يبدو أننا سنكون أمام موسم ساخن ومثير (كالعادة).. في قضايانا.. ومشاكله.. وطروحاته.. ورغم ما تقوم به الجهات الرسمية من جهود في سبيل الارتقاء بمستوى الموسم من كل النواحي خصوصا التنظيمية منها إلا أنها ستظل عرضة
للانتقاد.. وهذا أمر طبيعي لسببين رئيسين.. إن أي عمل لايخلو من الأخطاء.. وبالتالي فهو عرضة للنقد.. وإننا أمة مجبولة على النقد وتلمس الأخطاء أكثر من بحثنا عن الإيجابيات وتعزيزها.. ناهيك عن أن الرضا عملية نسبية، ومن هنا تتعدد زوايا الرؤية.. وبالتالي كثرة النقد كل وفق رؤاه الشخصية ومتطلباته ورغبته في أن يكون التصحيح فيما يخصه هو أكثر من غيره، على طريقة المثل الشعبي (كل يحوش النار لقريصه) وعلينا أن نعترف أننا تأخرنا في البت في كثير من الأمور التي من شأنها أن ترتق بمستوى الأداء وتساهم في نجاح الموسم.
فالنقل التلفزيوني وترسيته وبيع حقوق الدوري تأخر كثيرا ولم يتم البت فيه إلا قبيل انطلاق الدوري بأسابيع قليلة، ومن الطبيعي أن يؤثر ذلك على مستوى النقل ويحدث الكثير من الارتباك والأخطاء.. مع إيماننا بالنجاحات التي حققها بالرغم من ذلك، وقد تحدثت عن هذا الموضوع بشيء من التفصيل (في منتصف الأسبوع) الماضي. البوابات الإلكترونية.. وتنظيم المقاعد والدخول كان يفترض أن تكون جاهزة قبل بدء الموسم وفقا لكثير من التصريحات، وحتى لو لم تكن هناك وعود يفترض أن تكون قد تمت وفقا للأنظمة الدولية وتماشيا مع ما قطعناه من شوط في تطبيق الاحتراف وتعاملنا مع الاتحاد الآسيوي ولوائحه وشروطه.
بالأمس القريب.. وبعد انطلاق الدوري جاء الحديث عن ترسية المشروع على إحدى الشركات لبدء العمل فيه. وهيئة دوري المحترفين أيضا لازالت تبحث عن متخصصين في مجال التغذية لتشغيل الملاعب وتوفير الوجبات السريعة وغيرها للجماهير الرياضية التي ستحضر المباريات. وموضوع تنظيم دخول الجماهير ومقاعدها في داخل الملعب وترقيم المقاعد ليس جديدا، فقد سبق أن تطرقت لذلك قبل عدة سنوات، ومن المؤكد أن غيري تطرق له وأن المسؤول يدرك ذلك وهو شأن معمول به في الملاعب العالمية وكل المسؤولين لدينا خصوصا في اتحاد كرة القدم يدركون ذلك وقد وقفوا عليه.. مما يجعلنا نتساءل عن السبب وراء تأخر مثل هذه التنظيمات ويتيح الفرصة أيضا لطرح تساؤل آخر.. لماذا لاينطلق التطوير من ذاتنا وأنفسنا؟ وهل نحن بحاجة إلى تعليمات وشروط الاتحادات القارية والدولية لنصبح حضاريين ونواكب العصر؟ وبدلا من أن نصبح كذلك بدوافع ذاتية وخطى ريادية.. يصبح هذا التطور فرضا إلزاميا علينا ومن جهات خارجية. القضية لاتتعلق فقط بهيئة دوري المحترفين وتنظيم الملاعب والدوري، ولكن حتى على مستوى الأندية.. إذ نلحظ كثيرا عند مطالبة الهيئة لها بتطوير أو تحديث بعض أنظمتها بأن ذلك من تعليمات الاتحاد الآسيوي لماذ لاتكون هذه تعليماتنا أيضا؟ وهل الأندية لاتحترم تعليماتنا وقوانيننا ولابد من تهديدها بالاتحادات أو التنظيمات الدولية حتى تمتثل لذلك؟ أدرك تماما أهمية إبلاغها بأن هذه تعليمات تلك الاتحادات حتى لاتقع تحت طائلة العقاب أو غيره، وأن ذلك من واجبات الهيئة.. لكن لماذا وصلنا إلى هذه المرحلة؟ هذه ناحية.. والأخرى..
تتعلق بالتغذية، وأعني تشغيل الملاعب والاستادات الرياضية وتأمين الوجبات والمشروبات للجماهير الرياضية التي ستحضر المباريات. أعتقد أن موضوعا كهذا ستعاني منه الهيئة كثيرا، وستجد من الصعوبة البحث عن مستثمر لهذا الغرض يفي بالشروط والمتطلبات.. ليست التي تضعها الهيئة فقط ولكن أيضا التي ترضي الجماهير الرياضية. فالمستثمر يبحث عن الربحية، وأي مشروع يحتاج إلى دراسة استثمارية وجدوى اقتصادية. ومشروع كهذا لا أعتقد أنه بهذه السهولة، والدخول إليه فيه نوع من ااطرة إذا كان مطلوبا بأعلى المواصفات.. ولابد من أن يكون كذلك. فالحضور الجماهيري لازال غير واضح المعالم،
وليس هناك دراسات مؤكدة وواضحة عن أعداد الجماهير، ربما فقط في الموسم الأخير.. وهذا غير كاف لتحديد متوسط عددهم في كل مباراة والبناء عليه على مدى سنوات مقبلة هي مدة العقد المفترض.. ناهيك من اهتماماتهم ومدى تقبلهم وحاجتهم للأغذية والمشروبات ونوعيتها. والساحات والأماكن المحيطة بالملاعب أو ضمن دائرتها هي الأخرى ربما غير مهيأة وتحتاج إلى إعادة تأهيل وتجهيز لهذه الأماكن والمواقع.. وغيرها من مواقع الخدمات العامة.
هذا من جهة.. ومن جهة أخرى.. فإن هذه الوجبات (ولا أتحدث عن المشروبات) يجب أن تمتاز بناحيتين..
أولاهما.. أن لاتكون معلبة و(بايتة) كما نقول.. بمعنى أن تكون طازجة قدر الإمكان ودرجة حرارة تمنحها القبول لدى المستهلك، وهذه تحتاج لإمكانات وتجهيزات خاصة يعرفها القائمون على ذلك.
والثانية..
أن تتمتع بأسعار معقولة وفي متناول الجميع، وإذا عرفنا أن المشجع العادي وهم الغالبية الذين سيحتاجون لهذه الوجبات سيدفع 20 ريالا مقابل تذكرة الدخول، فإنه يحتاج على الأقل ليجد وجبة بتلك المواصفات إلى مالايقل عن 30 ريالا.. بمعنى أنه سيصرف تلك الليلة مالايقل عن 50 ريالا. وهذا أمر صعب بالنسبة له.. ناهيك ممن يرافقه طفلان أو ثلاثة وربما أكثر أو سيرسل أبناءه لحضور المباراة. وإذا أخذنا في الاعتبار النسبة التي ستحصل عليها هيئة دوري المحترفين أو المبلغ االمقطوع الذي ستحصل عليه مقابل منح المستثمر هذه الفرصة إلى جانب ما سبق، يتضح لنا مدى صعوبة الدخول في مشروع كهذا وفق هذه الظروف والمواصفات وهي الحد الأدنى. لست خبيرا اقتصاديا وأنا أطرح مثل هذه الرؤى، ولامتخصصا في التغذية والاستثمار.. لكنها رؤية متابع لوضع اتمع ومتطلباته وظروفه.
وعودا على بدء..
فإذا كنا قد تأخرنا في هذه المشاريع، فإن المهم أننا بدأنا في تنفيذها.. خاصة ما يتعلق بالبوابات الإلكترونية وتنظيم الملاعب وغيرها، ولابد في هذه
الحالة من تقدير الدور الذي تقوم به هيئة المحترفين بصورة عامة.. وفي هذا الجانب بصورة خاصة، حيث دخلت في سباق مع الزمن بإطلاقها (مشروع الأمير نواف بن فيصل لتطوير بيئة الملاعب)، حيث ينتظر الانتهاء من هذا المشروع.. وأعني ما يتعلق بتنظيم الدخول وترتيب المقاعد والبوابات لملاعب المملكة خلال شهرين من الآن وفق الجدول المعد لهذا الغرض، وأعتقد أنه زمن قياسي. ملاعب بلاتدخين.. ولعل من أبرز برامج المشروع تخصيص مدرجات خاصة للمدخنين، في سعي لإيجاد بيئة نظيفة داخل الملاعب وحماية غير المدخنين وهي خطوة جيدة. لكن ما أتمناه.. هو أن يمتد هذا البرنامج خاصة.. وفي مرحلة قادمة إلى منع التدخين نهائيا في الملاعب والصالات الرياضية. إن مثل هذه المواقع هي في الحقيقة (أماكن عامة)، ونحن نعرف أن هناك أمراً سامياً بمنع التدخين في الأماكن العامة إلى جانب كونها مواقع رياضي، والرياضة لاتتفق مع التدخين وتسير في خط متواز معه ومن أبرز مبادئها محاربته، ومن هنا نأمل أن يكون هناك تعاون تام بين الهيئة والجمعية الوطنية لمكافحة التدخين لتعزيز ذلك والتوعية بأضراره، وأن يتحول المشروع إلى توعية تمهيدا لمنعه النهائي.
مثلث برمودا..
أما (مثلث برمودا) فذاك شأن آخر، وسيكون له حديث.. أرجو أن يكون (في منتصف الأسبوع) المقبل بإذن الله. حتى لا يضيع.. إرث ابن سعيد.. تعودت أن أفوم بعد صلاة المغرب من يوم العيد بزيارة الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (يرحمه الله) وتأدية الواجب شأن كثيرين.. كان هذا برنامجي الذي لا أحيد عنه منذ عدة سنوات.. هذا العيد (عيد الفطر) أحسست بفراغ كبير بعد مغرب ذلك اليوم كالتائه لا يدري أين يتجه..؟ ولن أتحدث عن مشاعري في تلك اللحظة.. وأعتقد أن الذين اعتادوا مجلسه اليومي هم الذين تيتموا حقيقة.. والحديث عن (أبو مساعد) يرحمه الله كما قلت في مقالي عنه في هذه الجريدة (عدد الأربعاء 24 رمضان) يتشعب ويحتاج لصفحات.. في ذلك المقال .. أشرت إلى الإرث الفكري الذي تركه (يرحمه الله) وأهميته.. وأعني الوثائق التاريخية والدات، ووعدت بأن أتحدث عنها والحفاظ عليها في مقال آخر وهو ما أنا بصدده الآن.. ما تركه عبدالرحمن بن سعيد (يرحمه الله) يتجاوز إطار المذكرات الشخصية والخواطر إلى (تأريخ) و(شهادة عصر) على حقبة هامة من تاريخنا الرياضي تتعلق بالبدايات. هذا الإرث لم يعد ملكا لإبن سعيد.. لكنه ملك لهذه الأمة، وأعتقد أن من الواجب أن نحافظ عليه ونحفظه بعيدا عن كل التوجهات. وحسبي أن هذا الحفظ يأتي بإحدى طرق ثلاث..
الأولى..
أن يتبنى أبناؤه وورثته هذا الأمر بطباعته وتوثيقه عبر جهات متخصصة لهذا الغرض ومن خلال لجنة تقوم على هذا العمل. الثانية.. أن تتولى الرئاسة العامة لرعاية الشباب ذلك.. وأيضا عبر لجنة مؤهلة تضم أحد أبناء المرحوم وآخرين من المشهود لهم بالكفاءة والأمانة. الثالثة.. أن يتم إيداع هذه الوثائق واطوطات والدات وهي جاهزة حسب علمي ومحفوظة على الحاسب الآلي وفي مجلدات بخط يده (رحمه الله) وقد وقفت على كثير منها بل معظمها وهي رسمية ومعتمدة من كثير من الجهات خاصة المكاتبات الشخصية والقرارات الرسمية وغيرها.. أن يتم إيداع ذلك في مكتبة الملك فهد الوطنية. والمكتبة الوطنية هي المكتبة الرسمية شأنها شأن مكتبة الكونجرس وغيرها من المكتبات العالمية. وهذا الإيداع يتم وفق آلية واضحة ورسمية ومن شأنه..
أولا..
أن يحفظ لها حقها ويصونها من أي تدخل أو تلاعب بمحتوياتها ويحفظها من التلف أو الضياع. وثانيا.. يتيح للباحثين والراغبين الاطلاع عليها والاستناد إليها كمرجع أساسي ورسمي.. ولاشك أن كثيرين سيحتاجون لهذه المعلومات كما كانوا يحتاجونها في حياته (يرحمه الله).
وقد تكون مجالا للبحوث والدراسات أو الرسائل العلمية أو مرجعا لها، لأن ما تحتويه من معلومات وتوثيق وأمانة في النقل والتدوين يجعلها أهلاً لذلك.
وأعرف أن من أبناء الشيخ عبدالرحمن وأشقائه وأقاربه من هم مؤهلون أكاديميا وعلميا ممن يدركون أهمية هذه الخطوة وما تعنيه (وأعني حفظها في مكتبة الملك فهدد الوطنية). لقد ترك الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (يرحمه الله) لنا إرثا كبيرا من القيم والمباديء.. علينا أن نتبعها ونسيرعلى نهجه. وإرثا كبيرا من المعلومات والتأريخ يجب أن نصونه ونحافظ عليه.. لأنه صيانة لتاريخنا ومحافظة عليه.
رحم الله (أبومساعد) رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.. ونفع بعلمه وإرثه التاريخي الأجيال بعد وفاته.. كما كانوا أثناء حياته.
شمس (العالمي) تشرق من جديد..
استبشر الرياضيون خيرا واتمع الرياضي عموما قبل النصراويين بما أسفر عنه اجتماع أعضاء الشرف بنادي النصر مساء السبت الماضي، ولأول مرة منذ زمن تجتمع مثل هذه الأسماء وهؤلاء الرجال (كما ونوعا) لمناقشة أوضاع نادي النصر.
والجديد والمفرح في آن.. أن هذا الاجتماع سادته ولأول مرة الصراحة والوضوح والشفافية والتأكيد على مبدأ رمز النصر الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود يرحمه الله (الاختلاف في وجهات النظر لايفسد للود قضية)، وخرج الجميع متفقين على شيء واحد هو حب النصر ودعم النصر ومصلحة النصر، وهو ما لمسه الكثير سواء ممن حضر الاجتماع أو سمع عنه أو قرأ نتائجه في ملامح التمعين وأعضاء الشرف وعبر ردود أفعالهم.
لقد مل النصراويون الانتظار على الرصيف وهم يشاهدون قطار البطولات يعبر من أمامهم، وإذا ما توقف (أي القطار) فهو يدرك أنهم سينزلون في أقرب محطة.
وهذه حقيقة ربما كانت أول بنود الاجتماع وأهم أسبابه.. جاء الاجتماع ليؤكد أن النصر سيصبح واحدة من أهم محطات هذا القطار، وقد يتوقف عندها كثيرا إذا ما سار وفق رؤى ومخططات الاجتماع.
النصر أيها السادة.. وكما عرفناه.. ناد كبير وعريق لا تنقصه المادة ولاينقصه الفكر ولا ينقصه الرجال. كان بحاجة فقط إلى عزيمة هؤلاء الرجال. وكان بحاجة إلى صوت واحد. وكان بحاجة إلى رأي موحد.
أما الذين يتتبعون الآخرين للتقليل من نجاحاتهم..
والذين يبحثون عن الشماعات لتعليق الأخطاء عليها.. والذين يقفون حجر عثرة في طريق بناء النصر الحديث وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.. هؤلاء.. لم يكن لهم وجود في نصر الأمس.. نصر البطولات والعالمية.. ولن يكون لهم وجود في نصر اليوم الذي نتمنى أن تشرق شمسه من جديد.. لأن المستفيد ليس النصر وحده وإنما الكرة السعودية عموما.. التي بحاجة إلى أن تكون كل الأندية السعودية قوية وقادرة على المنافسة ومنها النصر.. والله من وراء القصد.
للانتقاد.. وهذا أمر طبيعي لسببين رئيسين.. إن أي عمل لايخلو من الأخطاء.. وبالتالي فهو عرضة للنقد.. وإننا أمة مجبولة على النقد وتلمس الأخطاء أكثر من بحثنا عن الإيجابيات وتعزيزها.. ناهيك عن أن الرضا عملية نسبية، ومن هنا تتعدد زوايا الرؤية.. وبالتالي كثرة النقد كل وفق رؤاه الشخصية ومتطلباته ورغبته في أن يكون التصحيح فيما يخصه هو أكثر من غيره، على طريقة المثل الشعبي (كل يحوش النار لقريصه) وعلينا أن نعترف أننا تأخرنا في البت في كثير من الأمور التي من شأنها أن ترتق بمستوى الأداء وتساهم في نجاح الموسم.
فالنقل التلفزيوني وترسيته وبيع حقوق الدوري تأخر كثيرا ولم يتم البت فيه إلا قبيل انطلاق الدوري بأسابيع قليلة، ومن الطبيعي أن يؤثر ذلك على مستوى النقل ويحدث الكثير من الارتباك والأخطاء.. مع إيماننا بالنجاحات التي حققها بالرغم من ذلك، وقد تحدثت عن هذا الموضوع بشيء من التفصيل (في منتصف الأسبوع) الماضي. البوابات الإلكترونية.. وتنظيم المقاعد والدخول كان يفترض أن تكون جاهزة قبل بدء الموسم وفقا لكثير من التصريحات، وحتى لو لم تكن هناك وعود يفترض أن تكون قد تمت وفقا للأنظمة الدولية وتماشيا مع ما قطعناه من شوط في تطبيق الاحتراف وتعاملنا مع الاتحاد الآسيوي ولوائحه وشروطه.
بالأمس القريب.. وبعد انطلاق الدوري جاء الحديث عن ترسية المشروع على إحدى الشركات لبدء العمل فيه. وهيئة دوري المحترفين أيضا لازالت تبحث عن متخصصين في مجال التغذية لتشغيل الملاعب وتوفير الوجبات السريعة وغيرها للجماهير الرياضية التي ستحضر المباريات. وموضوع تنظيم دخول الجماهير ومقاعدها في داخل الملعب وترقيم المقاعد ليس جديدا، فقد سبق أن تطرقت لذلك قبل عدة سنوات، ومن المؤكد أن غيري تطرق له وأن المسؤول يدرك ذلك وهو شأن معمول به في الملاعب العالمية وكل المسؤولين لدينا خصوصا في اتحاد كرة القدم يدركون ذلك وقد وقفوا عليه.. مما يجعلنا نتساءل عن السبب وراء تأخر مثل هذه التنظيمات ويتيح الفرصة أيضا لطرح تساؤل آخر.. لماذا لاينطلق التطوير من ذاتنا وأنفسنا؟ وهل نحن بحاجة إلى تعليمات وشروط الاتحادات القارية والدولية لنصبح حضاريين ونواكب العصر؟ وبدلا من أن نصبح كذلك بدوافع ذاتية وخطى ريادية.. يصبح هذا التطور فرضا إلزاميا علينا ومن جهات خارجية. القضية لاتتعلق فقط بهيئة دوري المحترفين وتنظيم الملاعب والدوري، ولكن حتى على مستوى الأندية.. إذ نلحظ كثيرا عند مطالبة الهيئة لها بتطوير أو تحديث بعض أنظمتها بأن ذلك من تعليمات الاتحاد الآسيوي لماذ لاتكون هذه تعليماتنا أيضا؟ وهل الأندية لاتحترم تعليماتنا وقوانيننا ولابد من تهديدها بالاتحادات أو التنظيمات الدولية حتى تمتثل لذلك؟ أدرك تماما أهمية إبلاغها بأن هذه تعليمات تلك الاتحادات حتى لاتقع تحت طائلة العقاب أو غيره، وأن ذلك من واجبات الهيئة.. لكن لماذا وصلنا إلى هذه المرحلة؟ هذه ناحية.. والأخرى..
تتعلق بالتغذية، وأعني تشغيل الملاعب والاستادات الرياضية وتأمين الوجبات والمشروبات للجماهير الرياضية التي ستحضر المباريات. أعتقد أن موضوعا كهذا ستعاني منه الهيئة كثيرا، وستجد من الصعوبة البحث عن مستثمر لهذا الغرض يفي بالشروط والمتطلبات.. ليست التي تضعها الهيئة فقط ولكن أيضا التي ترضي الجماهير الرياضية. فالمستثمر يبحث عن الربحية، وأي مشروع يحتاج إلى دراسة استثمارية وجدوى اقتصادية. ومشروع كهذا لا أعتقد أنه بهذه السهولة، والدخول إليه فيه نوع من ااطرة إذا كان مطلوبا بأعلى المواصفات.. ولابد من أن يكون كذلك. فالحضور الجماهيري لازال غير واضح المعالم،
وليس هناك دراسات مؤكدة وواضحة عن أعداد الجماهير، ربما فقط في الموسم الأخير.. وهذا غير كاف لتحديد متوسط عددهم في كل مباراة والبناء عليه على مدى سنوات مقبلة هي مدة العقد المفترض.. ناهيك من اهتماماتهم ومدى تقبلهم وحاجتهم للأغذية والمشروبات ونوعيتها. والساحات والأماكن المحيطة بالملاعب أو ضمن دائرتها هي الأخرى ربما غير مهيأة وتحتاج إلى إعادة تأهيل وتجهيز لهذه الأماكن والمواقع.. وغيرها من مواقع الخدمات العامة.
هذا من جهة.. ومن جهة أخرى.. فإن هذه الوجبات (ولا أتحدث عن المشروبات) يجب أن تمتاز بناحيتين..
أولاهما.. أن لاتكون معلبة و(بايتة) كما نقول.. بمعنى أن تكون طازجة قدر الإمكان ودرجة حرارة تمنحها القبول لدى المستهلك، وهذه تحتاج لإمكانات وتجهيزات خاصة يعرفها القائمون على ذلك.
والثانية..
أن تتمتع بأسعار معقولة وفي متناول الجميع، وإذا عرفنا أن المشجع العادي وهم الغالبية الذين سيحتاجون لهذه الوجبات سيدفع 20 ريالا مقابل تذكرة الدخول، فإنه يحتاج على الأقل ليجد وجبة بتلك المواصفات إلى مالايقل عن 30 ريالا.. بمعنى أنه سيصرف تلك الليلة مالايقل عن 50 ريالا. وهذا أمر صعب بالنسبة له.. ناهيك ممن يرافقه طفلان أو ثلاثة وربما أكثر أو سيرسل أبناءه لحضور المباراة. وإذا أخذنا في الاعتبار النسبة التي ستحصل عليها هيئة دوري المحترفين أو المبلغ االمقطوع الذي ستحصل عليه مقابل منح المستثمر هذه الفرصة إلى جانب ما سبق، يتضح لنا مدى صعوبة الدخول في مشروع كهذا وفق هذه الظروف والمواصفات وهي الحد الأدنى. لست خبيرا اقتصاديا وأنا أطرح مثل هذه الرؤى، ولامتخصصا في التغذية والاستثمار.. لكنها رؤية متابع لوضع اتمع ومتطلباته وظروفه.
وعودا على بدء..
فإذا كنا قد تأخرنا في هذه المشاريع، فإن المهم أننا بدأنا في تنفيذها.. خاصة ما يتعلق بالبوابات الإلكترونية وتنظيم الملاعب وغيرها، ولابد في هذه
الحالة من تقدير الدور الذي تقوم به هيئة المحترفين بصورة عامة.. وفي هذا الجانب بصورة خاصة، حيث دخلت في سباق مع الزمن بإطلاقها (مشروع الأمير نواف بن فيصل لتطوير بيئة الملاعب)، حيث ينتظر الانتهاء من هذا المشروع.. وأعني ما يتعلق بتنظيم الدخول وترتيب المقاعد والبوابات لملاعب المملكة خلال شهرين من الآن وفق الجدول المعد لهذا الغرض، وأعتقد أنه زمن قياسي. ملاعب بلاتدخين.. ولعل من أبرز برامج المشروع تخصيص مدرجات خاصة للمدخنين، في سعي لإيجاد بيئة نظيفة داخل الملاعب وحماية غير المدخنين وهي خطوة جيدة. لكن ما أتمناه.. هو أن يمتد هذا البرنامج خاصة.. وفي مرحلة قادمة إلى منع التدخين نهائيا في الملاعب والصالات الرياضية. إن مثل هذه المواقع هي في الحقيقة (أماكن عامة)، ونحن نعرف أن هناك أمراً سامياً بمنع التدخين في الأماكن العامة إلى جانب كونها مواقع رياضي، والرياضة لاتتفق مع التدخين وتسير في خط متواز معه ومن أبرز مبادئها محاربته، ومن هنا نأمل أن يكون هناك تعاون تام بين الهيئة والجمعية الوطنية لمكافحة التدخين لتعزيز ذلك والتوعية بأضراره، وأن يتحول المشروع إلى توعية تمهيدا لمنعه النهائي.
مثلث برمودا..
أما (مثلث برمودا) فذاك شأن آخر، وسيكون له حديث.. أرجو أن يكون (في منتصف الأسبوع) المقبل بإذن الله. حتى لا يضيع.. إرث ابن سعيد.. تعودت أن أفوم بعد صلاة المغرب من يوم العيد بزيارة الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (يرحمه الله) وتأدية الواجب شأن كثيرين.. كان هذا برنامجي الذي لا أحيد عنه منذ عدة سنوات.. هذا العيد (عيد الفطر) أحسست بفراغ كبير بعد مغرب ذلك اليوم كالتائه لا يدري أين يتجه..؟ ولن أتحدث عن مشاعري في تلك اللحظة.. وأعتقد أن الذين اعتادوا مجلسه اليومي هم الذين تيتموا حقيقة.. والحديث عن (أبو مساعد) يرحمه الله كما قلت في مقالي عنه في هذه الجريدة (عدد الأربعاء 24 رمضان) يتشعب ويحتاج لصفحات.. في ذلك المقال .. أشرت إلى الإرث الفكري الذي تركه (يرحمه الله) وأهميته.. وأعني الوثائق التاريخية والدات، ووعدت بأن أتحدث عنها والحفاظ عليها في مقال آخر وهو ما أنا بصدده الآن.. ما تركه عبدالرحمن بن سعيد (يرحمه الله) يتجاوز إطار المذكرات الشخصية والخواطر إلى (تأريخ) و(شهادة عصر) على حقبة هامة من تاريخنا الرياضي تتعلق بالبدايات. هذا الإرث لم يعد ملكا لإبن سعيد.. لكنه ملك لهذه الأمة، وأعتقد أن من الواجب أن نحافظ عليه ونحفظه بعيدا عن كل التوجهات. وحسبي أن هذا الحفظ يأتي بإحدى طرق ثلاث..
الأولى..
أن يتبنى أبناؤه وورثته هذا الأمر بطباعته وتوثيقه عبر جهات متخصصة لهذا الغرض ومن خلال لجنة تقوم على هذا العمل. الثانية.. أن تتولى الرئاسة العامة لرعاية الشباب ذلك.. وأيضا عبر لجنة مؤهلة تضم أحد أبناء المرحوم وآخرين من المشهود لهم بالكفاءة والأمانة. الثالثة.. أن يتم إيداع هذه الوثائق واطوطات والدات وهي جاهزة حسب علمي ومحفوظة على الحاسب الآلي وفي مجلدات بخط يده (رحمه الله) وقد وقفت على كثير منها بل معظمها وهي رسمية ومعتمدة من كثير من الجهات خاصة المكاتبات الشخصية والقرارات الرسمية وغيرها.. أن يتم إيداع ذلك في مكتبة الملك فهد الوطنية. والمكتبة الوطنية هي المكتبة الرسمية شأنها شأن مكتبة الكونجرس وغيرها من المكتبات العالمية. وهذا الإيداع يتم وفق آلية واضحة ورسمية ومن شأنه..
أولا..
أن يحفظ لها حقها ويصونها من أي تدخل أو تلاعب بمحتوياتها ويحفظها من التلف أو الضياع. وثانيا.. يتيح للباحثين والراغبين الاطلاع عليها والاستناد إليها كمرجع أساسي ورسمي.. ولاشك أن كثيرين سيحتاجون لهذه المعلومات كما كانوا يحتاجونها في حياته (يرحمه الله).
وقد تكون مجالا للبحوث والدراسات أو الرسائل العلمية أو مرجعا لها، لأن ما تحتويه من معلومات وتوثيق وأمانة في النقل والتدوين يجعلها أهلاً لذلك.
وأعرف أن من أبناء الشيخ عبدالرحمن وأشقائه وأقاربه من هم مؤهلون أكاديميا وعلميا ممن يدركون أهمية هذه الخطوة وما تعنيه (وأعني حفظها في مكتبة الملك فهدد الوطنية). لقد ترك الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (يرحمه الله) لنا إرثا كبيرا من القيم والمباديء.. علينا أن نتبعها ونسيرعلى نهجه. وإرثا كبيرا من المعلومات والتأريخ يجب أن نصونه ونحافظ عليه.. لأنه صيانة لتاريخنا ومحافظة عليه.
رحم الله (أبومساعد) رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.. ونفع بعلمه وإرثه التاريخي الأجيال بعد وفاته.. كما كانوا أثناء حياته.
شمس (العالمي) تشرق من جديد..
استبشر الرياضيون خيرا واتمع الرياضي عموما قبل النصراويين بما أسفر عنه اجتماع أعضاء الشرف بنادي النصر مساء السبت الماضي، ولأول مرة منذ زمن تجتمع مثل هذه الأسماء وهؤلاء الرجال (كما ونوعا) لمناقشة أوضاع نادي النصر.
والجديد والمفرح في آن.. أن هذا الاجتماع سادته ولأول مرة الصراحة والوضوح والشفافية والتأكيد على مبدأ رمز النصر الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود يرحمه الله (الاختلاف في وجهات النظر لايفسد للود قضية)، وخرج الجميع متفقين على شيء واحد هو حب النصر ودعم النصر ومصلحة النصر، وهو ما لمسه الكثير سواء ممن حضر الاجتماع أو سمع عنه أو قرأ نتائجه في ملامح التمعين وأعضاء الشرف وعبر ردود أفعالهم.
لقد مل النصراويون الانتظار على الرصيف وهم يشاهدون قطار البطولات يعبر من أمامهم، وإذا ما توقف (أي القطار) فهو يدرك أنهم سينزلون في أقرب محطة.
وهذه حقيقة ربما كانت أول بنود الاجتماع وأهم أسبابه.. جاء الاجتماع ليؤكد أن النصر سيصبح واحدة من أهم محطات هذا القطار، وقد يتوقف عندها كثيرا إذا ما سار وفق رؤى ومخططات الاجتماع.
النصر أيها السادة.. وكما عرفناه.. ناد كبير وعريق لا تنقصه المادة ولاينقصه الفكر ولا ينقصه الرجال. كان بحاجة فقط إلى عزيمة هؤلاء الرجال. وكان بحاجة إلى صوت واحد. وكان بحاجة إلى رأي موحد.
أما الذين يتتبعون الآخرين للتقليل من نجاحاتهم..
والذين يبحثون عن الشماعات لتعليق الأخطاء عليها.. والذين يقفون حجر عثرة في طريق بناء النصر الحديث وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.. هؤلاء.. لم يكن لهم وجود في نصر الأمس.. نصر البطولات والعالمية.. ولن يكون لهم وجود في نصر اليوم الذي نتمنى أن تشرق شمسه من جديد.. لأن المستفيد ليس النصر وحده وإنما الكرة السعودية عموما.. التي بحاجة إلى أن تكون كل الأندية السعودية قوية وقادرة على المنافسة ومنها النصر.. والله من وراء القصد.