إنها كرة القدم.. أو(المجنونة.) كما قال صديقي الاتحادي حد الثمالة أحمد الدويحي القاص والروائي المعروف.
وكما يصف كثيرون عالمها.. ممن عايشوها.. وسبروا غور هذا العالم..تحترم من يحترمها..! تدين لمن يقدر على تطويعها..!
هكذا هي.. أو هكذا يجب أن تكون..! لكنها (تشطح) في بعض الأحيان..!
فكما أن في عالمها (كرة ملعوبة) هناك أيضا (كرة طائشة) !
تدنو منها.. تشعر كأنما حزتها بين يديك! ثم تكتشف فجأة أنك (كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه) (إبلا) تفلتت من عُقُلها بعد أن أحكمته.. أو هكذا ظننت! تدير ظهرها.. تطلق ساقيها للريح هربا منك! ترقبها بناظريك ألما وحسرة.. تقتعد الرصيف.. أو أقرب كرسي انتظار في محطة المسافرين! يأخذك الخيال بعيدا.. يسافر بك.. حلما يقطعه فجأة ارتماؤها بين أحضانك واقعا ملموسا! أبطالها متساوون في سجلات التاريخ! فكلهم تجمعهم حروف ثلاثة! قد يتميز بعضهم (كما)! أما (الكيف)..فإنه يتلاشى بـ(التقادم).. وربما في ذات اللحظة !
لا فرق! بضربة جزاء..! أو ركلة ترجيح! أو خطأ مدافع! أو صفارة حكم! أو جدارة واستحقاق! وحتى بنتيجة كبيرة! ففي النهاية.. تتويج بكأس تاريخية ..
يبدو أن (المجنونة) أخذتني في (تداعيات) حركها (حجر) الصديق أحمد. وإن كانت في حقيقتها لا تبتعد عن واقع مباراة الأمس (مساء الجمعة) على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال بين الاتحاد والهلال التي كسبها الأول بركلات الترجيح 5ـ4 بعد أن أضاع نجمه محمد نور ضربة جزاء صريحة في الدقيقة الأخيرة من المباراة كانت كافية لتعلن فوزا صريحا للاتحاد! هذه الضربة التي أنقذها حارس المرمى الهلالي حسن العتيبي كان بإمكانها أن تقلب موازين المباراة.. وتحقق معادلة (الجنون).. إلا أن نور عاد و(أضاء) سماء الاتحاد بركلة الترجيح (الترجيحية).
وبغض النظر عن كون الفوز الاتحادي جاء بفارق ركلة ترجيح.. أو نتيجة أخطاء وقع فيها المدرب الهلالي.. إلا أن هذا لا يلغي جدارة الاتحاد بالفوز.. وأهليته للبطولة.. فقد كان الأقدر على التعامل مع الحدث.. قبل.. وأثناء.. سواء كان ذلك في مرحلة الإعداد له أو أثناء المباراة! كانت المباراة.. أو بالأحرى البطولة تمثل تحديا كبيرا للإدارة الاتحادية وللإرادة الاتحادية.
تحد مع الذات..
تسعى من خلاله للتأكيد على أنها تسير وفق منهجية واضحة ورؤية ثابتة.. وإذا كانت قد خسرت الاستحقاقات الماضية فهذا لا يعني فشلها !.. بقدر ما هو اكتشاف منها ــ على طريقة إديسون ــ على أن الطرق التي سلكتها لم تكن تؤدي إلى الحل الصحيح.. أو أن هناك عوامل أخرى كان لها تأثيرها.. واستطاعت تلافي هذه العوامل ومعالجتها...
وتحد مع آخرين..
والتحدي الآخر الذي كسبته الإدارة الاتحادية بهذه البطولة.. هو تحد مع آخرين من محبي العميد وليس سرا الحديث عن هذه الفئة.. بل إن الاتحاديين أنفسهم يعرفون ذلك ويتحدثون عنه ويؤمنون بمحبة الجميع للاتحاد وإن اختلفوا في أسلوب التعبير وطريقته..
وليس سرا أيضا.. لو قلنا ــ وهذا مايدركه الجميع ــ إن هذا التيار بدأ يتدفق بعد أن خسر الاتحاد بطولة الأندية الآسيوية، هذه الخسارة شكلت (فتحة) في السد الاتحادي الذي ظل صامدا لم (يسطع) هؤلاء (أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا) بل إن هناك من يرى أن هذا التيار بدأ يتسرب منذ أن أخذت إدارة النادي الحالية مسارا آخر لا نقول (عكسه).. بقدر ما نقول أنه لا يسير معه في خط متواز... لكنه يلتقي معه في نقطة واحدة هي (حب الاتحاد)
كان هناك من ينظر لهذه المباراة.. أو البطولة لتكون بمثابة (رصاصة الرحمة) على الجسد الاتحادي..! لكنها أنقذت (السد الاتحادي) من أن يصبح (دكاء). ويكون وعد أولئك بفشل هذه الإدارة (حقا) وأعادت إليه هيبته وشموخه.. وأتمنى أن تعيد له قوته وتماسكه..
وهكذا هو العميد..
يحضر متى ما أراد ليقول في الوقت المناسب..ها أنذا.. وعندما يتوارى عن الأنظار عطاء.. يبقى هيبة واسما..
هكذا هو العميد..
يأبى إلا أن يكون (ثالث ثلاثة) في العقد الأخير.. يتبادلون الأدوار في قيادة الأندية السعودية.. واعتلاء منصات التتويج..!
وهكذا هو العميد..
يرفض أن تكون قسمة البطولات (ضيزى) في هذا الموسم من منظوره وأهليته.. فيأخذ نصيبه من الكعكة.. وإن كان يعادل الربع إلا أنه الأشهى والأكثر طعما..
حضر العميد.. فحضر الجميع.. مصفقين.. مهللين.. رافعي رؤوسهم.. مبتهجين.. وإذا الذين يطالبون بالأمس رحيل إدارته.. هم أول المنادين بالحفاظ عليها ودعمها.. والعض عليها بالنواجذ..
في ذهني سؤال..
وأرجو ألا تذهبوا به بعيدا.. بقدر ماتعممونه على كل الأندية دون استثناء.. حتى خارج الحدود.. لو فاز الهلال بركلات الترجيح بعدما حدث بدلا من الاتحاد.. كيف سيكون الوضع.. ؟ إنها المجنونة.. !
لكن دعونا من هذا.. وأعطونا الفرصة كي نفرح مع الاتحاديين.. فمن حقهم ذلك.. من حقهم أن يفرحوا لاتحادهم.. وحق علينا أن نفرح لكرتنا السعودية.. لأن هذا الفوز جاء في مصلحتها.. ولأن عودة العميد إلى الواجهة تزيين لها.. ولأن الموسم لابد أن يتوازن.. كان العميد (ثالثة الأثافي) ليحفظ للموسم اتزانه...
والله من وراء القصد
جيرتس..
بين الثقة.. والاحترام
التساؤل الذي طرحته قبل قليل.. حول الاتحاد وطلبت تعميمه على الكل.. انسحب في بعض من جزئياته على مدرب الهلال جيرتس.. وخسارته لهذه المباراة.. واختلاف النظرة حوله.. فيما لو جاءت النتيجة لمصلحته.. حتى وإن سارت المباراة على السيناريو ذاته.
ولعلي أختلف مع الذين حاولوا الربط بين العروض التي جاءته من منتخبي ساحل العاج ثم المغرب وتعامله مع الحدث.. ومدى تأثيرها عليه.
إن مدربا عالميا مثل جيرتس.. بما يملكه من خبرات.. يدرك حقيقة هذه العروض.. وأبعادها ومدى تأثيرها عليه.. أو تأثره بها.
ومن هنا.. فإنني أستبعد مثل هذه النظرة لأسباب ثلاثة :
أولها :
إن عقده مع الهلال لا زال ساري المفعول ويمثل بالنسبة له ارتياحا نفسيا.. ومن مصلحته استمرار الهلال في الصدارة والتفوق بما يساهم بالمحافظة على اسمه وأسهمه في بورصة المدربين.
الثاني :
ما يتعلق بعرض ساحل العاج.. وتدريبهم في كأس العالم.. فقد تم إغلاق هذا الملف منذ فترة والمونديال على الأبواب.. ولا مجال للحديث حول هذا الموضوع.
الثالث :
العرض المقدم من الاتحاد المغربي لكرة القدم وهو الصفحة التي لا تزال مفتوحة.. وربما كانت مسألة وقت.
والوقت هنا.. مرتبط بمسيرة الهلال في بطولة الأندية الآسيوية.. التي على ضوئها تتحدد علاقة جيرتس بالهلال..!
فالمنتخب المغربي ليس لديه استحقاقات عاجله فقد خرج من كأس العالم..، وكأس أمم أفريقيا المقبلة تبقت لها سنتان.. وهناك متسع من الوقت يمكن للاتحاد المغربي أن ينتظر مسيرة المدرب مع الهلال طالما إنه خطب وده... واشترى فكره وخبراته.
ولهذا.. فإنني أرى شخصيا أن (جيرتس) لم يتعامل مع المباراة.. بما يتناسب وأهميتها.. ولم يحترم الفريق الخصم وهو الاتحاد.
(جيرتس).. جاء بفكر أوروبي بحت.. ورؤى احترافية.. حاول تطبيقها نصا وروحا على الفريق الهلالي حتى في نظرته للمسابقات.. وأهميتها وكيفية التعامل معها..
وقد نجح في تقديم فريق متميز في كل شيء كان مضرب مثل.. وقدوة يتمنى الجميع السير في ركبه ومجاراته.. وفرض جيرتس قناعاته على الجميع واقتنع الكل بها.. لأنه نجح في ترجمة هذه القناعات إلى نجاحات.
أمام الاتحاد
أخطأ جيرتس في عدم احترامه للخصم فقد فاز عليه في ذهاب الدوري وهو (المحك الحقيقي) بخمسة أهداف.. وخسر منه في الإياب2/1 في مباراة لا تمثل له أدنى أهمية..
وعلى هذا الأساس.. لعب معه في نهائي كأس الملك .
لكنه في الوقت نفسه.. أغفل عاملا مهما وهو نوعية التنافس بين الهلال والاتحاد.. وطبيعة المنافسة.. وأهمية الحدث.
وأخطأ التقدير..
فبدأ المباراة بعناصر لا تتواءم طبيعتها.. وتركيبتها الفسيولوجية مع طبيعة الحدث بما في ذلك لياقتها البدنية بالمعنى الشمولي لهذا المصطلح.
و تأخر في التغيير..
عندما أفرط في الثقة.. وأصر على قناعات.. لم يكن هذا وقتها.. بدليل أن التنازل عنها جاء متأخرا. بعد أن بدأ الأمل يفرد جناحيه.. واليأس يضرب أطنابه.. فجاءت التبديلات في غير زمانها.. ومكانها.. وظل المؤثرون.. وصانعوا الفرق.. أسرى المقاعد ينظرون من طرف خفي..
على أية حال..
لن أطيل.. أو أتحدث في موضوع
أشبعه النقاد تحليلا..
و شبع منه المتابع.. تفصيلا..
لكن المهم في نظري..
هو كيفية الخروج من حدث كهذا.. إلى حدث أكثر أهمية.. حيث تنتظر الفريق غدا مباراة دور الـ 16 في دوري أبطال آسيا أمام بونيودكور الأوزبكي .
و إذا كان الفريق الأوزبكي حل ثانيا في مجموعته ،
و الهلال احتل الصدارة.. ويلعب على أرضه وبين جماهيره.
فإن على الهلال ألا ينظر لهذه العوامل على أنها عوامل مساندة.. بقدر ما ينظر إليها من منظور مختلف وحذر.
فالفرق التي تكون عادة في وضعية الفريق الأوزبكي.. تلجأ لأساليب دفاعية.. يهدف الخروج بأقل الخسائر.. والوصول بالمباراة لركلات الترجيح لأنها في الأساس.. ليس أمامها ما تخسره.. وهي في وضع معنوي ونفسي أكثر ارتياحا من المنافس! عكس الهلال الذي يواجه كل الضغوط النفسية والفنية.
و هنا تكمن الصعوبة..
و هنا تكمن قدرة الهلاليين في التعامل مع الحدث وتجاوزه..!
والله من وراء القصد
وكما يصف كثيرون عالمها.. ممن عايشوها.. وسبروا غور هذا العالم..تحترم من يحترمها..! تدين لمن يقدر على تطويعها..!
هكذا هي.. أو هكذا يجب أن تكون..! لكنها (تشطح) في بعض الأحيان..!
فكما أن في عالمها (كرة ملعوبة) هناك أيضا (كرة طائشة) !
تدنو منها.. تشعر كأنما حزتها بين يديك! ثم تكتشف فجأة أنك (كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه) (إبلا) تفلتت من عُقُلها بعد أن أحكمته.. أو هكذا ظننت! تدير ظهرها.. تطلق ساقيها للريح هربا منك! ترقبها بناظريك ألما وحسرة.. تقتعد الرصيف.. أو أقرب كرسي انتظار في محطة المسافرين! يأخذك الخيال بعيدا.. يسافر بك.. حلما يقطعه فجأة ارتماؤها بين أحضانك واقعا ملموسا! أبطالها متساوون في سجلات التاريخ! فكلهم تجمعهم حروف ثلاثة! قد يتميز بعضهم (كما)! أما (الكيف)..فإنه يتلاشى بـ(التقادم).. وربما في ذات اللحظة !
لا فرق! بضربة جزاء..! أو ركلة ترجيح! أو خطأ مدافع! أو صفارة حكم! أو جدارة واستحقاق! وحتى بنتيجة كبيرة! ففي النهاية.. تتويج بكأس تاريخية ..
يبدو أن (المجنونة) أخذتني في (تداعيات) حركها (حجر) الصديق أحمد. وإن كانت في حقيقتها لا تبتعد عن واقع مباراة الأمس (مساء الجمعة) على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال بين الاتحاد والهلال التي كسبها الأول بركلات الترجيح 5ـ4 بعد أن أضاع نجمه محمد نور ضربة جزاء صريحة في الدقيقة الأخيرة من المباراة كانت كافية لتعلن فوزا صريحا للاتحاد! هذه الضربة التي أنقذها حارس المرمى الهلالي حسن العتيبي كان بإمكانها أن تقلب موازين المباراة.. وتحقق معادلة (الجنون).. إلا أن نور عاد و(أضاء) سماء الاتحاد بركلة الترجيح (الترجيحية).
وبغض النظر عن كون الفوز الاتحادي جاء بفارق ركلة ترجيح.. أو نتيجة أخطاء وقع فيها المدرب الهلالي.. إلا أن هذا لا يلغي جدارة الاتحاد بالفوز.. وأهليته للبطولة.. فقد كان الأقدر على التعامل مع الحدث.. قبل.. وأثناء.. سواء كان ذلك في مرحلة الإعداد له أو أثناء المباراة! كانت المباراة.. أو بالأحرى البطولة تمثل تحديا كبيرا للإدارة الاتحادية وللإرادة الاتحادية.
تحد مع الذات..
تسعى من خلاله للتأكيد على أنها تسير وفق منهجية واضحة ورؤية ثابتة.. وإذا كانت قد خسرت الاستحقاقات الماضية فهذا لا يعني فشلها !.. بقدر ما هو اكتشاف منها ــ على طريقة إديسون ــ على أن الطرق التي سلكتها لم تكن تؤدي إلى الحل الصحيح.. أو أن هناك عوامل أخرى كان لها تأثيرها.. واستطاعت تلافي هذه العوامل ومعالجتها...
وتحد مع آخرين..
والتحدي الآخر الذي كسبته الإدارة الاتحادية بهذه البطولة.. هو تحد مع آخرين من محبي العميد وليس سرا الحديث عن هذه الفئة.. بل إن الاتحاديين أنفسهم يعرفون ذلك ويتحدثون عنه ويؤمنون بمحبة الجميع للاتحاد وإن اختلفوا في أسلوب التعبير وطريقته..
وليس سرا أيضا.. لو قلنا ــ وهذا مايدركه الجميع ــ إن هذا التيار بدأ يتدفق بعد أن خسر الاتحاد بطولة الأندية الآسيوية، هذه الخسارة شكلت (فتحة) في السد الاتحادي الذي ظل صامدا لم (يسطع) هؤلاء (أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا) بل إن هناك من يرى أن هذا التيار بدأ يتسرب منذ أن أخذت إدارة النادي الحالية مسارا آخر لا نقول (عكسه).. بقدر ما نقول أنه لا يسير معه في خط متواز... لكنه يلتقي معه في نقطة واحدة هي (حب الاتحاد)
كان هناك من ينظر لهذه المباراة.. أو البطولة لتكون بمثابة (رصاصة الرحمة) على الجسد الاتحادي..! لكنها أنقذت (السد الاتحادي) من أن يصبح (دكاء). ويكون وعد أولئك بفشل هذه الإدارة (حقا) وأعادت إليه هيبته وشموخه.. وأتمنى أن تعيد له قوته وتماسكه..
وهكذا هو العميد..
يحضر متى ما أراد ليقول في الوقت المناسب..ها أنذا.. وعندما يتوارى عن الأنظار عطاء.. يبقى هيبة واسما..
هكذا هو العميد..
يأبى إلا أن يكون (ثالث ثلاثة) في العقد الأخير.. يتبادلون الأدوار في قيادة الأندية السعودية.. واعتلاء منصات التتويج..!
وهكذا هو العميد..
يرفض أن تكون قسمة البطولات (ضيزى) في هذا الموسم من منظوره وأهليته.. فيأخذ نصيبه من الكعكة.. وإن كان يعادل الربع إلا أنه الأشهى والأكثر طعما..
حضر العميد.. فحضر الجميع.. مصفقين.. مهللين.. رافعي رؤوسهم.. مبتهجين.. وإذا الذين يطالبون بالأمس رحيل إدارته.. هم أول المنادين بالحفاظ عليها ودعمها.. والعض عليها بالنواجذ..
في ذهني سؤال..
وأرجو ألا تذهبوا به بعيدا.. بقدر ماتعممونه على كل الأندية دون استثناء.. حتى خارج الحدود.. لو فاز الهلال بركلات الترجيح بعدما حدث بدلا من الاتحاد.. كيف سيكون الوضع.. ؟ إنها المجنونة.. !
لكن دعونا من هذا.. وأعطونا الفرصة كي نفرح مع الاتحاديين.. فمن حقهم ذلك.. من حقهم أن يفرحوا لاتحادهم.. وحق علينا أن نفرح لكرتنا السعودية.. لأن هذا الفوز جاء في مصلحتها.. ولأن عودة العميد إلى الواجهة تزيين لها.. ولأن الموسم لابد أن يتوازن.. كان العميد (ثالثة الأثافي) ليحفظ للموسم اتزانه...
والله من وراء القصد
جيرتس..
بين الثقة.. والاحترام
التساؤل الذي طرحته قبل قليل.. حول الاتحاد وطلبت تعميمه على الكل.. انسحب في بعض من جزئياته على مدرب الهلال جيرتس.. وخسارته لهذه المباراة.. واختلاف النظرة حوله.. فيما لو جاءت النتيجة لمصلحته.. حتى وإن سارت المباراة على السيناريو ذاته.
ولعلي أختلف مع الذين حاولوا الربط بين العروض التي جاءته من منتخبي ساحل العاج ثم المغرب وتعامله مع الحدث.. ومدى تأثيرها عليه.
إن مدربا عالميا مثل جيرتس.. بما يملكه من خبرات.. يدرك حقيقة هذه العروض.. وأبعادها ومدى تأثيرها عليه.. أو تأثره بها.
ومن هنا.. فإنني أستبعد مثل هذه النظرة لأسباب ثلاثة :
أولها :
إن عقده مع الهلال لا زال ساري المفعول ويمثل بالنسبة له ارتياحا نفسيا.. ومن مصلحته استمرار الهلال في الصدارة والتفوق بما يساهم بالمحافظة على اسمه وأسهمه في بورصة المدربين.
الثاني :
ما يتعلق بعرض ساحل العاج.. وتدريبهم في كأس العالم.. فقد تم إغلاق هذا الملف منذ فترة والمونديال على الأبواب.. ولا مجال للحديث حول هذا الموضوع.
الثالث :
العرض المقدم من الاتحاد المغربي لكرة القدم وهو الصفحة التي لا تزال مفتوحة.. وربما كانت مسألة وقت.
والوقت هنا.. مرتبط بمسيرة الهلال في بطولة الأندية الآسيوية.. التي على ضوئها تتحدد علاقة جيرتس بالهلال..!
فالمنتخب المغربي ليس لديه استحقاقات عاجله فقد خرج من كأس العالم..، وكأس أمم أفريقيا المقبلة تبقت لها سنتان.. وهناك متسع من الوقت يمكن للاتحاد المغربي أن ينتظر مسيرة المدرب مع الهلال طالما إنه خطب وده... واشترى فكره وخبراته.
ولهذا.. فإنني أرى شخصيا أن (جيرتس) لم يتعامل مع المباراة.. بما يتناسب وأهميتها.. ولم يحترم الفريق الخصم وهو الاتحاد.
(جيرتس).. جاء بفكر أوروبي بحت.. ورؤى احترافية.. حاول تطبيقها نصا وروحا على الفريق الهلالي حتى في نظرته للمسابقات.. وأهميتها وكيفية التعامل معها..
وقد نجح في تقديم فريق متميز في كل شيء كان مضرب مثل.. وقدوة يتمنى الجميع السير في ركبه ومجاراته.. وفرض جيرتس قناعاته على الجميع واقتنع الكل بها.. لأنه نجح في ترجمة هذه القناعات إلى نجاحات.
أمام الاتحاد
أخطأ جيرتس في عدم احترامه للخصم فقد فاز عليه في ذهاب الدوري وهو (المحك الحقيقي) بخمسة أهداف.. وخسر منه في الإياب2/1 في مباراة لا تمثل له أدنى أهمية..
وعلى هذا الأساس.. لعب معه في نهائي كأس الملك .
لكنه في الوقت نفسه.. أغفل عاملا مهما وهو نوعية التنافس بين الهلال والاتحاد.. وطبيعة المنافسة.. وأهمية الحدث.
وأخطأ التقدير..
فبدأ المباراة بعناصر لا تتواءم طبيعتها.. وتركيبتها الفسيولوجية مع طبيعة الحدث بما في ذلك لياقتها البدنية بالمعنى الشمولي لهذا المصطلح.
و تأخر في التغيير..
عندما أفرط في الثقة.. وأصر على قناعات.. لم يكن هذا وقتها.. بدليل أن التنازل عنها جاء متأخرا. بعد أن بدأ الأمل يفرد جناحيه.. واليأس يضرب أطنابه.. فجاءت التبديلات في غير زمانها.. ومكانها.. وظل المؤثرون.. وصانعوا الفرق.. أسرى المقاعد ينظرون من طرف خفي..
على أية حال..
لن أطيل.. أو أتحدث في موضوع
أشبعه النقاد تحليلا..
و شبع منه المتابع.. تفصيلا..
لكن المهم في نظري..
هو كيفية الخروج من حدث كهذا.. إلى حدث أكثر أهمية.. حيث تنتظر الفريق غدا مباراة دور الـ 16 في دوري أبطال آسيا أمام بونيودكور الأوزبكي .
و إذا كان الفريق الأوزبكي حل ثانيا في مجموعته ،
و الهلال احتل الصدارة.. ويلعب على أرضه وبين جماهيره.
فإن على الهلال ألا ينظر لهذه العوامل على أنها عوامل مساندة.. بقدر ما ينظر إليها من منظور مختلف وحذر.
فالفرق التي تكون عادة في وضعية الفريق الأوزبكي.. تلجأ لأساليب دفاعية.. يهدف الخروج بأقل الخسائر.. والوصول بالمباراة لركلات الترجيح لأنها في الأساس.. ليس أمامها ما تخسره.. وهي في وضع معنوي ونفسي أكثر ارتياحا من المنافس! عكس الهلال الذي يواجه كل الضغوط النفسية والفنية.
و هنا تكمن الصعوبة..
و هنا تكمن قدرة الهلاليين في التعامل مع الحدث وتجاوزه..!
والله من وراء القصد