|


عبدالله الضويحي
المالية والنصر ..الآسيوية واليوفي ..
2012-05-15

سأتناول في هذا المقال أربعة مواضيع :


ــ وزارة المالية وعقد ريكارد ..


ــ النصر والصوت العالي ..


ــ الآسيوية ولجنة المسابقات ..


ــ جوفنتوس والوحدة ..


المالية


ومدرب المنتخب ..


قبل أيام تم نشرخبرمفاده أن وزارة المالية طلبت عقد مدرب المنتخب السعودي السيد فرانك ريكارد (هولندي الجنسية)


.. وأن إدارة المنتخبات زودت الوزارة بذلك مفيدة بأن الهدف من ذلك كون الوزارة هي التي تدفع رواتبه.


ومعروف أن هذا العقد دارحوله حديث كثير من بعض أعضاء مجلس الشورى وآخرين خارج المجلس ممن لاعلاقة لهم بالشأن الرياضي متسائلين عن ضخامته والبعض طرح أرقاما غير صحيحة.


وكان الاتحاد السعودي لكرة القدم واضحا وشفافا وهو يعلن الرقم (2.5 مليون يورو سنويا) بمعدل يزيد قليلا عن مليون ريال سعودي شهريا .. وهو مرتب عادي ومقبول في ظل أسعار المدربين العالميين المميزين في العالم وهناك من يصل عقده إلى ثلاثة أضعاف عقد ريكارد.


المعروف أن الاتحاد السعودي لكرة القدم قد تعاقد مع ريكارد العام الماضي (قبل مايقارب سنة من الآن) وهذا مايطرح العديد من علامات الاستفهام حول طلب وزارة المالية العقد بعد مضي هذه المدة مع ربط ذلك بما دار حوله من أحاديث.


وإذا كانت وزارة المالية هي التي تكفلت بعقد السيد ريكارد فلا بد من تقديم الشكر لها والتقديرعلى تفهمها ومساهمتها في دفع عجلة العمل الرياضي وتحمل جزءاً من أعبائه


.. لكن هذا يدفعنا إلى طرح تساؤل هام ..


كيف كانت الوزارة تدفع مرتب ريكارد طوال الفترة الماضية..


بمعنى ماهي الأسس التي كانت تستند عليها؟ والإجابة على هذا التساؤل لاتتعدى أحد أمرين :


الأول ..


ــ إما أن الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلا في إدارة المنتخبات يرفع المطالبة بالراتب شهريا مرفقا معه صورة من العقد كإجراء تفرضه أبسط القواعد المحاسبية خاصة أننا نعرف دقة وزارة المالية وتشددها في مثل هذه المسائل كإجراءات نظامية .. وبالتالي ليس هناك مايدعو لطلب العقد الآن طالما يتم تزويد الوزارة به شهريا.


الثاني ..


ــ أو أن الوزارة كانت تعتمد فقط على أرقام يرفعها اتحاد القدم بمرتب المدرب، وهذا يعني أن هناك (أزمة ثقة) ظهرت بعد هذه المدة أو أسبابا أخرى وراء طلب العقد.


والمعروف أن أي جهة تتولى الصرف على مشروع معين لابد أن تحتفظ بكامل الأوراق والعقود التي تستند عليها في عملية الصرف .. وهذه من أبسط القواعد المحاسبية.


ووزارة المالية وعقد ريكارد ..


إذا كان الهدف من طلبه لأنها تتولى صرفه ينطبق عليها ذلك.


ثم إن التساؤل الآخرالذي يفرض نفسه:


هل تكفلت وزارة المالية بعقد المدرب ريكارد فقط، وماذا عن الجهاز الفني المصاحب له من مساعدين وفنيين .. إلخ؟


ولماذا المدرب فقط طالما أن الدولة تكفلت بدعم المنتخب ماليا؟


الذي أخشاه ..


أن يصبح الأمر نوعا من تدخل الدولة في كرة القدم وهو أمر ترفضه التعليمات الدولية ولوائح فيفا التي تفرض استقلالية الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص.


نعم ..


للصوت العالي


يحسب لنادي النصر أنه حرك الجمود لدى جهاز الصيانة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وأجبرها على إصلاح ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية بالأحساء ــ ولو مؤقتا ــ وبالتالي النظر إلى ملاعب ومنشآت أخرى.


النصر الذي احتج على إقامة مباراته مع الفتح (البارحة) في إياب نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال على ذات الملعب وطلب نقلها إلى الدمام سواء كان ذلك بهدف إبعاد الفتح عن جماهيره رغم قرب المسافة التي قد تمكنهم من مرافقته أو البحث عن أرضية جيدة يستطيع من خلالها أوعليها تقديم الأداء الذي يتطلع إليه .. إنما مارس حقا من حقوقه لم يمارسه أحد من قبله.


والغريب ..


أن شركة الصيانة قالت في تبريرلما حدث ويحدث أن سوء أرضية ملعب المدينة المذكوريعود لكثرة المباريات عليه، حيث حددت الشركة 15ساعة فقط في الأسبوع (بمعدل ساعتين) لمارسة النشاط عليه .. فيما تجري عليه 26 ساعة أسبوعية بمعدل أربع ساعات تقريبا في اليوم الواحد (أي الضعف)، وأنه تقام عليه أكثر من 120 مباراة في السنة (أي بمعدل مباراة في كل ثلاثة أيام).


وهذا يذكرني بالمصعد الذي يكتب عليه الحمولة 8 أشخاص فقط ويصعد إليه 14 شخصا ويستغربون عدم تحركه ويحاولون عبثا إغلاق بابه بالقوة!


هذا المبرر يدين هذه الجهات سواء الصيانة أو الجهات المسؤولة والرياضية. وملعب مدينة الأميرعبدالله بن جلوي بالأحساء لا أعتقد أنه الوحيد .. وإنماهو واحد من كثير من المنشآت المشابهة لكن من حظه أنه كان في الواجهة وأن الأحداث فرضت انكشاف أمره.


وإذا كان البعض يرى أن صوت النصر كان مسموعا أكثر من غيره .. فالعيب هنا ليس عيب النصر وإنما عيب الأندية التي لم تمارس هذا الحق وعيب الجهات المسؤولة إن لم تسمع لهذا .. وسمعت لذاك!


على أننا نرحب بالصوت العالي المسموع أيا كان مصدره طالما أنه يخدم الصالح العام.


ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي بالأحساء ظل سنوات بهذا الوضع ..


وانكشفت سوءته يوم نزول المطر في مباراة هجر والاتحاد قبل أكثر من شهر في منظر غير حضاري ولايرتقي إلى مكانة الرياضة السعودية وإمكاناتها .. ومع ذلك لم تحرك شركة الصيانة ساكنا لإصلاحه رغم هذه المدة حتى جاء الاحتجاج النصراوي الذي خدم المصلحة العامة وخدم الأحساء قبل أن يخدم النصر.


الآسيوية .. ولجنة المسابقات


يدخل الأهلي والهلال اليوم منعطفا هاما في بطولة الأندية الآسيوية.


الفوز مطلب كل منهما خاصة الهلال للحصول على صدارة المجموعة فيما يكفي الأهلي التعادل لأفضلية الأهداف تمهيدا لخطوة أسهل في دور الـ 16 إلى دور ربع النهائي.


الأهلي ..


فوزه اليوم على سباهان الإيراني أو تعادله يؤهله لصدارة المجموعة واللعب أمام الاستقلال الإيراني في جدة .. وهذا يجعل مهمته أكثر سهولة بالمضي قدما في البطولة خصوصا مع تواضع مستوى الاستقلال.


فيما خسارته ــ لاسمح الله ــ تجعله في مواجهة الجزيرة الإماراتي في أبوظبي الذي يتصدر مجموعته بفارق كبير لكنه يحتل المركز الرابع في الدوري الإماراتي وهو مايجعل الأهلي أكثر قدرة وإمكانيات على تجاوزه فيما لوقابله بإذن الله.


والأهلي ..


سيواجه النصر بعد 72 ساعة من هذه المباراة على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، وهي مباراة ينظر لها الأهلي بمنظار خاص من حيث الصعوبة والرغبة في الحصول عليها.


قد لايرمي الأهلي بكامل أوراقه في مباراة اليوم أمام سباهان ويحتفظ ببعضها وفق ظروف المباراة أو إراحتها من أجل نهائي الكأس وهو أمر طبيعي ومتوقع خاصة إذا شعر ــ وهذا راجع لرأي المدرب ــ أن إمكاناته الفنية تساعده على تخطي الجزيرة الإماراتي.


الهلال ..


خروجه من كأس خادم الحرمين الشريفين قد يكون عاملا إيجابيا في تفرغه لبطولة آسيا وتركيزه عليها فنيا وذهنيا وللقائه اليوم أمام الغرافة القطري، إذ يتطلب الأمر كسب المباراة لضمان الصدارة وملاقاة بني ياس الإماراتي أو بختاكور الأوزبكي هنا في الرياض مما يمهد له الطريق بالمضي قدما نحو ربع النهائي .. فيما تضعه الخسارة ــ لاسمح الله ــ في مواجهة غريمه في البطولة الاتحاد وفي جدة أيضا وهو مايسعى لتحاشيه وهو أيضا مالايتمناه كل سعودي رغبة في تأهل الفرق السعودية لمرحلة أكثر تقدما في البطولة.


الهلال ..


واجه كثيرا من الضغوط خاصة من قبل جماهيره وغيرهم، والإدارة الهلالية يقع عليها عبء مواجهة هذه الضغوطات والتعامل معها بحكمة وهم أكثر حاجة إلى التكاتف وتأجيل الحديث عن السلبيات والنقد إلى مابعد هذه المرحلة على الأقل.


لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم تتحمل وضع الأهلي أو الهلال (لو كان المتأهل) وغيرهم من الفرق في هذا الموقف.


أتساءل:


ماذا لوكان نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين يوم 25 مايو بدلا من 18 وفق مقترح يتم رفعه ــ كماهومعناد ــ إلى الجهات العليا وبمسببات مقنعة دون أن تتضمن المواعيد المقترحة يوم 18 .. خاصة أن دور الـ 16 الآسيوي سيكون يوم 29 أي بعد النهائي بخمسة أيام وهو في كل الأحوال أفضل من الوضع الحالي.


الاتحاد الآسيوي وضع برامجه على مدى سنوات مقبلة ومعروفة لدينا.. والاتحاد الدولي كذلك، وجاء خروج المنتخب من كأس العالم ليعطينا المزيد من حرية التحرك ففوجئنا بمعوقات أخرى كحجوزات الطيران وغيرها.


لايوجد لدينا أجندة واضحة ومحددة ببداية الموسم ونهايته ولا ببداية كل مسابقة ونهايتها وإنما يخضع ذلك كله للظروف .. والإعلان عن كل مسابقة وجدولها يتم في حينه!


جوفنتوس .. والوحدة


في عام 2006 أصدرت المحكمة الإيطالية قرارا بهبوط فريق جوفنتوس الإيطالي إلى مصاف أندية الدرجة الثانية وحسم 30 نقطة من رصيده تم تعديلها فيما بعد إلى 17 نقطة، وشمل القرارعقوبات بحق أندية أخرى منها إي سي ميلان وفيرونتينا ولاسيو وغيرها .. في فضيحة هزت الكرة الإيطالية في ذلك الوقت بتهمة التلاعب بالنتائج.


ورغم أن اليوفي بدأ مسيرته في الدرجة الثانية برصيد سالب من النقاط 17 نقطة إلا أنه استطاع صدارة الدوري والعودة من جديد إلى مصاف أندية الدرجة الأولى


جوفنتوس .. هذا الموسم لم يكتف بالفوز ببطولة الدوري الإيطالي بل حقق رقما قياسيا جديدا بخوضه 39 مبارة دون هزيمة في المسابقات الإيطالية كاسرا بذلك رقم إنترميلان 38 مباراة في موسم 2005/2004 وسجل نفسه كأول فريق في الدوري الإيطالي يلعب أول 35 مباراة (من أصل 38 مباراة) دون هزيمة وحافظ على مرماه نظيفا خارج أرضه في 5 مباريات وهو أمر لم يحصل منذ أكثر من 40 عاما وتحديدا منذ عام 1979


ورغم شعور جوفنتوس أن هناك من يستحق العقوبة معه أيضا إلا أنه استسلم لقرار المحكمة وللنظام واحترمه ثم عاد لوضعه ومكانته الطبيعية وبقوة.


تذكرت هذه المعلومة وأنا أرى نادي الوحدة يعود إلى دوري المحترفين (الدرجة الممتازة) وقد هبط بسبب سوء تصرف في مباراته مع التعاون ومخالفة التعليمات بتأخير المباراة عن وقتها .. إلخ، وهو ما أدى إلى حسم 3 نقاط من رصيد كل من الفريقين .. وبالتالي هبوط الوحدة.


ورغم أن نادي الوحدة قد استأنف على القرار وذهب إلى ماهو أبعد إلى المحكمة الرياضية الدولية التي أيدت قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم وأصبح القرار ساري المفعول واعترف به كثير من الوحداويين، إلا أن هناك من لازال يعيد في القضية ويناقش ويتحدث ويتهم أطرافا عدة بأنها السبب في هبوط الوحدة وأنها تعمدت ذلك، علما بأن القرار لم يشر للهبوط من قريب أو من بعيد وإنما تم الحسم من رصيد طرفي اللقاء،


لكن التعاون لم يهبط لأنه قد تحصن برصيد أفضل من النقاط على مر الدوري، ولو كان الهدف الهبوط لهبط التعاون أيضا (وقد كتبت عن ذلك في حينه بالتفصيل).


مشكلتنا أننا لانتعامل مع الواقع ولانرضى إلا بما يتفق وميولنا ومصالحنا، ولانعترف بأخطائنا ونجرد أنفسنا بذلك من الطبيعة البشرية، فلازلنا نتحدث عن ضربة جزاء لم تحتسب قبل 20 سنة،


وهدف غيرصحيح قبل 15 سنة، وبطولة غير مستحقة قبل 10 سنوات .. وكلها أمور نسبية وقد طواها الزمن.


وهذا واحد من أسباب الأزمة التي نعيشها في كرة القدم.


والله من وراء القصد.