(من أجل عينيك عشقت الهوى ..)
صاغها عبدالله الفيصل وتغنت بها كوكب الشرق قبل 40 عاماً ..
وترجم من خلالها أحاسيسه كشاعر ..
لكنه ـ أي عبدالله الفيصل ـ أيضا كان قبل ذلك (عاشقاً) من نوع آخر ولـ (هوى) آخر ..
ومن أجل (عيني) محبوب آخر ..
فزرع (محبته) في نفوس آخرين ..
ودعاهم لممارسة هذا العشق معه والتلذذ بمشاركته ..
هل رأيتم محباً لايكون أنانيا في حبه؟
وحبيبا يتسع قلبه لهذا العدد من المحبين؟
إنه عبدالله الفيصل ..
وإنه النادي الأهلي ..
حيث تبناه قبل 50عاما ..
وتعهد برعايته ..
حتى شب عن طوقه ..
واستوى على سوقه يعجب الزراع نباته ..
لكنها سنن الكون ونواميسه ..
وظروف الحياة وطبيعتها ..
ثمة من يهرم ..
ومن يصيبه العجز ..
أو يقعده المرض ..
إلا أن الكيانات الراسخة والمؤسسة على قاعدة صلبة قد تمرض لكنها لاتموت ..
تتعب .. لكنها لاتتوقف عن المسير ..
ترتاح استراحة المحارب ..
والأهلي أحد هذه الكيانات أدخلوه غرفة الإنعاش ..
وأوصله البعض لمرحلة اليأس ..
وعاش فترة يتجاذبه الوهم تارة ..
واليأس تارة أخرى ..
بين محب يتنقل هنا وهناك يتشبث بقشة بحثاً له عن علاج ..
ويطرق باب هذا المعالج وباب ذاك ..
وبين آخر يسعى لتكريس حالة الوهم عنده حتى لايفيق ..
وحتى يفقد هويته ..
ولأنه كان باراً بمن تبناه وتعهده بالرعاية وتبادل معه العطاء ..
فقد قيض الله له أبناء بررة ..
يتعاهدون رعايته ..
ويتولون قيادته ..
وكان خالد بن عبدالله أحد هؤلاء الذين عاشوا في كنفه وترعرعوا بين أحضانه لاعبا وإداريا ورئيسا ثم رئيس أعضاء الشرف ..
فأصبح الأب الروحي للنادي ..
وعراب المرحلة ..
عاش الأهلي عقداً ونصف من الزمن كان فيها الحاضر الغائب ..
حاضرا بكيانه واسمه ..
وتاريخه وجماهيره الوفية ..
وبعطائه في مختلف الألعاب ..
غائبا عن المشهد في كرة القدم ..
لكنه كان طوال تلك الفترة يسلك العديد من الطرق بهدف الوصول..
وكان يبحث عن أيسرها وأفضلها ..
مارس تجربة الصح والخطأ عدة مرات ..
وكان يدرك أنه سيصل ..
لكنه أراد أيضا أن لايكون الوصول على عجل ..
وأن لايكون البقاء على القمة مؤقتاً ..
قبل سنوات ..
قلت إن الأهلي يملك مقومات الفريق البطل ..
وأنه بحاجة إلى أن يثق بأن لديه القدرة على ذلك من خلال ثقته بنفسه وإمكاناته ..
وعليه أن يكسر هذا الحاجز النفسي ..
وأن بطولة واحدة كفيلة بذلك ..
وأذكر أنني قلت ذات مرة إن مستقبل الكرة السعودية يتراءى في أكاديمية النادي الأهلي ..
وهاهو حاضر الأهلي ومستقبله يتراءى في هذه الأكاديمية ..
والأهلي عمود فقري في الكرة السعودية ..
وقلت أيضا ــ ولا أريد أن أكرر ــ
وقال كثيرون غيري إن الأهلي مؤهل لأن يكون بطلا .. وأنه يحتاج فقط إلى إعادة ترتيب أوراقه وسد بعض ثغراته ..
وكان له ذلك ..
فكانت سنوات عشر سمان ..
فاز فيها بكأس الأمير فيصل فاز فيها بكأس الأمير فيصل 3 مرات وكأس سمو ولي العهد مرتين وكأس الملك للأندية الأبطال مرتين وبطولة الأندية العربية مرة واحدة ..
وكانت بطولة الأندية العربية (2003 جدة) فاصلة وعلامة في تاريخه أعطته دافعاً أقوى وثقة أكبر وبأنه الأقدر على صنع الفرق بما صاحبها من ظروف فنية وتنظيمية ونوعية الفرق المشاركة ..
وبدأ الأهلي قصة جديدة مع كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال وهو يفوز بها للمرة الثانية على التوالي في عامها الخامس ..
معيداً بذلك ملحمته مع كأس الملك في زمن مضى وليجدد عهده بعلاقة روحية متميزة مع ..
كأس من أجل عينيه عشق الأهلي هوى هذه البطولات ..
(وأصبحت عينه بعد الكرى تقول لها .. لا لا .. لا ترحلي ..)
كأس فاتنة ..
لولاها لما هزه وجد ..
ولاطعم البطولات طاب له ..
كأس أعطاها (فؤاده فامتلكت أمره) وترك لها حرية (ظلمه إن أحبت) أو عدلها فيه ..
غاب عنها الأهلي وهجرها سنوات عديدة كانت خلالها تتنقل هنا وهناك ..
فكانت تشعل حنينها إليه ..
(من بريق الوجد في عينيك أرسلت حنيني وعلى دربك أنى رحت أرسلت عيوني) كانت هذه حاله ..
وكانت (تستشف الوجد في صوته آهات دفينة)
وكانت تتساءل عن هجره لها وغيابه هذه المدة
(لست أدري .. أهو الحب الذي خفت شجونه أم تخوفت من اللوم فآثرت السكينة) كانت تعاتبه بلغة المطر وصوته ..
عتب الخل على خليله ..
(لاتقل أين ليالينا وقد كانت عذابا لاتسل عن أمانينا وقد كانت سرابا)
لكن الأهلي .. كان يدرك أن الليل الطويل لابد أن ينجلي ..
وأنه لابد له من آخر ..
فهو لاينسى بطولة (أغرته بفم عذب المناداة رقيق) ولا يدا (تمتد نحوه كيد من خلال الموج مدت لغريق) ولا برق كأس يظمأ الساري له ..
لكنه أراد أن يأتيها ..
(واثق الخطوة يمشي ملكا .. ظالم الحسن شهي الكبرياء) أراد أن يكون حضوره ..
(عبق السحر كأنفاس الرؤى ساهم الطرف كأحلام المساء) فكان له ما أراد ..
حضور يفرض احترامه على الجميع ..
ويرتقي بالذات الكروية إلى أسمى معانيها ..
الأهلي ..
ثالث ثلاثة هم أبطال الموسم والأجدر ببطولاته ..
وتفوق عليهم بكأس الأمير فيصل ليكون الأفضل على الإطلاق خلال هذا الموسم ..
فهو بطل كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال ..
وهو وصيف الدوري ومتصدره حتى محطته الأخيرة ..
وخرج من كأس ولي العهد وبطل كأس الأمير فيصل .. وهي البطولة التي تقرأ من خلالها مستقبل الفريق وتطمئن عليه .. !
وفريق هذا عطاؤه ..
جدير بأن يكون أحد أبطال الموسم ..
وجدير ببطولة كبرى تتناسب ومكانته وحضوره وجهده المبذول ..
لذا ..
ليس غريبا أن يفوز بهذه الكأس .. بل الغريب ..
لو خرج الأهلي من الموسم بلا بطولة كبرى ..
والله من وراء القصد
30 سيارة إسعاف الله يستر
30 سيارة إسعاف تم تأمينها وحضرت في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بين الأهلي والنصر تم توزيعها على النحو التالي : ـ
15 سيارة في الملعب
ـ 11 سيارة لجمهور الفريق المضيف (الأهلي)
ـ سيارتان لجمهور الفريق الضيف (النصر)
ـ سيارتان خارج الملعب تحسباً لأي طارئ وجاء في حيثيات الخطاب المرفوع لمقام معالي وزير الصحة ووافق عليه (تحسبا لحالات الإغماء ... )
لاشك أن هذه الأرقام لم تأت من فراغ ..
وأن هذه الجهات هي الأدرى وفق تجاربها وخبراتها في هذا المجال ..
ورغم التحفظ على الفرق في أعداد السيارات المخصصة لكل فريق إذ تم تقسيم الملعب مناصفة وشاهدنا كيفية الكثافة الجماهيرية للفريقين مما يعني عدم القدرة على قراءة الحدث وتوقعه ..
إلا أن من يقرأ الخطاب يشعر وكأن هذه السيارات لاتتجه لمباراة في كرة القدم ..
والذي شاهد ماحدث قبل المباراة عبر التلفزيون أو الصحف من فوضى ومشاكل بحثاً عن بطاقات الدخول يدرك أن وزارة الصحة محقون فيما ذهبوا إليه ..
ويتساءل لماذا وصلنا لهذه المرحلة؟
ضيق الملعب وعدم استيعاب المدرجات وإن كانت سبباً رئيساً لكنها ليست السبب الوحيد وليست كل الأسباب ..
ولايمكن أن يكون هو المبرر الوحيد .. مما يجعلنا نعيش هذه الأوضاع عند كل مباراة جماهيرية ويخلق لنا مبررات لهذه الحالات ..
تسويق التذاكر لازال يتم بطريقة بدائية ..
فشراء التذاكرالجماعية من قبل النادي وتوزيعها بتلك الطريقة أو غيرها أحد الأسباب ..
وحتى لو زادت الطاقة الاستيعابية للملعب وتم توسعة المدرجات ستظل المشاكل ذاتها ..
طالما أن الطريقة لم تتغير وطالما أننا نتعامل بأساليب بدائية ..
أعتقد أن أمامنا حلين لا ثالث لهما ..حتى لو وصلنا بالطاقة الاستيعابية لأي ملعب أضعاف تلك الطاقات ..
الأول ..
تسويق التذاكر بطريقة حضارية عبرالنت وبأرقام الهوية منعاً لشراء المزيد من التذاكر ومنع السوق السوداء وأعني برقم الهوية رقم السجل المدني لمن أراد أن يشتري له ولأولاده أو لهم فقط .. ومن ثم منع من لايحمل تذكرة من الدخول أو القرب من منطقة الملعب وإن كان الأمر سيكون مفروغاً منه بمجرد عدم حمله تذكرة ..
الثاني ..
تنظيم برنامج توعوي متكامل من قبل اتحاد كرة القدم بالتعاون مع الوسائل الإعلامية المختلفة بهذا الخصوص يحث على النظام وأهمية التقيد به والحصول على التذاكر والتنافس الشريف ..
أذكر أنني كتبت موضوعاً مشابهاً في نفس التوقيت من العام الماضي في هذا المكان وعقب نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال الذي فاز به الأهلي أمام الاتحاد ..
وأرجو ألا يأتي الموسم القادم (ونحن نسافر في المأساة) بعد أن ننام على (المدرجات الإضافية).
والله من وراء القصد.