|


عبدالله الضويحي
الأمين والاحتجاج وجوميز
2011-06-14
قرارإعفاء أمين عام اتحاد كرة القدم ــ وأنا هنا أتكلم عن المنصب وليس عن الشخص ــ ولأول مرة في تأريخ الكرة السعودية يمثل تحولا كبيرا فيها.. ليس في قرار الإعفاء ولكن فيما بعد القرار من إصلاحات يجب أن تطال الأمانة.
وبغض النظر عما إذا كانت هناك أخطاء سابقة وأن خطاب الموافقة على مشاركة لاعب نادي الشباب كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير فإن هذا الخطاب بحد ذاته يمثل مخالفة صريحة وواضحة تستدعي مثل هذا القرار .. من ناحيتين
الأولى:
إن توقيع الأمين العام على الخطاب أو وضع توقيعه يعني أحد أمرين ..
ــ إما..
مركزية القرار والمخالفة الصريحة للنظام .. إذ المعروف أن أي مسؤول يكون في مهمة خارجية أو إجازة .. فإن هناك من يقوم بعمله أوعلى الأقل أن يوقع بالإنابة عنه.
ــ أو
أن هناك تهاونا واستخداماً لتوقيع الأمين العام في غيابه .. وهذا يدخل ضمن التزوير واستغلال السلطة.
ومن هنا..
لابد أن يطال التحقيق والعقوبات موظفين آخرين في الأمانة أيا كانت مواقعهم
ومسؤولياتهم .. وهو مانص عليه القرار.
النقطة الأكثر أهمية..
إننا رغم النقلة الكبرى في كرة القدم إداريا وتنظيميا وفنيا وتطبيق نظام الاحتراف وهيئة المحترفين ومشاركاتنا في البطولات الخارجية وارتفاع عدد أندية الدوري من 8 أندية إلى14 نادياً أي ما يعادل 80% إلا أن أمانة الاتحاد لازالت تدار بعقلية الرأي الواحد والفكر الواحد.. وتفتقر للكوادر المؤهلة.
ومهما كانت إمكانات الفرد وقدراته في ظل هذا الوضع وعدم وجود مساعدين يتحملون بعضا من المسؤولية، وفي غياب الكوادر المؤهلة للعمل لابد من وقوع الأخطاء ولابد أيضا أن تكون هذه الأخطاء جسيمة.
وهذا ما يدعو إلى تطوير العمل في أمانة اتحاد كرة القدم ودعمها بالكوادرالمؤهلة القادرة على تحمل المسؤولية .. وهو ماكنا نطالب به دائما.
الأخ فيصل العبدالهادي .. الأمين العام لاتحاد كرة القدم سابقا والمعني أكثر بالقرار يدرك ولاشك أن هذه سنة الحياة ويدرك أبعاد الخطأ .. وعلى قدرمن المسؤولية في تحمل تبعاته.
وبالتالي..
لا أرى هناك مبررا لفتح ملفات سابقة والتنقيب عن أخطاء مضت وسبق الحديث عنها في حينه وتفنيدها وتكرارها الآن.
وبغض النظرعن هذه الأخطاء وعن الخطأ ألأخير فقد كان فيصل عبدالهادي على مستوى عال من الخلق الرفيع وحسن التعامل مع الآخرين، وقد اكتسب خلال هذه الفترة وماسبقها من أعمال إدارية وفنية مع المنتخب ومن قبله نادي الاتفاق مايؤهله للاستفادة من خبراته سواء داخل منظومة اتحاد القدم أو خارج هذه المنظومة.)
الكلام أعلاه..
كان من المفترض أن يتم نشره ضمن مقالي (في منتصف الأسبوع) الماضي كفقرة مستقلة، إلا أنه تم تأجيله لأسباب فنية كما فهمت من الزملاء في التحرير.
ورغم أنني كنت أتمنى نشره في حينه لتوافقه مع الحدث إلا أن تأخيره ربما كان فيه خيرة، فقد كشفت هذه الجريدة عن حقائق جديدة في الخطاب الذي أرسلته أمانة اتحاد الكرة بتوقيع الأمين العام فيصل عبد الهادي لنادي الشباب بالموافقة على مشاركة السعران في المسابقات المحلية لفصلها عن المسابقات الآسيوية، والذي اعتبره البعض بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وأدت إلى إقالة العبدالهادي.
ومع قناعتي بما قلته في الفقرة السابقة أعلاه التي تم تأجيلها وأنشرها في منتصف هذا الأسبوع وإنني لازلت عند رأيي إلا أن ما استجد حول التخاطب بين الشباب وأمانة الكرة والذي نشرته هذه الجريدة ورأى فيه البعض تبرئة أمين عام اتحاد كرة القدم من الخطأ يجعل لنا أمامه أكثر من وقفة.
أولا ..
إن هذا الخطاب وإن برأ ساحة الأمين العام لكنني لا أعتقد أنه السبب الوحيد الذي أدى إلى إعفائه من منصبه .. وربما كانت هناك جملة أخطاء متراكمة وكان هذا بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير إذا تم النظر إليه من منظار الخطأ سواء في مضمونه أو بعض مضامينه أو أمور أخرى تتعلق به.
الأخطاء المتراكمة في الأمانة والتي تحدث عنها كثيرون يتحمل الأخ فيصل جزءا منها ويتحمل الجهاز الإداري جزءا آخر ويتحمل التنظيم الإداري لأمانة الاتحاد الجزء الأكبر، وهو ما أشرت إليه في الفقرة أعلاه (المؤجلة) عندما تحدثت عن سياسة الرأي الواحد والعقل الواحد وضعف الكفاءات.
ثانيا..
هذا الجديد والمكاتبات تؤكد تحمل الشباب الخطأ الأكبر وتدينه أكثر مماسبق،
وهنا نلخص هذه المخاطبات وباختصار شديد لتوضيح الفكرة.
ــ أرسل الشباب إلى أمانة اتحاد القدم خطابا يوم 10ـ6ـ1432 يستفسر عن إمكانية مشاركة اللاعب عبدالعزيز السعران في المسابقات المحلية .. وهو الموقوف بتاريخ 2ـ6ـ1432.
ــ جاء رد الأمانة بالموافقة على أساس أن الإيقاف في بطولة الأندية الآسيوية وأن الشباب لازال يشارك في البطولة.
ــ وفعلا شارك اللاعب (السعران) مع الشباب أمام الاتحاد في دوري زين للمحترفين يوم 12ـ6ـ1432 وأمام الفيصلي يوم 17ـ 6ـ1432في ختام مباريات الدوري .. ولم يعترض أي من الفريقين أو يحتج .. وكانت مشاركته نظامية على أساس أن الشباب لم يخرج بعد من بطولة الأندية الآسيوية .. وقد يتأهل لأدوار متقدمة.
ــ خرج الشباب من البطولة يوم 22ـ6ـ1432
وكان المفروض أن يتوقف اللاعب عن مشاركة ناديه في المسابقات المحلية بناء على :
1) اللائحة الآسيوية التي يفترض أن يكون النادي على علم بها وبكل تفاصيلها.
2) تعميم سابق لأمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم يؤكد فيه على ذلك (انتفال العقوبة من المسابقات المحلية بعد خروج الفريق من الآسيوية)
ــ لكن الشباب استمر في إشراك لاعبه ولم يوقفه وأشركه أمام الأهلي يوم 26ـ6ـ1432 (بعد خروجه من الآسيوية بأربعة أيام) وهو ما انتبه له الأهلاويون واحتجوا على ذلك وتم قبول الاحتجاج.
ربما يرى البعض أن خطاب أمانة اتحاد القدم إلى نادي الشباب كان مطلقا وفيه إشارة إلى عدم تأثيرهذا على المسابقات المحلية .. وهذا صحيح، لكن لاننسى أن الذي صاغ الخطاب ليس قانونيا يعنى بأدق التقاصيل وربما لم يكن مطلوبا منه ذلك خاصة أن التساؤل جاء والشباب لايزال يشارك في البطولة الآسيوية.
هذه ناحية..
والأخرى..
أن النادي مسؤول عن فهم اللوائح وتطبيقها ومعني بذلك أكثر من الاتحاد .. وهو ماتحدثت عنه بالتفصيل (في منتصف الأسبوع) الماضي مما لا أرى حاجة لإعادته وتكراره.
ومن هنا ..
يتبين أن الشباب يتحمل هذا الخطأ، وهو خطأ إداري يجب أن يعترف به بعيدا عن المزايدات ومحاولة البحث عن مبررات لهذا الخطأ.
وحتى لوكان هناك غموض في الخطاب ــ كما يرى الشبابيون ــ فهذا لايعفي الشباب من المسؤولية، وهو ما أشرت إليه (في منتصف الأسبوع) الماضي ضمن المقال الأساسي .. عندما تحدثت عن قراءة الأندية للوائح وفهمها وأهمية وجود المستشار القانوني في النادي والاستناد إليه .. وهي أمور يفترض أن لاتفوت على أندية محترفة وكوادر تتعامل مع محترفين.
والحديث هنا لايقتصر على الشباب فقط، ولكنه ينسحب على كل ناد لايتعامل مع اللوائح والأنظمة باحترافية وفهم لمضامينها .. وهوأمر يحدث كثيرا
وللأسف..وحدث بالفعل في نفس الفترة وأشرت إليه في مقالي السابق.

احتجاج في الوقت الضائع
عندما تم رفع استئناف نادي الشباب على قبول احتجاج الأهلي في مباراة الذهاب في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، اعتذر الاتحاد الآسيوي عن البت فيه عاجلا لأنه يتزامن مع الإجازة الأسبوعية للاتحاد وأنه لن يتطرق إليه قبل يوم الإثنين (بعد مباراة الإياب بيومين).
مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، اتصل الشبابيون باتحاد القدم الساعة الساسة مساء الخميس 7ـ7ـ1432الموافق 9ـ6ـ2011، متسائلين إذا ماكان هناك من يستقبل أوراق الاستئناف من الموظفين (بعد انتهاء الدوام بأربع ساعات).
ثم تم استقبال الاستئناف يوم الجمعة ظهرا.. (يوم إجازة رسمية) وعقب صلاة الجمعة مباشرة (الساعة 12:50) وأحيل إلى لجنة الاستئناف التي ناقشته يوم السبت، ومن الطبيعي أن يصدر القرار قبل المباراة بساعات وربما تأخر لو كانت هناك حيثيات معينة يستدعى وجودها أو إحضارها.
الاحتجاج تم قبوله عصر الإثنين 4ـ7ـ1432الموافق 6ـ6ـ1432والاستئناف تم رفعه يوم الجمعة (بعده بأربعة أيام)
السؤال ..
أين كان الشبابيون طيلة هذه الأيام الأربعة؟
هل كانت هذه المدة كلها لدراسة الاستئناف وكيفية صياغته؟
ألايوجد مستشار قانوني يمكنه عمل ذلك خلال ساعات؟
أو حتى إداري لديه فهم ودراية بهذه المواضيع؟
الأمر لايتعدى حالتين ..
ــ إما ..
ضعف إداري كما أشرت.
ــ أو
اعتراف ضمني بالخطأ وقناعة بوجاهة الاحتجاج وعدم قبول الاستئناف وبالتالي فالعملية مجرد تسجيل موقف أمام جماهيرالنادي لتبريرالخطأ ومحاولة للتبرؤ منه.
احترم إدارة نادي الشباب وكل مسؤوليه واحترم الإنجازات الشبابية والعمل الذي يؤدونه حتى أصبح الفريق أحد أعمدة الكرة السعودية وكبارها، لكن هذا لايعفيهم من خطأ أفقدهم الوصول لمرحلة متقدمة من بطولة هامة وربما الفوز بها والنقد بهدف الإصلاح ليكون النادي على المستوى الأعلى والأكفأ من حيث التكامل الإداري والفني كما عهدناه في المواسم السابقة.
من جهة أخرى ..
لماذا لانحترم المواعيد والإجازات الرسمية؟ وأن يكون هناك وضوح في التعامل وحدود له وفق مواعيد محددة لاتدخل فيها الإجازات الرسمية بقدر ارتباطها بأيام العمل فقط كما هو معمول به في الاتحاد الآسيوي والاتحاد الدولي.

هل يصمد جوميز؟
أخيرا..
انتهى مسلسل (اختيار مدرب) الذي كان يتعلق باختيار مدرب للمنتخب الوطني يقوده في المرحلة المقبلة، بعد توقعات وطرح أسماء بين أوروبا وأمريكا الجنوبية والاختلاق حول أخرى إلى آخر لحظة .. كانت التوقعات والأسماء تدور في الوسط الإعلامي حتى أثناء التوقيع.
ووقع الاختيار على البرازيلي ريكاردو قوميز (47 سنة) ليصبح المدرب رقم 52 للمنتخب السعودي الذي قد لايعود تاريخ مشاركاته إلى هذا العمر من السنوات.
جوميز..
ومن خلال سيرته الذاتية نجح مع عدد من الأندية التي دربها، لكن سجله لايتضمن تدريب منتخبات وطنية، كما أن اسمه ليس لامعا في هذا المجال غير أنه لعب في أندية أوروبية ونجح مع أخرى كمدرب، وهذه نقطة تسجل في صالحه لإلمامه بمدارس كروية مختلفة من خلال تعامله مع الكرتين الأوروبية وأمريكا الجنوبية.
السؤال المطروح عادة ومع كل مدرب ..
هل يصمد حتى نهاية عقده؟
خاصة أن عقد جوميز متوسط الأجل (3 سنوات) وهي مدة منطقية تنهي بنهاية كأس العالم 2014 وإن كان رقم مبلغ العقد في نظري كبيرا (9 ملايين يورو) على مدى ثلاث سنوات وهو ماقرأته في إحدى الصحف.
لنترك هذا جانبا ونتحدث عما هو أهم ..
حيث يرى البعض أن اختياره قد تأخر بعض الوقت وربما كثيرا رغم مبررات اتحاد كرة القدم بالسعي لاختيار مدرب يتناسب وإمكانات الاتحاد السعودي ويستطيع الارتقاء بمستوى المنتخب.. الخ.
على أنني أرى أن حضوره في هذا التوقيت يبدو مناسبا وغير مزعج، فالتصفيات التمهيدية لكأس أمم آسيا التي ستبدأ خلال أسابيع قليلة يمكن تجاوزها بإذن الله، وبالتالي ستكون فرصة له للتعرف على إمكانات المنتخب وأسلوبه خلال هذه التصفيات كمحك حقيقي عبر أسماء سيختارها من خلال مايعرض عليه من أشرطة ومباريات أوعناصر.. لكن المهم هو مابعد التصفيات والتي ستكشف الكثيرعن شخصيته.
جوميز هو المدرب رقم 52 للمنتخب السعودي، مما يعني مدرباً كل سنة في المتوسط العام. وهذه مشكلة لاتكفي للحكم على مستواه أو تساعده على النجاح ..
وبالتالي..
فإن هذا لايعني أن جميع المدربين الذين مروا على تدريب المنتخب كلهم كانوا أقل من الطموحات .. أو دون المستوى المطلوب.
والتاريخ يؤكد مرور عدد من الأسماء المؤهلة والجديرة، لكن بكل صراحة كان تعاملنا معها لايرتقي إلى هذا المستوى. تغيير المدربين لدينا خضع في كثير من المرات لنبض الشارع الرياضي وردود فعله التي تأتي في الواقع صدى لما يطرقه الإعلام الرياضي حول المدرب والكرة السعودية.
وفي حالات أخرى لأسباب غير واضحة .. أو معلنة.
وهذه أكبر مشكلة تواجه الكرة السعودية.
نقد المدرب أصبح سمة تبدأ مع إعلانه تشكيلة المنتخب وقبل أن يبدأعمله الفعلي، وتصل ذروتها في بعض الأحيان أثناء المشاركات الرسمية والمنتخب يفوز ويتقدم في البطولات فيأخذ النقد منحى آخر بأن الأداء غير مقنع.
والمطالبة بإقصاء أسماء وإشراك أخرى حتى شارة قيادة الفريق ولمن تعطى؟
وباتت الميول والرؤى الشخصية غير المبنية على أسس فنية هي التي تقود النقد الرياضي، وتعددت قنوات النقد بين فضائية ومقروءة ومواقع ومنتديات والآن ازدادت بدخول (المسموعة) ولابد من تغطية هذا الكم من ساعات البث.
وبالتالي..
لابد من دخول عناصر بعضها غير مؤهل للنقد من أجل سد هذا الفراغ. والشارع الرياضي يتلقى هذا كله ويصبح صدى لما يتردد.
وهذا كله يؤثر على عطاء اللاعب وعلى المدرب نفسه ويفقدهم القدرة على التركيز وتقديم العمل الذي يرضي الجميع.
أعود لطرح التساؤل مجددا..
هل يصمد جوميز حتى نهاية عقده؟
والإجابة على هذا التساؤل يحكمها أمران..
ــ أولهما..
مدى كفاءته وقدرته سواء الفنية أو التعامل مع هذه الأجواء.
ــ الثاني..
مدى صبرنا عليه وإعطائه الفرصة للعمل ومساعدته لا بالمديح أو الصمت ولكن بالنقد السليم الذي يساعده على النجاح، وأن لايكون عامل تعطيل وإعاقة لخططه وبرامجه.. والله من وراء القصد.