|


عبدالله الضويحي
لعلها خيرة .. وحضور التأريخ
2011-06-21
لن أقول ..
يا فرحة ما تمت ..
كما قال البعض وردد يوم أمس .. ولكنني سأوكد على :
لعلها خيرة ..
( لكي لاتأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)
وأعتقد أن الجميع أدرك ما أعنيه .. وتحديدا ما يتعلق بمدرب المنتخب.
(في منتصف الأسبوع ) الماضي .. كتبت مقالا بدأته بـ (وأخيرا انتهى مسلسل مدرب المنتخب، ولكن يبدو أنه من نوع المسلسلات التركية أوالمكسيكية طيبة الذكر، حيث أراد البطل الظهور في أكثر من حلقة .. وبأدوارمختلفة بهدف إطالة أمد المسلسل وما يترتب على ذلك .. لزيادة تكلفة الإنتاج .. إلخ.
فبعد أسبوع واحد فقط من توقيع العقد المبدئي مع المدرب البرازيلي ريكاردو جوميز والاتفاق معه على تفاصيله وإعلان ذلك، تم إلغاء العقد من طرف الاتحاد السعودي لكرة القدم لعدم التزام المدرب بالوصول في الموعد المحدد بمبررات غير مقبولة .. كما أشار بذلك البيان الصادر من الاتحاد السعودي والمنشورفي جميع وسائل الإعلام يوم أمس .. واطلع الجميع عليه.
المدرب كان مفروضا أن يصل هذا اليوم ويوقع على العقد يوم الخميس المقبل (بعد غد)، ويعقد مؤتمرا صحفيا قصيرا ومحدودا لهذا الغرض، ويحضر نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين إيذانا ببدء مزاولة عمله وإعداد المنتخب للمرحلة المقبلة، حيث يدخل معسكرا قصيرا استعدادا لمباراتيه المقبلتين أمام هونج كونج ضمن تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2014 بعد شهر من الآن (23 يوليو الذهاب , 28 يوليو الإياب) .
و لأنه لايوجد (دخان من غير نار) .. فلابد أن لهذا التصرف من قبل المدرب أسبابه :
ـ فإما ..
أنه تعرض لإغراء من خلال عرض آخر .. وأراد التفكير فيه ودراسته في الأيام المقبلة رغم أن عرض الاتحاد السعودي مغر جدا.
ـ أو ..
أنه أراد لي ذراع الاتحاد السعودي بزيادة العقد عندما أدرك حاجته الماسة لمدرب في هذه المرحلة ومعاناته في البحث، وإن كنت أستبعد هذا الخيارلأنه كان بإمكانه ذلك أثناء المفاوضات .. رغم عدم استبعاده .
أو ..
أن هناك من (نصحه) من بني جلدته أوغيرهم بعد أن سمع بالخبر لأسباب ربما (شخصية) أوذات أهداف معينة.
والحقيقة التي يجب أن ندركها أن تعاملنا مع الكفاءات والقدرات الأجنبية سواء كلاعبين أو مدربين في حالات كثيرة لايرتقي إلى المستوى المطلوب والمفترض أن يكون عليه.
وهو أمر ملحوظ منذ زمن وإلى يومنا هذا.
فالحقوق تتأخر.
والتدخل في عملهم يظهر.
والاتحاد الدولي لكرة القدم استقبل قضايا كثيرة من هذا النوع.
بل إن الأمر تجاوز ذلك إلى مضايقتهم داخليا وخلق جو من التوتر يحيط بأدائهم وحياتهم العامة والخاصة، سواء كان ذلك من خلال التعامل معهم في الميادين أو التدخل في خصوصياتهم وعقائدهم وتصرفاتهم، والانتقائية أحيانا في هذا التعامل خاصة مع القدرات المتميزة والبارزة وغض الطرف عن أحداث مشابهة.
أنا هنا لا أعمم ..
و أعرف أنها تصرفات فردية أو نادرة تنطلق من ثقافة متدنية في معنى التنافس وصناعة التفوق.
ويخطئ من يعتقد أن هذه التصرفات الفردية لاتنسحب على المجموع.
كما يخطئ من يرى أن ما يحدث في الأندية لاعلاقة له باتحاد القدم الملتزم بعقوده ومواقفه وبحقوق الآخرين.
ذلك أن مثل تلك التصرفات وإن كانت فردية، إلا أن أثرها يظل قائما وله دوره في التأثير بنقل الصورة إلى الخارج وإلى عناصر أخرى من خلال تجارب هؤلاء ورؤيتهم لها.
كما أن الأندية هي جزء من منظومة العمل، والبعيد عن الوضع وغير المدرك لتركيبته لايدرك هذا الفصل بين الأندية والاتحاد، فالصورة تشيرإلى وضع قائم في هذا المكان أوهذه المنطقة بغض النظرعن أطرافه.
لقد كان المدربون الأجانب في فترة ما يتهافتون علينا ويخطبون ودنا ويتمنون العمل معنا .. وكذلك اللاعبون.
في السنوات الأخيرة.. للأسف بدأ البعض منهم يفكر كثيرا في الإقدام على هذا الخطوة.
و للأسف أكثر ..
إننا كمجتمع رياضي بمختلف أطيافه خاصة المنتمين للأندية والإعلام – وأنا هنا لا أعمم ــ نخطئ كثيرا في التعامل مع هؤلاء ولانعبر في الواقع عن ثقافتنا الحقيقية كمجتمع سعودي له قيمه وتقاليده، وقبل ذلك كمجتمع إسلامي يحترم خصوصية الآخرين وعقائدهم وتصرفاتهم طالما أنها لاتسيء لنا كمجتمع أوكدين.
ننسى رسالتنا الحقيقية في نشرهذه الثقافة وتقديمنا للمجتمع العالمي بصورتنا الحقيقية، خاصة في هذه المرحلة التي نحن أحوج ما نكون إلى توضيح الصورة التي كساها الغبار في السنوات الأخيرة.
والذين يعتقدون أن نشر هذه الرسالة يتم فقط من خلال الاتصالات الخارجية .. عبر السفارات أو الإعلام أو عبر البعثات والوفود .. يخطئون أكثر.
فمجتمعنا الداخلي هنا هوخير وسيلة لتوصيل هذه الرسالة وبصورة غير مباشرة هي الأقدر والأبلغ أثرا.
إن احترامنا لهؤلاء أدعى لأن يحترموا خصوصيتنا وديننا، وأدعى لأن يتفهموا هذا الدين وهذا المجتمع من خلال تصرفات وثقافة أبنائه بما يساهم في نشرالصورة الحقيقية عنه ودعوتهم إليه بطريق غيرمباشر، وقد شاهدنا ولاحظ المتابع للوضع الرياضي لدينا كيف أن بعضا من هذه القدرات والكفاءات في زمن سابق دخلت الإسلام عندما لمست نوعية التعامل وطبيعته سواء كلاعبين أو كمدربين، وهناك من أبدى إعجابه بهذا الدين في بداية حضوره ونوعية التعامل معه، ثم تغير هذا الفكر والتوجه بسبب بعض التصرفات التي لاتدرك أبعاد ذلك ولاتملك ثقافته.
إن مسئوليتنا كإعلام رياضي وكمجتمع رياضي هي صدى حقيقي لما ينشر في هذا الإعلام ولما يصدر من الأندية .. أن نعين اتحاد كرة القدم في المرحلة المقبلة وأن نرتقي بمستوى الرياضة لدينا من خلال ما نطرحه ، بل أن نقدم مجتمعنا بصورته الحقيقية لهؤلاء الذين يقضون بيننا فترة قصيرة قد لاتكون محسوبة في عمرهم الزمني لكنها مؤثرة وتؤثر في فكرهم وثقافتهم وتخرج معهم إلى مجتمعهم وتمتزج فيما بعد في هذه الثقافة.
و عودا إلى بدء ..
علينا أن لاننزعج كثيرا على ما حدث أويترتب عليه، فـ (لعلها خيرة) .. كما قلت في البداية.
فأقرب مشاركة للمنتخب كما أشرت قبل قليل ستكون بعد شهر من الآن أمام هونج كونج.. وهذه لن نجد صعوبة في تجاوزها بإذن الله.
وحضور المدرب خلال الأيام المقبلة.. كما أشار بذلك مديرعام المنتخبات محمد المسحل في حديث إذاعي سيعطيه الفرصة للاطلاع عن كثب على المنتخب في مشاركاته المقبلة.. ومن ثم متابعة بداية الموسم، حيث إن المرحلة الثانية متأخرة بعض الوقت بما يتيح له الفرصة للتعرف على اللاعبين وطبيعة الكرة السعودية بما يساعده على اختيار العناصر المناسبة والمؤهلة لتمثيل المنتخب.
بقي نقطتان هامتان تخصان الاتحاد السعودي لكرة القدم :
الأولى:
الارتياح التام لدى الشارع الرياضي أوالمجتمع الرياضي بمختلف أطيافه والإعلام جزء منه على النهج الجديد الذي رسمه الاتحاد بقيادة الأمير نواف بن فيصل في الوضوح والشفافية مع هذا المجتمع ووضعه في الصورة الحقيقة وقطع الطريق على أية تأويلات أوتفسيرات لما يحدث، و نأمل أن نكون على هذا المستوى من التعامل مع الاتحاد ودعمه في مرحلته المقبلة.
الثانية :
حفظ حقوق الاتحاد بالأسلوب الذي يراه مناسبا وبما يكفل له ذلك مع المدرب ريكاردو جوميز, ليدرك هو وغيره أننا بقدر مانحن كريمين ومرتقين بثقافتنا في الحوار والتعامل .. فإننا لانرضى أن نكون مسلوبي الحقوق وأن نحصل على الحد الأدنى – على الأقل ــ من التعامل بالمثل.

النهائي التأريخي
يستحق الاتحاد بجدارة الوصول للمباراة النهائية على كأس خادم الحرمين الشريفين لهذا الموسم.. وهو فارس هذه المسابقة، وأعني ثاني اثنين يتنافسان عليها .. حيث واصل هو هذه المسيرة ، والحديث هنا ليس عن تقييم الاتحاد أو مسيرته .. فهذا له حديث آخر فيما بعد في حديث شامل عن الموسم، لكنني سأتحدث عن نقطة هامة، وهي أن وصول الاتحاد للمباراة النهائية والطرف الآخر المنتظر سيجعل النهائي تأريخيا بكل المقاييس.
لا أدري من حسم مباراة البارحة لصالحه بين الأهلي والوحدة ووصل للنهائي.
إن وصل الأهلي
فلقاءاته مع الاتحاد ذات طابع خاص، وتلاقيهما في النهائيات محدود مما يعطي النهائي نكهة خاصة.
بل إن الأهلي نفسه ينتظر مثل هذا النهائي كفرصة كبرى يعود من خلالها إلى منصات التتويج ويلغي الكثير من الأقاويل والمواقف، خاصة أنها أمام غريم تقليدي التفى معه في العشر سنوات الأخيرة على نهائي كبير ثلاث مرات جميعها على كأس ولي العهد، فاز الاتحاد في واحدة منها في موسم 2004/2003 وفاز 1/2 فيما فاز الأهلي في نهائي 2002/2001 وكذلك نهائي 2007/2006 بالنتيجة ذاتها 1/2
وإن وصل فريق الوحدة..
فقد يخرج كثيرون من أقبيتهم وينفضون عنهم غبارالبعد عن الملاعب الرياضية لحضور هذا النهائي التاريخ.
ستخرج مكة عن بكرة أبيه، وستخرج حاراتها وأزقتها مستعيدة نصف قرن مضى من التنافس التقليدي مع الاتحاد مقلبة أوراق التأريخ وصفحاته يوم كان التنافس (اتحاد ووحدة).
أيا كان الطرف الثاني مع الاتحاد فمن المؤكد أننا سنشهد نهائيا تأريخيا بكل ماتحمله الكلمة من معنى، نأمل أن يكون بمستوى الحدث ونتوقع أن يكون كذلك.

ســامي.. و(الشخصنة)
عندما قررت إدارة نادي الهلال تكليف مدير الكرة سامي الجابر بتولي مهمة الإشراف الفني على الفريق في مباراته أمام الاتحاد في دور الإياب ومن ثم المرحلة النهائية.. لم يكن أمامها خيار آخر بعد إنهاء عقد المدرب كالديرون.
فالموسم تبقى منه مباراتان فقط.
والهلال الذي فاز بنصف بطولاته مدرك أنه قد ودع هذه البطولة وأن ماتبقى تحصيل حاصل .. لذلك لم يكن أمامه خيار آخر.
غير أن البعض انشغل بسامي بين من وصفه بأنه مدرب.
وتساءل: هل ستقدمه هذه المباراة على هذا الأساس؟
ومن بدأ يتساءل أيضا .. هل يملك عصا سحرية؟
وهل سيتمكن من تحقيق المعجزة والفوز على الاتحاد بأربعة أهداف؟
بل إن هناك من تساءل من جانب آخر مستغربا هذه الخطوة ومدى قانونيتها؟
وهل يحق للهلال ذلك وسامي لايملك شهادات تدريبية؟
وأين دور هيئة المحترفين ومسؤوليتها في ذلك، وكيف تسمح بمثل هذه الخطوة؟ علما بأن الهيئة لاعلاقة لها بالمسابقة أو حتى الإشراف عليها وأنظمتها.
طروحات لاتستند على أسس ولاتتعدى (شخصنة) الموضوع أكثر منها التعامل معه بواقعية، ربما لأنه (سامي) .. وهو الذي يدرك أبعاد هذه الخطوة وأعلن أكثر من مرة أن ليس لديه أي توجهات للعمل كمدرب رغم مايملكه من فكر وثقافة تؤهله لذلك .. لكنها خطوة يستحق عليها التقدير مع زميله فيصل أبو ثنين. والله من وراء القصد.