|


عبدالله الضويحي
لائحة الشباب (لا تبوق ولا تخاف)
2011-04-12
أثارت اللائحة التي أصدرها نادي الشباب لتنظيم علاقة اللاعب بالنادي بصورة عامة وكمحترف بصورة خاصة.. ردود فعل واسعة.. بين مؤيد ومعترض ومن هو بين بين..
وإذا ما دمجنا الفريقين الثاني والثالث فإنه يمكن تقسيم ردود الفعل إلى قسمين: الأول:
الذين أيدوا اللائحة.. ورأوا فيها عملا إيجابيا.. وهؤلاء فئتان:
الأولى:
من خارج النادي.. وهم الحريصون على مصلحة الكرة السعودية واللاعب السعودي ويرون فيها تطبيقاً حقيقياً لمفهوم الاحتراف.. وأهدافه.. وتنظيم علاقة اللاعب بناديه على ضوء ذلك.
الثانية .. من داخل النادي خاصة اللاعبين وهي إلى جانب اتفاقها مع السابقة.. فإنه ينطبق عليها المثل الشعبي الدارج (لا تبوق ولا تخاف).. بمعنى لا تسرق..
فاللاعب الواثق من نفسه.. المدرك لمعنى الاحتراف الحقيقي ومسؤولياته كلاعب محترف لا يهمه إن صدرت اللائحة أو لم تصدر.. بل إنه معها لضمان شمولية النظام وعدالته.
ونادي الشباب وهو يضع هذه اللائحة إنما ينطلق في الواقع من هدفين أساسيين:
أحدهما..
الإيمان بدوره كمؤسسة تربوية تعنى بتربية النشء وتحرص على مستقبلهم ومستقبل الشباب وهم عماد الأمة وأملها من خلال المحافظة عليهم والارتقاء بمستوى فكرهم وثقافتهم.
والآخر..
تطبيق الاحتراف الحقيقي كونه نادياً رياضياً محترفاً.. يرى في تطبيق هذا المفهوم بأسسه الصحيحة تحقيقاً لأهدافه.. بل وأهداف الاتحاد السعودي لكرة القدم للارتقاء بمستوى الكرة السعودية.. ومستوى اللاعب السعودي ومستقبله.
ولهذا..
أستغرب كثيراً وغيري وقوف البعض ضد هذه اللائحة.. وإيجاد مبررات غير منطقية للتقليل منها مثل كونها جاءت بعد توقيع العقد مع اللاعب أو خلافه.. خاصة بعض وكلاء اللاعبين الذين حاولوا العزف على هذه النقطة.
ولو سلمنا بهذا.. فإن ذلك يعني عدم تطبيقها نهائياً.. فعقود اللاعبين لا تنتهي في وقت واحد.. فهل يعني هذا تطبيقها بصورة فردية على كل لاعب ينتهي عقده ويبدأ عقدا جديدا..؟.. أي منطق.. أو فهم يراه هؤلاء..؟
كان المفروض أن يكون بعض الزملاء الإعلاميين ووكلاء اللاعبين الذين انتقدوا اللائحة ووقفوا ضدها.. أن يكونوا عوناً على تطبيقها وعوناً للاعب على تقبلها.. بدلاً من الوقوف معه لمجرد العاطفة.. أو النظرة الشخصية..
إن تراجع نتائج الكرة السعودية في المحافل الدولية.. وكثرة إصابات اللاعبين السعوديين وخروج البعض منهم عن النص والنرفزة داخل الملعب مرده في معظمه إلى عدم تطبيق الاحتراف تطبيقا حقيقيا.
ولو كان ذلك هو السائد بالفعل.. لما كنا في حاجة لمثل هذه اللوائح في الأندية. ثم إن هذه اللائحة التي أصدرها الشباب.. لا يجد المتمعن فيها جديدا.. بمعنى خارج عن المألوف وما يجب أن يكون عليه اللاعب المحترف.
فهي تمثل ما يجب أن يكون عليه اللاعب المحترف من سلوك وثقافة وتنص على قواعد سلوك يحترم من خلالها اللاعب نفسه وناديه وسمعته.
وكلها أمور منطقية وواجبة.. حتى منع استخدام الجوال في العيادة الطبية والملعب.. وأثناء التوجه إلى المباراة يعتبر مقبولاً.. كون هذه الأماكن ليست مناسبة لمثل هذه الأحاديث.. وقد تحدث عن ذلك وبإسهاب زميلي محمد الشيخ في عدد سابق من جريدة (الرياض) مناقشاً اللائحة بأسلوب موضوعي.
كما أن اللائحة ذاتها.. لم تخرج عن عباءة لائحة الاحتراف الصادرة من الاتحاد السعودي الكرة القدم التي تركز على هذه الأساسيات.. ويتيح للأندية أيضا إصدار لوائح داخلية خاصة بها لتنظيم علاقتها مع لاعبيها.
وحسبي أن نادي الشباب وجد نفسه مجبراً.. أو مدعواً لوضع هذه اللائحة.. عندما لاحظ أن اللاعب غير ملتزم بمفهوم الاحتراف الحقيقي.
مشكلتنا في هذا المجتمع ــ وللأسف ــ رفض ما هو جديد.. وعدم تقبله مثلما حصل ويحصل مع كثير من القوانين والأنظمة في حياتنا العامة وليس الرياضية فقط.. حتى وإن كان هدفها العام هو الإصلاح.
كنت وما زلت أؤمن بأن الوعي لا يمكن زرعه وتناميه سواء على مستوى الأفراد أو المجتمع.. ما لم يدعمه قانون صارم.. حتى يصبح جزءاً من ثقافة الإنسان الغربي الذي نصفه بهذا ونعجب بسلوكياته.. ولنأخذ اللاعب الأجنبي كمثال.. هل خرج إلى الدنيا واعياً؟
السعودي والأجنبي وغيرهم كل منهم يولد على الفطرة وبنفس الاستعداد.. فالوعي صفة مكتسبة وليست فطرية.. وبالتالي فإن البيئة التي يعيش فيها هي التي تشكل شخصيته ووعيه..
فالقوانين الصارمة.. وتطبيقها وعدم التساهل في ذلك هي التي أوجدت فيه هذه الخاصية.. حتى أصبحت جزءاً من حياته اليومية..
في حين أن غياب هذه القوانين.. والتساهل في تطبيقها إن وجدت والمحسوبيات هي التي شكلت الشخصية العربية.. والوعي العربي.
إن هذه اللائحة في نظري.. تمثل نقله نوعية في عصر الاحتراف.. من مفهومه النظري إلى التطبيق العملي والحقيقي وترجمته على أرض الواقع.
وعلينا أن نهنئ نادي الشباب على خطوته هذه ونعينه على تطبيقها.. بل وندعو جميع الأندية إلى الاستفادة منها وتطبيقها هي الأخرى.. أو الجهات المسؤولة نفسها وتعميمها على الأندية.. حتى يصبح الاحتراف لدينا احترافاً حقيقياً.. وأتمنى أن يصاحب ذلك إلزامها بالتدريبات الصباحية.. والاهتمام بنغذية اللاعب.. الخ.
صحيح أن بعض الأندية تعاني من مشاكل تأخير رواتب لاعبيها ومستحقاتهم.. مما يعني ــ في نظرها ــ صعوبة تحقق المعادلة.. لكن هذا ليس مبرراً منطقياً لعدم تطبيقها.
والله من وراء القصد.

الوحدة.. والهلال
وعبق التاريخ

تأتي إقامة نهائي كأس ولي العهد هذا العام في مكة المكرمة تقديراً لهذه العاصمة المقدسة.. وتاريخها على كافة الأصعدة.
النهائي الذي يجمع الهلال والوحدة.. كان مقرراً أن يقام في مدينة الرياض على اعتبار تواجد راعي المباراة.. كما جرت عليه العادة في هذه المناسبات.. إلا أن سموه الكريم ـ حفظه الله ـ أناب الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة بتشريف المباراة وتسليم الكأس..
وهي لفتة كريمة..
وقرار منطقي وواقعي..
فمكة المكرمة.. هي مهد الكرة السعودية، ومن حقها أن تستضيف أحد النهائيات الكبرى.. شأنها شأن مدن أخرى.. وكنت أتمنى لو أن الإخوة والزملاء الذين ظلوا طوال الأسابيع الماضية يطالبون بذلك وضعوا هذا المبرر.. بدلاً من خلق مبررات توحي بما هو أبعد من الهدف الأسمى.. مثل فرصة أداء العمرة للجماهير الرياضية.. وكأن العمرة مقصورة على هذه المباريات.. خاصة وأن ملعب الشرائع خارج نطاق الحرم.. ولهذا يلعب فيه اللاعبون والمدربون الأجانب دون أدنى حرج.. أو تقديراً لنادي الوحدة ودعماً له ليحقق بطولة باعتبار المباراة على أرضه في حين أن الهلال غني بالبطولات... الخ من مبررات.
مكة المكرمة كعاصمة مقدسة وتاريخ تستحق والوحدة كناد.. وعراقه يستحق. لكن ما يجب أن ننظر إليه.. أن أي مدينة سعودية وأرض أي مدينة هي أرض لكل ناد.. لا فرق بين الرياض ومكة.. أو جدة أو الدمام.. أو أبها..
وكل ناد.. سيجد له جمهوراً يدعمه هنا.. أو هناك خاصة ناد كالهلال له جماهيره في كل منطقة.. بل إنني شخصيا أرى أن نقلها هناك قد يعطي الهلال دافعاً أكبر للتحدي والفوز في ملعب هو الوحيد الذي لم يحقق فيه بطولة.. ليكمل عقد بطولاته.. والذين يقولون.. إن هذه فرصة العمر الوحيدة التي قد لا تتحقق للوحدة في الفوز ببطولة يخطئون في حق الوحدة..
فالوحدة ناد عريق.. وكبير..
والذي أوصل الوحدة لهذا النهائي قادر بإذن الله أن يصل به إلى نهائيات أخرى قادمة.. متى ما أحسن الوحداويون العمل على تطوير ناديهم والارتقاء بهم. والذي أتمناه.. ألا ينعكس الشحن النفسي أو الضغوط على فريق الوحدة بالفوز على أدائهم داخل الملعب وبالتالي جمال المباراة..
نريدها مباراة تعيد للأذهان (الزمن الجميل) وتلك المنافسات التي كانت تتم بين الوحدة والهلال..
إذا فازت الوحدة.. فلعلها بداية العودة لمنصات التتويج والعودة لسجلات الأبطال. وإن خسرت.. لن يكون الأمر مستغرباً لأنها خسرت أمام الهلال وهو فريق بطل ومتمرس.. والأكثر سيطرة على البطولات. ويجب ألا يدخلها ذلك مرحلة اليأس من المستقبل.
وإن فاز الهلال.. فقد اعتاد على ذلك وليست غريبة عليه..
وإن خسر.. فهو أمر طبيعي..
فالمباراة لا تحتمل أكثر من فائز واحد.. وسنقول له من أعماق قلوبنا مبروك.. فكلاهما يستحق أن يكون البطل.
والله من وراء القصد.

أبعدوا فراس..
مرحباً فراس

الذين تابعوا قضية الاتحاد مع عضو مجلس الإدارة ومدير إدارة الاستثمار المهندس فراس التركي وسحب صلاحياته.. وإيقاف تواقيعه لدى البنوك... الخ ثم التحفظ على قرار الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بإعادته لمكانه.. وطلبهم مقابلة سموه.. لأن لديهم وثائق ومستندات تدين فراس وتصرفه وتلاعبه ــ كما تقول التصريحات ــ في مهرجان اعتزال أحمد جميل... الخ
الذي تابع ذلك كان يشعر بأن شعرة معاوية انقطعت بين الطرفين.. وأن كلاً من الطرفين قد مضى في طريق.
فجأة.. وبعد اجتماع الإدارة بالأمير نواف.. جاء موقف الإدارة الاتحادية مرحباً ومهللاً بتواجد فراس التركي وعودة كل الأمور إلى طبيعتها بما فيها تواقيعه لدى البنوك.
هذا التغير المفاجئ.. ألا يطرح علامة استفهام كبرى حول تبدل المواقف.؟‍ لاشك أن حكمة الأمير نواف وحنكته كان لها دور في ذلك.. لكن هل كان الاتحاديون بحاجة إلى المزيد من (الصداع).. ليصلوا إلى مثل هذه المرحلة؟ عاد فراس.. وسيعود العمل إلى طبيعته لكن هل ستعود الأنفس إلى طبيعتها.؟ هذا ما أتمناه.. ويتمناه كل اتحادي مخلص..
عاد فراس التركي.. منتصراً.. وكنت أتمنى لو أن المنتصر هو (الاتحاد) وليس الأفراد.. أياً كانوا.
أحترم فراس.. ولا أعرف عنه.. إلا ما أقرأه في الصحف.. وإدارة الاتحاد كذلك.. لكن كنت أتمنى لو أن الاتحاديين (داووا أعمالهم بالكتمان).. قبل أن تصل إلى الإعلام وتظهر على السطح.
ماذا.. لو جلسوا إلى مائدة واحدة.. مع فراس وغيره ورمى كل منهم بأوراقه.. فإذا ما وصلوا إلى كلمة سواء.. فهذا هو المطلوب. وإن لم يحدث فلكل حادث حديث.. وهناك طرق لحلها دون أن تصل إلى الإعلام وتتجاوز البيت الاتحادي..
لقد خسر الاتحاد هذا الموسم بطولة الدوري وكان من المرشحين لها.. وخسر نقاطاً كثيرة ليس آخرها مباراة التعاون.. وأعتقد أن المشاكل الاتحادية كان لها دورها في التأثير على هذه النتائج.
وأمام الاتحاد الآن فرصة كأس الأبطال (كأس خادم الحرمين الشريفين).. وبطولة الأندية الآسيوية التي يتصدر فيها مجموعة.. وهي صدارة لا تعني ترشيحه المطلق للبطولة فالفرق التي تلعب معه ساعدته على ذلك.. وإذا ما أتاح الاتحاديون للخلافات الشخصية الفرصة لتدخل إلى النادي.. فمن الطبيعي أن تصل إلى فريق كرة القدم.. وساعتها سيكون لها حديث آخر.
والله من وراء القصد.