اختلفت ردود فعل الشارع الرياضي حول القرارات الثمانية التي اتخذها اتحاد كرة القدم في اجتماعه الأخير.. بين متفائل وآخر يترقب تطبيقها على أرض الواقع.. وإن اتفقوا على انها تمثل نقلة كبرى في آلية عمل الاتحاد وفي كرة القدم السعودية امتدادا للعديد من الخطوات الايجابية في مثل هذا الاتجاه.. هنا (في منصف الأسبوع) قراءة لهذه القرارات. الجمعية العمومية كان أول القرارات البدء فورا بتشكيل الجمعية العمومية للاتحاد وفق النظام الأساسي له .. والواقع أن الجمعية العمومية لاتحاد القدم ليست جديدة فهي موجودة ضمن النظام الأساسي للاتحاد شأنها شأن أي جمعية عمومية لأي كيان .. لكن تفعيلها وإبرازها إلى حيز الوجود جاء على يد الأمير الشاب نواف بن فيصل كإحدى خطوات سموه في نقل التنظيمات الرياضية السعودية إلى مرحلة جديدة تحاكي فيها العصر تتسم بالشفافية والوضوح . . وجاء في القرار أنها تتشكل من ممثلي الأندية المحترفة وأندية الدرجة الأولى وممثلين عن أتدية الدرجة الثانية وأندية الدرجة الثالثة والحكام واللاعبين .. إلخ بحيث يتجاوزعدد أعضائها الـ 60 عضوا .. على ان هناك ثلاث نقاط رئيسة لابد من الإشارة إليها: الأولى: أن يكون أعضاء الجمعية على قدر المسؤولية في القيام بدورهم .. فالمعروف أن الجمعية العمومية لأي كيان هي الجهة الرقابية على مجلس إدارته ولجنته التنفيذية والمقيم لعمله .. باعتباره منتخبا من قبلها وممثلا لها في ادارة هذا الكيان ورسم سياساته وتنفيذ خططه .. وهذا يعني أن أعمال الاتحاد ستكون محل المساءلة والنقاش من قبل الجمعية العمومية .. الثانية: هل ستكون الجمعية العمومية هي الجهة المنتخبة لمجلس إدارة الاتحاد أو لجنتة التنفيذية كما هو معمول به في الكيانات الأخرى ؟ أعتقد ان هذا هو المفروض وما حصل في الانتخابات السابقة هو حالة استثنائية لعدم وجود جمعية عمومية آنذاك. الثالثة: إذا استثنينا ممثلي أندية دوري المحترفين والدرجة الأولى .. فماذا عن الآخرين (ممثلي الثانية والثالثة والحكام واللاعبين).. ؟ هل سيتم تعيينهم من قبل الجهات التي ينتمون إليها أم يتم انتخابهم من هذه الجهات؟ وهذا هو المفروض إذا ما أردنا تكريس مبدأ الشفافية والوضوح وتعميم ثقافة الانتخاب. هذه الأمور لابد من توضيحها وتسريع العمل على تفعيلها .. إلى جانب اشهار رابطة اللاعبين المحترفين كنتاج طبيعي لهيكل الجمعية العمومية. رابطة المحترفين تغيير مسمى هيئة دوري المحترفين إلى رابطة الأندية المحترفة لكن التغيير الأبرز تمثل في تخلي الأمير نواف عن منصب الرئيس وإعادة تشكيلها من 14 عضوا يمثلون أندية دوري المحترفين بالإضافة إلى الرئيس المعين وهو مديرها التنفيذي السابق محمد النويصر. وبغض النظر عن المسمى فإن الأكثر أهمية هو تفعيل دورها وآلية عملها .. فالهيئة التي كانت تتشكل من بعض ممثلي الأندية وبعض رجال الأعمال وغيرهم لم تعقد اجتماعا واحداً طوال دورتها الأولى (السابقة) مما جعل العمل يتركز على شخص أو شخصين كانا في واجهة الأحداث وعرضة للأخطاء ومجالا رحبا للنقد أيا كانت أهدافه .. ومهما كانت مبررات عدم اجتماع الهيئة فإنها غير مقبولة .. إذ أن هناك آلية معروفة للاجتماعات ونصابها .. وقد جاء التشكيل الجديد للهيئة ليتيح لها المزيد من حرية العمل وتفعيل آليته على أن هناك أموراً ثلاثة لابد من توضيحها: الأول: جاء في قرار الاتحاد الأخير وفي مهام الهيئة (إحالة جميع الأمور التي تخص الأندية إلى رابطة الأندية المحترفة لمناقشتها ومن ثم رفعها للاتحاد..) هذا التعريف يطرح بضعة تساؤلات.. فعبارة (جميع الأمور التي تخص الأندية) عبارة مطاطة وشمولية فهل تعني ان جميع اللجان التي لها علاقة بالأندية والدوري مثل لجنة الاحتراف والمسابقات والفنية .. والملاعب وبيئتها .. و.. إلخ ! كلها ستنضوي تحت لواء الرابطة ؟ وهل يفرض المنطق ان تشرف الرابطة على كل ما يتعلق بشؤون الاحتراف.؟ وإذا لم يكن كذلك .. هل ستكون هناك ازدواجية بين عمل الرابطة وعمل اللجان الأخرى ؟ وعليه .. فلابد من تأطير مهام الرابطة وتحديد هذه المهام .. الثاني: (لمناقشتها والرفع للاتحاد).. هل يعني هذا أن رأي الرابطة غير ملزم وانها ليست جهة تشريعية أو تنفيذية وانما أشبه ما تكون بجهة استشارية.؟ .. بمعني انها ترفع توصيات فقط وماذا لو رفض الاتحاد بعض توصياتها أو مقترحاتها بشأن الأندية.؟ وأصبح يقف في طريق تنفيذ العديد من مشاريعها مستقبلا خاصة وان الاتحاد منتخب بنسبة تزيد عن ثلثي الأعضاء . الثالث.. ماذا عن أندية الدرجة الأولى التي ستصبح محترفة اعتباراً من الموسم القادم الا يحق لها أن تكون عضواً في الرابطة ؟ أو أن يكون لها ممثل فيها.؟ كل هذه الأمور لابد من دراستها بتمعن وتفصيل حتى نضمن نجاح عمل الرابطة التي تعتبر هي الأهم ونجاح الدوري وتطور الكرة السعودية مرهون بنجاح الرابطة في أداء عملها وتوفير سبل النجاح لها .! تخفيض عدد الأجانب قرر الاتحاد تخفيض عدد اللاعبين الأجانب في الأندية المحترفة من 4 لاعبين إلى 3 واحال الموضوع إلى الرابطة لدراستة ومناقشتة مع أصحاب الشأن على أن يتم تطبيقه بعد سنتين..! اتفق مع القرار إذا كان الهدف منه إعطاء الفرصة للاعب السعودي بالبروز كون الأجنبي يحتل مركزا هو أولى به .. لكن أن يكون المبررهو إرهاق ميزانيات الأندية والهدرالمالي لديها .. فهذه مسؤولية الأندية وليست مسؤولية الاتحاد .. فهو يقدم لها إعانة احتراف ولا يلزمها بكشف حساب حولها .. وهي حرة ومسؤولة عن كيفية صرفها .. ثم ان الاتحاد لا يلزمها بتسجيل 4 لاعبين أجانب وإنما يترك لكل ناد الحرية بتسجيل العدد الذي يتوافق وامكاناته المادية وحاجته الفنية بحد أقصى 4 لاعبين.. وقد لا يسجل أي لاعب. الهدر المالي ليس في تسجيل 4 لاعبين. الهدر المالي هو في (تخبط) الأندية واختيارها لاعبين غير اكفاء تضطر لإنهاء عقودهم واستبدالهم بآخرين في مدد قصيرة بحيث يصل عددهم إلى ستة لاعبين وربما أكثر في الموسم الواحد. هذه ناحية.. والناحية الأخرى .. في صياغة القرار التي تشير إلى أن اتحاد القدم قرر التخفيض واحالته إلى الرابطة لدراسته وحدد موعدا أقصى لإقراره وتنفيذه وهو سنتان ! وهذا يضعنا أمام ثلاثة احتمالات. الأول: إذا كان الاتحاد قد اتخذ القرار وحدد مهلة لتنفيذه فليس هناك مبررلإحالتة للرابطة وإنما يعمم على الأندية ويتم الزامها به . الثاني: او أنه إتخذ القرار وأحاله للرابطة لوضع آلية لتنفيذه وبالتالي يفترض ألا تحدد بسنتين وإنما تترك المدة للرابطة بناء على مناقشته مع الأندية. الثالث: أو أن يكون الموضوع قد أحيل برمته إلى الرابطة لدراسته بالتنسيق مع الأندية واقراره إما بالاستمرار أو التخفيض ووضع آلية لذلك .. وبالتالي فالمفروض ألا يرد أدنى ذكر للتخفيض من قبل الاتحاد. هذه الصياغة أحدثت نوعا من عدم الوضوح في القرار وطرحت الكثيرمن العلامات وردور الفعل . ولسنا بدعا من الاتحادات .. فكثير من الإتحادات الدولية لديها أكثر من هذا العدد في دوريها المحلي .. ومع ذلك لم تتأثر منتخباتها .. فتطوير الكرة لا يرتبط بلاعب أجنبي من أصل 4 وإنما بعوامل عديدة أحدها كيفية اختيار هذا اللاعب وليس في الكم المتواجد منه. وبعد .. فهذه أبرز قرارات الإتحاد السعودي لكرة القدم في اجتماعه الأخير الاربعاء الماضي .. على أن هناك قرارات أخرى لاتقل أهمية مثل تحويل دوري الدرجة الأولى إلى دوري محترفين , وزيادة مداخيل الأندية , واستضافة كأس أمم آسيا 2019 وكأس آسيا تحت سن 22 سنة , وصندوق الوفاء , وتغيير شعار الاتحاد وشعارات البطولات المحلية .. وهذه سيكون لها حديث آخر في منتصف اسيوع قادم بإذن الله . تفاءلوا بالمنتخب خيرا .. (في منتصف الأسبوع) الماضي تحدثت عن مباراة الغد بين منتخبنا والمنتخب الأسترالي وقلت ما معناه إن المنتخب السعودي لم يعش ظروفا كهذه أو يمرعليه موقف كهذا طوال تاريخه في إشارة لوضعية المباراة .. دونما حاجة لتكرار ماقلت .. مشيرا إلى أن المنتخب يملك إمكانات التفوق .. وأن أكثر ما أخشاه العامل النفسي أو حدوث أخطاء لم تكن في الحسبان .. المنتخب الأسترالي بدأ يلعب لعبته في رسم سيناريو معين للمباراة .. فالمدرب صرح بأنه يعاني من لامبالاة لاعبيه وعدم إعطائهم المباراة صيغة جدية على اعتبار تأهلهم .. فيما يصر اللاعبون على تقديم مستوى جيد وإقصاء المنتخب السعودي عن التأهل للنهائيات على اعتبار أنه منتخب صعب ويخشون التصادم معه في المرحلة النهائية إلى جانب حرصهم على الفوز في هذه المباراة بالذات كونها أول مباراة تقام على هذا الملعب ويريدونه فألا حسنا عليهم ..! في المقابل .. إذا كنا ندرك أنها مباراة الفرصة الأخيرة وأن الخطأ فيها لا يغتفر أوغير مقبول .. إلا أن علينا أن نتعامل معها بواقعية على أنها في النهاية مباراة كرة قدم كل الاحتمالات فيها واردة .. الفوز فيها .. أو تجاوزنا لها لايؤهلنا لكأس العالم .. بقدر ما يعطينا دافعا معنويا وقويا للمرحلة القادمة والنهائية للتصفيات .. وأن الكرة السعودية لازالت قادرة على العطاء والحضور .. على أن هذه النظرة لاتعني اللامبالاة وعدم الاهتمام فالحرص على النتيجة مهم .. لكنني أعني كيفية التعامل مع المباراة كحدث مستقل بذاته في ظروفه ونتيجته دون اعتماد على نتائج الآخرين أو التفكير فيها .. أو التأثر بنظرة الأستراليين ورأيهم في المباراة .. تفاءلوا خيرا .. ثم لكل حادث حديث .. والله من وراء القصد