|


عبدالله الضويحي
الانتخابات الفشل .. خطوة للنجاح ..
2012-03-27

انتهى أول اجتماع للجنة العامة لانتخابات الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم بفشل ذريع ..


هكذا رأى كثيرون خاصة ممن حضروا الاجتماع أو الذين قرأوا بعضاً من تفاصيله إذ لم تعلن كافة التفاصيل .. ومادار بين الكواليس ..


فيما يرى آخرون غير ذلك وفقاً لزاوية الرؤية للاجتماع من جانب كل طرف ..


والذين رأوا فيه الفشل استندوا على ثلاثة أمور هامة:


ـ الآلية التي تم من خلالها الاجتماع تنفيذا وإدارة.


ـ كم الحضور ونوعيته.


ـ تحوله إلى نقاش جدلي بين طرفين وتداخل الآراء وتهميش آخرين لهم وزنهم وثقلهم في الاجتماع .


سنتوقف هنا عند كل نقطة من هذه النقاط الثلاث ومناقشتها ثم ننتقل إلى الزاوية المضيئة في الاجتماع لنختم الموضوع


آلية الاجتماع:


الاجتماع كما هو معروف وماجاء في الخبر الأول كان الهدف منه وضع آلية لتشكيل الروابط للاعبين والحكام والمدربين وآلية الترشح للجمعية العمومية المقرر تشكيلها من أكثر من 60عضوا يمثلون هذه الشرائح إلى جانب الأندية وشخصيات أخرى حسب لائحة الجمعية .. إلخ لكن الحضوركان ضعيفا حيث حضر الاجتماع 15 شخصا فقط وهو رقم لم يتجاوز ثلث الذين تم توجيه الدعوة لهم لحضور الاجتماع بل أقل من ذلك بكثير ..


ولهذا عدة أساب لعل من أبرزها:


ـ أن الدعوة لم تأخذ طابع الرسمية وجاءت في وقت ضيق وقبل الاجتماع بيومين. وهي فترة غير كافية كي يرتب المدعو أو حتى الراغب في المشاركة أموره وظروفه .. خاصة من هم خارج مدينة الرياض من حيث عمله وحجوزاته ..


ناهيك من تحمله مصاريف إركابه وإقامته وإعاشته وتنقلاته .. حتى الذين هم داخل مدينة الرياض ربما لم يتمكن البعض من ترتيب إرتباطاته وجدولتها خاصة وأننا كنا على أبواب إجازة الربيع ..


بالإضافة إلى عدم وجود جدول أعمال مسبق ومعرفة المدعوين لأجندة الاجتماع .. حتى وإن كان تشاوريا .. كما حاول رئيس الاجتماع توضيحه كمبرر لبعض ما دار فيه .. وخروجا من مأزق الحضور الضعيف إذ لايمكن لـ 15 شخصا أن يناقشوا تلك المواضيع ويضعوا لها صيغة محددة بل إن اجتماعا واحدا لايكفي لهذا الغرض كما كان من المفترض أن يكون المدعو على علم بماهية الاجتماع ومحاوره .


ـ الانتقائية في أسماء ونوعية المدعوين وهذا ما أدى إلى غياب بعض كفاءات مؤهلة وعدم حضور آخرين والخلط في تحديد هوية المدعو والفئة التي ينتمي إليها .


صحيح أنهم وجهوا الدعوة كما يقولون للذين قادوا المنتخب من لاعبين ومدربين في مناسبات دولية سابقة لكن هؤلاء لم يحضر منهم إلا القليل ربما لضيق الوقت كما أشرت أو لأسباب أخرى كما أنهم لايمثلون شريحة المدربين الوطنين أو اللاعبين الهواة بصورة عامة .


ـ الكم والكيف ..


وامتدادا للحديث حول كم ونوع المدعوين وتحديد هويتهم والانتقائية .. فقد تم دعوة ما لايزيد عن 20 لاعبا من الدوليين السابقين بدءا من سلطان مناحي قائد المنتخب قبل 47 عاما مرورا بالدكتور عبدالرزاق أبوداود والدكتور خالد التركي وانتهاء بماجد عبدالله الذي اعتزل الكرة قبل حوالي 15عاما وعاصر العهدين (الهواية والاحتراف) .. أقل من 20 لاعبا فقط من هؤلاء تم دعوتهم ولم يحضر منهم أيضا أكثر من ربع العدد ..


والحال نفسه ..


مع المدربين الوطنيين حيث حضر في حدود خمسة مدربين بعضهم من العاملين في الاتحاد أو المنتخبات من بين العشرات من المدربين الوطنيين المعتمدين .. والبعض لا تعرف صفته .. هل حضر كمدرب وطني أم كلاعب دولي سابق؟ ولم يكن الحكام أقل شأنا في كم ونوع الحضور في هذا الاجتماع ..


جدلية النقاش ..


كما أشارت معظم وسائل الإعلام وبعض الذين حضروا الاجتماع فإن المجتمعين لم يخرجوا بما كانوا يتوقعون أو يتطلعون إليه من حيث الفائدة وتحقيق الهدف .. فقد كان هناك تداخل في الرؤى والاختصاصات وهو أمر طبيعي لاجتماع مفتوح يضم كل الأطياف .. هذه ناحية ..


والأخرى وهي الأهم ..


أن معظم الاجتماع تحول إلى نقاش جدلي بين طرفين هما الدكتور ماجد قاروب رئيس الاجتماع والأستاذ عبدالرحمن الدهام الأمين العام الأسبق لاتحاد كرة القدم وهو ما لم يكن سراً حيث تطرقت إليه كافة الوسائل الإعلامية .. ويبدو أن كلا منهما دخل الاجتماع بموقف مسبق من الآخر ليس على الصعيد الشخصي حتى لا يساء فهمي وإنما على الصعيد العملي أو لنقل عدم قناعة لاختلاف الثقافة والخبرة بين الطرفين .. وأعني ثقافة التعامل وثقافة النقاش وثقافة الإدارة في الإجتماعات .. ولذلك سيطر هذا الجدل الثنائي على الاجتماع ثم إنتهى للا شيء .. ودون اتفاق أو الوصول لقناعات مشتركة لتلك الأسباب .. هذه الأمور وغيرها .. رأى البعض من خلالها ارتجالية الإجتماع وخروجه بهذه الصورة .. على أننا يجب أن ننظر للوجه الآخر للاجتماع ..


في نظري ..


ليس هناك مشروع أو عمل (فاشل) بالمفهوم الشامل لهذه الكلمة إذ لابد من بصيص أمل .. أو ضوء خافت في إحدى زواياه .. أعتقد أن هناك ناحيتين إيجابيتين خرج بهما هذا الاجتماع ..


الأولى ..


أن مجرد إقامته وتنظيمه في حد ذاته نقطة إيجابية تحسب لصالح الجهة التي نظمته ودعت إليه . وإذا كانت هناك أخطاء حدثت أيا كان سببها أو مصدرها فيمكن معاجتها وتداركها في المرات القادمة وهي أخطاء لا ترتقي إلى المستوى الذي لايمكن معالجته أو تصحيحه بقدر ما هي ملحوظات يسهل التعامل معها ..


الثانية ..


أن هذا الاجتماع قد يكون مدخلا للتعرف على أعضاء الجمعية العمومية .. لا من حيث شخصياتهم وأسمائهم وإنما من حيث مهنيتهم والجهات التي يمثلونها وتحديد الآلية التي يمكن تحديدهم من خلالها والتعامل معهم وفق هذا المفهوم ..


كنت أتمنى ..


لو أن هذا الاجتماع كان عبارة عن محاضرة للتعريف بالانتخابات والجمعية العمومية .. إلخ بدلا من إجتماع كهذا ..


ولذلك ..


أرى أن يكون هناك خطة لدى للجنة العامة للانتخابات للاتحاد السعودي لكرة القدم تتكون من مرحلتين قبل أن تبدأ المرحلة الأهم وهي مرحلة الانتخابات ..


المرحلة الأولى ..


من المؤكد أننا كمجتمع بصورة عامة لازلنا جديدين على مثل هذه التجارب وثقافتنا في هذا الجانب متدنية ودون المستوى المطلوب، حتى التجارب التي تمت من خلال الغرف التجارية أو المجالس البلدية أو مؤسسات المجتمع المدني ... إلخ لم تنشر هذه الثقافة لأنها محدودة .. خاصة المجتمع الرياضي الذي يعتبر جديدا على مثل هذه الخطوة وهي جديدة عليه .. وعلى هذا الأساس فإن الخطوة الأولى هي التعريف بالانتخابات ومفهومها لدى المجتمع..


ومن هنا ..


يفترض أن تعقد اللجنة عدة اجتماعات في مختلف مناطق المملكة بحيث تذهب إلى المعنيين بدلا من أن يأتوا إليها وأعني الأندية .. اللاعبون .. الحكام .. المدربين الوطنيين وغيرهم ممن تستهدفهم الجمعية العمومية بحيث يتم شرح الانتخابات وأهدافها السامية، وأهميتها والتأكيد على المصلحة العامة والبعد عن التكتلات .. وشرح الجمعية العمومية ومذا تعني؟ ومن الذي يحق له الدخول إليها؟ ومن له حق التصويت؟ وكيف يترشح الشخص للجمعية العمومية ولمجلس إدارة الاتحاد ولرئاسته ... ولا يمنع أن يكون هذا ـ بل المفروض ـ على شكل دورة مكثفة لمدة يوم واحد على فترتين أو فترة واحدة بحيث تحتوي على محاضرات أو لقاءات تتناول ما أشرت إليه سابقا .. كل هذه الأمور لازالت غائبة عنا .. ولا أحد يقرأ اللوائح .. واللوائح أيضا قد لاتتاح للجميع .. ومن هنا تأتي أهمية التعريف بها قبل ممارسة العملية الانتخابية ..


المرحلة الثانية ..


تحديد تعريف واضح ومحدد لأعضاء الجمعية العمومية .. فإذا كان من السهل التعرف على هوية ممثلي الأندية وتحديدها فإن الخلاف قائم وسيظل حول تعريف اللاعب الهاوي والمحترف والحكم والمدرب الوطني .. الذين سينضم كل منهم للرابطة الخاصة به ومن ثم إمكانية تمثيله لها في الجمعية العمومية .. وكيفية اختياره من قبل الرابطة .. على سبيل المثال ..


اللاعبون ..


من هو اللاعب الهاوي؟ هل هو الذي سبق عصر الاحتراف واعتزل الكرة .. وهذا ينطبق على كل لاعب سعودي منذ بداية عهد الكرة في المملكة إلى تطبيق الاحتراف .. إذ لا فرق بين لاعب اعتزل قبل 20 عاما وآخر اعتزل قبل 40 عاما أو 50 (أستند في تساؤلي على دعوة اللجنة للاعبين قدامى ذكرتهم قبل قليل)


أم أنه ..


اللاعب الذي لازال يمارس الكرة بنظام الهواية في أحد أندية الهواة (الدرجة الثالثة والثانية) أو في الأندية المحترفة لكنه غيرمحترف . لاعب مثل ماجد عبدالله له تأريخه وقيمته ويستحق أن يكون له دور في المرحلة القادمة.. كيف يتم تصنيفه؟ هل هو لاعب هاو؟ أم محترف؟ أم لا هذه ولا تلك؟ وغيره من اللاعبين الذين عاصروا الفترتين .. ومن هو اللاعب المحترف؟ هل هو اللاعب الذي لازال يمارس الكرة كلاعب محترف؟.. أم أن ذلك يشمل أيضا المحترفين الذين اعتزلوا الكرة مثل نواف التمياط، فهد الهريفي، خالد مسعد، وغيرهم ..


المدربون الوطنيون ..


من هو المدرب الوطني الذي يحق له دخول رابطة المدربين الوطنيين؟ وكيف يتم تحديد هويته؟ هل الحصول على شهادة تدريب شرط أساسي؟ أم مجرد عمله كمدرب لعدد معين من السنوات سواء في ناد واحد أو عدة أندية أو منتخبات كاف لاعتباره كذلك؟ أم لابد من هذه وتلك؟ إذ إن هناك عددا من المدربين الوطنيين الحاصلين على مؤهلات وشهادات تدريب لكنهم لم يزاولوا المهنة وهناك آخرون زاولوا المهنة ونجحوا فيها دون أن يحصلوا على شهادات تدريب معتمدة.


الحكام ..


ما ينطبق على اللاعبين ينطبق على الحكام .. هل هو الحكم العامل؟ وهل يمكن للحكم المعتزل الدخول إلى رابطة الحكام .. ومن ثم إمكانية الترشح للجمعية العمومية؟ هذه التعريفات لابد من تحديدها قبل أي خطوة قادمة نحو الانتخابات ليكون الجميع على بينة من أمرهم ..


ومن هنا ..


لابد من تكوين ورش عمل أو لجان خاصة بكل فئة .. الحكام .. المدربون الوطنيون .. اللاعبون الهواة .. المحترفون .. بحيث تتولى كل لجنة وبحضور ممثل من لجنة الانتخابات أوأكثر ومستشار قانوني وضع تعريف محدد وواضح لمن يحق له الانتماء إلى الرابطة الخاصة بها تمهيدا لتشكيلها .. وأن يكون هناك تعاريف عامة تنطبق على الجميع وتعاريف خاصة بكل لجنة . ومن ثم تتولى كل لجنة دعوة جميع من تنطبق عليهم شروطها إلى اجتماع عام لتشكيل الرابطة وتكوين الجمعية العمومية الخاصة بها من هؤلاء تمهيدا لإجراء انتخابات داخلية لاختيارممثليها في الجمعية العمومية للاتحاد من بين المرشحين الراغبين أو تحديد الآلية الخاصة بها ..


أعتقد ..


أن لدينا عملاً شاقاً وبرنامجاً طويلاً ومهماً قبل الشروع في الانتخابات لابد من تنفيذه إذا ما أردنا عملا إحترافيا ناجحا .. ولابد من مستشارين قانونيين لديهم إلمام باللوائح الرياضية ومن المهتمين بالرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص .. والاستفادة من خبرات الدول التي سبقتنا في هذا المجال فيما يتعلق بالروابط وتحديد الهوية وتعريف اللاعب المحترف والهاوي أو المدرب والحكم .. وغيرهم.


والله من وراء القصد.