عندما خرج المنتخب السعودي من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2014 قال البعض (رب ضارة نافعة) وهم بذلك لايعنون الكرة السعودية بصورة عامة وإن كان هذا القول يشمل ذلك وإن كان الخروج أيضا مرا .. لكن الذين أعنيهم هنا أولئك الذين نظروا لإنعكاس هذا الخروج على انسيابية المسابقات خاصة الدوري وانتظامه بدون توقفات أوتأجيل تؤثر على نجاحه ..
لكن ..
يبدو أننا موعودون بالتوقفات والتأجيل، وأن هذا أصبح جزءا من (ثقافة الدوري) لدينا ولم يعد الأمر غريبا .. بل الغريب أن ينتظم الدوري بضعة أسابيع وليس موسما كاملا أو حتى مجرد نصف أو ربع الموسم دون توقف أو تأجيل ..
خرج المنتخب وقلنا رب ضارة نافعة فظهرت لنا الحجوزات والخطوط ..
هذا ماقلته في تغريدة لي على تويتر قبل أيام أو بهذا المعنى ..
وأنا هنا أعني ماأقول ..
ولجنة المسابقات التي رفضت يوما ما تقديم مباراة الفتح والهلال بضع ساعات وليس أياماً رغم موافقة الطرفين بحجة احترام جدول الدوري رغم عدم تأثيرها عليه لأن التقديم من الليل إلى العصر .. هي نفسها التي قامت بتقديم وتأجيل ورفض تأجيل عدد من المباريات بعد تلك المباراة .. بعضها بموافقة الطرفين وبعضها دون علم أحدهما أوأخذ موافقته .. !! كل هذا بعد إصرارها على احترام المواعيد.
وهذا الدوري شهد العديد من التأجيلات والتبديلات غير المبررة والتي تؤثر على نجاحه مما جعل البعض يتساءل بتندر عن نهاية الموسم ومتى ستكون؟ فيما لو كان المنتخب قد تأهل للأدوار النهائية للتصفيات عن آسيا ..
نؤمن تماما ..
أن وفاة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز (رحمه الله) كانت حدثا طارئا خارجا عن الإرادة ومبررا مقنعا لتأجيل بعض المباريات ..
وأن نهائي كأس ولي العهد أيضا كذلك لأن تحديده خارج عن إرادة وقرار لجنة المسابقات ..
لكن غير هذين الحدثين لايمكن قبوله في عصر الاحتراف والمعلومة والإعلام الجديد ..
مباراة الرائد والاتفاق
ضمن الجولة الـ 24 من دوري المحترفين التي كان مقررا لها أن تقام في بريدة (ملعب الرائد) يوم الأحد قبل الماضي فجرت الكثيرمن الأفعال وردود الأفعال بين الطرفين ودخلت أطراف أخرى في الموضوع وهي ليست ذات علاقة به .. وكشفت الغطاء عما يدور في الخفاء وكيفية التعامل مع الحجوزات؟ وكيف تتعامل لجنة المسابقات مع الأندية .. إلخ
لن أقف مع طرف ضد آخر أو أسعى لتبني وجهة نظر أو تغليبها بقدرما سأطرح عددا من الحقائق من مصادرها الرسمية ومن ثم التعليق عليها ..
ـ المبارة كما هو معروف كان مقررا لها أن تقام يوم الخميس الموافق 15 مارس 2012 وتأجلت إلى الأحد الموافق 25 مارس بسبب التغيير الذي طرأ على برنامج المنتخب واستعداده لمباراته مع أستراليا في تصفيات كأس العالم ..
ـ تم تأجيل المباراة مرة أخرى وقبل 24 ساعة من موعدها المحدد بحجة عدم قدرة الاتفاق على السفر من الدمام إلى القصيم لعدم توافر حجوزات لبعثته على الخطوط السعودية ..
تفجر الموقف ..
وهنا تفجر الموقف حيث أعلن الرائد اعتراضه من خلال بيان أبرز ما فيه نقطتان:
ـ أن إدارة النادي علمت بالتأجيل بواسطة لاعبيها الذين علموا به عن طريق زملائهم لاعبي نادي الاتفاق ..
ــ تأكيدها على أن الحجز كان مؤكدا وأنه ألغي بفعل فاعل اتفاقي مرفقة بعض الوثائق الخاصة بذلك ..
ــ أنهم اتصلوا برئيس لجنة المسابقات فهد المصيبيح وكان جواله مغلقا ولم يرد عليهم ..
الرد الاتفاقي ..
من جانبها ردت إدارة نادي الاتفاق على بيان نادي الرائد ببيان طويل أبرز ما فيه:
ـ أن الإلغاء المشار إليه يوم 14مارس يقصد به موعد السفر للمباراة السابقة المقررة 15 مارس بعد أن تم تأجيلها بسبب برنامج المنتخب ..
ـ وأنهم سعوا لعمل حجز جديد بنفس رقم الحجزالسابق بعد إلغائه ..
ـ وعندما تعذر ذلك تم إلغاء الحجز السابق وعمل حجز جديد برقم جديد وكان ذلك يوم 12 مارس ..
ـ أن رئيس لجنة المسابقات أبلغهم بتأجيل المباراة الساعة الـ 11صباح يوم السبت 24 مارس بعد أن تعذر إيجاد حجز لهم وهم يستعدون لمغادرة الفندق إلى المطار للسفر على رحلة الثانية ظهرا ..
بيان اللجنة ..
من جهتها أصدرت لجنة المسابقات بياناً أكدت فيه على العديد من النقاط من أبرزها:
ـ أن الجدول الجديد (التأجيل) صدر يوم 27 فبراير.. أي قبل المباراة القضية بشهر تقريبا ..
ـ يوم 2مارس (بعد أربعة أيام بدأ الاتفاق تحركاته وتواصل مع الخطوط لتغيير الموعد ..
ـ يوم 4 مارس أبلغت الخطوط الاتفاقيين بعد إمكانية ذلك ..
ـ يوم 12 مارس تم إلغاء الحجز السابق وعمل حجز جديد برقم جديد (أي قبل المباراة القضية بـ 12 يوما)
ـ أن رئيس اللجنة كان متواجدا في ماليزيا وفقد جواله يوم الخميس 22 مارس وحصل على شريحة بديلة يوم السبت 24 مارس .
هذا ملخص القضية وآراء الأطراف ...
دعونا نناقشها بكل هدوء وبصراحة ووضوح ..
أولاً ..
تقصير اللجنة ..
مما سبق يتضح أن هناك قصورا واضحا من لجنة المسابقات سواء إقتنعت بذلك أم لم تقتنع ثم من نادي الاتفاق ..
فبرنامج المنتخب تم إقراره ومعرفته قبل مباراة أستراليا (28 فبراير) بثلاثة أشهر وفقاً لتصريحات مدير عام المنتخبات محمد المسحل ومدير المنتخب خالد المعجل.
ولجنة المسابقات أقرت التعديل على جدول الدوري يوم 27 فبراير أي بعد ثلاثة أشهر ..
ومهما كانت المسؤوليات والمبررات فإنها غير مقبولة على الإطلاق أن تظل طوال هذه المدة دون إقرار للمواعيد الجديدة.
وعندما تم إقراره يوم 27 فبراير ظل الاتفاقيون واللجنة يتحركون وفق الحجز السابق رغم تأكيد الخطوط السعودية بعدم إمكانية ذلك .. ثم فكروا في تغيير رقم الحجز بعد مضي 15يوما وقبل المباراة بـ 12 يوما .. ومن الطبيعي عدم توافر إمكانية للحجز ..
إذا كنا نحن كأفراد نعاني من وجود حجز لمقعد واحد خلال مدة كهذه فكيف بالبحث عن 30 مقعدا وربما أكثر.
ثانياً ..
أن اللجنة أبلغت نادي الاتفاق (وفقاً لبيانه) ولم تبلغ نادي الرائد (وفقاً لبيانه أيضا) وإذا كانت قد أبلغته فقد جاء ذلك في وقت متأخر ..
ثالثاً ..
أن تبليغ الاتفاق كان عند الساعة الـ 11 صباح السبت (أي بعد حصول رئيس اللجنة على شريحة وفقا لبيانها) ..
بينما أشار بيان الرائد أنهم عند إتصالهم برئيس اللجنة للاستفسار عن الأمر كان جواله مغلقا ..
فيما أكد بيان اللجنة عن فقدان جوال الرئيس يوم الخميس واستصداره لشريحة بديلة يوم السبت ..
وهذا يعني أحد أمرين ..
إما ..
أن نادي الرائد اتصل بالرئيس يوم الخميس أوالجمعة .. وهذا مستبعد لأن التبليغ بالتأجيل وردهم يوم السبت ..
أو ..
أن اتصالهم به كان بعد ظهر يوم السبت (أي بعد حصوله على شريحة بديلة) .. وفعلا كان مغلقا أو تعذر الاتصال لأي سبب ..
ثم ..
هل يحتاج إستخراج شريحة بديلة أو الحصول عليها 48 ساعة؟
لنترك هذه جانبا ..
فلسنا هنا في مجال تبني وجهة نظر جانب على جانب آخر ..
والموضوع تم طي صفحته ..
والرائد تقبل الموضوع بروح رياضية .. خاصة وأن دخل المنطقة الدافئة من الدوري ..
والاتفاق والرائد ناديان مثاليان ويرأسهما عبدالعزيز الدوسري وفهد المطوع .. وهما من خيرة الرجال وخيرة الرياضيين .. وما بينهما وما بين الناديين أكبر من أن تؤثر فيه أخطاء خارجة عن إرادتهما ولاعلاقة لأي منهما فيها ..
لنأخذ الجانب المهم في الموضوع ..
ـ في هذا الموسم تم تأجيل 16 مباراة منها ماهو بسبب مشاركات المنتخب أو الأندية خارجيا ومنها ماهو لأسباب طارئة ومنها ماهو بسبب حجوزات الطيران .. وهذه الأخيرة ظهرت بشكل لافت للنظرهذا الموسم.
مايقارب 10% تقريبا من مباريات الموسم تم تأجيلها وهي نسبة كبيرة.
وفي عصر النت وزمن المعلومة والقرية الكونية .. لازلنا نتعامل مع قراراتنا بالجوال ورأي الفرد وقول الرئيس .. أما النائب والأعضاء فلا صوت أو رأي لهم .. لايتجرأ عضو لجنة أيا كانت أن يعطي معلومة أويصدر توجيها أو يتخذ قرار..
ثم إنني أتساءل ..
وهو سؤال قانوني ..
هل المعلومة بالجوال مقبولة ويمكن الإعتماد عليها وقبولها من الناحية القانونية؟
لست خبيرا قانونيا لكنني لاأعتقد ذلك .. إذ لابد من الوثيقة أو المستند في هذه الحالات.. لكننا تعودنا على ذلك ..
ولنفرض أن (جوال الرئيس) مفقود أو لم يتمكن من الحصول على (شريحة) فهل تتعطل مصالح الفرق؟
وما فائدة نائب الرئيس أو الأعضاء إذا كان الرئيس سيدير اللجنة ومسؤول وصاحب قرارحتى وهو خارج المملكة.
في عصر الإحتراف وزمن النت .. نظل أكثر من ثلاثة أشهر لكي نقر تعديلا في جدول الدوري وتأجيل جولة أو جولتين ..
ونضع أنفسنا في مواقف حرجة ثم نتساءل عن السبب ..؟ ونبحث عن الحلول .. وتتداخل الصلاحيات والكل يعمل ..
اللجنة من جهة والنادي والأفراد كل من جهته ..
لماذا لاتعمل اللجنة مبكرا على إعداد الجداول أو تعديلها وتعميمها على الأندية وتحميلهم مسؤولية ذلك .. وهو الأمرالمعمول به في كل أنحاء العالم ..
في 4 ديسمبر 2010
(الموسم الماضي) أضرب المراقبون الجويون في المطارات الأسبانية عن العمل .. كانت هناك ثلاث مباريات في ذلك اليوم..
سافر فريق فالنسيا بالحافلة إلى مدريد ليقابل ريال مدريد..
وسافر أتليتيكو مدريد بالحافلة إلى مدينة فالنسيا ليقابل ليفانتي ..
وحاول برشلونة تأجيل مباراته يوما واحدا والتي ستجمعه مع ساسونا لبعد المسافة وصعوبتها فرفض ساسونا ورفض الاتحاد الأسباني وهدده بالعقوبات وسمح له فقط بالتأخير30 دقيقة فقط واضطر الفريق إلى المغادرة إلى سرقسطة بالقطار ثم منها إلى بامبلونا بالحافلة ..
كان على لجنة المسابقات أن تفرض على الاتفاق أوغيره من الفرق الأخرى كالقادسية السفر بأي وسيلة وأن يكون مسؤولا عن ترتيب أموره ويجب أن يكون ذلك بدءا من الموسم القادم ..
سبع ساعات بحافلة مكيفة ترتقي خدماتها ومستوى الراحة فيها إلى الطائرة وربما أفضل لا أعتقد أنها تسبب مشكلة ..
هناك فرق أخرى سافرت من الإحساء إلى القصيم ومن القصيم إلى المدينة المنورة وغيرها ولم يتم السماح لهم بالتأجيل ..
هذا إذا أردنا أن نعمل باحترافية وأن يكون لدينا موسم ناجح وعمل منظم وإلا فلننتظر المزيد من المتاعب .. وعلينا ألا نفكر في زيادة فرق الدوري قبل أن نفكر في تنظيمه وضمان نجاحه.
والله من وراء القصد