|


عبدالله الضويحي
ثالثة الأثافي .. (الباقي علكة ..)
2011-11-29
قبل أيام انطلقت في الفيس بوك حملة “الباقي علكة” وهي حملة تهدف إلى التصدي إلى البقالات والسوبر الماركت التي عادة ما تعيد للزبون “علكة” بديلاً للنصف ريال بحجة عدم وجود “فكة”.
وجاء انطلاقها بعد أن صرح أحد أكبر تجار العلوك أن التسويق لديهم ارتفع بسبب ذلك وانعكس على مواردهم المالية بأرقام دخلت عالم الأصفار التسعة من هذه العملية فقط..
ماعلينا..
تذكرت هذه القصة بعد قرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تخفيض عدد المقاعد المخصصة للمشاركة السعودية في بطولة الأندية الآسيوية إلى 3.5 مقعد بعد أن كانت 4 مقاعد.. فقد دفعنا بالأربعة لكن بضاعتنا وبعد تمريرها إلى الكاشير كانت بـ 3.5 فقط .. والباقي علكة... تقاسمها الاتحاد الآسيوي وهيئة دوري المحترفين والإعلام الرياضي كل أخذ حصته وبدأ يلوك فيها كيفما شاء..
هذا القرار.. هو “ثالثة الأثافي” كما يقولون..
ففي غضون شهر ونصف تلقت الرياضة السعودية ثلاث ضربات موجعة في ثلاث ألعاب (كرة السلة ورفع الأثقال وكرة القدم)..
ومهما حاولنا التخفيف من آثارها وأهميتها إلا أنها تظل مؤلمة..
ومصدر الألم كونها بالإمكان تلافيها قبل حدوثها على الأقل في ثنتين منها..
كرة السلة:
في الأولمبياد الخليجي الذي استضافته البحرين وفي مباراتنا أمام قطر، وكنا مؤهلين لتجاوزها والوصول للنهائي ومن ثم الميدالية الذهبية.. حضر الفريق بدون الملابس المقررة وفق ما هو معتمد (اللون الأخضر كاملاً) وأعطاهم الحكم مهلة 15 دقيقة (وفق القانون) كافية للتجول في البحرين وربما الوصول للسعودية لكن أقصى ما عمله الفريق (الترقيع) بقمصان متقاربة الألوان وأرقام بشريط لاصق (شطرطون) مما استدعى الحكم بعد انتهاء المهلة إلى إلغاء المباراة واعتماد فوز قطر 20ـ0 , وتم إبعاد الإداري بعد تشكيل لجنة لهذا الغرض على أن تواصل عملها بعد العودة وتحديد الأسباب.. وحتى الآن لم يصدر شيء رغم مضي كل هذه المدة..
وحاول بعض أعضاء البعثة التقليل من أهمية لحدث وأنه أعطي أكبر من حجمه.. وأنه سيتم التعويض بالحصول على الأقل على ميدالية.. وكأن الميدالية البرونزية تتساوى في قيمتها مع الذهبية..
رفع الأثقال:
تم استبعاد المنتخب من بطولة العالم التي أقيمت في باريس قبل ثلاثة أسابيع وإنزال علم المملكة والطلب منهم المغادرة مع دفع غرامة مالية وإنذار شديد اللهجة بعدم تكرار ذلك.. لأن أمين عام الاتحاد ومدير المنتخب لم يبلغا الاتحاد الدولي بمقر ومكان معسكر بعثة منتخب المملكة ليتمكن من إرسال مراقبيه للكشف على المنشطات كما تنص على ذلك لوائح الاتحاد الدولي..
ومهما حاول البعض إيجاد مبررات لهذا الخطأ فإنها مبررات غير مقبولة.. فقوانين الاتحاد الدولي ولوائحه معروفة أو يفترض أن تكون كذلك..
ثم أنها المرة الثانية التي يقع فيها الاتحاد في نفس الخطأ وهو ما استند عليه الاتحاد الدولي في قراره..
وهذا الاتحاد بالذات سبق حل مجلس إدارته قبل 5 سنوات وتعيين لجنة مؤقتة لإدارة شئونه وإصدار عقوبات قاسية بحق بعض أعضائه منها الشطب والحرمان من المجال الرياضي بسبب فضيحة المنشطات التي هزت الرياضة السعودية آنذاك..
وإذا ما نظرنا إلى السبب المباشر في مثل هذه الأخطاء سواء في هذا الاتحاد أو غيره نجد أنها تدور في الإطار التنظيمي أو الإداري بين اللامبالاة.. وعدم الكفاءة والتأهيل..
واللامبالاة..
نتاج (من أمن العقوبة...) لغياب المحاسبة من ناحيتين:
ـ اتحاد اللعبة الذي يحاول مداراة أخطائه وأخطاء أعضائه.. وكأنهم ملائكة منزلون ومنزهون عن الأخطاء أو يعيشون في مدينة إفلاطون..
ـ أو من اللجنة الأولمبية كجهة رقابية على عمل الاتحادات وأدائها..
وهذا ما جعل العلاقات الشخصية والمحسوبية تلعب دوراً في بعض التعيينات وغاب الرجل المناسب عن المكان المناسب، فدخل للمجلس أعضاء غير مؤهلين على حساب آخرين أكثر كفاءة وتأهيلاً، ومن أبناء اللعبة نفسها..
لاعبون برزوا في أنديتهم وفي المنتخب في ألعاب معينة.. نجدهم أعضاء في اتحادات لا تمت لهم بصلة.. وفي أكثر من اتحاد..
أعضاء.. أبعد ما يكونون عن الاهتمام باللعبة، بل وأبجدياتها..
وأعضاء يبحثون عن تحقيق مجد ذاتي على حساب اللعبة والاتحاد..
وهذا ما يطرح التساؤل..
لماذا تنجح اتحادات فيما تعجز أخرى عن تحقيق أدنى درجات النجاح..؟..
ولماذا تتوقف أعمال بعض الاتحادات وتمارس دورها كنوع من تأدية الواجب على مضض عند قرب إعادة تشكيلها.. خاصة عندما تدرك أن التغيير سيطولها لا محالة..؟..
المقعد الطائر..
وهو ما بدأت به المقال وأعني تخفيض عدد ممثلينا في بطولة الأندية الآسيوية إلى 3.5 بدلاً من 4
كانت اللجنة الثلاثية المكونة من (لجنة دوري المحترفين, ولجنة الأندية الآسيوية, ولجنة الاتحادات الآهلية) قد قررت تخفيض مقاعد كل من السعودية, كوريا الجنوبية, الصين, وإيران) ثم أعادت لجنة المسابقات المقاعد السعودية كما كانت وبعد رفع الأمر إلى المكتب التنفيذي وبعد نقاش طويل وعدم التوصل إلى قرار محدد وحاسم تم الاحتكام إلى التصويت ونجح رأي اللجنة الثلاثية وتم اعتماده..
هذا هو ملخص الموضوع.. لكنني سأتوقف هنا عند ردود الفعل وهي ما يمكن تقسيمها إلى ردود فعل رسمية وأخرى غير رسمية.
رد الفعل الرسمي..
وأعني رد فعل اتحاد كرة القدم كما قرأنا في الصحف وهو التحفظ على القرار والاعتراض عليه، وهذا أمر طبيعي وكذلك ردود أفعال ممثلينا في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ولجانه وهم د. حافظ المدلج عضو المكتب التنفيذي والأستاذ محمد النويصر عضو الاتحاد الآسيوي وياسر المسحل عضو لحنة الأندية.. حيث ذهب المدلج والنويصر إلى أن معدل الحضور الجماهيري هو الذي صنع الفرق فيما ذهب المسحل في أكثر من تصريح إلى تحديد أربعة أسباب وراء ذلك هي.. الجماهير الرياضية, عدم جاهزية الملاعب الرياضية, المعايير التجارية, قلة الرعاة للأندية..
وهو ما يتعارض مع تأكيدات المدير التنفيذي لهيئة دوري المحترفين الأستاذ محمد النويصر إلى أن الاتحاد السعودي لكرة القدم قد حقق جميع المعايير متهماً الأندية بأنها السبب وراء قصور الحضور الجماهيري..
هذا الاختلاف بين الفريقين يعني أن أحدهما:
ـ إما..
أنه لا يعلم بما يدور حوله ويبني آراءه على الاجتهاد.
ـ أو..
أنه يعي ذلك لكنه يوهم الجماهير الرياضية بمبررات غير صحيحة.. في وقت لم يعد خافياً على أحد في ظل الانفتاح الإعلامي..
وفي كلا الحالين فإن هذا يعني قصوراً في أهليته لتمثيل الكرة السعودية في موقع كهذا..
رد الفعل غير الرسمي..
وأعني هنا الإعلام الرياضي والمجتمع الرياضي بصورة عامة.. حيث تأرجحت هذه الردود بين صدمة التخفيض بسبب قرار اللجنة الثلاثية ثم التهليل وعودة الحق إلى أصحابه بعد قرار لجنة المسابقات.. ثم صدمة قرار المكتب التنفيذي باعتماد التخفيض.. وما تلي ذلك من نقاشات بعضها أقرب ما يكون لتصفية الحسابات..
وهذا يدل أيضاً إلى انعدام الثقافة لدى بعض هؤلاء وعدم إدراكهم لمن يملك القرار النهائي وكيفية صناعة هذا القرار.
واتهم البعض رئيس الاتحاد الآسيوي المكلف بأنه وراء التصويت لهدف ما.. غير مدركين أن التصويت لا يتم إلا بطلب من أحد أعضاء المكتب وهو حق نظامي له.. وفريق آخر اتهم هيئة دوري المحترفين وبدأ ممارسة تصفية الحسابات..
والعزف على وتر ضعف شخصية التمثيل السعودي في الاتحاد الآسيوي وخفوت صوته.. دون أن يسعى أيّ منهم للبحث عن الحقيقة وتقديمها للقارئ وللمجتمع الرياضي ومناقشتها بما يخدم المصلحة العامة.
كنت قد انتهيت لتوي من كتابة هذا المقال.. وقمت بتصفح الصحف فوجدت في جريدة الرياضية عدد أمس الأول ما يؤكد حقيقة الحضور الجماهيري، وأنه السبب الوحيد وراء تخفيض عدد المقاعد من خلال عمل صحفي مميز للزميل عبدالرحمن النمر، قدم فيه الحقيقة كاملة مدعمة بالوثائق والمستندات.
وبغض النظر عن مصداقية الرقم لدى الأشقاء في قطر ومنطقيته من عدمه مما أهلهم لذلك.. وهو ما كنت سأقوله قبل مطالعتي لجريدة الرياضية.. فإننا يجب أن نعترف بقصورنا وتحملنا الخطأ في هذا الجانب من ناحيتين:
الأولى:
كان يفترض أن نحسب جميع الداخلين إلى الملعب بما فيهم رجال الأمن الصناعي، والإعلاميون والعاملون في الملعب وليس في هذا ما ينفي المصداقية والأمانة، ذلك أن الهدف من رفع النسبة الجماهيرية تشجيع الإعلان التجاري ورعاية الأندية.. وهؤلاء سيتعرضون للرسالة الإعلانية وسيشاهدون المباراة.. مما يعني اعتبارهم ضمن الحضور الجماهيري في الملعب..
الثانية:
وهذه سبق أن تحدثت عنها في مقال تناولت فيه وضع الملاعب لدينا وأهمية أن تكون مهيأة لاستقبال الجماهير.. وتحتاج إلى حديث مفصل لكنني أختصرها في أن ملاعبنا مازالت غير مهيأة لذلك بالصورة التي تشجعهم على الحضور.. من حيث الجلسات المريحة بين الشوطين والوجبات الغذائية ذات المستوى الجيد ودورات المياه وضمان المقاعد المرقمة والقضاء على السوق السوداء في بيع وتسويق التذاكر وعنصر المجاملة في الدخول وجغرافية المكان الذي تقام عليه المباراة وتوقيتها وسهولة الوصول إليه والمغادرة منه.. فمباراة تقام على إستاد الملك فهد من الطبيعي أن تختلف جماهيريّاً عن نظيرتها في إستاد الأمير فيصل لصالح الأخير.. إلخ ذلك من العوامل..
وهذه أمور يفترض في نظري أن تنظر لها هيئة دوري المحترفين بعين الاعتبار وتوليها اهتماماً خاصاً ولا أخالها إلا فاعلة ذلك.. إذا ما أردنا تمثيلاً يليق بسمعة ومكانة الكرة السعودية على المستوى الآسيوي.
ثمة نقطة لا تقل أهمية..
هي مع ثقتي التامة في ممثلينا المدلج والنويصر وكفاءتهما وخبرتهما التي اكتسباها من خلال عملهما على مدى سنوات داخليّاً وخارجيّاً وقناعتي التامة بالقرار والحيثيات التي بني عليها.. إلا أنني لا أستبعد أنه تم وفق مخطط مدروس لم يتجاوز الأنظمة والقوانين للوصول إلى الهدف -وهو ما ينقصنا في بعض الأحيان-.. بدءاً من من اختلاف اللجنتين الثلاثية والمسابقات بهدف الوصول إلى المكتب التنفيذي وإطالة النقاش ليكون التصويت أمراً واقعاً ومفصليّاً.. بعد أن تم الترتيب له وهو ما حصل.
أثق تماماً..
أننا كسعوديين على مختلف مواقعنا لم نكن نتوقع هذا السيناريو، ولذلك فوجئنا به ولم نكن مهيئين للتعامل معه، وبالتالي خسرنا المعركة.. لكننا لم نخسر الحرب.. والحياة تجارب ودروس وعبر..
والله من وراء القصد،،،

ورحل رمز رياضي آخر

لم تمض سوى 100 يوم على وفاة الشيخ عبدالرحمن بن سعيد حتى لحق به توأمه ورفيق دربه الأستاذ عبدالرحمن الحمدان -رحمهما الله جميعاً-.. وشاءت الإرادة الإلهية التي جعلتهما قريبين من بعضهما في الحياة الدنيا أن يكون لهما القرب ذاته بعد وفاتهما بالصلاة عليهما في نفس المسجد والدفن في نفس المقبرة.. لا تفصلهما سوى بضعة صفوف.. وعدد من القبور.
كان عبدالرحمن الحمدان رجلاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. في سماحته ودماثة خلقه وتواضعه ومواقفه المتعددة..
كان رجل دولة، حيث عمل في وزارة المعارف مع وزيرها الشيخ حسن آل الشيخ -رحمه الله- ثم مع د. عبدالعزيز الخويطر مديراً عاماً لمكتب الوزير.. وعلى المستوى الرياضي كان أحد رواد الحركة الرياضية في المنطقة الوسطى، وعمل في العديد من اللجان وترأس نادي الهلال في منتصف الستينيات الميلادية وتميز عمله بالدقة والانضباطية وأنه رجل قرار.
كان كثير التردد على مجلس الشيخ عبدالرحمن بن سعيد تقديراً منه لمكانته وكنت التقيه هناك كثيراً.. وبعد أن شحت زياراته ثم انقطعت سألت (أبو مساعد).. عن (أبو محمد) ففاجأني باعتلال صحته وأن أدعو له ودعاً له كثيراً..
وسألت:
هل يمكنني زيارته..؟..
فأوحى لي بصعوبة ذلك لأنه (أيّ عبدالرحمن الحمدان) لا يعرف من حوله، حيث أصيب بفقدان الذاكرة.. وكنا نتجاذب الحديث عنه، وعن رجولته ودماثة خلقه ومواقفه وإخلاصه في العمل.
بوفاة عبدالرحمن الحمدان.. فقدت الرياضة السعودية واحداً من رجالاتها، وبكت واحداً ممن أخلصوا لها وأعطوها جل وقتهم..
اللهم اغفر لعبدك عبدالرحمن الحمدان الفقير إلى عفوك.. الطامع في مغفرتك..
اللهم اغفر له وارحمه وعافه وأعف عنه واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واجعل ما أصابه في هذه الدنيا من نصب وتعب تكفيراً وتطهيراً ورفعاً لمنزلته في الجنة..
اللهم أسكنه فسيح جناتك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً..
اللهم اجمعه برفيق دربه وصديقه عبدالرحمن بن سعيد واجمعنا بهم في جناتك جنات النعيم.
والله من وراء القصد،،،