ترددت كثيراً ..
هل أكتب عن دوري زين للمحترفين والذي باعوه بثمن بخس دراهم معدودة.. ؟ (450 مليون ريال فقط) لمدة ثلاث سنوات .. وهي نفس قيمته السابقة مع art رغم أن المنطق يفرض ارتفاعها مما يعني أن قيمته أصبحت أقل بكثير من قيمة العقد السابقة.
أم أكتب عن الاحتراف وحقوق الأندية الذي وعدت بأن أستكمل حديثي عنه؟
أم عن نتائجنا في الدورة العربية التي اختتمت مؤخراً في الدوحة وهل تتناسب مع حجم واسم السعودية؟
أم عن الأحداث التي صاحبت مباراة الشعلة والهلال في دور الـ 16 من مسابقة كأس ولي العهد وما أكدته من أزمة (ثقافة وفكر) لازلنا نعيشها سواء على المستوى الرياضي أو العام بين آراء تحكمها العاطفة أو يقودها التعصب وأخرى ليست على مستوى المسؤولية؟
أم أتحدث عن قضايا أخرى يعج بها الوسط الرياضي ويدور في رحاها أو تدور هي في رحاه لا فرق ..
هذه مشكلة الكتابة الأسبوعية ..
على أنني ..
أجد نفسي مضطرا لأتناول أحداث مباراة الشعلة والهلال لأهميتها ولأنها الأقرب ..
لقد أكدت هذه المباراة ثلاث حقائق هامة:
الحقيقة الأولى ..
أن البعض حتى على المستوى الرسمي والإعلام مما انعكس بأثره على المجتمع الرياضي وشكل رأيا عاما .. لازال يتحدث من منطلقات عاطفية ويحكم بآراء تفوح منها رائحة التعصب .. حيث اتهم هذا (البعض) أحد طرفي المباراة بأنه السبب الرئيس في المشكلة وزاد (أنه سبب كل المشاكل) وطالب بمعاقبته .. وأنه لو تمت معاقبته سابقا لما حدث ما حدث .. علما أن هذا (الطرف) أكثر من تعرض للعقوبات من لجان اتحاد القدم وغيرها ..
حتى الحكم الرابع حمل المسؤولية على هذا الفريق لأن أحد الجماهير التي نزلت الملعب وطافت به يرتدي شعاره دون نظرة متأنية للمشكلة من كافة أطرافها ..
ولو سلمنا بهذا المبدأ .. لكان بإمكان أي مشجع إيقاع العقوبة بناد آخر منافس أو غيره بمجرد ارتدائه شعار هذا النادي ودخول أرضية الملعب وارتكاب تصرفات مشينة .
كنت ولازلت أتحفظ على معاقبة أي ناد بتصرف فردي لمشجع ارتدى شعاره ما لم يثبت ضلوع النادي في المشكلة ..أو أن تكون جماهيره الممثلة له رسميا وراءها .. على أن يطال المشجع نوع من العقوبة ..
وفي مباراة الشعلة والهلال ثمة حقائق تنفي ذلك ..
ـ فالأحداث بدأت شرارتها قبل المباراة بساعات وهذا ماسنأتي عليه بعد قليل ..
ـ والفريقان خرجا وكل منهما راض عن النتيجة وقانع بها مهما كان حجمها .. وبالتالي فلا مصلحة لأي منهما في أحداث الشغب هذه ..
ـ والفريق الذي يطالب البعض بمعاقبته تضرر إداريوه وتعرض هو الآخر للاعتداء .. فهل من المنطق والمعقول أن تعتدي جماهيره عليه .. ؟
الحقيقة الثانية ..
أننا كإعلام وأندية ومؤسسات تربوية وغيرها .. لم نستطع حتى الآن زرع ثقافة الفوز والخسارة .. وكيفية التعامل مع الآخر .. وكيفة المحافظة على الممتلكات العامة وأمانة المسؤولية وعظمها .. وهذه كلها تمثلت في هذه المباراة
بل إن (الفوز والخسارة) لم يكن لها دور في حادثة الشغب هذه وربما كانت حالة الشغب الأولى في ملاعبنا التي لم تكن نتاج ذلك ..
الحقيقة الثالثة ..
أننا لازلنا نتعامل مع رددود الأفعال ولانتحرك إلا بعد أن (تقع الفأس في الرأس) ..
لانبحث عن طرق وقاية ولا درء الخطر قبل وقوعه ..
لا نضع الاحتمالات رغم إمكانية حدوثها وأن ليالي العيد تبين من عصاريها ..
في مباراة الشعلة والهلال هذه بضع حقائق ..
ـ طاقة الملعب الاستيعابية 2500 متفرج
ـ من المؤكد أن عدد الجماهير الهلالية التي ستصاحب فريقها من الرياض أضعاف هذه العدد فهو رقم لايدخل في علم حسابات كهذه ..
ـ ومن المؤكد أن جماهير الهلال التي ستأتي لمشاهدة فريقها ونجومها المفضلين من منطقة الخرج أضعاف هذا العدد ..
ـ ومن المؤكد أن جماهير الشعلة التي ستحضر المباراة أضعاف هذا العدد ..
بعملية حسابية بسيطة وذهنية أبسط .. فإن عدد الجماهير المتوقع حضورها لا يقل عن أربعة أضعاف طاقة الملعب وربما أكثر ..
ومع ذلك ...
لا .. احتياطات أمنية كافية ..
ولا تنظيمات إدارية سليمة ..
ولا استعدادات توازي الحدث ..
لا .. لا .. لا ..
لا مبالاة وعدم تقدير ..
بدليل أن الأبواب المحددة للدخول وشبابيك التذاكر المخصصة أقل مما هو موجود لدى ملاهي الأطفال ..
وعندما بدأ الفأس ينزل أو نزل بالفعل ا
أصبح التحرك عشوائيا والحلول عشوائية .. وبالتالي لابد أن يكون الحدث عشوائيا برمته ..
الحقيقة الرابعة ..
طبعا بعد أن (وقعت المصيبة) لابد أن يتخلى الكل كما جرت العادة .. ويتقاذفون المسؤولية فيماحدث ..
ولو أن المباراة انتهت بسلام لتباروا في مديح أنفسهم ونجاح خططهم ..
لا أحد يملك الجرأة فيعترف بتقصيره في أداء دوره والاعتراف بالحقيقة وأسبابها ومسبباتها ..
رعاية الشباب شكلت لجنة لهذا الغرض ..
وإدارة الملعب ومكتب عاية الشباب بالخرج اتهمت الأجهزة الأمنية ..
والأجهزة الأمنية سارعت في إصدار بيان استباقي للحدث تتهم المكتب و(تتحداه) بأن يثبت وجود محضر يدل على التنسيق معهم و(مهددة) بالملاحقة القانونية لمن يتهمهم دون دليل ..
لن أدخل في تفاصيل البيان .. لكنني سأتوقف عند نقطة هامة تتعلق باتهام مدير المكتب للجهات الأمنية وقصورها في دورها وما تضمنه البيان من (تحد) للمكتب بأن يثبت وجود محضر يدل على ذلك .. على أن هذا يعني أحد أمرين:
ـ إما ..
أن مدير مكتب رعاية الشباب (يكذب) على هذه الجهات ويتهمها جزافاً .. وبالتالي فهو يتحمل مسؤولية ذلك ..
ـ أو ..
أن الجهات الأمنية تمسكت بعدم وجود (محضر رسمي) كوثيقة أو مستند يخلي مسؤوليتها من الحدث ..
ـ أما ..
إذا كان الاثنان على حق فهذا يعني احتمالا ثالثا وهو:
أن الأمور تدار بـ (البركة) وبالهاتف أو (الفزعات) والعلاقات الشخصية ويتم توقيع المحضر فيما بعد أو (عند الحاجة)
وهذه أمور لاينفع معها مثل هذا الوضع ..
حتى إداريي نادي الشعلة اختلفوا فيما بينهم ..
فقد أكد نائب الرئيس أنهم خاطبوا اللجنة الفنية والمسابقات شفويا (لا أدري كيف تتم المخاطبة الشفوية؟) ربما يقصد تحدثوا معهم ..
وأن اللجنة رفضت نقل المباراة ..
فيما نفى نائب رئيس اللجنة الطلب .. ومن الطبيعي أن ينفي شأنه شأن الجهات الأمنية فلا يوجد دليل يثبت ذلك ..
والكلام في هذه الأمور لا يجدي مالم يكن هناك مستند رسمي ..
ورئيس الشعلة .. نفى ذلك أيضا ومعارضا نائبه بل وسخر منه وتساءل بتهكم عما إذا كان تصريحه قبل (الخبطة اللي جت على رأسه) أم بعدها .. في إشارة إلى ما تعرض له من الجماهير ..
وهذا يعني أن الوضع الإداري نفسه في الشعلة ليس على وفاق ..
على العموم ..
وقبل أن نختم .. فثمة حقائق ونتائج بعضها يمكن الإشارة إليه وبعضها يمكن استنتاجه من بين السطور غير التي أشرت إليها في البداية .. ولعل من أبرزها :
ــ أرجو ..
أن لاتنتهي اللجنة المشكلة من قبل رعاية الشباب إلى رمي المسؤولية على وزارة المالية وقصورها في الدعم وعدم تنفيذ المنشأة الرياضية ..
فمثل هذه الحوادث سبق أن ظهرت وإن كانت بصورة أقل لكن الشرارة انطلقت من ملاعب كبرى ووفق أرقى المواصفات ومن مدن كبرى أيضا ..
صحيح أن للمنشأة دور في ذلك .. ومن هنا نتساءل كما تساءل محافظ الخرج الأمير عبدالرحمن بن ناصرعندما قال:
(أن الأرض المخصصة لبناء منشأة رياضية متكاملة في الخرج تم تسليمها لرعاية الشباب وتم رصد الميزانية الخاصة بها منذ عام 1428) أي قبل أربع سنوات أو أكثر وهي مدة كافية لقيام المنشأة وتنفيذها ..
ـ إنها أول مباراة لاعلاقة للشغب الحاصل فيها بنتيجتها وهو ما يتضح من سيناريو الأحداث ..
فالشرارة بدأت قبل المباراة بساعات والجمهور نزل أرض الملعب في بدايتها وكذلك المقذوفات .. والاعتداءات طالت الجميع ..
القضية أكبر من منافسة بين فريقين والأحداث ردة فعل طبيعية من جمهور يريد أن يوجه رسالة ما .. وعلينا أن نفك شفرة هذه الرسالة ..
أعتقد ..
أن اتحاد القدم ممثلا في لجنة المسابقات يتحمل جزءا من المسؤولة فيما حدث ..
فالأرقام التي أشرت إليها في (الحقيقة الثانية) في بداية المقال تؤكد أن الملعب غير مهيأ للمباراة وبالتالي كان يفترض في اللجنة أن تجمع أطراف المباراة خاصة المستضيف والمكتب التابع له وتوضح لهم بحكم خبرتها حجم الحدث وأهميته ومامدى استعدادهم له ..؟
ــ فإما ..
أن يعلنوا استعدادهم وتحملهم مسؤولية مايترتب على ذلك ..
ــ أو ..
الاعتذار .. وبالتالي يعطى الفريق المستضيف الخيار في تحديد الملعب الذي يراه مناسباً لإقامة المباراة عليه ..
في هذه المباراة على سبيل المثال ..
ما الذي يمنع إقامتها في الرياض على أن يعتبر وكأنه (ملعب الشعلة) .. ؟ وأعتقد أن من مصلحة الشعلة ماديا ومعنويا ذلك .. خاصة وأنه لا يبعد كثيرا عن الخرج مقر نادي الشعلة ..
ـ حسب معلوماتي ..
هناك العشرات من الشباب المؤهل في إدارة المنشآت الرياضية وأذكر أنني تشرفت بإلقاء محاضرتين في إحدى الدورات المخصصة لذلك .. إحداها (ماذا يريد مدير المنشأة الرياضية من الإعلام الرياضي والعكس؟) والأخرى عن (دور الإعلام الرياضي في تهيئة الجمهور للمباراة)
وعرفت أن أرقاما تدخل في خانة المائة وأكثر من شباب تأهلوا من دورات كهذه في إدارة المنشآت الرياضية ..
أين هؤلاء ..؟
ولماذا يظلون بعيدين عن إدارة المنشآت الرياضية؟
ولماذا .. لايستفاد منهم وخبراتهم ي هذا المجال؟
ـ السوق السوداء ..
تضاربت الآراء حول عدد التذاكر المطبوعة للمباراة .. ففيما أشارت مصادر إلى طباعة 2500 تذكرة وهي الطاقة الإستيعابية للملعب .. أكد بيان شرطة منطقة الرياض أن العدد المطبوع 1500 تذكرة وفقاً لتصريح رئيس نادي الشعلة كما جاء في البيان ..
ووفقاً لهذا البيان الذي صاحبه تحقيق في هذه الجريدة في عدد الأحد (أمس الأول) فهناك تذاكر بيعت وتحمل أرقاماً تتجاوز الـ 2000 (رقم التذكرة وليس عددها) وهذا يعني أن هناك مايقارب الـ 1000 تذكرة (مفقودة) أو لم تعلن رسمياً.. فأين ذهبت؟ وأين ذهب ريعها؟
في برنامج (أكشن يا دوري)
الذي يعده ويقدمه الزميل وليد الفراج في mbc action و mbc fm اتهم أحد الجماهير رئيس نادي الشعلة بأنه وراء السوق السوداء عندما لم يجد تذكرة فقال له الرئيس:
“اذهب إلى هذاك الباكستاني فلديه كمية كبيرة من التذاكر اشتراها مني”
فيما نفى الرئيس إدعاءاته قائلا بما معناه:
“ أن هذا الباكستاني يتواجد دائما عند ملعب الملك فهد يبيع أعلاما وغيرها وجاء هنا يشتري تذاكر وباعه الإخوان .. وفعلا أرسلت الشخص له لكن لاعلاقة لي به ولا بالسوق السوداء”
جميل هذا الكلام ..
لكن السؤال ..
طالما أن هذا الشخص عامل أجنبي ولا تعرف هويته ومعروف أنه يبيع أعلام الأندية وغيرها أمام الملاعب الرياضية فكيف يتم بيعه 100 تذكرة؟
بل لماذا يباع لأي شخص كان عدد كبير من التذاكر يفوق حاجته الفعلية؟
ــ تقول دراسة ..
أعدها أ. د . محمد عبدالعزيز سلامة و أ. د. حلمي حسين محمود حول المظاهر السلبية للسلوك (وهي دراسة أشرت لها في بعض محاضراتي) وأشير هنا إلى أبرز وأهم أسباب الشغب الرياضي الذي خلصت إليه الدراسة وهو:
(عدم تقديم مثيري الشغب للمحاكمة وذلك للعديد من الأسباب منها تنازل المتضررين عن حقوقهم القانونية مما يجعلهم يفلتون من العقاب)
الدراسة أجريت في مصر ولا أعتقد أن هناك فرقاً ..
ولدينا يكتفى بأخذ تعهد على المتسبب ويخرج بعد ساعات وربما أقل ..
أتساءل وغيري ..
لماذا لا يتم تقديم هؤلاء للمحاكمة بتهمة الإخلال بالأمن أو إثارة الفوضى أو الاعتداء على الممتلكات العامة أو إثارة الرأي العام أو جميعها .. أو أي دعوى تنطبق على حالاتهم ..
وسبق أن طالبت بتطبيق الخدمة الاجتماعية على هؤلاء بإجبارهم على المشاركة في تنظيف وترتيب الملعب الرياضي ومدرجاته بعد خروج الجماهير ..إلخ دونما حاجة لتكرار هذا المقترح وتفاصيله ..
أثق تماماً ..
لو نال هؤلاء العقوبة التي تتناسب وأفعالهم لعادت لملاعبنا هيبتها وبيئتها النظيفة .. فلابد من قانون صارم يحمي هذه البيئة ولابد من سيادة لهذا القانون لتستمر كما كانت .. وإلا الله يستر ..
والله من وراء القصد.
هل أكتب عن دوري زين للمحترفين والذي باعوه بثمن بخس دراهم معدودة.. ؟ (450 مليون ريال فقط) لمدة ثلاث سنوات .. وهي نفس قيمته السابقة مع art رغم أن المنطق يفرض ارتفاعها مما يعني أن قيمته أصبحت أقل بكثير من قيمة العقد السابقة.
أم أكتب عن الاحتراف وحقوق الأندية الذي وعدت بأن أستكمل حديثي عنه؟
أم عن نتائجنا في الدورة العربية التي اختتمت مؤخراً في الدوحة وهل تتناسب مع حجم واسم السعودية؟
أم عن الأحداث التي صاحبت مباراة الشعلة والهلال في دور الـ 16 من مسابقة كأس ولي العهد وما أكدته من أزمة (ثقافة وفكر) لازلنا نعيشها سواء على المستوى الرياضي أو العام بين آراء تحكمها العاطفة أو يقودها التعصب وأخرى ليست على مستوى المسؤولية؟
أم أتحدث عن قضايا أخرى يعج بها الوسط الرياضي ويدور في رحاها أو تدور هي في رحاه لا فرق ..
هذه مشكلة الكتابة الأسبوعية ..
على أنني ..
أجد نفسي مضطرا لأتناول أحداث مباراة الشعلة والهلال لأهميتها ولأنها الأقرب ..
لقد أكدت هذه المباراة ثلاث حقائق هامة:
الحقيقة الأولى ..
أن البعض حتى على المستوى الرسمي والإعلام مما انعكس بأثره على المجتمع الرياضي وشكل رأيا عاما .. لازال يتحدث من منطلقات عاطفية ويحكم بآراء تفوح منها رائحة التعصب .. حيث اتهم هذا (البعض) أحد طرفي المباراة بأنه السبب الرئيس في المشكلة وزاد (أنه سبب كل المشاكل) وطالب بمعاقبته .. وأنه لو تمت معاقبته سابقا لما حدث ما حدث .. علما أن هذا (الطرف) أكثر من تعرض للعقوبات من لجان اتحاد القدم وغيرها ..
حتى الحكم الرابع حمل المسؤولية على هذا الفريق لأن أحد الجماهير التي نزلت الملعب وطافت به يرتدي شعاره دون نظرة متأنية للمشكلة من كافة أطرافها ..
ولو سلمنا بهذا المبدأ .. لكان بإمكان أي مشجع إيقاع العقوبة بناد آخر منافس أو غيره بمجرد ارتدائه شعار هذا النادي ودخول أرضية الملعب وارتكاب تصرفات مشينة .
كنت ولازلت أتحفظ على معاقبة أي ناد بتصرف فردي لمشجع ارتدى شعاره ما لم يثبت ضلوع النادي في المشكلة ..أو أن تكون جماهيره الممثلة له رسميا وراءها .. على أن يطال المشجع نوع من العقوبة ..
وفي مباراة الشعلة والهلال ثمة حقائق تنفي ذلك ..
ـ فالأحداث بدأت شرارتها قبل المباراة بساعات وهذا ماسنأتي عليه بعد قليل ..
ـ والفريقان خرجا وكل منهما راض عن النتيجة وقانع بها مهما كان حجمها .. وبالتالي فلا مصلحة لأي منهما في أحداث الشغب هذه ..
ـ والفريق الذي يطالب البعض بمعاقبته تضرر إداريوه وتعرض هو الآخر للاعتداء .. فهل من المنطق والمعقول أن تعتدي جماهيره عليه .. ؟
الحقيقة الثانية ..
أننا كإعلام وأندية ومؤسسات تربوية وغيرها .. لم نستطع حتى الآن زرع ثقافة الفوز والخسارة .. وكيفية التعامل مع الآخر .. وكيفة المحافظة على الممتلكات العامة وأمانة المسؤولية وعظمها .. وهذه كلها تمثلت في هذه المباراة
بل إن (الفوز والخسارة) لم يكن لها دور في حادثة الشغب هذه وربما كانت حالة الشغب الأولى في ملاعبنا التي لم تكن نتاج ذلك ..
الحقيقة الثالثة ..
أننا لازلنا نتعامل مع رددود الأفعال ولانتحرك إلا بعد أن (تقع الفأس في الرأس) ..
لانبحث عن طرق وقاية ولا درء الخطر قبل وقوعه ..
لا نضع الاحتمالات رغم إمكانية حدوثها وأن ليالي العيد تبين من عصاريها ..
في مباراة الشعلة والهلال هذه بضع حقائق ..
ـ طاقة الملعب الاستيعابية 2500 متفرج
ـ من المؤكد أن عدد الجماهير الهلالية التي ستصاحب فريقها من الرياض أضعاف هذه العدد فهو رقم لايدخل في علم حسابات كهذه ..
ـ ومن المؤكد أن جماهير الهلال التي ستأتي لمشاهدة فريقها ونجومها المفضلين من منطقة الخرج أضعاف هذا العدد ..
ـ ومن المؤكد أن جماهير الشعلة التي ستحضر المباراة أضعاف هذا العدد ..
بعملية حسابية بسيطة وذهنية أبسط .. فإن عدد الجماهير المتوقع حضورها لا يقل عن أربعة أضعاف طاقة الملعب وربما أكثر ..
ومع ذلك ...
لا .. احتياطات أمنية كافية ..
ولا تنظيمات إدارية سليمة ..
ولا استعدادات توازي الحدث ..
لا .. لا .. لا ..
لا مبالاة وعدم تقدير ..
بدليل أن الأبواب المحددة للدخول وشبابيك التذاكر المخصصة أقل مما هو موجود لدى ملاهي الأطفال ..
وعندما بدأ الفأس ينزل أو نزل بالفعل ا
أصبح التحرك عشوائيا والحلول عشوائية .. وبالتالي لابد أن يكون الحدث عشوائيا برمته ..
الحقيقة الرابعة ..
طبعا بعد أن (وقعت المصيبة) لابد أن يتخلى الكل كما جرت العادة .. ويتقاذفون المسؤولية فيماحدث ..
ولو أن المباراة انتهت بسلام لتباروا في مديح أنفسهم ونجاح خططهم ..
لا أحد يملك الجرأة فيعترف بتقصيره في أداء دوره والاعتراف بالحقيقة وأسبابها ومسبباتها ..
رعاية الشباب شكلت لجنة لهذا الغرض ..
وإدارة الملعب ومكتب عاية الشباب بالخرج اتهمت الأجهزة الأمنية ..
والأجهزة الأمنية سارعت في إصدار بيان استباقي للحدث تتهم المكتب و(تتحداه) بأن يثبت وجود محضر يدل على التنسيق معهم و(مهددة) بالملاحقة القانونية لمن يتهمهم دون دليل ..
لن أدخل في تفاصيل البيان .. لكنني سأتوقف عند نقطة هامة تتعلق باتهام مدير المكتب للجهات الأمنية وقصورها في دورها وما تضمنه البيان من (تحد) للمكتب بأن يثبت وجود محضر يدل على ذلك .. على أن هذا يعني أحد أمرين:
ـ إما ..
أن مدير مكتب رعاية الشباب (يكذب) على هذه الجهات ويتهمها جزافاً .. وبالتالي فهو يتحمل مسؤولية ذلك ..
ـ أو ..
أن الجهات الأمنية تمسكت بعدم وجود (محضر رسمي) كوثيقة أو مستند يخلي مسؤوليتها من الحدث ..
ـ أما ..
إذا كان الاثنان على حق فهذا يعني احتمالا ثالثا وهو:
أن الأمور تدار بـ (البركة) وبالهاتف أو (الفزعات) والعلاقات الشخصية ويتم توقيع المحضر فيما بعد أو (عند الحاجة)
وهذه أمور لاينفع معها مثل هذا الوضع ..
حتى إداريي نادي الشعلة اختلفوا فيما بينهم ..
فقد أكد نائب الرئيس أنهم خاطبوا اللجنة الفنية والمسابقات شفويا (لا أدري كيف تتم المخاطبة الشفوية؟) ربما يقصد تحدثوا معهم ..
وأن اللجنة رفضت نقل المباراة ..
فيما نفى نائب رئيس اللجنة الطلب .. ومن الطبيعي أن ينفي شأنه شأن الجهات الأمنية فلا يوجد دليل يثبت ذلك ..
والكلام في هذه الأمور لا يجدي مالم يكن هناك مستند رسمي ..
ورئيس الشعلة .. نفى ذلك أيضا ومعارضا نائبه بل وسخر منه وتساءل بتهكم عما إذا كان تصريحه قبل (الخبطة اللي جت على رأسه) أم بعدها .. في إشارة إلى ما تعرض له من الجماهير ..
وهذا يعني أن الوضع الإداري نفسه في الشعلة ليس على وفاق ..
على العموم ..
وقبل أن نختم .. فثمة حقائق ونتائج بعضها يمكن الإشارة إليه وبعضها يمكن استنتاجه من بين السطور غير التي أشرت إليها في البداية .. ولعل من أبرزها :
ــ أرجو ..
أن لاتنتهي اللجنة المشكلة من قبل رعاية الشباب إلى رمي المسؤولية على وزارة المالية وقصورها في الدعم وعدم تنفيذ المنشأة الرياضية ..
فمثل هذه الحوادث سبق أن ظهرت وإن كانت بصورة أقل لكن الشرارة انطلقت من ملاعب كبرى ووفق أرقى المواصفات ومن مدن كبرى أيضا ..
صحيح أن للمنشأة دور في ذلك .. ومن هنا نتساءل كما تساءل محافظ الخرج الأمير عبدالرحمن بن ناصرعندما قال:
(أن الأرض المخصصة لبناء منشأة رياضية متكاملة في الخرج تم تسليمها لرعاية الشباب وتم رصد الميزانية الخاصة بها منذ عام 1428) أي قبل أربع سنوات أو أكثر وهي مدة كافية لقيام المنشأة وتنفيذها ..
ـ إنها أول مباراة لاعلاقة للشغب الحاصل فيها بنتيجتها وهو ما يتضح من سيناريو الأحداث ..
فالشرارة بدأت قبل المباراة بساعات والجمهور نزل أرض الملعب في بدايتها وكذلك المقذوفات .. والاعتداءات طالت الجميع ..
القضية أكبر من منافسة بين فريقين والأحداث ردة فعل طبيعية من جمهور يريد أن يوجه رسالة ما .. وعلينا أن نفك شفرة هذه الرسالة ..
أعتقد ..
أن اتحاد القدم ممثلا في لجنة المسابقات يتحمل جزءا من المسؤولة فيما حدث ..
فالأرقام التي أشرت إليها في (الحقيقة الثانية) في بداية المقال تؤكد أن الملعب غير مهيأ للمباراة وبالتالي كان يفترض في اللجنة أن تجمع أطراف المباراة خاصة المستضيف والمكتب التابع له وتوضح لهم بحكم خبرتها حجم الحدث وأهميته ومامدى استعدادهم له ..؟
ــ فإما ..
أن يعلنوا استعدادهم وتحملهم مسؤولية مايترتب على ذلك ..
ــ أو ..
الاعتذار .. وبالتالي يعطى الفريق المستضيف الخيار في تحديد الملعب الذي يراه مناسباً لإقامة المباراة عليه ..
في هذه المباراة على سبيل المثال ..
ما الذي يمنع إقامتها في الرياض على أن يعتبر وكأنه (ملعب الشعلة) .. ؟ وأعتقد أن من مصلحة الشعلة ماديا ومعنويا ذلك .. خاصة وأنه لا يبعد كثيرا عن الخرج مقر نادي الشعلة ..
ـ حسب معلوماتي ..
هناك العشرات من الشباب المؤهل في إدارة المنشآت الرياضية وأذكر أنني تشرفت بإلقاء محاضرتين في إحدى الدورات المخصصة لذلك .. إحداها (ماذا يريد مدير المنشأة الرياضية من الإعلام الرياضي والعكس؟) والأخرى عن (دور الإعلام الرياضي في تهيئة الجمهور للمباراة)
وعرفت أن أرقاما تدخل في خانة المائة وأكثر من شباب تأهلوا من دورات كهذه في إدارة المنشآت الرياضية ..
أين هؤلاء ..؟
ولماذا يظلون بعيدين عن إدارة المنشآت الرياضية؟
ولماذا .. لايستفاد منهم وخبراتهم ي هذا المجال؟
ـ السوق السوداء ..
تضاربت الآراء حول عدد التذاكر المطبوعة للمباراة .. ففيما أشارت مصادر إلى طباعة 2500 تذكرة وهي الطاقة الإستيعابية للملعب .. أكد بيان شرطة منطقة الرياض أن العدد المطبوع 1500 تذكرة وفقاً لتصريح رئيس نادي الشعلة كما جاء في البيان ..
ووفقاً لهذا البيان الذي صاحبه تحقيق في هذه الجريدة في عدد الأحد (أمس الأول) فهناك تذاكر بيعت وتحمل أرقاماً تتجاوز الـ 2000 (رقم التذكرة وليس عددها) وهذا يعني أن هناك مايقارب الـ 1000 تذكرة (مفقودة) أو لم تعلن رسمياً.. فأين ذهبت؟ وأين ذهب ريعها؟
في برنامج (أكشن يا دوري)
الذي يعده ويقدمه الزميل وليد الفراج في mbc action و mbc fm اتهم أحد الجماهير رئيس نادي الشعلة بأنه وراء السوق السوداء عندما لم يجد تذكرة فقال له الرئيس:
“اذهب إلى هذاك الباكستاني فلديه كمية كبيرة من التذاكر اشتراها مني”
فيما نفى الرئيس إدعاءاته قائلا بما معناه:
“ أن هذا الباكستاني يتواجد دائما عند ملعب الملك فهد يبيع أعلاما وغيرها وجاء هنا يشتري تذاكر وباعه الإخوان .. وفعلا أرسلت الشخص له لكن لاعلاقة لي به ولا بالسوق السوداء”
جميل هذا الكلام ..
لكن السؤال ..
طالما أن هذا الشخص عامل أجنبي ولا تعرف هويته ومعروف أنه يبيع أعلام الأندية وغيرها أمام الملاعب الرياضية فكيف يتم بيعه 100 تذكرة؟
بل لماذا يباع لأي شخص كان عدد كبير من التذاكر يفوق حاجته الفعلية؟
ــ تقول دراسة ..
أعدها أ. د . محمد عبدالعزيز سلامة و أ. د. حلمي حسين محمود حول المظاهر السلبية للسلوك (وهي دراسة أشرت لها في بعض محاضراتي) وأشير هنا إلى أبرز وأهم أسباب الشغب الرياضي الذي خلصت إليه الدراسة وهو:
(عدم تقديم مثيري الشغب للمحاكمة وذلك للعديد من الأسباب منها تنازل المتضررين عن حقوقهم القانونية مما يجعلهم يفلتون من العقاب)
الدراسة أجريت في مصر ولا أعتقد أن هناك فرقاً ..
ولدينا يكتفى بأخذ تعهد على المتسبب ويخرج بعد ساعات وربما أقل ..
أتساءل وغيري ..
لماذا لا يتم تقديم هؤلاء للمحاكمة بتهمة الإخلال بالأمن أو إثارة الفوضى أو الاعتداء على الممتلكات العامة أو إثارة الرأي العام أو جميعها .. أو أي دعوى تنطبق على حالاتهم ..
وسبق أن طالبت بتطبيق الخدمة الاجتماعية على هؤلاء بإجبارهم على المشاركة في تنظيف وترتيب الملعب الرياضي ومدرجاته بعد خروج الجماهير ..إلخ دونما حاجة لتكرار هذا المقترح وتفاصيله ..
أثق تماماً ..
لو نال هؤلاء العقوبة التي تتناسب وأفعالهم لعادت لملاعبنا هيبتها وبيئتها النظيفة .. فلابد من قانون صارم يحمي هذه البيئة ولابد من سيادة لهذا القانون لتستمر كما كانت .. وإلا الله يستر ..
والله من وراء القصد.