لم يكن (سلطان بن عبدالعزيز) يرحمه الله رجل دولة
ولم يكن (سلطان الخير) لكنه إلى جانب ذلك كله كان (شخصية استثنائية)
مهما حاولت فلن أتحدث عنه أكثر مما تحدث عنه غيري.. ولن أقول أكثر مما قال غيري.
لكنني..
سأتوقف هنا عند جانب آخر ربما لم يتطرق له هؤلاء .. وهو الجانب الشبابي والرياضي في حياة سموه يرحمه الله، ولعلي أتوقف عند هذا الجانب من ناحيتين :
الأولى ..
رغم أنه قضى معظم سنين عمره (مايقارب الثلثين) مسؤولا عن القطاع العسكري وماتعنيه العسكرية من حزم وشدة وماكان يتمتع به سموه من قوة في الشخصية وانضباط ودقة في المواعيد، إلا أن هذا كله لم يتمكن من سرقة الابتسامة من محياه ولا الحيوية من روحه الشابة.
منذ أن عرفت (سلطان بن عبدالعزيز) وتفتحت عيناي عليه وغيري كثير .. لم ألحظه عابس الوجه .. مقطب الجبين.. حتى في أصعب المواقف.
كان دائم الابتسامة.
رحب المحيا.
يتمتع بروح الشباب وحيويته.
هذه الصفات أعطته (كاريزما) معينة كانت جواز مروره لكثير من القلوب .. مما جعله الأكثر تأهيلا وقدرة على التفاوض وحل الكثير من المعضلات وتقريب وجهات النظر بين الأشقاء ومعهم.
الثانية ..
في الجانب الرياضي .. وهذه أيضا نتوقف عندها من ناحيتين ..
أولا ..
لم يكن اهتمام سموه يرحمه الله بالجانب الرياضي في رعايته للمناسبات الرياضية ودعمه لهذه المناسبات خاصة ما يتعلق بكأس سمو ولي العهد في كرة القدم بصفته الاعتبارية، أونيابة عن سمو ولي العهد عندما كان يرحمه الله نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء أو نيابة عن خادم الحرمين الشريفين في الفترة ذاتها في هذه المناسبات.
ولا في اهتمامه بالجانب الفروسي ورعايته لمناسبات الفروسية أو اهتمامه بالخيل العربية وتربيتها ورعايتها.
لكن هذا الاهتمام والرعاية امتد إلى استقباله كثيراً من الرياضيين سواء على مستوى المنتخبات أو الفرق أو على مستوى الأفراد الذين حققوا إنجازات مشرفة للوطن ودعمهم وتشجيعهم وحل المعضلات التي تعترض طريق نجاحهم وتفوقهم.
ثانيا ..
وهذه نقطة هامة .. وهي دعم الرياضة في قطاع القوات المسلحة وتطويرها على كافة المستويات والأصعدة سواء ما يتعلق بالمنشآت الرياضية أو المنتخبات التي تمثل المملكة في الدورات العسكرية أو الأفراد الذين هم دعامة الكثير من المنتخبات خاصة في الألعاب الفردية.
رحم الله (سلطان بن عبدالعزيز) رحمة واسعة وغفر له وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .. وعوضنا وعوض الإسلام والمسلمين فيه خيرا .. وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
ولاية العهد
عهد متعاهد ..
لم تمض فترة من الزمن تكفي لعقد اجتماع أوالترتيب له .. مما يمكن اعتبارها في عداد الدقائق بعد انتهاء مراسم العزاء الرسمية في وفاة الأمير سلطان يرحمه الله.. حتى أعلن الديوان الملكي تعيين الأمير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد ونائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية.
والمتمعن في البيان والحيثيات التي كان مبنيا عليها .. يدرك سلاسة انتقال السلطة وتداولها .. وهو النهج الذي سارت عليه هذه البلاد منذ قيامها وتأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ويدرك احترام نظام الحكم وصيانته وما طرأ عليه من تعديل لمواكبة روح العصر ومتطلبات المرحلة.
لقد جاء هذا البيان وهذا التعيين ليقطع الطريق على كثير من الرؤى ويضع حدا لكثير من التأويلات والتنظيرات حول ولاية العهد .. سواء ماكان منها عن حسن نية مبنية على وجهات نظر معينة
أو..
من جهات أخرى أرادت استثمار هذه الفترة وهذا الموقف لتمرير أفكارها وتوجهاتها ..والترويج لها بهدف زعزعة استقرار هذ البلاد والتأثير على وضعها.
هؤلاء ..
لايدركون حقيقة العلاقة التي تربط أبناء هذه البلاد وتجسد وحدتهم سواء بين أفراد الأسرة الحاكمة .. أو فيما بينهم وبين الشعب بمختلف أطيافه وتوجهاته.
هذه العلاقة المبنية على الصدق والوضوح والمصارحة والمؤمنة بأن الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي بين الأفراد وفي المجتمعات وأنه الأساس في وحدة الرأي ووحدة الكيان.
أدام الله علينا نعمة الأمن والأمان
وحفظ لنا قيادتنا وبلادنا من كل مكروه.
الاتحاد ..
والنسق المغلق ..
الاتحاد لم يكن أول فريق يخرج من بطولة الأندية الآسيوية ولن يكون الأخير،
ولم يكن أول فريق يلعب في بطولة العالم للأندية ولن يكون الأخير .. وإن كان الأفضل حتى الآن من بين الأندية السعودية.
والوصول للعالمية لازال الطريق إليه مفتوحا.. وسيظل كذلك لمن أراد الوصول وسعى سعيه.
الاتحاد ..
دون غيره ..
الفريق الذي لايشق له غبار ..
وحامل لواء الكرة السعودية .. وممثلها
والمعيد لهيبتها ..
هو الاتحاد ..
ذلك الحمل الوديع ..
غير المؤهل للمنافسة ..
والذي لايملك أدواتها ولاعناصرها ..
هكذا كان في نظرهم ..
وهكذا أصبح ..
ومحمد نــور..
أفضل لاعب في آسيا
وهو المرشح لها دون سواه
والخوف من تدخل عوامل أخرى تجير اللقب لغيره ..
نور هذا ..
هو نور لاعب المزاج ..
والمتحكم في الفريق ..
والقادر على رفعه وخفضه ..
وديمتري ..
المدرب الداهية ..
والقادر على تفجير طاقات الفريق ..
والتعامل مع نفسياتهم ..
هو ديمتري ..
العجوز ..
غير ديمتري الأمس عندما جاء لأول مرة ..
هذا التحول ..
الفجائي في التقييم بمقدار180 درجة
وهذا التبدل في الرؤى ..
تم خلال ساعات ..
مما يتيح المجال لطرح علامة استفهام كبرى حول أسبابه وآلية التقييم التي كان يستند عليها ..
هل كانت عواطف جياشة أدت إلى (تحييد العقل)؟
أم أنها (عودة الوعي) من هول الصدمة .. تماما كما يحدث لإنعاش القلب بالصدمة الكهربائية؟
أم (تصفية حسابات) وجدت أرضا خصبة لتنمو فيها وفرصة متاحة لتقديم نفسها أداة إصلاح ووسيلة تصحيح؟
والحقيقة التي يدركها كثيرون وغابت عن البعض .. أن الاتحاد لم يكن مؤهلا للفوز بالبطولة الآسيوية هذه المرة.
والمتابع لمسيرة الفريق الاتحادي في المواسم الأخيرة يلحظ تراجعا في أدائه سواء على الصعيد الفردي للاعبيه أو الأداء الجماعي .. مما أثر على مستواه.
هذه الحقيقة يغفل عنها الكثير أو يتغافل.
سألني صديق في (الفيس بوك) عن حظوظ الاتحاد بعد تجاوزه دور الثمانية أمام سول الكوري .. ودار بيننا نقاش قلت في مجمله: أتمنى أن يفوز الاتحاد بالبطولة .. لكنني بصراحة غير متفائل .. وأنه قد يخرج من الدور نصف النهائي لأن فريق (تشنبوك) غير (سول) إلى جانب أسباب أخرى أوضحتها في نقاشي معه .. لم يقتنع وقتها وحدث ما حدث.
وطلب مني آخرأن أكتب مقالا عن الاتحاد بعد فوزه بالآسيوية وتأهله لبطولة أندية العالم ..في إيماءة لحاجة في نفس يعقوب .. وقلت له :
لقد كتبت عن الاتحاد أكثر من مرة وعن كل فريق سعودي يتأهل أو يحقق إنجازا، وإن شاء الله إذا تحقق هذا الإنجاز فمن حقه علينا أن نكتب عنه.
هذا .. وذاك ..
رغم اختلاف الرؤية والحوا، إلا أنه من الواضح تماما أنهما ينطلقان من قاعدة واحدة ومتأثران برؤية واحدة، هذه الرؤية تم تشكيلها من خلال صناعة رأي عام لدى الجمهور الاتحادي بدأ العمل عليه أكثر من موسم، وبصورة ليس شرطا أن تكون مرتبة أومخططاً لها.. لكنها نتاج لهذا التوجه،
فقد تم تصوير الاتحاد على أنه الفريق الذي لايمكن أن يعيش وينجح إلا في ظل قيادة معينة أو تحت إمرة أشخاص معينين.
هذا على الصعيد الإداري ..
وعلى الصعيد الفني.. إنه الفريق الذي لايخسر كنتيجة طبيعية لأية منافسة، ولكن لأن هذه الخسارة تأتي بفعل فاعل ووفق ترتيب أو تخطيط مسبق، وأنه الفريق الذي لاتؤجل له المباريات ..
وأنه الفريق الذي يترصد له الحكام ..
وتعمل ضده اللجان ..
وهذه أمور كلها لاتتماشى مع الواقع..
فالخسارة واردة في كرة القدم حتى لفرق تكون هي الأفضل .. وكل الفرق تضررت من التحكيم أو استفادت منه .. ومنها الاتحاد.
والتأجيل وقرارات اللجان هي مجدولة وتتم وفق آلية واضحة ومحددة تنطبق على كل الأندية.
حتى مباراة الشباب والاتحاد الأخيرة التي طالب الاتحاديون بتأجيلها وتم رفض التأجيل لأسباب منطقية وقانونية .. حاولوا استغلال هذا الرفض لتهيئة الفريق للخسارة وعلى أنه أحد الأسباب إن لم يكن أبرزها..
هذه المباراة لنا معها وقفتان ..
الأولى ..
أن هذه المباراة تأتي قبل مباراة الاتحاد وتشنبوك الكوري الكوري بخمسة أيام، اللائحة تنص على أن الفريق المشارك خارجيا يحق له طلب تأجيل مباراته المحلية إذا كان يفصلها عن الخارجية أربعة أيام إذا كانت على أرضه أو 6 أيام إذا كانت خارجها..
والاتحاديون لديهم علم بذلك ولديهم اللائحة أيضا.
الثانية ..
أن لجنة المسابقات تعقد عادة اجتماعا مع مندوبي الأندية خاصة المشاركة خارجيا قبل وضع الجدول لأخذ آرائهم حول جدولة المباريات ومواعيدها وجميع الاحتمالات المتاحة فيما لو تأهل الفريق إلى مراحل متقدمة حتى النهائي .. خاصة أن البطولات الخارجية مجدولة ومحددة المواعيد مسبقا.
ومن الطبيعي والمؤكد أن مندوب الاتحاد كان حاضرا ولديه علم بذلك.
إذاً ..
لماذا هذا التهييج للرأي العام وتأليبه على اتحاد الكرة؟
وهو تساؤل يوجه لجميع الأندية التي يحضر مندوبوها مثل هذه الاجتماعات ويمارس البعض منهم دور الكومبارس.
ولماذا يتم ربط نجاحات الفريق بأشخاص معينين .. سواء كإداريين أو فنين؟
هذا الأسلوب جعل الاتحاديين وخاصة الجماهير يعيشون داخل نسق مغلق لم يتمكنوامن خلاله رؤية المفتوح ..
واللاعبون والفريق عموما جزء من هذا النيسج ..
وبالتالي .. فمن الطبيعي أن يؤثر فيهم ويتأثروا به.
في مباراة الذهاب أمام تشنبوك في جدة خسر الفريق بسبب لاعبيه وأخطائهم فكانت بداية النهاية .. وكانت جرس الإنذار.
ولم يع اللاعبون الدرس ولابعض الاتحاديين الذين أصروا على قدرتهم على التعويض في مباراة الإياب وأن الأمر مجرد تحصيل حاصل ..
فكان الحال أسوأ في الإياب وبسب اللاعبين أيضا وتصرفات البعض منهم.. بل إن هاتين المباراتين والخروج المر من البطولة الآسيوية كشف حقائق أخرى كانت مطمورة تحت ركام الانتصارات .. سواء فيما بين اللاعبين أنفسهم أو بين الإداريين.
واعترف المشرف العام على جهاز الكرة جمال فرحان ببعض منها في حديث فضائي عندما أشار إلى عدم توافق وجهات النظر بينه وبين المدرب واتساع رقعة الفارق بينهما في ذلك.
أتساءل:
ماذا لو أن الاتحاد تجاوز هاتين المباراتين أو المرحلة عموما سواء بالصدفة أو عن جدارة ؟
هل ستظهر هذه المشاكل إلى السطح؟
أم يتغنى الاتحاديون بأمجادهم وأنه الفريق الذي لايخسر ولايعيش المشاكل. وعلى طريقة (كله تمام يا أفندم).
هذا الوضع جعل الفريق الاتحادي بصورة عامة يعيش خارج دائرة الواقع وبعض من لاعبيه كذلك.
الواقع الذي يقول:
إن الفريق الاتحادي يعيش تراجعا في مستواه أو لنقل تذبذبا في أدائه في الموسمين الأخيرين وعدم استقرار وكذلك نتائجه ..
فباستثناء بطولة كأس الملك موسم 2010/2009 لم يفز بأي بطولة محلية أو ينافس عليها بالمعنى المفهوم للمنافسة.
في كأس سمو ولي العهد كان يخرج مبكرا وأمام فرق لاتقارن بتاريخه ولا مستواه أو إمكانياته.
وفي الدوري ..كان يحل وصيفا ولكن بفارق كبير جدا من النقاط عن المتصدر، وفي الموسم الماضي سجل سلسلة من التعادلات المتتالية في ظاهرة غريبة .. حيث تعادل في نصف مبارياته تقريبا.
الفريق الاتحادي .. أيضا يمثله لاعبون تجاوز بعضهم الزمن ولايرتقون إلى مستوى الاتحاد عطاء ونتاريخا وسمعة.
وبالتالي ..
لابد من تغيير هذا الواقع والتعامل مع الواقع المعاصر فكرا وأسلوبا ومنهجا .. وعناصر أيضا.. والله من وراء القصد.
ولم يكن (سلطان الخير) لكنه إلى جانب ذلك كله كان (شخصية استثنائية)
مهما حاولت فلن أتحدث عنه أكثر مما تحدث عنه غيري.. ولن أقول أكثر مما قال غيري.
لكنني..
سأتوقف هنا عند جانب آخر ربما لم يتطرق له هؤلاء .. وهو الجانب الشبابي والرياضي في حياة سموه يرحمه الله، ولعلي أتوقف عند هذا الجانب من ناحيتين :
الأولى ..
رغم أنه قضى معظم سنين عمره (مايقارب الثلثين) مسؤولا عن القطاع العسكري وماتعنيه العسكرية من حزم وشدة وماكان يتمتع به سموه من قوة في الشخصية وانضباط ودقة في المواعيد، إلا أن هذا كله لم يتمكن من سرقة الابتسامة من محياه ولا الحيوية من روحه الشابة.
منذ أن عرفت (سلطان بن عبدالعزيز) وتفتحت عيناي عليه وغيري كثير .. لم ألحظه عابس الوجه .. مقطب الجبين.. حتى في أصعب المواقف.
كان دائم الابتسامة.
رحب المحيا.
يتمتع بروح الشباب وحيويته.
هذه الصفات أعطته (كاريزما) معينة كانت جواز مروره لكثير من القلوب .. مما جعله الأكثر تأهيلا وقدرة على التفاوض وحل الكثير من المعضلات وتقريب وجهات النظر بين الأشقاء ومعهم.
الثانية ..
في الجانب الرياضي .. وهذه أيضا نتوقف عندها من ناحيتين ..
أولا ..
لم يكن اهتمام سموه يرحمه الله بالجانب الرياضي في رعايته للمناسبات الرياضية ودعمه لهذه المناسبات خاصة ما يتعلق بكأس سمو ولي العهد في كرة القدم بصفته الاعتبارية، أونيابة عن سمو ولي العهد عندما كان يرحمه الله نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء أو نيابة عن خادم الحرمين الشريفين في الفترة ذاتها في هذه المناسبات.
ولا في اهتمامه بالجانب الفروسي ورعايته لمناسبات الفروسية أو اهتمامه بالخيل العربية وتربيتها ورعايتها.
لكن هذا الاهتمام والرعاية امتد إلى استقباله كثيراً من الرياضيين سواء على مستوى المنتخبات أو الفرق أو على مستوى الأفراد الذين حققوا إنجازات مشرفة للوطن ودعمهم وتشجيعهم وحل المعضلات التي تعترض طريق نجاحهم وتفوقهم.
ثانيا ..
وهذه نقطة هامة .. وهي دعم الرياضة في قطاع القوات المسلحة وتطويرها على كافة المستويات والأصعدة سواء ما يتعلق بالمنشآت الرياضية أو المنتخبات التي تمثل المملكة في الدورات العسكرية أو الأفراد الذين هم دعامة الكثير من المنتخبات خاصة في الألعاب الفردية.
رحم الله (سلطان بن عبدالعزيز) رحمة واسعة وغفر له وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .. وعوضنا وعوض الإسلام والمسلمين فيه خيرا .. وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
ولاية العهد
عهد متعاهد ..
لم تمض فترة من الزمن تكفي لعقد اجتماع أوالترتيب له .. مما يمكن اعتبارها في عداد الدقائق بعد انتهاء مراسم العزاء الرسمية في وفاة الأمير سلطان يرحمه الله.. حتى أعلن الديوان الملكي تعيين الأمير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد ونائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية.
والمتمعن في البيان والحيثيات التي كان مبنيا عليها .. يدرك سلاسة انتقال السلطة وتداولها .. وهو النهج الذي سارت عليه هذه البلاد منذ قيامها وتأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ويدرك احترام نظام الحكم وصيانته وما طرأ عليه من تعديل لمواكبة روح العصر ومتطلبات المرحلة.
لقد جاء هذا البيان وهذا التعيين ليقطع الطريق على كثير من الرؤى ويضع حدا لكثير من التأويلات والتنظيرات حول ولاية العهد .. سواء ماكان منها عن حسن نية مبنية على وجهات نظر معينة
أو..
من جهات أخرى أرادت استثمار هذه الفترة وهذا الموقف لتمرير أفكارها وتوجهاتها ..والترويج لها بهدف زعزعة استقرار هذ البلاد والتأثير على وضعها.
هؤلاء ..
لايدركون حقيقة العلاقة التي تربط أبناء هذه البلاد وتجسد وحدتهم سواء بين أفراد الأسرة الحاكمة .. أو فيما بينهم وبين الشعب بمختلف أطيافه وتوجهاته.
هذه العلاقة المبنية على الصدق والوضوح والمصارحة والمؤمنة بأن الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي بين الأفراد وفي المجتمعات وأنه الأساس في وحدة الرأي ووحدة الكيان.
أدام الله علينا نعمة الأمن والأمان
وحفظ لنا قيادتنا وبلادنا من كل مكروه.
الاتحاد ..
والنسق المغلق ..
الاتحاد لم يكن أول فريق يخرج من بطولة الأندية الآسيوية ولن يكون الأخير،
ولم يكن أول فريق يلعب في بطولة العالم للأندية ولن يكون الأخير .. وإن كان الأفضل حتى الآن من بين الأندية السعودية.
والوصول للعالمية لازال الطريق إليه مفتوحا.. وسيظل كذلك لمن أراد الوصول وسعى سعيه.
الاتحاد ..
دون غيره ..
الفريق الذي لايشق له غبار ..
وحامل لواء الكرة السعودية .. وممثلها
والمعيد لهيبتها ..
هو الاتحاد ..
ذلك الحمل الوديع ..
غير المؤهل للمنافسة ..
والذي لايملك أدواتها ولاعناصرها ..
هكذا كان في نظرهم ..
وهكذا أصبح ..
ومحمد نــور..
أفضل لاعب في آسيا
وهو المرشح لها دون سواه
والخوف من تدخل عوامل أخرى تجير اللقب لغيره ..
نور هذا ..
هو نور لاعب المزاج ..
والمتحكم في الفريق ..
والقادر على رفعه وخفضه ..
وديمتري ..
المدرب الداهية ..
والقادر على تفجير طاقات الفريق ..
والتعامل مع نفسياتهم ..
هو ديمتري ..
العجوز ..
غير ديمتري الأمس عندما جاء لأول مرة ..
هذا التحول ..
الفجائي في التقييم بمقدار180 درجة
وهذا التبدل في الرؤى ..
تم خلال ساعات ..
مما يتيح المجال لطرح علامة استفهام كبرى حول أسبابه وآلية التقييم التي كان يستند عليها ..
هل كانت عواطف جياشة أدت إلى (تحييد العقل)؟
أم أنها (عودة الوعي) من هول الصدمة .. تماما كما يحدث لإنعاش القلب بالصدمة الكهربائية؟
أم (تصفية حسابات) وجدت أرضا خصبة لتنمو فيها وفرصة متاحة لتقديم نفسها أداة إصلاح ووسيلة تصحيح؟
والحقيقة التي يدركها كثيرون وغابت عن البعض .. أن الاتحاد لم يكن مؤهلا للفوز بالبطولة الآسيوية هذه المرة.
والمتابع لمسيرة الفريق الاتحادي في المواسم الأخيرة يلحظ تراجعا في أدائه سواء على الصعيد الفردي للاعبيه أو الأداء الجماعي .. مما أثر على مستواه.
هذه الحقيقة يغفل عنها الكثير أو يتغافل.
سألني صديق في (الفيس بوك) عن حظوظ الاتحاد بعد تجاوزه دور الثمانية أمام سول الكوري .. ودار بيننا نقاش قلت في مجمله: أتمنى أن يفوز الاتحاد بالبطولة .. لكنني بصراحة غير متفائل .. وأنه قد يخرج من الدور نصف النهائي لأن فريق (تشنبوك) غير (سول) إلى جانب أسباب أخرى أوضحتها في نقاشي معه .. لم يقتنع وقتها وحدث ما حدث.
وطلب مني آخرأن أكتب مقالا عن الاتحاد بعد فوزه بالآسيوية وتأهله لبطولة أندية العالم ..في إيماءة لحاجة في نفس يعقوب .. وقلت له :
لقد كتبت عن الاتحاد أكثر من مرة وعن كل فريق سعودي يتأهل أو يحقق إنجازا، وإن شاء الله إذا تحقق هذا الإنجاز فمن حقه علينا أن نكتب عنه.
هذا .. وذاك ..
رغم اختلاف الرؤية والحوا، إلا أنه من الواضح تماما أنهما ينطلقان من قاعدة واحدة ومتأثران برؤية واحدة، هذه الرؤية تم تشكيلها من خلال صناعة رأي عام لدى الجمهور الاتحادي بدأ العمل عليه أكثر من موسم، وبصورة ليس شرطا أن تكون مرتبة أومخططاً لها.. لكنها نتاج لهذا التوجه،
فقد تم تصوير الاتحاد على أنه الفريق الذي لايمكن أن يعيش وينجح إلا في ظل قيادة معينة أو تحت إمرة أشخاص معينين.
هذا على الصعيد الإداري ..
وعلى الصعيد الفني.. إنه الفريق الذي لايخسر كنتيجة طبيعية لأية منافسة، ولكن لأن هذه الخسارة تأتي بفعل فاعل ووفق ترتيب أو تخطيط مسبق، وأنه الفريق الذي لاتؤجل له المباريات ..
وأنه الفريق الذي يترصد له الحكام ..
وتعمل ضده اللجان ..
وهذه أمور كلها لاتتماشى مع الواقع..
فالخسارة واردة في كرة القدم حتى لفرق تكون هي الأفضل .. وكل الفرق تضررت من التحكيم أو استفادت منه .. ومنها الاتحاد.
والتأجيل وقرارات اللجان هي مجدولة وتتم وفق آلية واضحة ومحددة تنطبق على كل الأندية.
حتى مباراة الشباب والاتحاد الأخيرة التي طالب الاتحاديون بتأجيلها وتم رفض التأجيل لأسباب منطقية وقانونية .. حاولوا استغلال هذا الرفض لتهيئة الفريق للخسارة وعلى أنه أحد الأسباب إن لم يكن أبرزها..
هذه المباراة لنا معها وقفتان ..
الأولى ..
أن هذه المباراة تأتي قبل مباراة الاتحاد وتشنبوك الكوري الكوري بخمسة أيام، اللائحة تنص على أن الفريق المشارك خارجيا يحق له طلب تأجيل مباراته المحلية إذا كان يفصلها عن الخارجية أربعة أيام إذا كانت على أرضه أو 6 أيام إذا كانت خارجها..
والاتحاديون لديهم علم بذلك ولديهم اللائحة أيضا.
الثانية ..
أن لجنة المسابقات تعقد عادة اجتماعا مع مندوبي الأندية خاصة المشاركة خارجيا قبل وضع الجدول لأخذ آرائهم حول جدولة المباريات ومواعيدها وجميع الاحتمالات المتاحة فيما لو تأهل الفريق إلى مراحل متقدمة حتى النهائي .. خاصة أن البطولات الخارجية مجدولة ومحددة المواعيد مسبقا.
ومن الطبيعي والمؤكد أن مندوب الاتحاد كان حاضرا ولديه علم بذلك.
إذاً ..
لماذا هذا التهييج للرأي العام وتأليبه على اتحاد الكرة؟
وهو تساؤل يوجه لجميع الأندية التي يحضر مندوبوها مثل هذه الاجتماعات ويمارس البعض منهم دور الكومبارس.
ولماذا يتم ربط نجاحات الفريق بأشخاص معينين .. سواء كإداريين أو فنين؟
هذا الأسلوب جعل الاتحاديين وخاصة الجماهير يعيشون داخل نسق مغلق لم يتمكنوامن خلاله رؤية المفتوح ..
واللاعبون والفريق عموما جزء من هذا النيسج ..
وبالتالي .. فمن الطبيعي أن يؤثر فيهم ويتأثروا به.
في مباراة الذهاب أمام تشنبوك في جدة خسر الفريق بسبب لاعبيه وأخطائهم فكانت بداية النهاية .. وكانت جرس الإنذار.
ولم يع اللاعبون الدرس ولابعض الاتحاديين الذين أصروا على قدرتهم على التعويض في مباراة الإياب وأن الأمر مجرد تحصيل حاصل ..
فكان الحال أسوأ في الإياب وبسب اللاعبين أيضا وتصرفات البعض منهم.. بل إن هاتين المباراتين والخروج المر من البطولة الآسيوية كشف حقائق أخرى كانت مطمورة تحت ركام الانتصارات .. سواء فيما بين اللاعبين أنفسهم أو بين الإداريين.
واعترف المشرف العام على جهاز الكرة جمال فرحان ببعض منها في حديث فضائي عندما أشار إلى عدم توافق وجهات النظر بينه وبين المدرب واتساع رقعة الفارق بينهما في ذلك.
أتساءل:
ماذا لو أن الاتحاد تجاوز هاتين المباراتين أو المرحلة عموما سواء بالصدفة أو عن جدارة ؟
هل ستظهر هذه المشاكل إلى السطح؟
أم يتغنى الاتحاديون بأمجادهم وأنه الفريق الذي لايخسر ولايعيش المشاكل. وعلى طريقة (كله تمام يا أفندم).
هذا الوضع جعل الفريق الاتحادي بصورة عامة يعيش خارج دائرة الواقع وبعض من لاعبيه كذلك.
الواقع الذي يقول:
إن الفريق الاتحادي يعيش تراجعا في مستواه أو لنقل تذبذبا في أدائه في الموسمين الأخيرين وعدم استقرار وكذلك نتائجه ..
فباستثناء بطولة كأس الملك موسم 2010/2009 لم يفز بأي بطولة محلية أو ينافس عليها بالمعنى المفهوم للمنافسة.
في كأس سمو ولي العهد كان يخرج مبكرا وأمام فرق لاتقارن بتاريخه ولا مستواه أو إمكانياته.
وفي الدوري ..كان يحل وصيفا ولكن بفارق كبير جدا من النقاط عن المتصدر، وفي الموسم الماضي سجل سلسلة من التعادلات المتتالية في ظاهرة غريبة .. حيث تعادل في نصف مبارياته تقريبا.
الفريق الاتحادي .. أيضا يمثله لاعبون تجاوز بعضهم الزمن ولايرتقون إلى مستوى الاتحاد عطاء ونتاريخا وسمعة.
وبالتالي ..
لابد من تغيير هذا الواقع والتعامل مع الواقع المعاصر فكرا وأسلوبا ومنهجا .. وعناصر أيضا.. والله من وراء القصد.