يبدو أن لجنة الانضباط ستعيدنا إلى الوراء عشرات السنين إلى أيام الأبيض والأسود والقناة الواحدة .. وربما الكاميرا الواحدة ..
ويبدو أن اسم هذه اللجنة لا ينطبق على مسماها أو مضمونها ..
وباتت هذه اللجنة تذكرنا بالحكومة الإيطالية في فترة مضت أو برلمان إحدى الدول المجاورة بين إقالة أو استقالة أو إعادة تشكيل وهو ما ينطبق على لجنة الانضباط التي يحق .. لها دخول كتاب جينيس للأرقام القياسية بكثرة تغييرها ..
وهي لجنة لن يصلح حالها وستظل كذلك ما لم تستقل برؤاها وأعمالها وبالتالي قراراتها ..
لجنة تتقاذف التهم مع لجنة أخرى في اتحاد واحد .. هو اتحاد القدم ..
وإذا كانت لجان الاتحاد الواحد بهذا الوضع كل يبحث عن مصلحته وطوق النجاة دون النظر للمصلحة العامة فماذا عسانا أن ننتظر ..؟
وإذا كانت هذه اللجنة تعجز عن الحصول على وثائق رسمية تستند عليها في اتخاذ قراراتها من جهات رسمية فهي غير مؤهلة للقيام بدورها ..
وإذا كانت هذه اللجنة تبحث في الشوارع والمحلات التجارية عن مستند تدين به ناد أو تتخذ قرارا انضباطيا بناء عليه فهي غير مؤهلة لاتخاذ قرارا ت إصلاحية ..
أقول هذا ..
بعد أن تكرر هذا الحدث عدة مرات وأعني تبادل الاتهامات مع اتحادات أخرى ..
وأقول هذا ..
بعد التحقيق الذي نشرته هذه الجريدة في عددها يوم أمس عن اللجنة وقرارها الأخير ضد نادي الهلال بتغريمه 60 ألف ريال وتهديده بمضاعفة العقوبة ثم إقامة مباراته دون جمهور إذا تكرر منهم ذلك ..
لن أتكلم عن عقوبة نادي الهلال .. فإذا كان جمهوره قد أخطأ فهو يستحق العقوبة ..
ولن أتحدث عن جمهور الاتحاد في نفس المباراة .. ولا عنه أو عن جماهير أندية أخرى في مواقف سابقة لم تتخذ فيها اللجنة أي قرار والذي أشارت إليه إدارة الهلال في توضيحها ..
هذه أمور لا أود الخوض فيها .. ولا أريد أن اتهم أطرافا دون أخرى ، لكن ما أريد الحديث عنه هنا ما ورد في التحقيق الذي أشرت إليه وما حصل في مسابقة كأس سمو ولي العهد وهو باختصار ووفق ماتم نشره وتوثيقه رسميا ..
أولا ..
في مباراة الشعلة والهلال ..
قالت اللجنة إنها لن تتخذ أي قرار ولا علاقة لها بالموضوع بعد أن دخلت جهات رسمية أخرى في الموضوع ..
لكن الجميع فوجئوا فيما بعد بإصدار عقوبة مالية بحق الناديين وتم تسجيل القضية ضد مجهول ..
رغم أن تقرير شرطة منطقة الرياض وبيانها أوضح كافة الملابسات واتهم مدير مكتب رعاية الشباب بالخرج ومدير الملعب بأنهما السبب في الأحداث هذا بالإضافة إلى المشجع الذي ظهر في الفضائيات وفي أكثر من ملعب بعد المباراة ..
ثانيا ..
في نفس التحقيق ..
ــ لجنة الانضباط اتخذت قرار العقوبة ضد جماهير الهلال في مباراته أمام الاتحاد بعد أن تم الرفع إليها من اللجنة القانونية بشكوى رسمية من إدارة الاتحاد على هتافات جماهير الهلال .. إلخ
ــ اللواء محمد بن داخل رئيس نادي الاتحاد نفى أن يكون ناديه قد رفع شكوى من هذا النوع وأنه لن يرفع ..
ــ مصدر في اللجنة القانونية نفى أن يكون للجنته أي علاقة بالقضية قائلا : إن اللجنة لم يتم استشارتها ولم ترفع أي شيء إلى لجنة الانضباط حيال ملف القضية .. مشيرا إلى أن القرار خاص بلجنة الانضباط وحدها وهي المخولة بإصدار مثل هذا القرار ..
هذه التناقضات لا تحتاج لخبير قانوني ولا لحصيف في اللغة ليكشف تناقضاتها ..
لا أريد القول أن أحدهم (يكذب) لكن من المؤكد أنه (غير صادق) ..
ثالثا ..
ورد في التحقيق أن لجنة الانضباط اشترت شريط المباراة C.D من السوق المحلي ومن محل محدد بالذات لبيع الأشرطة بعد أن رفض التلفزيون السعودي تزويدهم بنسخة من المباراة لقرار داخلي صادر بالمنع ..
السؤال ..
التلفزيون السعودي أليس جهازا حكوميا ..!؟
ولجنة الانضباط المنضوية تحت اتحاد كرة القدم الا ينتمون لجهة حكومية .. ؟
والتلفزيون السعودي ممثلا في القناة الرياضية هو الناقل الحصري للمباريات .. واتحاد كرة القدم هو الجهة المنظمة للدوري .. ألا يستطيع في هذه الحالة الحصول على نسخة من المباريات متى ما أرادا ؟
بل إن هذا يقودنا لموضوع آخر وإن كان خارج القضية ..
كيف تباع أشرطة المباريات بهذه الصورة .. وأين حقوق النقل والملكية الفكرية ؟
ذلك شأن آخر ولنعد إلى موضوعنا ليستمر التساؤل ..
لماذا تلجأ لجنة الانضباط إلى الشارع بحثا عن وثائق تستند عليها في قراراتها ..؟
ولماذا نفقد التعاون بين جهات تكاملية للحصول على معلومة تفيد المسؤولين وتعينهم على اتخاذ قراراتهم ؟
وإذا كانت لجنة الانضباط ستعيش في جو ملبد بالغيوم يفتقد للشفافية في عمله والوضوح في قراراته تخشى لومة لائم ساعة وتأويل متابع ساعة أخرى .. فهي والحالة هذه بحاجة لمن يضبطها قبل أن تفكر في ضبط الآخرين ..!
الاعتزال ..
الخيار الصعب
يحسب لنادي الهلال أنه أكثر الأندية وفاء مع لاعبيه والاحتفاء بهم بعد اعتزالهم منذ مبادرته مع لاعبه مبارك عبد الكريم قبل 40 عاما ومرورا بعدد آخر من نجومه ..
ويأتي حفل اعتزال حارسه الدولي محمد الدعيع الخميس الماضي كإحدى حلقات هذا المسلسل وأحدثها ..
والدعيع هو واحد من أبرز اللاعبين الذين مروا على تاريخ الكرة السعودية فقد ظل محافظا على عطائه ونجوميته فترة تزيد عن الـ 20 عاما وهو مايتجاوز نصف عمره الزمني وهي حالة نادرة ليس على المستوى المحلي ولكن أيضا على المستوى العالمي , وهذا ماجعل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يعتمده حارسا للقرن والاتحاد الدولي (الفيفا) يمنحه عمادة لاعبي العالم .
لن أتحدث عن الدعيع ونجوميته ..
ولاعن أرقام البطولات في تاريخه سواء مع ناديه أو المنتخب ..
ولاعن أخلاقه داخل الملعب وخارجه ..
ولاعن علاقاته المميزة مع زملائه ..
ولاعن وفائه لناديه الأول الطائي ..
لن أتحدث عن هذا كله .. فقد كانت الأيام التي واكبت حفل اعتزاله والإعلام المرئي والمسموع والمقروء حبلى بالحديث عنه والكتابة عنه ممن هم أقرب مني إليه وإلى حياته الرياضية والشخصية .. ولست هنا في مجال تكرار ذلك ..
لكنني سأتحدث هنا عن الاعتزال سواء كحفل أو كمباراة من حيث النتيجة ومن حيث التوقيت وما طال ذلك من نقد وتحليل .
أولا ..
النتيجة ..
لا شك أن نتيجة 7ـ1 هي كبيرة في مباراة اعتزال جرت العادة أن تكون أقل من ذلك وتميل في بعضها إلى الاستعراض والأداء الفني أكثر منه إلى الاهتمام بالنتيجة وعدد الأهداف .. لكنني أرى لهذه النتيجة أسبابها :
1ـ إرهاق لاعبي الهلال خاصة المعول عليهم نتيجة أدائهم مباراة هامة ومصيرية في الدوري مع منافسهم الشباب قبل 24ساعة من هذه المباراة .
ولم يكن البدلاء أيضا في مستوى عال من الكفاءة والإمكانات وقد كان لتوقيت المباراة أثره في ذلك وهو ما سنتحدث عنه بعد قليل ..
2ـ إن لاعبي الهلال دخلوا هذه المباراة وفي ذهنهم أنها استعراضية وربما خفيفة الجهد وفوجئوا بجدية الفريق المقابل (جوفنتوس) وأدائه ..
3) انقطاع الدعيع فترة عن الكرة أفقده بعض الحساسية .. ولم يكن الدعيع لاعبا عاديا في وسط الملعب لكنه كان حارس مرمى وهو أكثر المراكز أهمية وخطورة .
ورغم اجتهاده وتقديمه مستوى جيدا في المباراة إلا أن خط الظهر الذي أمامه لم يكن بالمستوى المطلوب بسبب الإرهاق أو مشاركة عناصر متواضعة المستوى .. وكان عاملا أساسيا في الأهداف السبعة ..
4ـ أن فريق جوفنتوس وهو العائد لدوري الدرجة الأولى الإيطالي بعد قرار هبوطه السابق لاتهامه بالتلاعب في النتائج وهو الذي ثبتت براءته من هذه التهمة مؤخرا أراد أم يؤكد حضوره القوي خاصة وأنه يتصدر الدوري الإيطالي حتى الآن ..
5 ) وليس أخيرا ..
من الطبيعي وفي ظل هذه الظروف أن يتفوق متصدر الدوري الإيطالي بنجومه على متصدر الدوري السعودي بهذه النتيجة ..
ثانيا ..
التوقيت ..
لا شك أن للتوقيت دوره في نجاح أي عمل ..
ويتفق كثيرون على أن توقيت مهرجان اعتزال الدعيع لم يكن مناسبا وكان له أثره السلبي على نجاحه سواء من حيث الحضور الجماهيري أو من حيث النتيجة ..
فقد كان متزامنا مع موعد الاختبارات النهائية للطلاب وفي معمعة الدوري المحلي بل وفي مرحلة هامة وحساسة منه .
وفي نظري أنه كان خيارا وحيدا إذا ما كان المطلوب أن يكون الفريق الآخر بهذا الحجم والحضور ..
ولابد من القبول به أو البحث عن خيارات أخرى ..
فالفرق الأوروبية ..
لها مواعيدها وبرامجها المجدولة مسبقا والدوري هناك محدد والفترة الوحيدة التي يمكن أن تحضر فيها بكامل نجومها وجاهزيتها هي هذه الفترة التي تعقب أعياد الميلاد ..
في المقابل ..
فإن هذه الفترة بالنسبة لنا هي منتصف الموسم أو الدوري وتتزامن مع حلول الاختبارات النهائية .. إلخ إضافة إلى عدم انتظام برامجنا وجدولتها ..
هذا التوقيت يعيق الفريق المحلي عن الاستفادة من نجوم الأندية الأخرى خاصة الدوليين منهم للمشاركة في المهرجان والارتقاء به وجماهيريته بحكم ارتباطهم مع أنديتهم وحاجتها لهم ..
ولهذا ..
لا أحد يلوم نادي الشباب وهو يعتذر عن عدم تغيير موعد مباراته مع الهلال أو تقديمها 24ساعة فهو الآخر لديه برامجه ومنهجه الذي يسير عليه ..
صحيح أنه لو وافق على ذلك فهو يستحق الثناء والتقدير ..
لكن الاعتذار حق من حقوقه لا يلام عليه خاصة وأنه يطمح لبطولة الدوري وأحد أقوى المرشحين لها.. والطرف الآخر هو غريمه ومنافسه على الصدارة ..
ولهذا أيضا..
إذا ما أردنا لمهرجانات الاعتزال النجاح فإن الفرق أمام خيارين ..
ــ إما ..
استدعاء فرق جماهيرية عربية يكون الهدف ربحيا بالدرجة الأولى على حساب الصدى الإعلامي ..
ــ أو ..
أن نكون حضاريين ومحترفين بالفعل وتكون لنا منهجيتنا الواضحة وبرامجنا المجدولة مسبقا بحيث يتم تحديد مهرجان الاعتزال قبل مدة تمكن لجنة المسابقات من مراعاتها في جدول الدوري بحيث يتم النظر في زمان ومكان ونوعية المباراة التي تتعارض مع موعد المهرجان قبله أو بعده وبصورة لا تؤثر على جدول الدوري وبرامجه ..
لنا أن نتصور ..
لو كانت مباراة الهلال التي سبقت المهرجان بـ 24 ساعة أمام الأهلي في جدة مثلا أو الاتحاد .. أو الاتفاق في الدمام .. كيف سيكون الوضع .. ؟
وكيف سيكون المهرجان ..؟
وهل ستتم إقامته ..؟
والله من وراء القصد
ويبدو أن اسم هذه اللجنة لا ينطبق على مسماها أو مضمونها ..
وباتت هذه اللجنة تذكرنا بالحكومة الإيطالية في فترة مضت أو برلمان إحدى الدول المجاورة بين إقالة أو استقالة أو إعادة تشكيل وهو ما ينطبق على لجنة الانضباط التي يحق .. لها دخول كتاب جينيس للأرقام القياسية بكثرة تغييرها ..
وهي لجنة لن يصلح حالها وستظل كذلك ما لم تستقل برؤاها وأعمالها وبالتالي قراراتها ..
لجنة تتقاذف التهم مع لجنة أخرى في اتحاد واحد .. هو اتحاد القدم ..
وإذا كانت لجان الاتحاد الواحد بهذا الوضع كل يبحث عن مصلحته وطوق النجاة دون النظر للمصلحة العامة فماذا عسانا أن ننتظر ..؟
وإذا كانت هذه اللجنة تعجز عن الحصول على وثائق رسمية تستند عليها في اتخاذ قراراتها من جهات رسمية فهي غير مؤهلة للقيام بدورها ..
وإذا كانت هذه اللجنة تبحث في الشوارع والمحلات التجارية عن مستند تدين به ناد أو تتخذ قرارا انضباطيا بناء عليه فهي غير مؤهلة لاتخاذ قرارا ت إصلاحية ..
أقول هذا ..
بعد أن تكرر هذا الحدث عدة مرات وأعني تبادل الاتهامات مع اتحادات أخرى ..
وأقول هذا ..
بعد التحقيق الذي نشرته هذه الجريدة في عددها يوم أمس عن اللجنة وقرارها الأخير ضد نادي الهلال بتغريمه 60 ألف ريال وتهديده بمضاعفة العقوبة ثم إقامة مباراته دون جمهور إذا تكرر منهم ذلك ..
لن أتكلم عن عقوبة نادي الهلال .. فإذا كان جمهوره قد أخطأ فهو يستحق العقوبة ..
ولن أتحدث عن جمهور الاتحاد في نفس المباراة .. ولا عنه أو عن جماهير أندية أخرى في مواقف سابقة لم تتخذ فيها اللجنة أي قرار والذي أشارت إليه إدارة الهلال في توضيحها ..
هذه أمور لا أود الخوض فيها .. ولا أريد أن اتهم أطرافا دون أخرى ، لكن ما أريد الحديث عنه هنا ما ورد في التحقيق الذي أشرت إليه وما حصل في مسابقة كأس سمو ولي العهد وهو باختصار ووفق ماتم نشره وتوثيقه رسميا ..
أولا ..
في مباراة الشعلة والهلال ..
قالت اللجنة إنها لن تتخذ أي قرار ولا علاقة لها بالموضوع بعد أن دخلت جهات رسمية أخرى في الموضوع ..
لكن الجميع فوجئوا فيما بعد بإصدار عقوبة مالية بحق الناديين وتم تسجيل القضية ضد مجهول ..
رغم أن تقرير شرطة منطقة الرياض وبيانها أوضح كافة الملابسات واتهم مدير مكتب رعاية الشباب بالخرج ومدير الملعب بأنهما السبب في الأحداث هذا بالإضافة إلى المشجع الذي ظهر في الفضائيات وفي أكثر من ملعب بعد المباراة ..
ثانيا ..
في نفس التحقيق ..
ــ لجنة الانضباط اتخذت قرار العقوبة ضد جماهير الهلال في مباراته أمام الاتحاد بعد أن تم الرفع إليها من اللجنة القانونية بشكوى رسمية من إدارة الاتحاد على هتافات جماهير الهلال .. إلخ
ــ اللواء محمد بن داخل رئيس نادي الاتحاد نفى أن يكون ناديه قد رفع شكوى من هذا النوع وأنه لن يرفع ..
ــ مصدر في اللجنة القانونية نفى أن يكون للجنته أي علاقة بالقضية قائلا : إن اللجنة لم يتم استشارتها ولم ترفع أي شيء إلى لجنة الانضباط حيال ملف القضية .. مشيرا إلى أن القرار خاص بلجنة الانضباط وحدها وهي المخولة بإصدار مثل هذا القرار ..
هذه التناقضات لا تحتاج لخبير قانوني ولا لحصيف في اللغة ليكشف تناقضاتها ..
لا أريد القول أن أحدهم (يكذب) لكن من المؤكد أنه (غير صادق) ..
ثالثا ..
ورد في التحقيق أن لجنة الانضباط اشترت شريط المباراة C.D من السوق المحلي ومن محل محدد بالذات لبيع الأشرطة بعد أن رفض التلفزيون السعودي تزويدهم بنسخة من المباراة لقرار داخلي صادر بالمنع ..
السؤال ..
التلفزيون السعودي أليس جهازا حكوميا ..!؟
ولجنة الانضباط المنضوية تحت اتحاد كرة القدم الا ينتمون لجهة حكومية .. ؟
والتلفزيون السعودي ممثلا في القناة الرياضية هو الناقل الحصري للمباريات .. واتحاد كرة القدم هو الجهة المنظمة للدوري .. ألا يستطيع في هذه الحالة الحصول على نسخة من المباريات متى ما أرادا ؟
بل إن هذا يقودنا لموضوع آخر وإن كان خارج القضية ..
كيف تباع أشرطة المباريات بهذه الصورة .. وأين حقوق النقل والملكية الفكرية ؟
ذلك شأن آخر ولنعد إلى موضوعنا ليستمر التساؤل ..
لماذا تلجأ لجنة الانضباط إلى الشارع بحثا عن وثائق تستند عليها في قراراتها ..؟
ولماذا نفقد التعاون بين جهات تكاملية للحصول على معلومة تفيد المسؤولين وتعينهم على اتخاذ قراراتهم ؟
وإذا كانت لجنة الانضباط ستعيش في جو ملبد بالغيوم يفتقد للشفافية في عمله والوضوح في قراراته تخشى لومة لائم ساعة وتأويل متابع ساعة أخرى .. فهي والحالة هذه بحاجة لمن يضبطها قبل أن تفكر في ضبط الآخرين ..!
الاعتزال ..
الخيار الصعب
يحسب لنادي الهلال أنه أكثر الأندية وفاء مع لاعبيه والاحتفاء بهم بعد اعتزالهم منذ مبادرته مع لاعبه مبارك عبد الكريم قبل 40 عاما ومرورا بعدد آخر من نجومه ..
ويأتي حفل اعتزال حارسه الدولي محمد الدعيع الخميس الماضي كإحدى حلقات هذا المسلسل وأحدثها ..
والدعيع هو واحد من أبرز اللاعبين الذين مروا على تاريخ الكرة السعودية فقد ظل محافظا على عطائه ونجوميته فترة تزيد عن الـ 20 عاما وهو مايتجاوز نصف عمره الزمني وهي حالة نادرة ليس على المستوى المحلي ولكن أيضا على المستوى العالمي , وهذا ماجعل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يعتمده حارسا للقرن والاتحاد الدولي (الفيفا) يمنحه عمادة لاعبي العالم .
لن أتحدث عن الدعيع ونجوميته ..
ولاعن أرقام البطولات في تاريخه سواء مع ناديه أو المنتخب ..
ولاعن أخلاقه داخل الملعب وخارجه ..
ولاعن علاقاته المميزة مع زملائه ..
ولاعن وفائه لناديه الأول الطائي ..
لن أتحدث عن هذا كله .. فقد كانت الأيام التي واكبت حفل اعتزاله والإعلام المرئي والمسموع والمقروء حبلى بالحديث عنه والكتابة عنه ممن هم أقرب مني إليه وإلى حياته الرياضية والشخصية .. ولست هنا في مجال تكرار ذلك ..
لكنني سأتحدث هنا عن الاعتزال سواء كحفل أو كمباراة من حيث النتيجة ومن حيث التوقيت وما طال ذلك من نقد وتحليل .
أولا ..
النتيجة ..
لا شك أن نتيجة 7ـ1 هي كبيرة في مباراة اعتزال جرت العادة أن تكون أقل من ذلك وتميل في بعضها إلى الاستعراض والأداء الفني أكثر منه إلى الاهتمام بالنتيجة وعدد الأهداف .. لكنني أرى لهذه النتيجة أسبابها :
1ـ إرهاق لاعبي الهلال خاصة المعول عليهم نتيجة أدائهم مباراة هامة ومصيرية في الدوري مع منافسهم الشباب قبل 24ساعة من هذه المباراة .
ولم يكن البدلاء أيضا في مستوى عال من الكفاءة والإمكانات وقد كان لتوقيت المباراة أثره في ذلك وهو ما سنتحدث عنه بعد قليل ..
2ـ إن لاعبي الهلال دخلوا هذه المباراة وفي ذهنهم أنها استعراضية وربما خفيفة الجهد وفوجئوا بجدية الفريق المقابل (جوفنتوس) وأدائه ..
3) انقطاع الدعيع فترة عن الكرة أفقده بعض الحساسية .. ولم يكن الدعيع لاعبا عاديا في وسط الملعب لكنه كان حارس مرمى وهو أكثر المراكز أهمية وخطورة .
ورغم اجتهاده وتقديمه مستوى جيدا في المباراة إلا أن خط الظهر الذي أمامه لم يكن بالمستوى المطلوب بسبب الإرهاق أو مشاركة عناصر متواضعة المستوى .. وكان عاملا أساسيا في الأهداف السبعة ..
4ـ أن فريق جوفنتوس وهو العائد لدوري الدرجة الأولى الإيطالي بعد قرار هبوطه السابق لاتهامه بالتلاعب في النتائج وهو الذي ثبتت براءته من هذه التهمة مؤخرا أراد أم يؤكد حضوره القوي خاصة وأنه يتصدر الدوري الإيطالي حتى الآن ..
5 ) وليس أخيرا ..
من الطبيعي وفي ظل هذه الظروف أن يتفوق متصدر الدوري الإيطالي بنجومه على متصدر الدوري السعودي بهذه النتيجة ..
ثانيا ..
التوقيت ..
لا شك أن للتوقيت دوره في نجاح أي عمل ..
ويتفق كثيرون على أن توقيت مهرجان اعتزال الدعيع لم يكن مناسبا وكان له أثره السلبي على نجاحه سواء من حيث الحضور الجماهيري أو من حيث النتيجة ..
فقد كان متزامنا مع موعد الاختبارات النهائية للطلاب وفي معمعة الدوري المحلي بل وفي مرحلة هامة وحساسة منه .
وفي نظري أنه كان خيارا وحيدا إذا ما كان المطلوب أن يكون الفريق الآخر بهذا الحجم والحضور ..
ولابد من القبول به أو البحث عن خيارات أخرى ..
فالفرق الأوروبية ..
لها مواعيدها وبرامجها المجدولة مسبقا والدوري هناك محدد والفترة الوحيدة التي يمكن أن تحضر فيها بكامل نجومها وجاهزيتها هي هذه الفترة التي تعقب أعياد الميلاد ..
في المقابل ..
فإن هذه الفترة بالنسبة لنا هي منتصف الموسم أو الدوري وتتزامن مع حلول الاختبارات النهائية .. إلخ إضافة إلى عدم انتظام برامجنا وجدولتها ..
هذا التوقيت يعيق الفريق المحلي عن الاستفادة من نجوم الأندية الأخرى خاصة الدوليين منهم للمشاركة في المهرجان والارتقاء به وجماهيريته بحكم ارتباطهم مع أنديتهم وحاجتها لهم ..
ولهذا ..
لا أحد يلوم نادي الشباب وهو يعتذر عن عدم تغيير موعد مباراته مع الهلال أو تقديمها 24ساعة فهو الآخر لديه برامجه ومنهجه الذي يسير عليه ..
صحيح أنه لو وافق على ذلك فهو يستحق الثناء والتقدير ..
لكن الاعتذار حق من حقوقه لا يلام عليه خاصة وأنه يطمح لبطولة الدوري وأحد أقوى المرشحين لها.. والطرف الآخر هو غريمه ومنافسه على الصدارة ..
ولهذا أيضا..
إذا ما أردنا لمهرجانات الاعتزال النجاح فإن الفرق أمام خيارين ..
ــ إما ..
استدعاء فرق جماهيرية عربية يكون الهدف ربحيا بالدرجة الأولى على حساب الصدى الإعلامي ..
ــ أو ..
أن نكون حضاريين ومحترفين بالفعل وتكون لنا منهجيتنا الواضحة وبرامجنا المجدولة مسبقا بحيث يتم تحديد مهرجان الاعتزال قبل مدة تمكن لجنة المسابقات من مراعاتها في جدول الدوري بحيث يتم النظر في زمان ومكان ونوعية المباراة التي تتعارض مع موعد المهرجان قبله أو بعده وبصورة لا تؤثر على جدول الدوري وبرامجه ..
لنا أن نتصور ..
لو كانت مباراة الهلال التي سبقت المهرجان بـ 24 ساعة أمام الأهلي في جدة مثلا أو الاتحاد .. أو الاتفاق في الدمام .. كيف سيكون الوضع .. ؟
وكيف سيكون المهرجان ..؟
وهل ستتم إقامته ..؟
والله من وراء القصد