|


عبدالله الضويحي
النصر.. و6 أشهر والصوت السعودي .. والتدخين
2011-04-27
لست من الذين يقولون إن الفرص لا تتكرر.. أو لا تتاح إلا مرة واحدة أو أكثر مما أتيحت.. لكنني أرى أن مباراة النصر والهلال مساء أمس الأول في دوري زين للمحترفين (الإياب) وانتهت بفوز الهلال بهدف وحيد.. كانت فرصة ثمينة أتيحت (ولا أقول كانت متاحة) وفرط فيها النصر بنصر ثمين يستعيد من خلاله ثقته بنفسه وثقة جماهيره به.. خاصة أمام غريمه وشقيقه الهلال.. وعندما قلت أتيحت.. ولم أقل كانت متاحة فإنني أعني ما أقول..
فقراءة الفريقين قبل المباراة.. كانت تعطي الأفضلية للهلال.. وهذا أمر طبيعي سواء من حيث العناصر.. أو اللاعبين الأجانب.. او الاستقرار الفني والإداري أو نتائج الدوري بصورة عامة.. وهو ما أجمع عليه المحللون والمتابعون..
لا أدعي فراسة.. ولافهما أكثر من غيري.. لكنني كنت أتحدث مع صديق قبل المباراة..
قلت له..
إن الهلال بات معرضا لحدوث هبوط مفاجئ في أدائه في أي لحظة.. بعد الصعود المتنامي في عطائه سواء على المستوى الفني أو النتائج.. وربما كانت مباراة النصر هذه هي نقطة التوقف..
قال..
ولكن الفوارق الفنية واضحة بين الفريقين.. و.. و.. الخ
قلت..
هذا صحيح.. لكن ما أشير إليه.. لا يعترف بهذه الفوارق..
الهلال..
خلال شهر واحد.. تم استنزافه فنيا ونفسيا وبدنيا.. حيث كان يحارب على ثلاث جبهات هامة بالنسبة له.. دوري زين المرشح لصدارته.. كأس ولي العهد المرشح لبطولته وبطله الحصري.. بطولة الأندية الآسيوية الباحث عنها.. وخلال هذه الفترة قابل فرقا على مستوى كبير ومن العيار الثقيل سواء على المستوى المحلي كالأهلي ثم النصر في كأس ولي العهد ثم النهائي.. والاتحاد والشباب والاتفاق في الدوري.. أو على مستوى فرق آسيا.. هذه اللقاءات كفيلة باستنزافه لياقيا وفنيا.. وتضعه تحت ضغوط نفسية..
لذلك..
لم يظهر الهلال في مباراته هذه أمام النصر بما يتوازى وإمكاناته وصدارته للدوري.. وحدثت من الفريق وخط الظهر على وجه الخصوص العديد من الأخطاء.. لا تحدث من لاعبي الخبرة. ثلاثة عوامل صنعت الفوز الهلالي.. ــ الخبرة ــ ثقافة الفوز ــ الثقة.. دخل الهلاليون هذه المباراة وهم أبطال الدوري ــ في نظرهم ــ وأن التتويج مسألة وقت.. ودخل الهلاليون المباراة.. بتاريخ مسبق بالفوز المتكرر على النصر في المواسم الأخيرة لهذا لعبوا بثقة.. مدركين أن الفوز سيأتي في أي لحظة حتى لو تأخر الفريق فهو قادر على العودة لأجواء المباراة.. وهذه نظرة خاطئة كاد الفريق أن يدفع ثمنها لو واجه فريقا آخر غير النصر الذي لم يستثمر هذه الفرصة..
النصـر..
العوامل التي أدت لفوز الهلال.. عكسها تماما هو ما جعل النصر يخسر المباراة.. ــ عدم الثقة.. ــ الشعور المسبق بتفوق الآخر.. ــ وانعدام الخبرة في التعامل مع الحدث.. كلها عوامل أدت إلى أن يخسر النصر.. وأن يشعر بذلك بمجرد استقبال مرماه لهدف المباراة الوحيد.. النصر قدم واحدة من أجمل مبارياته هذا الموسم وربما خلال المواسم الأخيرة..
وهذا يؤكد..
أن النصر عندما يتفرغ للعب والأداء ويدخل أجواء المباراة فإنه يعطي أكثر.. وهو مالاحظناه.. فالفريق كاد أن يفقد توازنه بعد ولوج الهدف مرماه مباشرة.. وارتكب بعض الأخطاء.. وكاد أن يخرج بعض لاعبيه عن النص وتحديدا حسين عبدالغني.. لولا تداركهم الوضع وانتهاء الشوط الأول.. لاعبو النصر تفوقوا على ذاتهم.. وعلى مدربهم وقدموا واحدة من أجمل مبارياتهم هذا الموسم.. كانوا يحتاجون لهدف واحد.. يعززون به تفوقهم وثقتهم بأنفسهم.. كانوا بحاجة لثقة وثقافة.. تحررهم من عباءة الشعور بالدونية وتفوق الآخر.. كانوا بحاجة لقائد حقيقي داخل الملعب يصنع لهم الفارق.. ويدلهم على طريق النصر..
باختصار شديد..
" ثقافة الفوز ".. كانت هي الفيصل وهي التي حسمت اللقاء.. وحددت اتجاهه..

الانتخابات..
والـ 6 أشهر مرة أخرى
فاز المرشح (...) برئاسة نادي الاتحاد بجدة بعد حصوله على سبعة أصوات.. متقدما على منافسه (...) بفارق صوت واحد.. صوتين.. أو ثلاثة..
تخيلت هذا الخبر منشورا.. وأنا أقرأ خبر تأجيل الجمعية العمومية لنادي الاتحاد بسبب أن الذين سددوا رسوم العضوية وبالتالي يحق لهم التصويت على المرشح لرئاسة النادي هم ثلاثة عشر شخصا فقط. من أصل 150.
تصوروا..
ناديا مثل الاتحاد يملك هذا التاريخ.. وهذه العراقة وهذه القاعدة الجماهيرية العريضة سواء على مستوى أعضاء الشرف أو حتى على مستوى الجمهور العادي.. لم يسدد رسوم العضوية سوى 13 شخصا فقط.. بل إن العدد المسجل وهو 150 يعتبر قليلا جدا في حق الاتحاد..
لنترك هذا جانبا..
فمن المؤكد أن هذا ليس شأنا اتحاديا فقط.. وقد يكون شأن كثير من الأندية.. لكن لأن الاتحاد أراد انتخاب رئيس وفق اللوائح.. ووفق ما يجمع عليه الاتحاديون وهي ظاهرة صحية.. برز هذا الرقم.. وقد يتضاعف هذا الرقم أضعافا كثيرة.. إذا حان وقت الجد.. ودنا موعد انعقاد الجمعية العمومية.. وربما في يوم التصويت.. كما حصل مع الاتحاد في وقت سابق ومع نادي القادسية..وغيرهم من أندية أخرى.
على أن مثل هذه المواقف.. تخرج بالعملية الانتخابية عن مسارها الصحيح وهدفها النبيل سواء في مخالفها اللوائح والأنظمة.. أو ما تحدثه من خلافات على مستوى الصعيد الشخصي أكثر منها اختلافات في وجهات النظر وقد ينعكس هذا بأثره على مستقبل النادي. على أننا كمجتمع رياضي.. في الوقت الذي نحيي فيه الاتحاد والقادسية وغيرهم على ممارسة العملية الانتخابية وإقرارها.. كما نحيي الأندية الأخرى التي تتفق على أحد مرشحيها بالتزكية.. إلا أنه لابد من التأكيد على تغليب المصلحة العامة وأن تنتهي العملية في النهاية بما يعود على النادي بالمصلحة.. لأنه هو الأساس ومن أجله تتم مثل هذه العمليات.. فالكيان ثابت.. والأشخاص يتغيرون..
ولعلي هنا..
أعود لمقترح سبق أن طرحته أكثر من مرة آخرها.. كان قبل أسبوعين أو ثلاثة.. وقبل انتخابات نادي القادسية نضمن من خلاله سير العملية الانتخابية في إطارها الصحيح.. ومنح الحرية للعضو في استقلالية الرأي وعدم التبعية.. ومهما حاولنا من سن القوانين.والأنظمة.. فلن يتغير الوضع.. طالما أنها تسير بهذا الوضع..
وأعني تحديدا ما يتعلق بطريقة تسديد العضو لرسم العضوية.. تقول اللوائح.. (سداد رسم الانتساب والاشتراك يكون عن طريق البنك من قبل العضو ولا يكون بصورة جماعية وعلى النادي الإعلان عن ذلك ووضع رقم الحساب واسم البنك بلوحة الإعلانات).. هذا النص ــ مع احترامي ــ لا يلغي إمكانية قيام عضو مرشح بالتسديد عن مئات المنتخبين..
وبإمكانه تسليم كل منهم قيمة العضوية (كاش).. وفوقها (أتعاب) الذهاب إلى البنك.. وأعتقد أن الحل هو ما طرحته سابقا من إضافة فقرة تنص على أنه.. (لا يحق لأي عضو بالانتخاب ما لم يكن قد مضى على تسديده لرسم العضوية ستة أشهر على الأقل).. وهذا النص معمول به في الغرف التجارية.. وأعتقد أنه سيساهم كثيرا في الحد من هذه الظاهرة.. ويجعل العضو منتظما في سداد رسوم العضوية بما يفيد النادي ويساهم في زيادة مداخليه.. كما يمنحه حرية استقلال الرأي عند التصويت.. وربما ترشيح نفسه.
لا أريد أن أطيل.. وأدخل في تفاصيل أكثر.. فقد تحدثت عن ذلك بإسهاب في مواضيع سابقة.. لكنني أعود للتأكيد على أهميته للحد من خروجه عن الأهداف الصحيحة للعملية الانتخابية.. وأهداف تأسيس الأندية وقيامها.. بما يخدم الشباب بعيدا عن خدمة المصالح الشخصية وتحقيق الذات.

النويصر.. والمدلج..
والصوت السعودي
عرفته قبل خمسة وعشرين عاما مديرا للعلاقات العامة بنادي الشباب بمؤهل أكاديمي في هذا المجال.. ربما كان وقتها الأول أو الوحيد في أنديتنا.. وكنت آنذاك مشرفا عاما على الشؤون الرياضية بجريدة الرياض.. وأحدث نقلة كبرى في مفهوم العلاقات العامة في الأندية.. ثم عضوا في مجلس الإدارة إلى أن وصل إلى رئاسة النادي.. ثم اتحاد كرة القدم فالاتحاد الآسيوي. هو الأخ العزيز محمد النويصر.. الذي رغم مشاغله في واحدة من كبرى الشركات (أرامكو).. ودهاليز الرياضية واهتماماتها إلا أن ذلك لم يثنه عن صناعة النجاح والتألق.. محمد لم يدخل الرياضة من النافذة.. بل بدأها من القاعدة لاعبا.. ومحبا.. ومسئولا.. وهو اليوم يرأس واحدة من أهم لجان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.. إن لم تكن الأهم وهي لجنة دوريات الأندية المحترفة في آسيا. تحدثت عنه منذ فترة هو وزميله الدكتور حافظ المدلج رئيس لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي وعضو لجنته التنفيذية.. الذي عرفته هو الآخر في ذات الفترة.. لكنه كان وقتها طالبا في الجامعة يشارك معنا في جريدة الرياض بقلمه مبتدئا بصفحة القراء.. كصاحب فكر نيّر من ذلك الوقت.. وقلت إنهما أمل الكرة السعودية.. في إعادة صوتها القوي في آسيا بعد وفاة عبدالله الدبل رحمه الله.. قبل أربع سنوات.. وإن ذلك يحتاج إلى عمل وجهد.. إذا ما أدركنا كيف نتعامل أيضا مع الاتحاد الآسيوي وقيادته.. وأعتقد أنهما وصلا لهذين المنصبين في زمن قياسي.. ومع النويصر وحافظ.. كانت هناك ستة أسماء سعودية احتلت أيضا مراكز في الاتحاد الآسيوي.. خلال الأيام الماضية.. وإذا ماسرنا على النهج ذاته.. فإن مناصب أخرى أكثر أهمية وقيادية في الاتحاد الآسيوي وفي الفيفا أيضا في انتظار الرياضة السعودية.. بإذنه تعالى.. لم ينجح النويصر ويصل لهذا المنصب ويعلن الاتحاد الآسيوي ثقته فيه.. ولا الدكتور حافظ المدلج.. لولا توفيق الله أولا.. ثم امتلاك كل منهما الإمكانات التي تؤهله لذلك.. مقرونة بدعم من القيادة الرياضية ممثلة في الأمير نواف بن فيصل رجل المرحلة.. الذي نأمل أن يتحقق لهذه الرياضة على يده الشيء الكثير سواء على الصعيد القاري أو الدولي.. لما يملكه هو الآخر.. من إمكانات وقدرات في دعم التفوق.. بل وفي صناعته.

رياضة.. بلا تدخين
لعل من أجمل ما قرأت.. وما جاءت به الأخبار اليومين الماضيين هو صدور التوجهات الكريمة بتخصيص أماكن للمدخنين في الملاعب الرياضية.. وتبذل (نقاء) وهي الخيرية لمكافحة التدخين جهودا كبيرة في هذا المجال.. ضمن جهودها بمنعه في أماكن كثيرة.. ومكافحته.. وأعتقد أننا بحاجة لمنعه نهائيا في الصالات الرياضية.. والملاعب.. وأماكن جلوس المتفرجين وتخصيص أماكن للمدخنين في المناطق المحيطة كخطوة أولى لمنعه نهائيا في الميادين الرياضية.. وبعيدا عن مضار التدخين.. سواء كان التدخين المباشر أو السلبي.. وأثره على المجتمع.. مما لا حاجة للدخول في تفاصيله.. فإنني أعتقد أن منعه نهائيا في ميادين الرياضة يأتي من منطلقين:
الأول:
التعارض التام بينه وبين الرياضة وأهمية كل منهما.. وأثره في صحة الفرد.. وبالتالي لا يمكن أن ندعو إلى الاهتمام بصحة الفرد والنشء على وجه الخصوص.. وفي ذات الوقت نسمح بما يؤثر سلبا على صحته.. ومستقبله.
الثاني:
أن هناك توجيهات عليا بمنع التدخين في الأماكن العامة.. وبدأ تطبيقه في الكثير منها كالمطارات وغيرها.. والميادين الرياضية هي ميادين عامة.. وهي الأولى بهذه الناحية والحديث هنا.. ليس عن كرة القدم فقط.
ولكن أيضا عن كل الرياضات..
وفي مختلف المواقع. وأعرف كثيرين يحجمون عن الذهاب للملاعب الرياضية وأخذ أبنائهم إليها لهذا السبب.
وأعتقد أن على رعاية الشباب واتحاد القدم بالذات مسؤولية كبرى في هذا المجال بقيادة حملة توعوية كبرى من أجل هذا الغرض.. تساهم فيها الشركات الراعية لبرامجها وأنديتها.. بحيث يتم توظيف اللاعبين الرياضيين.. وما يتمتعون به من شعبية لخدمة هذا الهدف.. إذ لا يمكن ــ كما أشرت ــ أن نسعى لبناء العقول والأجسام بنية صحيحة كأحد أهداف الرياضة وفي ذات الوقت.. لا نحارب ما يتعارض مع هذا الهدف السامي والنبيل.
والله من وراء القصد