور نصف النهائي في حالة تجاوز ربع النهائي تتوافق ذهابا مع إياب ربع نهائي أبطال الدوري وإيابا مع ذهاب نصف أبطال الدوري.
هذه الأمور تستدعي أن تتواجه هذه الفرق الأربعة في الدوري في نفس الفترة .. وبالتالي تصبح عدد المباريات المؤجلة في الجولة قليلة قياسا فيما لو تم تأجيل مباراة لكل فريق.
عيد الأضحى ويوم الوقفة
على أن المشكلة الكبرى التي ستواجه الفريق السعودي (أو أكثر) الذي سيتأهل لنصف نهائي بطولة الأندية الآسيوية هي إقامة مباراة الذهاب يوم 8 ذي الحجة، فيما ستقام مباراة الإياب يوم 15 من الشهرنفسه وهو مايتوافق مع أيام عيد الأضحى المبارك وهي مناسبة دينية واجتماعية، وكان يفترض السعي لحلها مع الاتحاد الآسيوي إن أمكن.
وهي وإن كانت استثنائية هذا الموسم إلا أنها قد تتكرربعد موسمين أو ثلاثة عندما يتصادف ربع النهائي مع هذه الأيام، وهذا ما يدعونا إلى المطالبة بمحاولة إيجاد حل لمثل هذه المعضلة قدر الإمكان بما يحقق مصلحة الأندية السعودية.
تكريم
في الهواء الطلق
أن يقوم اتحاد لعبة ما بتكريم أحد أبطاله نظيرإنجازات حققها فهذا أمرمفروغ منه وليس بمستغرب، لكن أن ينتقل بهذا التكريم خارج أروقة الاتحاد إلى الهواء الطلق وإلى المجتمع ذاته فهي خطوة جديدة تستحق التقدير.
هذا ما حدث مع الاتحاد السعودي للتنس، حيث قام بالاحتفاء بلاعبه فيصل بن عبدالعزيز الربدي بطل الخليج للناشئين تحت سن 14 سنة في حديقة عامة مفتوحة بين مرتادي الحديقة من أهالي الحي وغيرهم ومزاولي رياضة المشي في أحد المشاريع الناجحة لأمانة مدينة الرياض بمبادرة تحسب لعضو الاتحاد زميلنا أحمد العلولا عندما تبنى هذه الخطوة في حديقة الوفاء في حي القدس وحضرها رئيس الاتحاد الأستاذ الدكتورعبدالرحمن العنقري وبعض أعضاء الاتحاد وعدد من مسؤولي الأندية ورجال أعمال في مقدمتهم الأستاذ ماجد الحكير والأستاذ فهد المطوع والأستاذ كنعان الكنعان وإعلاميين وجمع من الأهالي ووجهاء المجتمع.
هذا الاحتفاء الذي شمل أيضا البطل بدر المقيل لإنجازاته في هذا المجال ومشاركته في 50 مباراة ضمن كأس ديفز وغاب عنه نادي الهلال الذي ينتمي إليه اللاعب في خطوة مستغربة .. نال استحان ورضا الجميع خاصة أبناء الحي الذين تفاعلوا مع هذه البادرة وأضاف بعدا جديدا للحضوركما ونوعا ودعما معنويا للبطل.. مما أعطى التكريم بعدا آخرخارج الأسوارلم نعتد عليه من قبل.
أبوجواد (زميلنا العلولا) أكد أن الهدف من هذه الخطوة تقديم هذه الكفاءات والمواهب للمجتمع والتأكيد على التفاعل بين هذا المجتمع والرياضة التي هي جزء منه، وتفعيل دور الساحات الشعبية والحدائق، وتحقيقا للهدف الذي سعت إليه الأمانة بتطويرهذه المرافق.. وإنها ستكون البداية ــ كما قال الزميل العلولا ــ لتكريم المبدعين من أبناء الحي في كل المجالات وليس المجال الرياضي فقط والاحتفاء بهم لتنمية روح التعاون بين أفراد المجتمع والتأكيد على دور الحي ورسالته التي بدأت تتلاشى في ظل متغيرات العصر وتحولاته.
والله من وراء القصد.