الأندية ..
الإعلام ..
التحكيم ..
هذا الثلاثي يشكل أضلاع مثلث يقوم عليه نجاح الموسم ..
والترتيب أعلاه لايعني أهمية كل منها ودرجته .. فالمثلث متطابق الأضلاع .. واختلال أي منها أو جميعها وقصوره أو تجاوزه الحدود يغير من زوايا المثلث وقيمها وبالتالي يؤثر في شكله ويخل بتوازنه ..
ومن هنا ..
فإن من يقع داخل هذا المثلث لابد أن يتأثر موقعه بهذا التجاذب والاختلال فيدنو من أحدها ويبتعد عن الآخر وربما وقع في وسط أحدها .. مالم يملك القدرة على حفظ توازنه والبقاء في مركز المثلث مهما تغير شكله ونوعه بمنأى عن أضلاعه وعلى مسافة واحدة منها ..
وهنا تقع الكارثة .. ويصبح كمن يدخل إلى (مثلث برمودا) أو يمر به أو من فوقه ..
ومثلث برمودا ..
كما هو معروف منطقة مثلثة طول ضلعها 1500 م تقع في المحيط الأطلسي بين برمودا وبوتيريكو وولاية فلوريدا الأمريكية ..
وقد اشتهر هذا المثلث منتصف القرن الماضي من خلال الكثير من الروايات والقصص والأفلام التي تنقل أحداثا غامضة عنه واختفاء طائرات وسفن بمجرد دخولها إلى منطقته وانقطاع الاتصال بها وعدم العثور عليها ..
والمثلث وإن كان موجودا من الناحية الجغرافية لكن من الناحية الفيزيائية لا وجود له على أرض الواقع ــ كما تقول الروايات ــ إذ لم يتمكن العلماء من تحديد سبب علمي لذلك أو تفسير لهذه الظاهرة ..
وقد أكد على ذلك الكاتب في جريدة الرياض فهد عامر الأحمدي في زاويته (حول العالم) .. عندما أشار إلى أن الحوادث التي وقعت طوال التاريخ لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة .. وأنه تم استغلال حادثة وقعت في القرن الماضي أو حادثتين من قبل بعض الروائيين وتم نسج العديد من القصص والروايات بما يملكه هؤلاء من خيال علمي واسع لهدف تسويقي لهذه المؤلفات .. كما استغله تجار المخدرات باعتبار ما يقال عن تلك المنطقة ويروى عن إغراق بعض السفن أو الإعلان عن اختفائها ..
المهم ..
لنترك هذا جانبا .. ونعود إلى مثلثنا الذي أشرت إليه في البداية .. وهو يشبه في واقعه (مثلث برمودا) ونمثل نحن ولجان اتحاد الكرة وغيرها .. الأجسام التي تمر من خلال هذا المثلث ..
منها ما يعبر دو أن يشعر أحد بذلك ..
ومنها ما يختفي .. دون تفسير علمي واضح لسبب الاختفاء ..
إداريو الأندية ..
هم أكثر من يبحث عن المبررات ويوزع التهم على اللجان والتحكيم وغيرها .. (وأؤكد هنا على البعض) ..
هؤلاء ..
يبحثون عن ذلك للهروب من واقع مؤلم هم فيه والبحث عن مبررات لذلك .. لدرء التهمة عن قصورهم ..
أو ..
تهيئة الرأي العام الخاص بهم (جماهيرهم) لقرار متوقع أو حدث قادم كنتيجة سلبية للفريق أو قرار تأديبي بحقه .. وتكريس نظرية المؤامرة ومحاولة إثباتها ..
والمشكلة أن هذه التهم والحديث عن المؤامرة تأتي دون تثبت أو ترو ..
والنظرية .. تظل فرضية إلى أن يتم إثباتها فتصبح حقيقة ..
ثمة من يعتذر في اليوم التالي عندما يتبين له خطأ هذه النظرية وعجزه عن إثباتها بحجة عدم معرفته بالحقيقة أو اختفاء المعلومة عنه .. وهي أقرب إليه من حبل الوريد ..
صحيح أن هذه تحسب له ..
وأنه أفضل من غيره ..
لكن الواقع يؤكد ..
أن الكلمة مثل الرصاصة إذا خرجت لا تعود .... وإن لم تقتل فهي تحدث صوتا تتردد أصداؤه في كل الجوانب ..
هذا الصدى يؤثر في المتلقي أكثر من تأثير الاعتذار ويمضي أثره مسافات أبعد .. لكثرة حامليه وقدرتهم على قطع المسافات .. فيما يتوقف الاعتذار على بعد خطوات متعثرة من موقع الحدث تحيط به العديد من الشكوك ....
الإعلام ..
وأؤكد هنا على (البعض) .. مسير أكثر مما هو مخير .. العاطفة فيه تغلب الحقيقة حتى وإن كانت مجردة .. وخطأ الاجتهاد يتفوق على صحته وهو خطأ يمكن التقليل منه .. والمصالح تحكم الكثير من توجهاته .. .
المجهر .. لم يعد وسيلة البحث عن الحقيقة في ظل ضبابيتها .. بل وحتى في شفافيتها أحيانا وخضعت العيون لموضة النظارات الملونة ..
(الصليب) .. على يد أحد اللاعبين جريمة لا تغتفر .. واستفزاز لمشاعرنا نحن المسلمين ومطالب بأقسى العقوبات ..
وما هو أكبر منه على جسم لاعب آخر .. حرية شخصية واحترام للأديان ..
وأمام الكاميرا لثالث .. وبعد تسجيله هدفا .. لا هذه ولا تلك ..
وهكذا في بقية الحالات والأحداث .. وكيف يتم النظر إليها ..
وتقييم الأداء يخضع لمعايير ضيقة ومحددة دون مراعاة لشمولية التقييم ومعاييره الحقيقية ..
وصناعة رأي يسير في (الاتجاه المعاكس) وتهييجه وقيادة المتلقي .. أسهل كثيرا من تثقيفه ومد قنوات الوعي إليه ..
التحكيم ..
والتحكيم جزء من اللعبة ..
ولا أعني هنا القاعدة المعروفة بقدر ما أعني لعبة المثلث فهو أحد أضلاعه ..
والحكم السعودي شخصيته مهزوزة داخل ملاعبنا ومختلفة عنها في الملاعب العالمية ..
وكثير من الأخطاء التي يقع فيها هنا بدائية ولا تدل على أنها نتيجة اجتهاد أقدر دلالتها على أنها ضعف إعداد وتجهيز ..
والإعداد هنا لفظ شمولي بما فيه الإعداد الذاتي من قبل الحكم لنفسه قبل المباراة ..
ولهذا ..
فقدت الأندية ثقتها بالحكام .. حتى الجيدين منهم ووجدت أخرى فرصتها للنيل منهم وتحميلهم أسباب فشلها حتى وإن كانوا منصفين ..
والحديث عن التحكيم .. يطول وسيأخذ بقية المساحة ..
لذا ..
سأخصص له مقالا قادما بإذن الله مكتفيا بما سبق وبما يحقق هدف مقال اليوم ..
هذا المثلث ..
هل أصبح بالفعل (مثلث برمودا) .. أو مثلث الرعب .؟
الأندية تخشى التحكيم ..
والتحكيم يخشى الإعلام ..
والإعلام .. يسير خلف الأندية ..
وهل وقعت اللجان في فخه .؟
وهل أصبح الداخل إليه (مفقود) .. والخارج (مولود)
عندما ..
تصدر لجنة ما إنذارا للاعب (الصليب) .. الأول ..الذي أشرت إليه قبل قليل وتعميما للأندية بسببه بأن على اللاعبين الأجانب مراعاة مشاعر المسلمين وعدم استفزازهم ..
ثم ..
تغض الطرف أو تصمت أمام الحالة الثانية والثالثة ..
ماذا يمكن أن نسمي ذلك .. أو كيف ننظر إليه .؟
هل الأولى استفزازّ؟
والثانية حرية شخصية ..؟
أم أن اللجنة كانت خارج (المثلث) في الأولى ومرت من فوقه في الثانية (فاختفت) ..
وعندما ..
ترفض إحدى اللجان تقديم مباراة في الدوري ساعة واحدة بحجة احترام النظام .. وتصدر بيانا في بداية هذا الموسم بأن المواعيد نهائية ولا يمكن تغييرها تحت أي ظرف ثم توافق على تقديم مباراة لها نفس ظروف الأولى ..
كيف يمكن للمتلقي تفسير ذلك .؟
وكيف ينظر لقرارات هذه اللجنة .؟
وهل تأثرت هي الأخرى ومرت على (المثلث) .؟
ولو تتبعنا قرارات اللجان لوجدنا الكثير منها مما لا يتسع المجال لذكره وآخرها وأحدثها (ملف لاعب الهلال إيمانا) الذي وضعته اللجنة في (الصندوق الأسود) ولكن يبدو أنها مرت من فوق (المثلث) واختفت واختفى الصندوق ...
الاختراق..
وعبد الغني..
بغض النظر عن إيقاف حسين عبد الغني لاعب النصر ثلاث مباريات إثر اعتدائه على زميله تيسير آل نتيف من الفيصلي عقب مباراة الفريقين الأخيرة وما صاحب ذلك من ردود فعل من هنا وهناك.. إلا أن اللافت للنظر في القضية هو ما نشرته وسائل الإعلام المقروءة أن (قرارا تم تسريبه من اللجنة يقضي بإيقافه مباراة واحدة ثم فوجئوا بأن القرار الصادر يشمل ثلاث مباريات)
وإذا كنت شخصيا..أرى أن ضرب اللاعب لزميله (أيا كان.. حسين أو غيره) داخل الملعب يختلف عن خارجه..
داخل الملعب..
تحكمه وتؤثر فيه أمور عدة من أبرزها الفعل ورد الفعل.. التهور.. الحماس الزائد.. أو.. أو.. وأمور أخرى تؤثر في نوعية العقوبة مما يجعلها البطاقة الحمراء وبالتالي الإيقاف مباراة واحدة ماعدا حالات معينة..
أما خارجه..
فيفترض أن يكون اللاعب قد هدأ أو تمت تهدئته وفي وضع نفسي أفضل.. مما يعني أن الضرب في هذه الحالة هو عن سابق إصرار وبالتالي فإن العقوبة يجب أن تختلف..
إذا كنت أرى ذلك.. وهو رأي شخصي فإن ما هو أكثر أهمية عن تسريب خبر الإيقاف مباراة واحدة ثم صدور قرار بأنه ثلاث مباريات.. وباعتبار الصحف أشارت إلى ذلك فإن هذا يضعنا أمام احتمالين لا ثالث لهما :
ـ إما..
أنه صحيح (أعني الإيقاف مباراة واحدة) ثم رأت اللجنة غير ذلك لسبب أو لآخر..
ـ أو
أنه غير صحيح وأن الذي سرب الخبر يريد إحراج اللجنة..
وفي كل الأحوال..
فإن هذا يؤكد أن اللجان مخترقة وهناك من أعضائها من يبحت عن مصلحته.. ولا يؤتمن على أسرارها.. رغم تأكيد الأمير نواف بن فيصل على أهمية ذلك ومعاقبة من يثبت تسريبه مثل هذه الأمور..
وبالتالي..
يفترض معاقبة هذا العضو أو إسقاط عضويته من اللجنة..
القضية لا تتعلق بلاعب أيا كان ولكنها أبعد من ذلك بكثير.. فهي تعني الكثير من ردود الفعل وزرع التعصب وتهييج الجمهور الرياضي ضد اللجان وبالتالي اتحاد كرة القدم..
القانونية..
ونظام ساهر..
أما قضية لاعب الهلال الأجنبي إيمانا والأصبع الشهيرة فتلك قصة أخرى..
القضية أخذت أبعادا أخرى كثيرة وتناولتها الصحف وأشبعتها طرحا ونقاشا وأصبحت تصلح لأن تكون مثلا (أشهر من أصبع إيمانا)..
ولذا..
سأتجاوز ما سبق وسأتوقف فقط عند أربع نقاط هامة..
الأولى..
اختفاء المصور وهو الحلقة المهمة في القضية.. عند تناولها رسميا.. ثم تقديمه استقالته من العمل في الصحيفة بعد ظهوره..
وهذا يضع علامة استفهام كبرى..
ثانيا..
جاء في بيان اللجنة ما نصه..
(بناء على الصورة الفوتوغرافية التي تم تداولها في المواقع الإلكترونية خلال اليومين الماضيين للاعب الهلال إيمانا أظهرته........قامت اللجنة بطلب من الأمانة العامة باستدعاء اللاعب... الخ)
ونلاحظ هنا أن اللجنة تحركت بعد يومين أو أكثر من الحدث وأنها اعتمدت على صورة في مواقع إلكترونية بمعنى..
أنها لم تعتمد على تقرير الحكم أو الإداري في المباراة..
ولا على مشاهدتها لشريط المباراة.. والتأكد من صحة اللقطة من عدمها..
فهل المواقع الإلكترونية مستند يعتمد عليه..؟
وهل ستعتمده اللجنة مستقبلا في كل صورة يتم نشرها في هذه المواقع..؟
أم أنها ستمر على (المثلث)..
ولاحظوا أن هذا يحدث من (لجنة قانونية)
ثالثا..
تقول اللجنة القانونية ما نصه..
(قامت اللجنة بتنبيه المذكور إلى أنه قد يواجه عقوبات إضافية في حال ثبوت مصداقية الصورة وخلوها من العبث الإلكتروني وقد أبدى اللاعب استعداده لذلك... إلخ)
وهذا يذكرنا بنظام ساهر ورفع العقوبة للحد الأعلى في حال عدم التسديد خلال شهر ويبدو أنها استفادت من النظام على طريقة (تبادل المنافع) بين التقاعد والتأمينات..
لست قانونيا.. ولكنني أعرف أنه لا يوجد أي تشريع أو قانون سماوي أو وضعي ينص على مثل هذا.. وإن وجد فأرجو من اللجنة أن تفيدنا به تعميما للفائدة..
فالمتهم في كل الشرائع بريء حتى تثبت إدانته..
ـ فإما..
أن تثبت براءته.
ـ أو..
تثبت التهمة عليه وينال الجزاء المناسب لفعله..
فالسارق على سبيل المثال تقطع يده في الشريعة الإسلامية وعندما يواجه مثل هذه التهمة وينفيها ثم تثبت عليه من خلال القرائن ويعترف بذلك تقطع يده.. ولا يمكن تهديده بقطع الاثنتين في حال ثبوت التهمة كنوع من الضغط عليه للاعتراف..
رابعا..
يبدو أن ملف القضية وهو يتنقل من لجنة لأخرى مر من فوق (المثلث)..
والله من وراء القصد
الإعلام ..
التحكيم ..
هذا الثلاثي يشكل أضلاع مثلث يقوم عليه نجاح الموسم ..
والترتيب أعلاه لايعني أهمية كل منها ودرجته .. فالمثلث متطابق الأضلاع .. واختلال أي منها أو جميعها وقصوره أو تجاوزه الحدود يغير من زوايا المثلث وقيمها وبالتالي يؤثر في شكله ويخل بتوازنه ..
ومن هنا ..
فإن من يقع داخل هذا المثلث لابد أن يتأثر موقعه بهذا التجاذب والاختلال فيدنو من أحدها ويبتعد عن الآخر وربما وقع في وسط أحدها .. مالم يملك القدرة على حفظ توازنه والبقاء في مركز المثلث مهما تغير شكله ونوعه بمنأى عن أضلاعه وعلى مسافة واحدة منها ..
وهنا تقع الكارثة .. ويصبح كمن يدخل إلى (مثلث برمودا) أو يمر به أو من فوقه ..
ومثلث برمودا ..
كما هو معروف منطقة مثلثة طول ضلعها 1500 م تقع في المحيط الأطلسي بين برمودا وبوتيريكو وولاية فلوريدا الأمريكية ..
وقد اشتهر هذا المثلث منتصف القرن الماضي من خلال الكثير من الروايات والقصص والأفلام التي تنقل أحداثا غامضة عنه واختفاء طائرات وسفن بمجرد دخولها إلى منطقته وانقطاع الاتصال بها وعدم العثور عليها ..
والمثلث وإن كان موجودا من الناحية الجغرافية لكن من الناحية الفيزيائية لا وجود له على أرض الواقع ــ كما تقول الروايات ــ إذ لم يتمكن العلماء من تحديد سبب علمي لذلك أو تفسير لهذه الظاهرة ..
وقد أكد على ذلك الكاتب في جريدة الرياض فهد عامر الأحمدي في زاويته (حول العالم) .. عندما أشار إلى أن الحوادث التي وقعت طوال التاريخ لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة .. وأنه تم استغلال حادثة وقعت في القرن الماضي أو حادثتين من قبل بعض الروائيين وتم نسج العديد من القصص والروايات بما يملكه هؤلاء من خيال علمي واسع لهدف تسويقي لهذه المؤلفات .. كما استغله تجار المخدرات باعتبار ما يقال عن تلك المنطقة ويروى عن إغراق بعض السفن أو الإعلان عن اختفائها ..
المهم ..
لنترك هذا جانبا .. ونعود إلى مثلثنا الذي أشرت إليه في البداية .. وهو يشبه في واقعه (مثلث برمودا) ونمثل نحن ولجان اتحاد الكرة وغيرها .. الأجسام التي تمر من خلال هذا المثلث ..
منها ما يعبر دو أن يشعر أحد بذلك ..
ومنها ما يختفي .. دون تفسير علمي واضح لسبب الاختفاء ..
إداريو الأندية ..
هم أكثر من يبحث عن المبررات ويوزع التهم على اللجان والتحكيم وغيرها .. (وأؤكد هنا على البعض) ..
هؤلاء ..
يبحثون عن ذلك للهروب من واقع مؤلم هم فيه والبحث عن مبررات لذلك .. لدرء التهمة عن قصورهم ..
أو ..
تهيئة الرأي العام الخاص بهم (جماهيرهم) لقرار متوقع أو حدث قادم كنتيجة سلبية للفريق أو قرار تأديبي بحقه .. وتكريس نظرية المؤامرة ومحاولة إثباتها ..
والمشكلة أن هذه التهم والحديث عن المؤامرة تأتي دون تثبت أو ترو ..
والنظرية .. تظل فرضية إلى أن يتم إثباتها فتصبح حقيقة ..
ثمة من يعتذر في اليوم التالي عندما يتبين له خطأ هذه النظرية وعجزه عن إثباتها بحجة عدم معرفته بالحقيقة أو اختفاء المعلومة عنه .. وهي أقرب إليه من حبل الوريد ..
صحيح أن هذه تحسب له ..
وأنه أفضل من غيره ..
لكن الواقع يؤكد ..
أن الكلمة مثل الرصاصة إذا خرجت لا تعود .... وإن لم تقتل فهي تحدث صوتا تتردد أصداؤه في كل الجوانب ..
هذا الصدى يؤثر في المتلقي أكثر من تأثير الاعتذار ويمضي أثره مسافات أبعد .. لكثرة حامليه وقدرتهم على قطع المسافات .. فيما يتوقف الاعتذار على بعد خطوات متعثرة من موقع الحدث تحيط به العديد من الشكوك ....
الإعلام ..
وأؤكد هنا على (البعض) .. مسير أكثر مما هو مخير .. العاطفة فيه تغلب الحقيقة حتى وإن كانت مجردة .. وخطأ الاجتهاد يتفوق على صحته وهو خطأ يمكن التقليل منه .. والمصالح تحكم الكثير من توجهاته .. .
المجهر .. لم يعد وسيلة البحث عن الحقيقة في ظل ضبابيتها .. بل وحتى في شفافيتها أحيانا وخضعت العيون لموضة النظارات الملونة ..
(الصليب) .. على يد أحد اللاعبين جريمة لا تغتفر .. واستفزاز لمشاعرنا نحن المسلمين ومطالب بأقسى العقوبات ..
وما هو أكبر منه على جسم لاعب آخر .. حرية شخصية واحترام للأديان ..
وأمام الكاميرا لثالث .. وبعد تسجيله هدفا .. لا هذه ولا تلك ..
وهكذا في بقية الحالات والأحداث .. وكيف يتم النظر إليها ..
وتقييم الأداء يخضع لمعايير ضيقة ومحددة دون مراعاة لشمولية التقييم ومعاييره الحقيقية ..
وصناعة رأي يسير في (الاتجاه المعاكس) وتهييجه وقيادة المتلقي .. أسهل كثيرا من تثقيفه ومد قنوات الوعي إليه ..
التحكيم ..
والتحكيم جزء من اللعبة ..
ولا أعني هنا القاعدة المعروفة بقدر ما أعني لعبة المثلث فهو أحد أضلاعه ..
والحكم السعودي شخصيته مهزوزة داخل ملاعبنا ومختلفة عنها في الملاعب العالمية ..
وكثير من الأخطاء التي يقع فيها هنا بدائية ولا تدل على أنها نتيجة اجتهاد أقدر دلالتها على أنها ضعف إعداد وتجهيز ..
والإعداد هنا لفظ شمولي بما فيه الإعداد الذاتي من قبل الحكم لنفسه قبل المباراة ..
ولهذا ..
فقدت الأندية ثقتها بالحكام .. حتى الجيدين منهم ووجدت أخرى فرصتها للنيل منهم وتحميلهم أسباب فشلها حتى وإن كانوا منصفين ..
والحديث عن التحكيم .. يطول وسيأخذ بقية المساحة ..
لذا ..
سأخصص له مقالا قادما بإذن الله مكتفيا بما سبق وبما يحقق هدف مقال اليوم ..
هذا المثلث ..
هل أصبح بالفعل (مثلث برمودا) .. أو مثلث الرعب .؟
الأندية تخشى التحكيم ..
والتحكيم يخشى الإعلام ..
والإعلام .. يسير خلف الأندية ..
وهل وقعت اللجان في فخه .؟
وهل أصبح الداخل إليه (مفقود) .. والخارج (مولود)
عندما ..
تصدر لجنة ما إنذارا للاعب (الصليب) .. الأول ..الذي أشرت إليه قبل قليل وتعميما للأندية بسببه بأن على اللاعبين الأجانب مراعاة مشاعر المسلمين وعدم استفزازهم ..
ثم ..
تغض الطرف أو تصمت أمام الحالة الثانية والثالثة ..
ماذا يمكن أن نسمي ذلك .. أو كيف ننظر إليه .؟
هل الأولى استفزازّ؟
والثانية حرية شخصية ..؟
أم أن اللجنة كانت خارج (المثلث) في الأولى ومرت من فوقه في الثانية (فاختفت) ..
وعندما ..
ترفض إحدى اللجان تقديم مباراة في الدوري ساعة واحدة بحجة احترام النظام .. وتصدر بيانا في بداية هذا الموسم بأن المواعيد نهائية ولا يمكن تغييرها تحت أي ظرف ثم توافق على تقديم مباراة لها نفس ظروف الأولى ..
كيف يمكن للمتلقي تفسير ذلك .؟
وكيف ينظر لقرارات هذه اللجنة .؟
وهل تأثرت هي الأخرى ومرت على (المثلث) .؟
ولو تتبعنا قرارات اللجان لوجدنا الكثير منها مما لا يتسع المجال لذكره وآخرها وأحدثها (ملف لاعب الهلال إيمانا) الذي وضعته اللجنة في (الصندوق الأسود) ولكن يبدو أنها مرت من فوق (المثلث) واختفت واختفى الصندوق ...
الاختراق..
وعبد الغني..
بغض النظر عن إيقاف حسين عبد الغني لاعب النصر ثلاث مباريات إثر اعتدائه على زميله تيسير آل نتيف من الفيصلي عقب مباراة الفريقين الأخيرة وما صاحب ذلك من ردود فعل من هنا وهناك.. إلا أن اللافت للنظر في القضية هو ما نشرته وسائل الإعلام المقروءة أن (قرارا تم تسريبه من اللجنة يقضي بإيقافه مباراة واحدة ثم فوجئوا بأن القرار الصادر يشمل ثلاث مباريات)
وإذا كنت شخصيا..أرى أن ضرب اللاعب لزميله (أيا كان.. حسين أو غيره) داخل الملعب يختلف عن خارجه..
داخل الملعب..
تحكمه وتؤثر فيه أمور عدة من أبرزها الفعل ورد الفعل.. التهور.. الحماس الزائد.. أو.. أو.. وأمور أخرى تؤثر في نوعية العقوبة مما يجعلها البطاقة الحمراء وبالتالي الإيقاف مباراة واحدة ماعدا حالات معينة..
أما خارجه..
فيفترض أن يكون اللاعب قد هدأ أو تمت تهدئته وفي وضع نفسي أفضل.. مما يعني أن الضرب في هذه الحالة هو عن سابق إصرار وبالتالي فإن العقوبة يجب أن تختلف..
إذا كنت أرى ذلك.. وهو رأي شخصي فإن ما هو أكثر أهمية عن تسريب خبر الإيقاف مباراة واحدة ثم صدور قرار بأنه ثلاث مباريات.. وباعتبار الصحف أشارت إلى ذلك فإن هذا يضعنا أمام احتمالين لا ثالث لهما :
ـ إما..
أنه صحيح (أعني الإيقاف مباراة واحدة) ثم رأت اللجنة غير ذلك لسبب أو لآخر..
ـ أو
أنه غير صحيح وأن الذي سرب الخبر يريد إحراج اللجنة..
وفي كل الأحوال..
فإن هذا يؤكد أن اللجان مخترقة وهناك من أعضائها من يبحت عن مصلحته.. ولا يؤتمن على أسرارها.. رغم تأكيد الأمير نواف بن فيصل على أهمية ذلك ومعاقبة من يثبت تسريبه مثل هذه الأمور..
وبالتالي..
يفترض معاقبة هذا العضو أو إسقاط عضويته من اللجنة..
القضية لا تتعلق بلاعب أيا كان ولكنها أبعد من ذلك بكثير.. فهي تعني الكثير من ردود الفعل وزرع التعصب وتهييج الجمهور الرياضي ضد اللجان وبالتالي اتحاد كرة القدم..
القانونية..
ونظام ساهر..
أما قضية لاعب الهلال الأجنبي إيمانا والأصبع الشهيرة فتلك قصة أخرى..
القضية أخذت أبعادا أخرى كثيرة وتناولتها الصحف وأشبعتها طرحا ونقاشا وأصبحت تصلح لأن تكون مثلا (أشهر من أصبع إيمانا)..
ولذا..
سأتجاوز ما سبق وسأتوقف فقط عند أربع نقاط هامة..
الأولى..
اختفاء المصور وهو الحلقة المهمة في القضية.. عند تناولها رسميا.. ثم تقديمه استقالته من العمل في الصحيفة بعد ظهوره..
وهذا يضع علامة استفهام كبرى..
ثانيا..
جاء في بيان اللجنة ما نصه..
(بناء على الصورة الفوتوغرافية التي تم تداولها في المواقع الإلكترونية خلال اليومين الماضيين للاعب الهلال إيمانا أظهرته........قامت اللجنة بطلب من الأمانة العامة باستدعاء اللاعب... الخ)
ونلاحظ هنا أن اللجنة تحركت بعد يومين أو أكثر من الحدث وأنها اعتمدت على صورة في مواقع إلكترونية بمعنى..
أنها لم تعتمد على تقرير الحكم أو الإداري في المباراة..
ولا على مشاهدتها لشريط المباراة.. والتأكد من صحة اللقطة من عدمها..
فهل المواقع الإلكترونية مستند يعتمد عليه..؟
وهل ستعتمده اللجنة مستقبلا في كل صورة يتم نشرها في هذه المواقع..؟
أم أنها ستمر على (المثلث)..
ولاحظوا أن هذا يحدث من (لجنة قانونية)
ثالثا..
تقول اللجنة القانونية ما نصه..
(قامت اللجنة بتنبيه المذكور إلى أنه قد يواجه عقوبات إضافية في حال ثبوت مصداقية الصورة وخلوها من العبث الإلكتروني وقد أبدى اللاعب استعداده لذلك... إلخ)
وهذا يذكرنا بنظام ساهر ورفع العقوبة للحد الأعلى في حال عدم التسديد خلال شهر ويبدو أنها استفادت من النظام على طريقة (تبادل المنافع) بين التقاعد والتأمينات..
لست قانونيا.. ولكنني أعرف أنه لا يوجد أي تشريع أو قانون سماوي أو وضعي ينص على مثل هذا.. وإن وجد فأرجو من اللجنة أن تفيدنا به تعميما للفائدة..
فالمتهم في كل الشرائع بريء حتى تثبت إدانته..
ـ فإما..
أن تثبت براءته.
ـ أو..
تثبت التهمة عليه وينال الجزاء المناسب لفعله..
فالسارق على سبيل المثال تقطع يده في الشريعة الإسلامية وعندما يواجه مثل هذه التهمة وينفيها ثم تثبت عليه من خلال القرائن ويعترف بذلك تقطع يده.. ولا يمكن تهديده بقطع الاثنتين في حال ثبوت التهمة كنوع من الضغط عليه للاعتراف..
رابعا..
يبدو أن ملف القضية وهو يتنقل من لجنة لأخرى مر من فوق (المثلث)..
والله من وراء القصد