جاءت نتائج انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم التي جرت الأسبوع الماضي في الدوحة على هامش كأس الأمم الآسيوية الـ 15 وفاز من خلالها ستة مرشحين عرب بمقاعد في المكتب التنفيذي للاتحاد.. لتؤكد على ثلاث حقائق:
الأولى:
قوة الصوت العربي وخاصة الخليجي في الاتحاد وقدرته على قول كلمته.. إذا ما أراد ذلك.. ونجاحه أيضا في قيادة دفة الاتحاد في الدورة السابقة للمكتب.. فقد تجددت الثقة أو فاز بهذه الثقة الستة كل من القطري محمد بن همام رئيسا للمكتب (بالتزكية).. والأردني الأمير علي بن الحسين نائبا لرئيس الفيفا عن قارة آسيا والإماراتي يوسف السركال نائبا لرئيس الاتحاد والسعودي د. حافظ المدلج والبحريني علي الخليفة والعماني خالد البوسعيدي لعضوية المكتب. هذا القوة تمثلت أيضا في فوز الأمير علي بن الحسين الذي كان بمثابة المفاجأة للبعض.. وهو الأقل خبرة سواء في عمره الزمني أو في تجربته مع الاتحادات الإقليمية أو القارية.. إذا ما أدركنا أن خصمه الكوري الجنوبي د. تشونج مونج أمضى 16عاما عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي ونائبا لرئيس الفيفا.. وكان يطمح لترشيح نفسه لقيادة هذه المنظمة بعد أن يتقاعد بلاتر من منصبه.. مما يعني امتلاكه لكثير من أدوات التفوق.. خاصة وأن هذا الأخير يحظى بدعم رئيس الاتحاد الآسيوي المعلن مما يضيف له المزيد من عناصر النجاح من خلال رغبة بعض الأعضاء في كسب ود رئيس الاتحاد.. والتقرب منه. هذا النجاح.. والتكاتف يدعو إلى أن تستثمر المجموعة الخليجية تواجدها في المكتب لتحقيق المزيد من النجاحات للكرة في المنطقة عموما والخليج على وجه الخصوص.. وقيادة الاتحاد وفق رؤيتها وتوجهها.. بعد أن ظل فترة رهينة الشرق الآسيوي.. أو يسير وفق مصالح معينة.. يدركها العارفون بالكرة الآسيوية والاتحاد الآسيوي وبواطنه.
الثانية:
نزاهة هذه الانتخابات.. وإدارتها.. بدليل فوز الأمير علي بن الحسين.. وبفارق خمسة أصوات على منافسة الكوري د.تشونج فونج.. صاحب الخبرة.. والمدعوم من قبل رئيس الاتحاد كما أشرت في النقطة السابقة.
الثالثة:
إننا بالرغم مما نمتلكه من خبرة في التعامل مع الأحداث والاطلاع على الثقافات الأخرى.. وطبيعة التنافس.. إلا أننا ــ وللأسف ــ لا زلنا نفتقد في بعض الأحيان لثقافة الحوار.. وثقافة المنافسة.. وربما نتأثر ببعض المواقف.. وينعكس ذلك على هذه الثقافة..
ابن همام
وأحمد الفهد
احترم محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وأقدر جهوده وما يقوم به من أدوار.. ولا أعتقد أن أحدا يشك فيما أحدثه من حراك.. أو لنقل ثورة في الكرة الآسيوية منذ أن تولى زمام الأمور في الاتحاد خلال دورتيه الماضيتين سواء على الصعيد الفني.. أو التنظيم الإداري.. وسواء كان ذلك أيضا على صعيد الاتحادات الوطنية.. أو الاتحاد الآسيوي.
كما أحترم قادة الرياضة في الخليج.. وآراءهم.. مهما كان موقفنا من هذه الآراء والتوجهات.. اتفاقا واختلافا.. لكنني وغيري نتحفظ كثيرا على ما دار ويدور بين الأشقاء في الاتحاد الكويتي لكرة القدم من جهة ومحمد بن همام من جهة أخرى.. من اختلاف في وجهات النظر.. تم تصعيده ونقله إلى خلافات شخصية..
وشخصيا..
أعتقد أن أبا جاسم ــ وأرجو أن يقبل هذا الرأي ــ خرج عن النص في حديثه عن الشيخ أحمد الفهد.. واتهاماته... إلخ.
ولا أحد ينكر الاختلاف السياسي في بعض المواقف بين الكويت وقطر الذي حدث قبل سنوات.. وانعكس بدوره على المنافسات الرياضية.
هذا الخلاف.. وإن تمت تهدئته على الصعيد السياسي.. إلا أنه ظل على المستوى الرياضي.. بل ازدادت رقعته مع الأيام بسبب طبيعة التنافس الرياضي.. ونوعية الفكر والتوجه الذي يسيره.. عنه لدى السياسيين.. وكلنا نتذكر موقف الاتحاد الكويتي والشيخ احمد الفهد الداعم للشيخ سلمان آل خليفة ضد ابن همام في الترشح لعضوية الفيفا الذي تم العام الماضي.. وما حدث من تصاريح وتصاريح مضادة.. عندما أشار ابن همام إلى قدرته على الترشح لمنصب رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي وإزاحة أحمد الفهد..
ويبدو أن ابن همام وجدها فرصة هذه المرة وهو يرى توجه الكويتيين وأحمد الفهد.. لدعم علي بن الحسين لمنصب نائب رئيس الفيفا ضد مرشح قطر تشونج فونج الكوري.. في تصفية تلك الحسابات.
والقضية ليست ردة فعل على هذا الترشيح.. بقدر ما هي ردة فعل أيضا على تصريح الشيخ احمد عندما قال.. (إن قطر أصبحت كورية).. في إشارة منه لاعتراضه على دعمهم لشونج ضد علي بن الحسين.. رغم أن أحمد الفهد في بداية تصريحه أعلن وقوفه مع الاتحاد الآسيوي.. وابن همام شخصيا.. من حق ابن همام أن يرشح تشونج.. ويعمل على دعمه ويعجبني فيه صراحته ووضوحه.. وهو يعلن ذلك أمام الملأ.. لأنه يرى أن مصلحته الشخصية.. ومصلحة الفيفا من وجهة نظره.. هي في دعمه.. وهو الذي زامله سنوات عدة.. ونشأت بينهما علاقات شخصية.
ومن حق الاتحاد الكويتي.. وأحمد الفهد ترشيح آخر ضد هذا المرشح ودعمه.. ومن حق أي شخص أن يرشح من يريد..
وابن همام.. وأحمد الفهد.. وغيرهم خير من يدرك لعبة الانتخابات وكيف تتم إدارتها..؟
إذا.. ومن هذا المنطلق..
أليس من حقنا أن نتساءل.. لماذا نحول نحن العرب.. اختلافنا حول المناصب إلى خلافات على المستوى الشخصي..
كلنا يتذكر..
قبل عام ونصف.. وعند الترشح لمنصب عضوية الفيفا.. أثناء المنافسة بين ابن همام والشيخ سلمان.. كيف كان موقف ابن همام.. من الكوري تشونج.؟ وبماذا وصفه.. وتحدث عنه.؟
وكيف تغير الوضع.. ؟ ودعم تشونج ملف قطر في الفيفا لتنظيم مونديال 2022.. وأن تصويت قطر لصالح تشونج في الانتخابات الأخيرة من باب رد الجميل أكثر من كونها ضد علي بن الحسين. وكيف كان موقف الكوري تشونج بعد خسارته غير المتوقعة أمام علي بن الحسين..؟ رغم قوة الصدمة.. حيث كان يتوقع الفوز بناء على خبرته وتاريخه ودعم قطر له وآماله برئاسة الفيفا مستقبلا.. إلا أن أيا من ذلك لم يمنعه من تقبل النتيجة والمباركة لعلي بن الحسين.. في صورة حضارية تدل على رقي الرجل.. وقبوله للنتيجة.
ونتذكر أيضا..
ما حصل من خلاف.. بين ابن همام والقيادة الرياضية السعودية عندما دعمت الأخيرة ترشيح الشيخ سلمان بن خليفة لعضوية الفيفا ضد ابن همام.. وردة الفعل عنده.. عندما أعلن ترشيح نفسه لرئاسة الاتحاد العربي لكرة القدم ضد الأمير سلطان بن فهد.. وما حصل في اجتماع الجمعية العمومية.
هذا الخلاف.. أصبح في طي النسيان.. وكان اختلافا في وجهات النظر.. وكيف أصبحت العلاقة الآن بين الطرفين.. ؟ ودعم الاتحاد السعودي لكرة القدم لابن همام في الانتخابات الأخيرة.. ودعم ملف قطر لمونديال 2022.. وكيف أن الدعم السعودي للأمير علي بن الحسين لم يؤثر على علاقتهم بابن همام.. لأن هناك فرقا بين دعم المرشح.. وبين العلاقات والمصالح.. وهذا ما يدركه الكبار.. وعندما أشير إلى هذه المواقف.. فإنني لا أهدف إلى استعراض لها.. بقدر ما أؤكد على أن الاختلاف في وجهات النظر يجب أن لا يؤثر على العلاقات الشخصية.. وألا يخرج بنا عن الروح الرياضية.. وثقافة الحوار.. والخلاف لقد فرحنا.. وصفقنا كثيرا لهذا التلاحم الخليجي والموقف الموحد في انتخابات الاتحاد الآسيوي الأخيرة ونتمنى أن تسود هذه الروح علاقاتنا الرياضية والاجتماعية.. بما يخدم مصالح الكرة في المنطقة.
من المؤكد..
أنه ليس من مصلحة المنطقة.. ولا من مصلحة شبابها.. الاختلاف في مواقفها.. وليس من مصلحتها لو حصل هذا الاختلاف لسبب أو لآخر أو لمصالح فردية.. أن ينتقل هذا الاختلاف إلى العلاقات الشخصية.. وينعكس على العلاقة بين شباب الخليج.
وهذا ما لاحظناه من تصعيد إعلامي وجماهيري بين قطر والكويت كانعكاس طبيعي للخلاف بين ابن همام من جهة واحمد وطلال الفهد من جهة أخرى.. وإذا لم يتم تدارك الموقف ومعالجته.. أخشى أن يمتد مستقبلا إلى طبيعة التنافس بين فرق ومنتخبات الدولتين.
ومن هنا..
فإننا نأمل من الأشقاء (تهدئة اللعب).. وحل هذه الخلافات بالتي هي أحسن.. وبالحوار الثنائي والمباشر..
وأن يتدخل من يملكون القدرة على ذلك ويحظون باتفاق الجميع على احترامهم وحصافة رأيهم.. ــ ولا أقول العقلاء ــ.. فكلهم عقلاء بإذن الله من أجل احتواء الموقف.. ومعالجته بما يخدم مصالح الطرفين.. وشبابهم إذ ليس من مصلحة المنطقة أن يختلف أقطابها.. وصناع القرار فيها.. لأن مثل هذا الخلاف من شأنه أن ينعكس بأثره على علاقة الشباب فيما بينهم ويمتد أثره إلى مستقبل المنطقة.. وهو ما لا يتمناه كل منتم إليها.. أيا كان الخلاف ودرجته.. وأيا كانت أطرافه.
والله من وراء القصد
بسيرو..
لكل حادث حديث
أعرف أن كثيرين كانوا يتوقعون أن يكون هذا المقال مخصصا للحديث عن بسيرو.. والمنتخب. بل قد يتساءل البعض.. لماذا لم يكن كذلك..؟ الحقيقة أن الإجابة على هذا التساؤل تأتي من ناحيتين:
الأولى:
أن بسيرو.. والحديث عن مرحلته لا يجدي كما هو سلخ الشاة بعد ذبحها.. وقد أشبعه الزملاء نقدا وتحليلا..
الثانية:
ولو أردنا الحديث عن مرحلة ما بعد بسيرو.. فالوقت الآن غير مناسب.. على الأقل أن تنتهي مشاركتنا في البطولة.
وإذا كان إنهاء عقد بسيرو.. جاء كردة فعل على خسارتنا من منتخب سوريا.. وكنوع من امتصاص ردود الفعل الجماهيرية.. التي طالبت برأسه مبكرا.. فإن الأخ العزيز ناصر الجوهر.. أو(حمال الأسية).. لم يقبل هذه المهمة بقناعة وثقة في تحقيق آمال وطموحات الجماهير السعودية.. بقدر ما قبلها بدافع وطني.. وبالتالي فإنه لا يلام فيما لو توقف عند هذه المرحلة ولم يتجاوزها.. وله كل الشكر والتقدير فيما لو حقق ما هو أبعد. ناصر ليس غريبا على المنتخب.. والمنتخب ليس بغريب عليه.. ويملك الإمكانات لصناعة التفوق..
أما بسيرو.. فمهما كانت قناعتنا به.. من عدمه.. أو أنه دون مستوى طموحاتنا فإن المدرب ــ من وجهة نظري ــ إذا كنا لا ننسب النجاح له وحده.. فإننا من باب الإنصاف يجب ألا نحمله أيضا مسؤولية الخسارة لوحده..
المدرب هو ضلع في عملية النجاح.. وأحد عواملها.. ونجاح الفريق لا يعتمد فقط على خطة المدرب.. وإلا.. لدام التفوق لفرق تملك أعظم المدربين وأفضلهم.. ولما انتصرت فرق.. ذات إمكانات محدودة.
هناك..
الإعداد الفني.. والإعداد النفسي.. وثقافة اللاعب.. وقدرات الإداري..
هناك..
الإعلام الشريك الاستراتيجي.. وما يطرحه من آراء.. تساهم في نجاح الفريق.. أو زعزعته .. من خلال رؤى وربما كانت غير مسئولة.. أو لا تستند على حقائق وبراهين.. وفي توقيت غير مناسب..
ثمة مقولة معروفة.. في الإعلام..
(إذا أردت أن تقتل شخصا أطلق عليه رصاصة وإذا أردت أن تدمر شعبا أطلق فيه إشاعة ). وإلى أن ننتهي من كأس أمم آسيا لكل حادث حديث.
الأمانة..
حس وطني.. وحس شبابي
الخطوة التي أقدمت عليها أمانة منطقة الرياض بوضع شاشات عرض كبيرة في بعض الميادين لنقل مباريات كأس الأمم الآسيوية المقامة هذه الأيام في الدوحة.. وتوفير المقاعد وكافة مستلزمات الراحة للراغبين في متابعة الأحداث.. تؤكد ناحيتين:
الأولى:
الحس الوطني لدى الأمانة.. بدعمها لمنتخبنا المشارك في هذه البطولة.. من خلال نقل المباريات عبر الساحات العامة.
الثانية:
انفتاحها على الشباب.. من المواطنين والمقيمين.. وتوفير فرصة متابعتهم للحدث في الهواء الطلق.. وفق طقوس معينة.. كما هي العواصم العالمية في هذه المناسبات.. جنبا إلى جنب مع مزاولة البعض هواياتهم في رياضة المشي في الممرات المخصصة لهذا العرض. هذه الخطوة تأتي امتدادا لخطوات الأمانة بقيادة مهندسها الأمير الدكتورعبدالعزيز بن محمد بن عياف في الانفتاح على الشباب.. وشغل أوقات فراغهم.. من خلال مهرجانات الصيف والمناسبات المختلفة.. وكذلك إقامة العديد من الحدائق المفتوحة والساحات الشبابية بمرافقها المختلفة من ملاعب ومضامير المشى.. وغيرها من برامج الترفيه سواء الموسمية أو التي على مدار العام.
لاعبو
فورة الحليب
تسابقت العديد من الأندية السعودية ــ حسب الصحافة ــ ولا أدري عن مدى دقة الخبر.. لكنه لا يخلو من الصحة.. أقول تسابقت على تسجيل اللاعب الكويتي فهد العنزي في صفوفها وهو الذي كان أحد نجوم دورة الخليج الأخيرة. والحقيقة أنني لا أقلل من نجومية فهد.. أو غيره.. لكنني أرى أن إمكانيات اللاعب ــ أي لاعب ــ ومستواه لا يمكن الحكم عليه من خلال نجوميته في مباراة.. أو بطولة قصيرة.. كدورة الخليج التي لها خصوصية معينة..
إن الحكم على مستوى لاعب ما.. وإمكاناته يتحدد من خلال متابعة موسم كامل.. أو في دورة كبيرة يخوض خلالها العديد من المباريات ويخضع للعديد من المواقف التي تبرز إمكاناته وجاهزيته الفنية والبدنية.. ومدى ملاءمته لهذا الفريق.. أو ذاك.
وقد أثبتت كثير من التعاقدات مع لاعبين محليين برزوا فجأة في مباراة دولية.. أو غيرها صحة هذا الرأي وبالتالي تبرز أهمية التروي قبل التعاقد مع أي لاعب.. أو الحكم على مستواه بمجرد نجاحه في مباراة أو بطولة.. ربما ساهمت ظروف معينة في هذا النجاح.. الذي يصبح فيما بعد أشبه ما يكون بفقاعة الصابون.. أو فورة الحليب.
الأولى:
قوة الصوت العربي وخاصة الخليجي في الاتحاد وقدرته على قول كلمته.. إذا ما أراد ذلك.. ونجاحه أيضا في قيادة دفة الاتحاد في الدورة السابقة للمكتب.. فقد تجددت الثقة أو فاز بهذه الثقة الستة كل من القطري محمد بن همام رئيسا للمكتب (بالتزكية).. والأردني الأمير علي بن الحسين نائبا لرئيس الفيفا عن قارة آسيا والإماراتي يوسف السركال نائبا لرئيس الاتحاد والسعودي د. حافظ المدلج والبحريني علي الخليفة والعماني خالد البوسعيدي لعضوية المكتب. هذا القوة تمثلت أيضا في فوز الأمير علي بن الحسين الذي كان بمثابة المفاجأة للبعض.. وهو الأقل خبرة سواء في عمره الزمني أو في تجربته مع الاتحادات الإقليمية أو القارية.. إذا ما أدركنا أن خصمه الكوري الجنوبي د. تشونج مونج أمضى 16عاما عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي ونائبا لرئيس الفيفا.. وكان يطمح لترشيح نفسه لقيادة هذه المنظمة بعد أن يتقاعد بلاتر من منصبه.. مما يعني امتلاكه لكثير من أدوات التفوق.. خاصة وأن هذا الأخير يحظى بدعم رئيس الاتحاد الآسيوي المعلن مما يضيف له المزيد من عناصر النجاح من خلال رغبة بعض الأعضاء في كسب ود رئيس الاتحاد.. والتقرب منه. هذا النجاح.. والتكاتف يدعو إلى أن تستثمر المجموعة الخليجية تواجدها في المكتب لتحقيق المزيد من النجاحات للكرة في المنطقة عموما والخليج على وجه الخصوص.. وقيادة الاتحاد وفق رؤيتها وتوجهها.. بعد أن ظل فترة رهينة الشرق الآسيوي.. أو يسير وفق مصالح معينة.. يدركها العارفون بالكرة الآسيوية والاتحاد الآسيوي وبواطنه.
الثانية:
نزاهة هذه الانتخابات.. وإدارتها.. بدليل فوز الأمير علي بن الحسين.. وبفارق خمسة أصوات على منافسة الكوري د.تشونج فونج.. صاحب الخبرة.. والمدعوم من قبل رئيس الاتحاد كما أشرت في النقطة السابقة.
الثالثة:
إننا بالرغم مما نمتلكه من خبرة في التعامل مع الأحداث والاطلاع على الثقافات الأخرى.. وطبيعة التنافس.. إلا أننا ــ وللأسف ــ لا زلنا نفتقد في بعض الأحيان لثقافة الحوار.. وثقافة المنافسة.. وربما نتأثر ببعض المواقف.. وينعكس ذلك على هذه الثقافة..
ابن همام
وأحمد الفهد
احترم محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وأقدر جهوده وما يقوم به من أدوار.. ولا أعتقد أن أحدا يشك فيما أحدثه من حراك.. أو لنقل ثورة في الكرة الآسيوية منذ أن تولى زمام الأمور في الاتحاد خلال دورتيه الماضيتين سواء على الصعيد الفني.. أو التنظيم الإداري.. وسواء كان ذلك أيضا على صعيد الاتحادات الوطنية.. أو الاتحاد الآسيوي.
كما أحترم قادة الرياضة في الخليج.. وآراءهم.. مهما كان موقفنا من هذه الآراء والتوجهات.. اتفاقا واختلافا.. لكنني وغيري نتحفظ كثيرا على ما دار ويدور بين الأشقاء في الاتحاد الكويتي لكرة القدم من جهة ومحمد بن همام من جهة أخرى.. من اختلاف في وجهات النظر.. تم تصعيده ونقله إلى خلافات شخصية..
وشخصيا..
أعتقد أن أبا جاسم ــ وأرجو أن يقبل هذا الرأي ــ خرج عن النص في حديثه عن الشيخ أحمد الفهد.. واتهاماته... إلخ.
ولا أحد ينكر الاختلاف السياسي في بعض المواقف بين الكويت وقطر الذي حدث قبل سنوات.. وانعكس بدوره على المنافسات الرياضية.
هذا الخلاف.. وإن تمت تهدئته على الصعيد السياسي.. إلا أنه ظل على المستوى الرياضي.. بل ازدادت رقعته مع الأيام بسبب طبيعة التنافس الرياضي.. ونوعية الفكر والتوجه الذي يسيره.. عنه لدى السياسيين.. وكلنا نتذكر موقف الاتحاد الكويتي والشيخ احمد الفهد الداعم للشيخ سلمان آل خليفة ضد ابن همام في الترشح لعضوية الفيفا الذي تم العام الماضي.. وما حدث من تصاريح وتصاريح مضادة.. عندما أشار ابن همام إلى قدرته على الترشح لمنصب رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي وإزاحة أحمد الفهد..
ويبدو أن ابن همام وجدها فرصة هذه المرة وهو يرى توجه الكويتيين وأحمد الفهد.. لدعم علي بن الحسين لمنصب نائب رئيس الفيفا ضد مرشح قطر تشونج فونج الكوري.. في تصفية تلك الحسابات.
والقضية ليست ردة فعل على هذا الترشيح.. بقدر ما هي ردة فعل أيضا على تصريح الشيخ احمد عندما قال.. (إن قطر أصبحت كورية).. في إشارة منه لاعتراضه على دعمهم لشونج ضد علي بن الحسين.. رغم أن أحمد الفهد في بداية تصريحه أعلن وقوفه مع الاتحاد الآسيوي.. وابن همام شخصيا.. من حق ابن همام أن يرشح تشونج.. ويعمل على دعمه ويعجبني فيه صراحته ووضوحه.. وهو يعلن ذلك أمام الملأ.. لأنه يرى أن مصلحته الشخصية.. ومصلحة الفيفا من وجهة نظره.. هي في دعمه.. وهو الذي زامله سنوات عدة.. ونشأت بينهما علاقات شخصية.
ومن حق الاتحاد الكويتي.. وأحمد الفهد ترشيح آخر ضد هذا المرشح ودعمه.. ومن حق أي شخص أن يرشح من يريد..
وابن همام.. وأحمد الفهد.. وغيرهم خير من يدرك لعبة الانتخابات وكيف تتم إدارتها..؟
إذا.. ومن هذا المنطلق..
أليس من حقنا أن نتساءل.. لماذا نحول نحن العرب.. اختلافنا حول المناصب إلى خلافات على المستوى الشخصي..
كلنا يتذكر..
قبل عام ونصف.. وعند الترشح لمنصب عضوية الفيفا.. أثناء المنافسة بين ابن همام والشيخ سلمان.. كيف كان موقف ابن همام.. من الكوري تشونج.؟ وبماذا وصفه.. وتحدث عنه.؟
وكيف تغير الوضع.. ؟ ودعم تشونج ملف قطر في الفيفا لتنظيم مونديال 2022.. وأن تصويت قطر لصالح تشونج في الانتخابات الأخيرة من باب رد الجميل أكثر من كونها ضد علي بن الحسين. وكيف كان موقف الكوري تشونج بعد خسارته غير المتوقعة أمام علي بن الحسين..؟ رغم قوة الصدمة.. حيث كان يتوقع الفوز بناء على خبرته وتاريخه ودعم قطر له وآماله برئاسة الفيفا مستقبلا.. إلا أن أيا من ذلك لم يمنعه من تقبل النتيجة والمباركة لعلي بن الحسين.. في صورة حضارية تدل على رقي الرجل.. وقبوله للنتيجة.
ونتذكر أيضا..
ما حصل من خلاف.. بين ابن همام والقيادة الرياضية السعودية عندما دعمت الأخيرة ترشيح الشيخ سلمان بن خليفة لعضوية الفيفا ضد ابن همام.. وردة الفعل عنده.. عندما أعلن ترشيح نفسه لرئاسة الاتحاد العربي لكرة القدم ضد الأمير سلطان بن فهد.. وما حصل في اجتماع الجمعية العمومية.
هذا الخلاف.. أصبح في طي النسيان.. وكان اختلافا في وجهات النظر.. وكيف أصبحت العلاقة الآن بين الطرفين.. ؟ ودعم الاتحاد السعودي لكرة القدم لابن همام في الانتخابات الأخيرة.. ودعم ملف قطر لمونديال 2022.. وكيف أن الدعم السعودي للأمير علي بن الحسين لم يؤثر على علاقتهم بابن همام.. لأن هناك فرقا بين دعم المرشح.. وبين العلاقات والمصالح.. وهذا ما يدركه الكبار.. وعندما أشير إلى هذه المواقف.. فإنني لا أهدف إلى استعراض لها.. بقدر ما أؤكد على أن الاختلاف في وجهات النظر يجب أن لا يؤثر على العلاقات الشخصية.. وألا يخرج بنا عن الروح الرياضية.. وثقافة الحوار.. والخلاف لقد فرحنا.. وصفقنا كثيرا لهذا التلاحم الخليجي والموقف الموحد في انتخابات الاتحاد الآسيوي الأخيرة ونتمنى أن تسود هذه الروح علاقاتنا الرياضية والاجتماعية.. بما يخدم مصالح الكرة في المنطقة.
من المؤكد..
أنه ليس من مصلحة المنطقة.. ولا من مصلحة شبابها.. الاختلاف في مواقفها.. وليس من مصلحتها لو حصل هذا الاختلاف لسبب أو لآخر أو لمصالح فردية.. أن ينتقل هذا الاختلاف إلى العلاقات الشخصية.. وينعكس على العلاقة بين شباب الخليج.
وهذا ما لاحظناه من تصعيد إعلامي وجماهيري بين قطر والكويت كانعكاس طبيعي للخلاف بين ابن همام من جهة واحمد وطلال الفهد من جهة أخرى.. وإذا لم يتم تدارك الموقف ومعالجته.. أخشى أن يمتد مستقبلا إلى طبيعة التنافس بين فرق ومنتخبات الدولتين.
ومن هنا..
فإننا نأمل من الأشقاء (تهدئة اللعب).. وحل هذه الخلافات بالتي هي أحسن.. وبالحوار الثنائي والمباشر..
وأن يتدخل من يملكون القدرة على ذلك ويحظون باتفاق الجميع على احترامهم وحصافة رأيهم.. ــ ولا أقول العقلاء ــ.. فكلهم عقلاء بإذن الله من أجل احتواء الموقف.. ومعالجته بما يخدم مصالح الطرفين.. وشبابهم إذ ليس من مصلحة المنطقة أن يختلف أقطابها.. وصناع القرار فيها.. لأن مثل هذا الخلاف من شأنه أن ينعكس بأثره على علاقة الشباب فيما بينهم ويمتد أثره إلى مستقبل المنطقة.. وهو ما لا يتمناه كل منتم إليها.. أيا كان الخلاف ودرجته.. وأيا كانت أطرافه.
والله من وراء القصد
بسيرو..
لكل حادث حديث
أعرف أن كثيرين كانوا يتوقعون أن يكون هذا المقال مخصصا للحديث عن بسيرو.. والمنتخب. بل قد يتساءل البعض.. لماذا لم يكن كذلك..؟ الحقيقة أن الإجابة على هذا التساؤل تأتي من ناحيتين:
الأولى:
أن بسيرو.. والحديث عن مرحلته لا يجدي كما هو سلخ الشاة بعد ذبحها.. وقد أشبعه الزملاء نقدا وتحليلا..
الثانية:
ولو أردنا الحديث عن مرحلة ما بعد بسيرو.. فالوقت الآن غير مناسب.. على الأقل أن تنتهي مشاركتنا في البطولة.
وإذا كان إنهاء عقد بسيرو.. جاء كردة فعل على خسارتنا من منتخب سوريا.. وكنوع من امتصاص ردود الفعل الجماهيرية.. التي طالبت برأسه مبكرا.. فإن الأخ العزيز ناصر الجوهر.. أو(حمال الأسية).. لم يقبل هذه المهمة بقناعة وثقة في تحقيق آمال وطموحات الجماهير السعودية.. بقدر ما قبلها بدافع وطني.. وبالتالي فإنه لا يلام فيما لو توقف عند هذه المرحلة ولم يتجاوزها.. وله كل الشكر والتقدير فيما لو حقق ما هو أبعد. ناصر ليس غريبا على المنتخب.. والمنتخب ليس بغريب عليه.. ويملك الإمكانات لصناعة التفوق..
أما بسيرو.. فمهما كانت قناعتنا به.. من عدمه.. أو أنه دون مستوى طموحاتنا فإن المدرب ــ من وجهة نظري ــ إذا كنا لا ننسب النجاح له وحده.. فإننا من باب الإنصاف يجب ألا نحمله أيضا مسؤولية الخسارة لوحده..
المدرب هو ضلع في عملية النجاح.. وأحد عواملها.. ونجاح الفريق لا يعتمد فقط على خطة المدرب.. وإلا.. لدام التفوق لفرق تملك أعظم المدربين وأفضلهم.. ولما انتصرت فرق.. ذات إمكانات محدودة.
هناك..
الإعداد الفني.. والإعداد النفسي.. وثقافة اللاعب.. وقدرات الإداري..
هناك..
الإعلام الشريك الاستراتيجي.. وما يطرحه من آراء.. تساهم في نجاح الفريق.. أو زعزعته .. من خلال رؤى وربما كانت غير مسئولة.. أو لا تستند على حقائق وبراهين.. وفي توقيت غير مناسب..
ثمة مقولة معروفة.. في الإعلام..
(إذا أردت أن تقتل شخصا أطلق عليه رصاصة وإذا أردت أن تدمر شعبا أطلق فيه إشاعة ). وإلى أن ننتهي من كأس أمم آسيا لكل حادث حديث.
الأمانة..
حس وطني.. وحس شبابي
الخطوة التي أقدمت عليها أمانة منطقة الرياض بوضع شاشات عرض كبيرة في بعض الميادين لنقل مباريات كأس الأمم الآسيوية المقامة هذه الأيام في الدوحة.. وتوفير المقاعد وكافة مستلزمات الراحة للراغبين في متابعة الأحداث.. تؤكد ناحيتين:
الأولى:
الحس الوطني لدى الأمانة.. بدعمها لمنتخبنا المشارك في هذه البطولة.. من خلال نقل المباريات عبر الساحات العامة.
الثانية:
انفتاحها على الشباب.. من المواطنين والمقيمين.. وتوفير فرصة متابعتهم للحدث في الهواء الطلق.. وفق طقوس معينة.. كما هي العواصم العالمية في هذه المناسبات.. جنبا إلى جنب مع مزاولة البعض هواياتهم في رياضة المشي في الممرات المخصصة لهذا العرض. هذه الخطوة تأتي امتدادا لخطوات الأمانة بقيادة مهندسها الأمير الدكتورعبدالعزيز بن محمد بن عياف في الانفتاح على الشباب.. وشغل أوقات فراغهم.. من خلال مهرجانات الصيف والمناسبات المختلفة.. وكذلك إقامة العديد من الحدائق المفتوحة والساحات الشبابية بمرافقها المختلفة من ملاعب ومضامير المشى.. وغيرها من برامج الترفيه سواء الموسمية أو التي على مدار العام.
لاعبو
فورة الحليب
تسابقت العديد من الأندية السعودية ــ حسب الصحافة ــ ولا أدري عن مدى دقة الخبر.. لكنه لا يخلو من الصحة.. أقول تسابقت على تسجيل اللاعب الكويتي فهد العنزي في صفوفها وهو الذي كان أحد نجوم دورة الخليج الأخيرة. والحقيقة أنني لا أقلل من نجومية فهد.. أو غيره.. لكنني أرى أن إمكانيات اللاعب ــ أي لاعب ــ ومستواه لا يمكن الحكم عليه من خلال نجوميته في مباراة.. أو بطولة قصيرة.. كدورة الخليج التي لها خصوصية معينة..
إن الحكم على مستوى لاعب ما.. وإمكاناته يتحدد من خلال متابعة موسم كامل.. أو في دورة كبيرة يخوض خلالها العديد من المباريات ويخضع للعديد من المواقف التي تبرز إمكاناته وجاهزيته الفنية والبدنية.. ومدى ملاءمته لهذا الفريق.. أو ذاك.
وقد أثبتت كثير من التعاقدات مع لاعبين محليين برزوا فجأة في مباراة دولية.. أو غيرها صحة هذا الرأي وبالتالي تبرز أهمية التروي قبل التعاقد مع أي لاعب.. أو الحكم على مستواه بمجرد نجاحه في مباراة أو بطولة.. ربما ساهمت ظروف معينة في هذا النجاح.. الذي يصبح فيما بعد أشبه ما يكون بفقاعة الصابون.. أو فورة الحليب.