انتهى ديربي الرياض بين الهلال والنصر بالتعادل بهدف لكل من الفريقين.. قدم الفريقان لقاء ماتعا مثيرا.. تجلت فيه الروح الرياضية العالية.. وارتقى الفريقان بمستوى اللقاء.. مباراة كنا بحاجة لمثلها من حيث هذه المعطيات.. لنترك هذا جانبا الآن.. ونتحدث عن موضوع آخر مهم.. ما الأسطر الماضية إلا مقدمة له..
الهلال..
رغم أنه قدم مباراة جيدة انتصر فيها على نفسه.. وتفوق على شقيقه النصر في كثير من الفترات واستطاع العودة إلى أجواء المباراة وإدراك التعادل.. مما يؤكد قدرته على تجاوز الأزمة النفسية التي لازال يعيش آثارها بعد خروجه المر من بطولة الأندية الآسيوية.. هذا الفريق كان مهيأ في نظر البعض لخسارة تأريخية أو على الأقل للخسارة.. فيما لو استقبل مرماه الهدف الأول عطفا على وضعه النفسي.. لكنه تمكن من تجاوز ذلك.. لأنه لا يملك فقط مقومات الفريق الذي يستطيع العودة إلى أجواء المباراة.. ولكن أيضا تجاوز الأزمات بسرعة وفي زمن قياسي.
المهم..
وهذا ما أعتقده.. ويعتقده كثيرون.. أن النتيجة التي كانت ستؤول إليها مباراة الأمس أيا كانت.. (فوز أو خسارة).. لن يكون لها ذلك الأثر الإيجابي أو السلبي الكبير والمؤثر على جمهور الفريق..وردود فعله.... فالفوز لو حصل.. لن يكفي لتجفيف دموع الخروج المر من بطولة الأندية الآسيوية.. والخسارة لو حصلت.. لن تكون أكثر إيلاما.. مما حصل.... فـ(مالجرح بميت إيلام).
لقد تعرض الهلال طوال تاريخه للعديد من الخسائر سواء على صعيد المنافسات الثنائية.. أو البطولات. وسواء كان ذلك على المستوى المحلي.. أو الصعيد القاري... لكن جميع تلك الخسائر.. في كفة.. وخروجه الأخير في كفة أخرى..
في جميع البطولات خاصة الآسيوية التي خاضها الهلال.. (عدا الأولى 1986) والتي انسحب منها 1989 .. كان الهلال يدخل هذه البطولات.. وإن كان مؤهلا.. لكنه ليس المرشح الأوحد.. على الأقل من قبل أنصاره والمنتمين إليه.... ومع ذلك كسب العديد منها وتسيد آسيا.. وفاز بلقب القرن فيها.. وكان ولا يزال زعيم بطولاتها.. بست بطولات.
هذه البطولة.. ومنذ تغيير مسماها.. وتعديلها.. وانتظام بطولة أندية العالم.. التي تأهل لها الهلال في جولتها الثانية.. ولم تقم بسبب عدم وجود الراعي الرسمي.. وهي تستعصي على الهلال.. وتزداد عنه بعدا كلما اقترب منها.. في تناسب عكسي عجيب.. خصوصا بطولة هذا العام..
هذه المرة.. كان الهلال.. في أفضل حالاته.. والأكثر تأهيلا.. وترشيحا.. بل إن الكرة السعودية عموما.. كانت مؤهله لهذه البطولة.. سواء عبر الهلال.. أو الشباب.. خاصة بعد وصولهما لهذه المرحلة....
لكن كل منهما.. كان مثل (رضاح الفصم) في مثلنا الشعبي الدارج.. (يوم باقي وحده.. قال تعبت )..
فالشباب..
وإن كان كما قلت في منتصف الأسبوع السابق.. في وضع نفسي أفضل من حيث التركيز على الفوز أو التعادل.. إلا أن إتاحة الفرصة لخصمه الكوري بالتسجيل في مرماه هنا في الرياض ثلاثة أهداف.. منح الخصم دافعا معنويا بقدرته على التفوق على أرضه.. وهو ما حصل بالفعل.. مع عجز الشباب بأخطائه عن إدراك التعادل على أقل تقدير.. وإضاعته للعديد من الفرص..
والهلال..
كان وضعه أكثر حرجا.. عندما خسر الذهاب في إيران بهدف.. فكان لابد له من الفوز بفارق هدفين.. وهي أخطر نتيجة في مباريات كرة القدم. هذا الوضع جعله يدخل المباراة.. وهو في مرحلة انعدام وزن.. وتركيز اللاعب على الهدفين.. أكثر من تركيزه على الفوز فقط... فالثانية.. تأتي بالأولى.. أما الأولى فقد تفقدك الثانية وهذا ما حصل..
وقد قلت في الأسبوع الماضي.. أن الخوف على الهلال من الهلال.. ولا يهزم الهلال إلا الهلال.. وهو ما حصل بالفعل. إن العودة لجميع مباريات الهلال المحلية.. والخارجية تؤكد أن كثيرا من الأهداف التي تلج مرماه.. تأتي نتيجة أخطاء دفاعية.. غير مبررة...
وفي بطولة آسيا هذه.. خير الأدلة.. أمام الغرافة في الإياب والأهداف بثلاثة.. لولا توفيق الله.. ثم تدارك الأمر..
وفي الذهاب أمام ذوب آهن الإيراني.. أضاع ويلهامسون ضربة جزاء.. وتسبب في ولوح الهدف.. وهو خطأ آخر يتكرر من الحائط البشري أمام الكرة....
وفي الإياب.. تسبب أسامة هوساوي في الهدف الوحيد.. الذي قض مضجع الهلال.. في وقت غير مناسب مطلقا....
زميلي وجاري سابقا في هذه الصفحة وأرجو أن أنعم بجيرته دائما.. مساعد العبدلي.. قال في زاوية أمس الأول.. كلاما.. صحيحا.. صريحا.. واقعيا.. وجميلا.. ملخصه.. (إننا في كرتنا السعودية لا نحترم الخصوم.. سواء على صعيد المنتخبات أو الأندية فنحن الأفضل في نظرنا.. ولهذا نخسر..).
وهذه هي الحقيقة..
وأضيف.. إننا لا زلنا نعتقد أننا الأفضل..عطفا على تفوقنا السابق.. ونجاحاتنا السابقة..
ننسى..
أو يغيب عنا.. أننا إذا كنا نتقدم خطوة للأمام.. فإن غيرنا يتقدم أربع أو خمس خطوات.. أصبح الفارق.. يزداد اتساعا.. والفجوة كذلك.. بيننا وبين الكرة في شرق القارة وأعني تحديدا اليابان وكوريا.... ولهذا.. فمن الطبيعي ألا نجيد التعامل مع المباريات أو قراءة الخصوم.
الهلال..
لم تتهيأ له الظروف.. كما تهيأت له هذا الموسم.. وفي هذه البطولة بالذات.. - إدارة واعية.. لم تقصر أبدا مع الفريق.. بل تجاوزت الحد المطلوب منها.. في سبيل تهيئة الفريق وإعداده..
- لاعبون نجوم.. سواء المحليين.. أو الأجانب.
- مدرب مؤهل وكفء.. قدم معهم واحدا من أنجح المواسم - انضباطية في الفريق.
- استقرار نفسي وفني.
هذه العوامل.. هي ما يحتاجها أي فريق لكي ينجح ويحقق ما يريد... لكن الهلاليين لم يستثمروا ذلك جيدا...
الفريق الهلالي..
إلى مرحلة..( أو تم وضعه فيها).. من الثقة.. إلى درجة الشعور بأنه الفريق الذي لا ينهزم.. وأنه (لا ينافس الهلال إلا الهلال)..
و اللاعب الهلالي..
بلغ من الثقة بالنفس درجة يتجاوز معها هذه الثقة.. إلى مرحلة الشعور بعدم المسؤولية.. أو اللامبالاة..في بعض الأحيان.. ولست هنا أعمم بقدر ما أشير إلى الغالب...
نسي المدافع الهلالي ..
أن مهمته الأساس والأولى هي إبعاد الكرة عن مرماه.. ودرء الخطر.. أكثر من تخليصها بحرفنة.. يطرب لها الجمهور ويصفق.. وهي إن حصلت فهي مطلوبة لكن ليست على حساب المرحلة النهائية.
والمهاجم الهلالي أيضا نسي..
أن مهمته هي الحسم أكثر من مهمة التلاعب بالخصم والاستعراض المهاري داخل منطقة الجزاء.. وحتى اللاعبين الأجانب ليسوا بأفضل حال.... والفريق بصورة عامة.. ليس هو فريق الموسم الماضي من حيث الانضباط.. والروح العالية.. بما فيه هؤلاء اللاعبين..(أعني الأجانب)
فالفريق الذي كان مضرب المثل من حيث الانضباطية وقلة الإنذارات.. واللعب الممتع.. أصبح لاعبوه ينالون البطاقات بمختلف ألوانها.. ويبدو أن هناك أسبابا.. يفترض أن تقف عليها الإدارة بحسم وحزم.. فمصلحة الفريق هي الأهم..
يرى البعض..
أن الإدارة أخطأت في تعاملها مع المدرب جريتس.. ومع المنتخب المغربي.. ويفترض أن تكون أكثر حسما.. في الحفاظ على حقوقها.. وإيقاف الموضوع.. وإنهائه حتى لا يؤثر على اللاعبين.. وانه بالفعل أثر عليهم وأفقدهم التركيز... قد يكون هذا صحيحا.. خاصة حفظ الحقوق.. لكنني أرى أن اللاعب عندما يصل إلى مرحلة من النضج الكروي.. والاحتراف يفترض أن يملك من الثقافة الكروية ما يجعله يتعامل مع الحدث وفق ظروفه.. ولا يتأثر به.. خاصة أنه كان من الواضح والمؤكد استمرار المدرب حتى انتهاء البطولة الآسيوية.. على أقل تقدير...
على أية حال..
صفحة البطولة الآسيوية للأندية طويت أو يجب أن تطوى من قبلنا هذا الموسم.. وعلينا أن نتعامل مع الحدث بواقعية....
فالهلال.. والشباب..
كل منهما لم يقدم ما يشفع له لمواصلة المشوار.. في مرحلته قبل النهائية.. لأسباب أشار لها المحللون.. وأشرت هنا لبعض منها وأدركها القائمون على الناديين.. وعلينا أن ندرك أن القمة لا تتسع للجميع.. وأن الفوز والخسارة هي النتيجة الطبيعية والمحصلة النهائية..لأية منافسة كروية..
خرجت الكرة السعودية من هذه المنافسة بخروج الهلال والشباب.. في المرحلة قبل النهائية.. وقبلهما الأهلي والاتحاد.. لكن الفرصة لا زالت متاحة..
فالهلال..
والذي كان الحديث عنه أكثر والذي كان الأكثر تأهيلا.. مؤهل لدخول المنافسة في المواسم القادمة.. في ظل نظام الاتحاد الآسيوي وعدد المقاعد للأندية السعودية في هذه البطولة.. لكنه مطالب إذا ما أراد الفوز بها النظر لها بواقعية.. وبكيفية التعامل مع الحدث فهي من النوع السهل الممتنع....
سهلة..
إذا عرف كيف يتعامل معها.. من حيث الإعداد الفني والنفسي.. والنظر إليها كأية بطولة أخرى.... بعيدا عن العالمية.. والتأهل لبطولة أندية العالم.... أو الفوز بكأس جديدة لم يتوج بها من قبل.... هذه الأمور إذا ما وضعها كأساس للمنافسة.. ربما ساهمت في إبعاده عنها.. بتحولها إلى عامل ضغط جديد عليه.. وعقبة في طريق الوصول إليها....
وممتنعة..
إذا نظر إليها بنوع من التعالي والثقة.. كفريق زعيم لأندية آسيا.. ومن منظور التفوق للكرة السعودية في آسيا.. وهي نظرة خاطئة سواء صدرت من الهلال أو غيره من الأندية.
احترام الخصم..
هو الأساس في الفوز.. والطريق لتحقيق الهدف في أي منافسة.. وهذه نقطة مهمة.. وثقافة يجب أن تشيع بين لاعبينا.. وأنديتنا.. خاصة اللاعب الذي يحتاج لهذا النوع من المعرفة والإدراك إذ إنه الأساس في كل شيء....
ــ قد يبذل الإداري الكثير من الجهود...
ــ ويضع المدرب الكثير من الخطط....
ــ ويتم توفير كافة سبل النجاح للفريق...
ــ لكن كل هذه الجهود.. ممكن أن تتلاشى إذا لم يكن اللاعب على مستوى من الإدراك والثقافة التي تساعده على التعامل مع هذه الأمور.. وترجمتها إلى نجاح وتفوق على أرض الميدان....
والله من وراء القصد
الهلال..
رغم أنه قدم مباراة جيدة انتصر فيها على نفسه.. وتفوق على شقيقه النصر في كثير من الفترات واستطاع العودة إلى أجواء المباراة وإدراك التعادل.. مما يؤكد قدرته على تجاوز الأزمة النفسية التي لازال يعيش آثارها بعد خروجه المر من بطولة الأندية الآسيوية.. هذا الفريق كان مهيأ في نظر البعض لخسارة تأريخية أو على الأقل للخسارة.. فيما لو استقبل مرماه الهدف الأول عطفا على وضعه النفسي.. لكنه تمكن من تجاوز ذلك.. لأنه لا يملك فقط مقومات الفريق الذي يستطيع العودة إلى أجواء المباراة.. ولكن أيضا تجاوز الأزمات بسرعة وفي زمن قياسي.
المهم..
وهذا ما أعتقده.. ويعتقده كثيرون.. أن النتيجة التي كانت ستؤول إليها مباراة الأمس أيا كانت.. (فوز أو خسارة).. لن يكون لها ذلك الأثر الإيجابي أو السلبي الكبير والمؤثر على جمهور الفريق..وردود فعله.... فالفوز لو حصل.. لن يكفي لتجفيف دموع الخروج المر من بطولة الأندية الآسيوية.. والخسارة لو حصلت.. لن تكون أكثر إيلاما.. مما حصل.... فـ(مالجرح بميت إيلام).
لقد تعرض الهلال طوال تاريخه للعديد من الخسائر سواء على صعيد المنافسات الثنائية.. أو البطولات. وسواء كان ذلك على المستوى المحلي.. أو الصعيد القاري... لكن جميع تلك الخسائر.. في كفة.. وخروجه الأخير في كفة أخرى..
في جميع البطولات خاصة الآسيوية التي خاضها الهلال.. (عدا الأولى 1986) والتي انسحب منها 1989 .. كان الهلال يدخل هذه البطولات.. وإن كان مؤهلا.. لكنه ليس المرشح الأوحد.. على الأقل من قبل أنصاره والمنتمين إليه.... ومع ذلك كسب العديد منها وتسيد آسيا.. وفاز بلقب القرن فيها.. وكان ولا يزال زعيم بطولاتها.. بست بطولات.
هذه البطولة.. ومنذ تغيير مسماها.. وتعديلها.. وانتظام بطولة أندية العالم.. التي تأهل لها الهلال في جولتها الثانية.. ولم تقم بسبب عدم وجود الراعي الرسمي.. وهي تستعصي على الهلال.. وتزداد عنه بعدا كلما اقترب منها.. في تناسب عكسي عجيب.. خصوصا بطولة هذا العام..
هذه المرة.. كان الهلال.. في أفضل حالاته.. والأكثر تأهيلا.. وترشيحا.. بل إن الكرة السعودية عموما.. كانت مؤهله لهذه البطولة.. سواء عبر الهلال.. أو الشباب.. خاصة بعد وصولهما لهذه المرحلة....
لكن كل منهما.. كان مثل (رضاح الفصم) في مثلنا الشعبي الدارج.. (يوم باقي وحده.. قال تعبت )..
فالشباب..
وإن كان كما قلت في منتصف الأسبوع السابق.. في وضع نفسي أفضل من حيث التركيز على الفوز أو التعادل.. إلا أن إتاحة الفرصة لخصمه الكوري بالتسجيل في مرماه هنا في الرياض ثلاثة أهداف.. منح الخصم دافعا معنويا بقدرته على التفوق على أرضه.. وهو ما حصل بالفعل.. مع عجز الشباب بأخطائه عن إدراك التعادل على أقل تقدير.. وإضاعته للعديد من الفرص..
والهلال..
كان وضعه أكثر حرجا.. عندما خسر الذهاب في إيران بهدف.. فكان لابد له من الفوز بفارق هدفين.. وهي أخطر نتيجة في مباريات كرة القدم. هذا الوضع جعله يدخل المباراة.. وهو في مرحلة انعدام وزن.. وتركيز اللاعب على الهدفين.. أكثر من تركيزه على الفوز فقط... فالثانية.. تأتي بالأولى.. أما الأولى فقد تفقدك الثانية وهذا ما حصل..
وقد قلت في الأسبوع الماضي.. أن الخوف على الهلال من الهلال.. ولا يهزم الهلال إلا الهلال.. وهو ما حصل بالفعل. إن العودة لجميع مباريات الهلال المحلية.. والخارجية تؤكد أن كثيرا من الأهداف التي تلج مرماه.. تأتي نتيجة أخطاء دفاعية.. غير مبررة...
وفي بطولة آسيا هذه.. خير الأدلة.. أمام الغرافة في الإياب والأهداف بثلاثة.. لولا توفيق الله.. ثم تدارك الأمر..
وفي الذهاب أمام ذوب آهن الإيراني.. أضاع ويلهامسون ضربة جزاء.. وتسبب في ولوح الهدف.. وهو خطأ آخر يتكرر من الحائط البشري أمام الكرة....
وفي الإياب.. تسبب أسامة هوساوي في الهدف الوحيد.. الذي قض مضجع الهلال.. في وقت غير مناسب مطلقا....
زميلي وجاري سابقا في هذه الصفحة وأرجو أن أنعم بجيرته دائما.. مساعد العبدلي.. قال في زاوية أمس الأول.. كلاما.. صحيحا.. صريحا.. واقعيا.. وجميلا.. ملخصه.. (إننا في كرتنا السعودية لا نحترم الخصوم.. سواء على صعيد المنتخبات أو الأندية فنحن الأفضل في نظرنا.. ولهذا نخسر..).
وهذه هي الحقيقة..
وأضيف.. إننا لا زلنا نعتقد أننا الأفضل..عطفا على تفوقنا السابق.. ونجاحاتنا السابقة..
ننسى..
أو يغيب عنا.. أننا إذا كنا نتقدم خطوة للأمام.. فإن غيرنا يتقدم أربع أو خمس خطوات.. أصبح الفارق.. يزداد اتساعا.. والفجوة كذلك.. بيننا وبين الكرة في شرق القارة وأعني تحديدا اليابان وكوريا.... ولهذا.. فمن الطبيعي ألا نجيد التعامل مع المباريات أو قراءة الخصوم.
الهلال..
لم تتهيأ له الظروف.. كما تهيأت له هذا الموسم.. وفي هذه البطولة بالذات.. - إدارة واعية.. لم تقصر أبدا مع الفريق.. بل تجاوزت الحد المطلوب منها.. في سبيل تهيئة الفريق وإعداده..
- لاعبون نجوم.. سواء المحليين.. أو الأجانب.
- مدرب مؤهل وكفء.. قدم معهم واحدا من أنجح المواسم - انضباطية في الفريق.
- استقرار نفسي وفني.
هذه العوامل.. هي ما يحتاجها أي فريق لكي ينجح ويحقق ما يريد... لكن الهلاليين لم يستثمروا ذلك جيدا...
الفريق الهلالي..
إلى مرحلة..( أو تم وضعه فيها).. من الثقة.. إلى درجة الشعور بأنه الفريق الذي لا ينهزم.. وأنه (لا ينافس الهلال إلا الهلال)..
و اللاعب الهلالي..
بلغ من الثقة بالنفس درجة يتجاوز معها هذه الثقة.. إلى مرحلة الشعور بعدم المسؤولية.. أو اللامبالاة..في بعض الأحيان.. ولست هنا أعمم بقدر ما أشير إلى الغالب...
نسي المدافع الهلالي ..
أن مهمته الأساس والأولى هي إبعاد الكرة عن مرماه.. ودرء الخطر.. أكثر من تخليصها بحرفنة.. يطرب لها الجمهور ويصفق.. وهي إن حصلت فهي مطلوبة لكن ليست على حساب المرحلة النهائية.
والمهاجم الهلالي أيضا نسي..
أن مهمته هي الحسم أكثر من مهمة التلاعب بالخصم والاستعراض المهاري داخل منطقة الجزاء.. وحتى اللاعبين الأجانب ليسوا بأفضل حال.... والفريق بصورة عامة.. ليس هو فريق الموسم الماضي من حيث الانضباط.. والروح العالية.. بما فيه هؤلاء اللاعبين..(أعني الأجانب)
فالفريق الذي كان مضرب المثل من حيث الانضباطية وقلة الإنذارات.. واللعب الممتع.. أصبح لاعبوه ينالون البطاقات بمختلف ألوانها.. ويبدو أن هناك أسبابا.. يفترض أن تقف عليها الإدارة بحسم وحزم.. فمصلحة الفريق هي الأهم..
يرى البعض..
أن الإدارة أخطأت في تعاملها مع المدرب جريتس.. ومع المنتخب المغربي.. ويفترض أن تكون أكثر حسما.. في الحفاظ على حقوقها.. وإيقاف الموضوع.. وإنهائه حتى لا يؤثر على اللاعبين.. وانه بالفعل أثر عليهم وأفقدهم التركيز... قد يكون هذا صحيحا.. خاصة حفظ الحقوق.. لكنني أرى أن اللاعب عندما يصل إلى مرحلة من النضج الكروي.. والاحتراف يفترض أن يملك من الثقافة الكروية ما يجعله يتعامل مع الحدث وفق ظروفه.. ولا يتأثر به.. خاصة أنه كان من الواضح والمؤكد استمرار المدرب حتى انتهاء البطولة الآسيوية.. على أقل تقدير...
على أية حال..
صفحة البطولة الآسيوية للأندية طويت أو يجب أن تطوى من قبلنا هذا الموسم.. وعلينا أن نتعامل مع الحدث بواقعية....
فالهلال.. والشباب..
كل منهما لم يقدم ما يشفع له لمواصلة المشوار.. في مرحلته قبل النهائية.. لأسباب أشار لها المحللون.. وأشرت هنا لبعض منها وأدركها القائمون على الناديين.. وعلينا أن ندرك أن القمة لا تتسع للجميع.. وأن الفوز والخسارة هي النتيجة الطبيعية والمحصلة النهائية..لأية منافسة كروية..
خرجت الكرة السعودية من هذه المنافسة بخروج الهلال والشباب.. في المرحلة قبل النهائية.. وقبلهما الأهلي والاتحاد.. لكن الفرصة لا زالت متاحة..
فالهلال..
والذي كان الحديث عنه أكثر والذي كان الأكثر تأهيلا.. مؤهل لدخول المنافسة في المواسم القادمة.. في ظل نظام الاتحاد الآسيوي وعدد المقاعد للأندية السعودية في هذه البطولة.. لكنه مطالب إذا ما أراد الفوز بها النظر لها بواقعية.. وبكيفية التعامل مع الحدث فهي من النوع السهل الممتنع....
سهلة..
إذا عرف كيف يتعامل معها.. من حيث الإعداد الفني والنفسي.. والنظر إليها كأية بطولة أخرى.... بعيدا عن العالمية.. والتأهل لبطولة أندية العالم.... أو الفوز بكأس جديدة لم يتوج بها من قبل.... هذه الأمور إذا ما وضعها كأساس للمنافسة.. ربما ساهمت في إبعاده عنها.. بتحولها إلى عامل ضغط جديد عليه.. وعقبة في طريق الوصول إليها....
وممتنعة..
إذا نظر إليها بنوع من التعالي والثقة.. كفريق زعيم لأندية آسيا.. ومن منظور التفوق للكرة السعودية في آسيا.. وهي نظرة خاطئة سواء صدرت من الهلال أو غيره من الأندية.
احترام الخصم..
هو الأساس في الفوز.. والطريق لتحقيق الهدف في أي منافسة.. وهذه نقطة مهمة.. وثقافة يجب أن تشيع بين لاعبينا.. وأنديتنا.. خاصة اللاعب الذي يحتاج لهذا النوع من المعرفة والإدراك إذ إنه الأساس في كل شيء....
ــ قد يبذل الإداري الكثير من الجهود...
ــ ويضع المدرب الكثير من الخطط....
ــ ويتم توفير كافة سبل النجاح للفريق...
ــ لكن كل هذه الجهود.. ممكن أن تتلاشى إذا لم يكن اللاعب على مستوى من الإدراك والثقافة التي تساعده على التعامل مع هذه الأمور.. وترجمتها إلى نجاح وتفوق على أرض الميدان....
والله من وراء القصد