|


عبدالله الضويحي
هوامش عى دفتر المنتخب..
2012-03-06

 


وفقدت يا منتخبي الصدارة


   لم يكترث أحد


   وسُجلت الهزيمة ضد مجهول


   وأرخيت الستارة


   مطلع قصيدة مشهورة لنزار قباني اقتضى الحال التعديل في بعض كلماتها..


   أما نحن فنكترث لحظة ردة الفعل لكننا ما نلبث ان ننسى ونعود لرفع الستارة لمشهد جديد..


  لو أخذنا عينة عشوائية من مقالات مكتوبة قبل سنوات عندما خرجنا لأول مرة من تصفيات كأس العالم بعد أن اعتدنا التأهل للنهائيات وأعدنا نشرها لتماشت مع الواقع الذي نعيشه اليوم..


   قد لا نحتاج إلى أي تغيير عدا أن نستبدل (جنوب أفريقيا) بالـ (البرازيل) و 2010 بــ 2014  وربما لو عدنا لما قبل ذلك.. لانطبقت الحال.


لا جديد في طرحنا الاعلامي.. وفي خطابنا الرياضي..


   الافكار نفس الافكار


   المقترحات ذات المقترحات..


الاكاديميات ..الفئات السنية .. الأندية .. الملاعب.. الـ .. الــ..


   أنشأنا لجان التطوير..


   ووضعنا لجان عمل..


   وقدمنا دراسات..


  وخسرنا الجهد والوقت والمال..


  ولا زلنا (ندوركالحبة في المسبحة )


  مارسنا ألف حل وحل..


  فوجدنا أفضلها (جلد الذات)


  نجلد أنفسنا مع كل هزيمة (بخطبة غراء)


نردد كجماهير ما يقوله الإعلاميون الرياضيون.. ونردد كإعلاميين ما تقوله ألسن الأندية


ماجد صنع مجد الكرة السعودية وسامي نجم من ورق


سامي قاد المنتخب لكأس العالم 4 مرات وماجد لم يصنع ذلك .


سامي أكثر لاعب (سنتر) في كأس العالم..


وماجد أكثر لاعب (سنتر) في الأولمبياد


ماجد .. سامي .. محمد نور


محمد نور.. ماجد .. سامي


سامي.. محمد نور.. ماجد


عالمي.. مونديالي.. محلي 


الهلال والنصر .. أم النصر والهلال


  50بطولة 40 بطولة 30 بطولة ..


  على مدى أكثر من 40 عاما عاصرت فيه الإعلام الرياضي ورياضتنا على وجه العموم متابعا ثم مزاولا منذ أن كان بضع صفحات تعد على أصابع اليد يقوم عليها مجتهدون هواة .. إلى هذا اليوم الذي تجاوزت قنواته العشرات ومزاولوه المئات وأصبح التخصص في كثير من سماته .. لم ار خطابنا الرياضي بهذا الوضع الركيك طرحا وأسلوبا وإملاء وأعني هنا المجتمع الرياضي بصورة عامة والإعلام جزء منه بل ومباركا له..


  على مدى تلك العقود لم نعرف ميول هذا الكاتب ولاتوجهات هذه الصحيفة أوالقناة .. وحتى لو .. فإنه يخجل بل يستعيب ان يجاهر بها .. لأن أصول المهنة وأخلاقياتها تمنعه البوح بذلك.


  اليوم ــ وللأسف الشديد ــ أصبح هذا الشيء جزءا من ثقافة الخطاب الإعلامي ومصدرتفاخر وتأشيرة الدخول للبرامج الإعلامية


  أرجو ألا يغضب مني الاخوة الأعزاء في المجتمع الرياضي .. والزملاء الكرام في الإعلام الرياضي , لأنني كمنتم لهذا الوسط الإعلامي (خاصة) يفترض أن أدافع عنه. وهذا صحيح .. لكن عندما يتعلق الأمربالوطن فهو فوق كل اعتبار ..


  والواثق من نفسه من هؤلاء .. لن يغضب بل سيصادق على كلامي ..


  القضية ..


لم تعد في منتخب فشل (رغم قساوة التعبير ورغم انني لا أعترف بهذا المصطلح) أو لنقل لم يتأهل لكأس العالم مرتين متتاليتين بعد أن اعتاد التأهلمرات .. وهو أمر طبيعي كحدث لكنه غير طبيعي كأسباب ومسببات


  وغير مقبول بل ومرفوض في نظرنا و (ثقافتنا التنافسية)


  فمن بين أكثر من 200 اتحاد أعضاء في الفيفا تأهل منهم لا يزيد عن الربع .. ومن بين هؤلاء من تأهل لمرة واحدة في تاريخه .. ومن بينها أيضا منتخب واحد فقط تأهل لجميع النهائيات..


وفي 19 بطولة أقيمت حتى الآن فاز8 منتخبات فقط باللقب.


  مشكلتنا..


      أننا لا نريد أن نقتنع بقدراتنا


     ونعترف بواقعنا وامكاناتنا ..


     فنحن دائما الأفضل


    ونحن الأقدر


    ونحن الأكفأ


   ودائما نحن الأحق..


  نعطي الأمور أكبر من حجمها.


فنتحول في ثوان قليلة من مادحين إلى قادحين


ومن متغنين طربا .. إلى نائحين هجاء ..


في الشوط الأول تحية وتقديروتعظيم وسلام


وفي 4 دقائق لا تحية ولا تقدير ولا سلام ..


في الشوط الأول نجوم على المستطيل الأخضر


وفي دقائق نجوم كوميديون يمثلون مسرحية هزلية..


تستحضرني قصيدة لنزار قباني (هوامش على دفتر النكسة) .. وهي نكسة حزيران 67 يقول فيها :


 (يا وطني الحزين ..


حولتني في لحظة


   من شاعر يكتب بالحب والحنين


   لشاعر يكتب بالسكين


......


   لأن ما نحسه أكبر من أوراقنا


    لابد أن نخجل من أشعارنا ..


.....


   إذا خسرنا الحرب لاغرابه


    لاننا ندخلها


    بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابة


   بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة


   لأننا ندخلها


   بمنطق الطبلة والربابة


.......


   السر في مأسآتنا


    صراخنا أضخم من أصواتنا


   وسيفنا اطول من قاماتنا ..)


فعلا..


   هذا هو السر..


  مع استبدال (الوطن) في بداية القصيدة بالمنتخب


  وبالتالي..


    فمن الطبيعي إذا لم ننجح أن تكون ردة الفعل بهذا الحجم.


  هجونا المدربين ..


  هجونا اللاعبين ..


  هجونا الاتحاد ..


  وهجونا .. وهجونا..


 ولم يبق ألا أن نهجو أنفسنا.


طالبنا بابعاد (الحرس القديم) ووصفناهم بـ (الديناصورات) ولأننا لا نملك الجرأة لم نطلب من الأمير نواف أن يستقيل من اتحاد القدم وإنما طالبنا (رأس الهرم)


والاتحاد الذي ننعته بـ (الحرس القديم) نصف أعضائه منتخبون .. وجديدون على الساحة الرياضية الرسمية ولم يمض عليهم فيها سنوات أربع أو أقل .. ونصف النصف الباقي أعمارهم لا تتجاوز الـ 50  أي من فئة الشباب ..


والحرس القديمكما يقال ــ ثلاثة أحدهم ــ وهذه كلمه حق ــ  أنقذ الأندية السعودية من مواقف كانت ستدفع الثمن فيها غاليا بحكم خبرته وحنكته وعلاقاته مع الاتحاد الدولي ولازالت هذه الأندية تنتقد شخصه وتطالب بإبعاده ..


   والثاني يحمل شهادة الماجستير من الولايات المتحدة صاحب فكر إداري ناجح وكان لاعبا دوليا مثاليا ورئيسا ناجحا لأحد الأندية الكبرى .. وذو خبرة إدارية ورياضية ..


والثالث مسؤول مالي .. لا علاقة له بالأمور الفنية 


وأنا هنا لا أدافع عن الاتحاد ولا عن هؤلاء فقد استقال الاتحاد وقضي الأمر ولا جدوى من الدفاع إن وجد ــ  لكنني أقول كلمة حق وشهادة سأكون مسؤولا عنها ذات يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.


   قدم الأمير نواف استقالته كرئيس لاتحاد كرة القدم معلنا ابتعاده في خطوة غير مسبوقة تثبت انهرجل المرحلةوهو وصف سبق ان قلته عنه عند تعيينه رئيسا عاما لرعاية الشباب.


   استقال الأمير نواف ووضع الكرة في ملعب الذين طالبوا برحيل الاتحاد .. ولسان حاله يقول:


   (إذا كنت أنا السبب فها أنذا ابتعد ..)


  ولأننا جدليون.. لم ننظر للاستقالة بقدر ما بعثنا المزيد من الأسئلة ..


    كيف استقال..


   ولمن قدم استقالته.


   وكيف تم قبولها..


  وهل سيتم رفضها..


   وما مدى قانونيتها..


  ولماذا لايستقيل من جميع مناصبه في الدولة


ويبدو أن الاستقالة كانت مفاجأة للجميع ولا أقول للأكثرية.. خاصة للذين (سنوا) سكاكين كلماتهم ثم ادركوا ان الشاة لا يضيرها السلخ بعد ذبحها .


 


ماذا يريد هؤلاء بالضبط.


   هل يعدل الأمير نواف عن استقالته لأنها غير نظاميةكما يقولون ــ


أم يمضي في الاستقالة ويحقق رغباتهم التي كانوا ينادون بها..


   كانت الاستقالة ضربة معلم .. وكشفت عن كثير من الثقافات لدينا ..


   استقالة الرئيس تعني استقالة مجلس الإدارة وجميع اللجان التابعة له دونما حاجة لأن يتقدموا باستقالاتهم ..


والاتحاد المكلف له الحق في تشكيل لجان جديدة أو تكليف السابقة باستمرار العمل وهو المفروض .. بحكم الظروف وقرب نهاية الموسم وقرب الانتخابات المقبلة ومع ذلك .. يطالب البعض بأن تستقيل اللجان. ويطالب بلجان جديدة ..


  هناك خلط بين منصب الرئيس العام لرعاية الشباب كمنصب حكومي يعين بأمر ملكي ومنصب رئيس اتحاد كرة القدم كمنصب أهلي في هيئة أهلية ..


تسابق كثيرون على اعلان ترشيح أنفسهم لرئاسة الاتحاد .. وهم لا يدركون مدى نظامية ذلك وما هي الآلية التي ستتم بموجبها الانتخابات وانتخابات الرئيس وضرورة أن يكون مرشحا من قبل أحد الأندية وليس بصفته الفردية ..


على العموم ..


لا أعتقد ان الاتحاد المستقيل أقدم على خطوة غير قانونية .. فهو يملك الخبرة الكافية لذلك.. وأمامه الاتحاد الدولي الذي تعني موافقته على الاتحاد المؤقت قانونية الاجراءات ومدى صحتها ..


  وسيكون أمام هذا الاتحاد عمل مرهق فكريا وبدنيا وأولها الاعداد للجمعية العمومية التي ستنتخب 70% من أعضاء الاتحاد (حوالي 11 شخصا من أصل 15) وهذا يعني انهم الأكثرية والأكثر سيطرة على توجهات الاتحاد ..


   وقد يتم تغيير المدرب .. (كما جرت العادة) هذا المدرب ولا أعني مدربا بعينه وإنما مدرب المنتخب في عمومه الذي لم يقنعنا في يوم من الأيام, وبتنا أكثر المنتخبات تغييرا للمدربين وأقلها حظوظا في استقطاب الذين يحترمون تاريخهم وكفاءتهم (وللحديث عن المدربين مقال قادم بإذن الله).


 


ووفقا لهذا ..


لن ينجح أي مدرب لأنه لا يمكن أن يشرك كل اللاعبين .. وفقا لما (يطلبه المشاهدون)


ولهذا..


   سنظل نسافر في المأساة..


  ونمد للمنتخب كلما (غرق) (حبلا شعري الكلمات)


  وستذبحنا (سكاكين الكلمات)


  لأننا لا نلامس المشكلة من جذورها ..


  نستعمل المهدئات والمسكنات.. وننسى المضادات الحيوية والعمليات الجراحية ..


  ننسى (الاحتراف) الذي لم ينضج بعد رغم تجاوزه سن العشرين ..


  وننسى أهمية المسابقات الداخلية التي هي الأساس ..


  وننسى (اللاعب) الذي (أعمت النعمى بصيرته) .. فجعل (الليل معاشا) و (النهار سباتا)..


من المسؤول عنه ..


   لن أطالب بإلغاء الاحتراف لأن هذا غير منطقي ولا مقبول .. وكأن المسألة جرة قلم ..


  أصلحوا الأندية أولا.. اصلاحا شاملا ..


  امنحوها الاستقلالية..


  وابعدوهم عن (ذل المسألة).. واجعلونا نحسبهم (أغنياء من التعفف )


واعملوا على تطوير الفكر الرياضي .. وتنمية الثقافة الرياضية .. لتناموا قريري العين مرتاحي البال ..


 


والله من وراء القصد