زيارة جوزيف بلاتر رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمملكة العربية السعودية التي تمت مطلع هذا الأسبوع واستغرقت يومين، وأشارت مصادر صحفية في بدايتها على سريتها وتكتم الاتحاد الدولي عليها، لم تعد كذلك ولا الهدف منها في ظل إعلام مفتوح له مصادره وأساليبه، كما أن بلاتر نفسه بعد وصوله الرياض وقبل اجتماعه بالقيادة الرياضية ممثلة في الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اتحاد كرة القدم السعودي وأهداف هذا الاجتماع ، والتي من أبرزها الترويج لحملته الانتخابية لإعادة ترشيحه لقيادة (فيفا) في المرحلة المقبلة، والتي ستتم خلال نهائيات كأس العالم التي ستقام في جنوب إفريقيا بعد شهرين ونصف من الآن .
وإذا كان اختيار بلاتر للمملكة كواحدة من محطاته لهذه الحملة يشير إلى مكانتها وأهميتها ومكانتها في الاتحاد الدولي، فإن وضعها في بداية الحملة تأكيد على هذه المكانة واعتراف بدورها وثقلها في الاتحاد وأهمية الصوت السعودي في انتخابات(فيفا).
أهمية المملكة وثقلها ليس في الحصول على صوتها فقط.. فهو لايعدو كونه صوتاً واحداً من مائة وخمسين صوتاً ولكن في دلالة هذا الصوت وتوابعه.
بلاتر وغيره في اتحادات أخرى إقليمية أوقارية أو دولية يدركون أن أهمية الصوت السعودي لاتكمن فقط في تأثيره المباشر على بعض الأصوات لدعم الحملة ، وإنما في ثقة آخرين بسلامة النهج السعودي ومصداقيته وقدرته على اختيار الأكفأ لقيادة فيفا في المرحلة المقبلة، وبالتالي السير مع هذا الصوت وتوجهاته.
ومعروف أن توجهات الناخبين عادة في أي لعبة انتخابية تنطلق من أحد اعتبارين :
ـ إما :
علاقات شخصية بالمرشح ورغبة في دعمه .
ـ أو :
تتبع أثر الناخبين المؤثرين والمعروفين بخبرتهم وحنكتهم وقدرتهم على اختيار الأكفأ والأصلح والسير على هداهم.
والصوت السعودي يمتاز بهذا كله، ومن هنا جاء اختيار بلاتر له كمحطة أولى في بدء حملته الانتخابية.
وهذا يؤكد
أن قوة الصوت ومدى تأثيره لاترتبط بتأهل منتخبه الكروي إلى نهائيات كأس العالم وتواجده في ذلك المحفل من عدمه.. بقدر ارتباطها بكفاءة هذا الصوت المنطلقة من حضوره الدائم في الاجتماعات ومدى تأثيره في مسيرتها وتأثيره على قراراتها بما يملكه من رؤى وأطروحات تساهم في تطوير عمل الاتحاد ورفع كفاءته .
والحضور السعودي في فيفا وقناعة فيفا بهذا الحضور واعترافه بقوة تأثيره ليست وليدة اليوم أوفي عهد بلاتر أوجاءت نتيجة الحضور في كأس العالم والتأهل إليه، وإنما تعود لأكثر من ثلاثين عاماً، ومن ثم تنامي هذا الحضور ودعمه
عندما تحولت الإدارة العامة لرعاية الشباب إلى جهاز مستقل (رئاسة عامة) في عهد الأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله) في منتصف التسعينيات الهجرية السبعينيات الميلادية من القرن الماضي، كان من أهم وأولى الخطوات التي اتخذها أمير الشباب للانفتاح على العالم الخارجي دعوة جو هافيلانج رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك لزيارة المملكة، وهو الذي تم انتخابه لتوه ولأول مرة رئيساً لفيفا في الانتخابات التي جرت في ميونيخ أثناء كأس العالم 1974 م إيماناً منه بأهمية التواصل مع هيئة كهذه وبهذا الحجم والأهمية وأهمية الحضور الإداري والصوت قبل الحضور الفني، وكان من نتيجة ذلك وصول (المرحوم) عبد الله الدبل إلى اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم ورئاسته للجنة بطولة القارات ولجنة كأس العالم للشباب. وتنامت هذه العلاقة وكان لها دورها في انتخاب بلاتر (سكرتير فيفا آنذاك) لقيادة هذه المنظمة بعد تقاعد هافيلانج عن رئاستها، واستمر هذا الدور المؤثر في إعادة انتخابه أكثر من مرة.. نتيجة تميز العلاقة بين الاتحادين الدولي والسعودي بعد تولي الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل القيادة الرياضية بصورة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص، واستمرارهما على النهج الذي رسمه ووضع أسسه الأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله) .
إن زيارة بلاتر للسعودية تتجاوز في إطارها البحث عن صوت واحد يدعم ترشيحه إلى الإيمان بدور الاتحاد السعودي لكرة القدم الأعم والأشمل في تطور كرة القدم على المستوى الفني والإداري، ولعل إشادته بما حصل من تطور للكرة السعودية على الصعيد الإداري ودوره في مكافحة المنشطات وتفوق الأندية السعودية فنياً دليل هذه القناعة، حيث يتطلع إلى تنامي هذه العلاقة في حالة فوزه لإدراكه بأهميتها وأهمية الحضور السعودي في المحافل الدولية، وهو ما أكده الأمير سلطان بن فهد وهو يتحدث عن علاقة الاتحاد السعودي بفيفا والهدف من هذه الزيارة ، وهنا تجلت حنكة الأمير سلطان ورؤيته الثاقبة وهو يؤكد أن مصلحة المملكة العربية السعودية ومصلحة كرة القدم السعودية هي التي تحدد التوجه الذي سوف يسير عليه الاتحاد السعودي في دعم مرشحه لرئاسة فيفا، وهي نظرة سليمة وصحيحة.. لاشك أن بلاتر أول من يؤمن بها ويدرك أبعادها..
والله من وراء القصد
( تمخضت
لجنة الانضباط)
أسقطت مباراة الاتحاد والهلال التي أقيمت مساء الخميس الماضي على ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة في ختام الأسبوع الأخير من دوري زين السعودي للمحترفين القناع عن وجه لجنة الانضباط، وكشفت عن ملامحه الحقيقية التي كانت تتوارى خلف باب ظاهره اللوائح والأنظمة وباطنه الاجتهاد والرؤى الشخصية.
وإذا كان البعض ــ وأنا أحدهم ــ يلتمس العذر للجنة في وقت مضى وفي قراراتها ويؤمن بمصداقية القرارات وماتبنى عليه حتى وإن تحفظ عليها. فقد كان ذلك يعني أحد أمرين:
ـ إما أننا مجاملون للجنة ونساهم في تسويق قراراتها وتوجهاتها ..
ـ أو إننا كنا مخدوعين بهذه المصداقية.
لقد جاءت هذه العبارة وما صاحبها من أحداث لتؤكد إحدى حقيقتين :
ـ إما:
أن قرارات اللجنة السابقة خلال الموسم تتم وفق رؤى شخصية ولا تستند على لوائح واضحة ومحددة .. حتى وإن أعلنت عن ذلك اللجنة وأبانت عند قراراتها.
أو:
إنها ــ أي اللجنة ــ وجدت نفسها أمام حدث أكبر من أن تتعامل معه .. أو كما قال الصديق عمر العمر وهو رياضي متابع وصاحب فكر عندما سألني عن القرارات يوم أمس .. فقلت له عبر رسالة قصيرة (تمخضت اللجنة فولدت إيقاف رادوي.. الخ). فرد برسالة قصيرة يقول فيها (لأن الأحداث أكبر من طاقة اللجنة وعمق تفكيرها)
وعلى العموم أيا كان الأمرهذا أو ذاك فهو يؤكد على أن اللجنة غير مؤهلة للقيام بدورها أو تملك الكفاءة لهذا الدور.
ولن أطالب بتغييرها لأن هذا أمر مفروغ منه ومتوقع حدوثه مع بداية الموسم المقبل، لكن المهم أن يكون البديل على مستوى الأحداث.. وعلى مستوى ما وصلت إليه الكرة السعودية من حيث التنظيم والاحترافية في العمل .
ما دفعني لهذا
ما شهدته مباراة الاتحاد والهلال التي أشرت إليها في البداية من أحداث يتفق الجميع أن أدناها لايقل عن عقوبة تعادل الإبعاد بالبطاقة الحمراء، وأعلاها الشطب والإبعاد عن الملاعب حفاظا على السمعة الرياضية وأخلاقياتها.
لاعب ينطلق من الصفوف الخلفية لحدث لاناقة له فيه ولاجمل ويعتدي على لاعب آخر!!
ولاعب يدفع لاعبا دون كرة ودون سبب بصورة عنيفة!!
وآخر يعتدي على لاعب بقصد الإيذاء و إبعاده عن الملاعب، ورابع يمارس فعلا مشينا .. وقف المخرج مذهولا أمامه رافضا إعادته احتراما للمشاهد وأخلاقيات المهنة، في وقت لم يخجل اللاعب من ممارسته دون أن يدرك احتمالية (ضبطه بالكاميرا) على مشهد من الخلق.
ومدرب وإداري يدخلان أرض الملعب دون إذن من الحكم .. حتى لو أخذنا ذلك بسن النوايا!!
و .. و .. و ... الخ !
كل هذه الأحداث ألا يوجد لها نص في لوائح لجنة الانضباط وما تستحقه من عقوبات؟!
ألم تتخذ اللجنة ذات يوم قرارات بحق لاعبين في أحداث مشابهة ؟!
أم أن اللجنة حريصة فقط على البصق ــ أعزكم الله ــ وهل هو على بعد أربعة أمتار أم لا؟!
وكأنها تملك مقياسا دقيقا لذلك لتحديد نوعية العقوبة ودرجتها بناء على المسافة .. بعيدا عن النوايا والمقاصد والهدف!!
لقد كان الجميع يتوقع وفقا لما تناولته الصحافة الرياضية يوم أمس الأول واستنادا إلى (مصادرها الخاصة) قرارات تاريخية تشمل إيقافات بالجملة
ونقل مباريات.
وإذا كان (كلام العاقل يطيح نصه) ــ كما يقولون ــ فقد سقط كله هذه المرة!! واكتفت اللجنة بإيقاف رادوي الذي انطلق من الصفوف الأخيرة بتصرف أرعن مباراة واحدة فقط!! وترحيل عقوبة الطرد (مباراة واحدة) إلى الموسم المقبل .. وإلى أن يأتي الموسم المقبل واحتمالية العفو أو إنهاء العقد أو .. الخ.. كل عام وأنتم بخير.
ويبدو أن اللجنة وجدت نفسها محرجة أمام الحدث وما صاحبه من هالة إعلامية واجتماعها من أجله.. دون أن تكون لها كلمة أو موقف، فأحدث هذا القرار على طريقة (أنا موجود) .. المهم أن تخرج أمام المجتمع الرياضي بشيء ما يحفظ لها ماء الوجه ويعبر عن وجودها،
رغم إنني كنت أرى أن عدم صدور قرار أحفظ لماء وجهها من صدور قرار كهذا .. أمام أحداث كهذه !!
فإما أن تصدر قرارات بحجم الحدث أو لا تصدر.
وأرجو أن لا تكون اللجنة وجدت نفسها أمام ناديين لكل منهما مركزه وثقله خاصة الإعلامي.. فكان اختبارا حقيقيا لقدرتها على تجاوزه بنجاح، لكنها فشلت في ذلك ورسبت في هذا الاختبار وفي أكثر من نصف المواد .. مما يعني عدم أحقيتها بدخول الدور الثاني .. وبالتالي الإعادة.. والله من وراء القصد.
الاعتزال
مبارك .. أولاً
رحم الله أحمد الصغير لاعب النادي الأهلي بجدة واللاعب الدولي السابق الذي انتقل إلى رحمة الله الأسبوع الماضي .
كان رحمه الله مثالاً للرجل الإنسان واللاعب الخلوق، وإذا كانت الملاعب قد فقدته عندما اعتزل الكرة .. فقد فقده المجتمع بأسره وهو يودع هذه الحياة الفانية .
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. وقد لفت نظري تعليق لأحدهم في أحد المواقع أن أحمد هو أول لاعب سعودي يقام له حفل اعتزال وذلك في عام 1406هـ 1986م. وتعليق من شخص آخر راداً عليه يؤكد أن لاعب النصر الدولي خالد التركي هو أول لاعب يقام له حفل اعتزال .
والحقيقة إن أول لاعب يقام له حفل اعتزال أو بالأحرى مهرجان اعتزال كان لاعب الهلال مبارك عبد الكريم (شفاه الله وعافاه)، وذلك في بداية التسعينيات الهجرية (السبعينيات الميلادية) من القرن الماضي على ملعب الصايغ بالرياض وكان مهرجانا لافتا للنظر .
كما أقيم حفل آخر مشابه للاعب الهلال محسن بخيت لكنني لست متأكدا أيهما سبق الآخر محسن أم خالد التركي، وإن كنت أعتقد أنه محسن بخيت، حيث سبق خالد في السفر إلى الولايات المتحدة لدراسة البكالوريوس والماجستير، في حين سافر خالد لدراسة الماجستير والدكتوراه .
ودائما ما كنت أؤكد على أهمية المعلومة وتوثيقها، ومشكلتنا في هذا التوثيق
إن المشكلة هي أن البعض يعتمد على ذاكرته أوعلى معاصرته للحدث
وليس تاريخ الحدث.
عموماً
مبارك .. محسن .. خالد .. أحمد .. وغيرهم كلهم نجوم تفخر بهم الكرة السعودية مستوى وخلقاً.
وجاء إيراد هذه المعلومات من باب التوثيق والمعلومة لجيل اليوم الذي لم يعاصر مثل هذه الأحداث.. والله من وراء القصد.
وإذا كان اختيار بلاتر للمملكة كواحدة من محطاته لهذه الحملة يشير إلى مكانتها وأهميتها ومكانتها في الاتحاد الدولي، فإن وضعها في بداية الحملة تأكيد على هذه المكانة واعتراف بدورها وثقلها في الاتحاد وأهمية الصوت السعودي في انتخابات(فيفا).
أهمية المملكة وثقلها ليس في الحصول على صوتها فقط.. فهو لايعدو كونه صوتاً واحداً من مائة وخمسين صوتاً ولكن في دلالة هذا الصوت وتوابعه.
بلاتر وغيره في اتحادات أخرى إقليمية أوقارية أو دولية يدركون أن أهمية الصوت السعودي لاتكمن فقط في تأثيره المباشر على بعض الأصوات لدعم الحملة ، وإنما في ثقة آخرين بسلامة النهج السعودي ومصداقيته وقدرته على اختيار الأكفأ لقيادة فيفا في المرحلة المقبلة، وبالتالي السير مع هذا الصوت وتوجهاته.
ومعروف أن توجهات الناخبين عادة في أي لعبة انتخابية تنطلق من أحد اعتبارين :
ـ إما :
علاقات شخصية بالمرشح ورغبة في دعمه .
ـ أو :
تتبع أثر الناخبين المؤثرين والمعروفين بخبرتهم وحنكتهم وقدرتهم على اختيار الأكفأ والأصلح والسير على هداهم.
والصوت السعودي يمتاز بهذا كله، ومن هنا جاء اختيار بلاتر له كمحطة أولى في بدء حملته الانتخابية.
وهذا يؤكد
أن قوة الصوت ومدى تأثيره لاترتبط بتأهل منتخبه الكروي إلى نهائيات كأس العالم وتواجده في ذلك المحفل من عدمه.. بقدر ارتباطها بكفاءة هذا الصوت المنطلقة من حضوره الدائم في الاجتماعات ومدى تأثيره في مسيرتها وتأثيره على قراراتها بما يملكه من رؤى وأطروحات تساهم في تطوير عمل الاتحاد ورفع كفاءته .
والحضور السعودي في فيفا وقناعة فيفا بهذا الحضور واعترافه بقوة تأثيره ليست وليدة اليوم أوفي عهد بلاتر أوجاءت نتيجة الحضور في كأس العالم والتأهل إليه، وإنما تعود لأكثر من ثلاثين عاماً، ومن ثم تنامي هذا الحضور ودعمه
عندما تحولت الإدارة العامة لرعاية الشباب إلى جهاز مستقل (رئاسة عامة) في عهد الأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله) في منتصف التسعينيات الهجرية السبعينيات الميلادية من القرن الماضي، كان من أهم وأولى الخطوات التي اتخذها أمير الشباب للانفتاح على العالم الخارجي دعوة جو هافيلانج رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك لزيارة المملكة، وهو الذي تم انتخابه لتوه ولأول مرة رئيساً لفيفا في الانتخابات التي جرت في ميونيخ أثناء كأس العالم 1974 م إيماناً منه بأهمية التواصل مع هيئة كهذه وبهذا الحجم والأهمية وأهمية الحضور الإداري والصوت قبل الحضور الفني، وكان من نتيجة ذلك وصول (المرحوم) عبد الله الدبل إلى اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم ورئاسته للجنة بطولة القارات ولجنة كأس العالم للشباب. وتنامت هذه العلاقة وكان لها دورها في انتخاب بلاتر (سكرتير فيفا آنذاك) لقيادة هذه المنظمة بعد تقاعد هافيلانج عن رئاستها، واستمر هذا الدور المؤثر في إعادة انتخابه أكثر من مرة.. نتيجة تميز العلاقة بين الاتحادين الدولي والسعودي بعد تولي الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل القيادة الرياضية بصورة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص، واستمرارهما على النهج الذي رسمه ووضع أسسه الأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله) .
إن زيارة بلاتر للسعودية تتجاوز في إطارها البحث عن صوت واحد يدعم ترشيحه إلى الإيمان بدور الاتحاد السعودي لكرة القدم الأعم والأشمل في تطور كرة القدم على المستوى الفني والإداري، ولعل إشادته بما حصل من تطور للكرة السعودية على الصعيد الإداري ودوره في مكافحة المنشطات وتفوق الأندية السعودية فنياً دليل هذه القناعة، حيث يتطلع إلى تنامي هذه العلاقة في حالة فوزه لإدراكه بأهميتها وأهمية الحضور السعودي في المحافل الدولية، وهو ما أكده الأمير سلطان بن فهد وهو يتحدث عن علاقة الاتحاد السعودي بفيفا والهدف من هذه الزيارة ، وهنا تجلت حنكة الأمير سلطان ورؤيته الثاقبة وهو يؤكد أن مصلحة المملكة العربية السعودية ومصلحة كرة القدم السعودية هي التي تحدد التوجه الذي سوف يسير عليه الاتحاد السعودي في دعم مرشحه لرئاسة فيفا، وهي نظرة سليمة وصحيحة.. لاشك أن بلاتر أول من يؤمن بها ويدرك أبعادها..
والله من وراء القصد
( تمخضت
لجنة الانضباط)
أسقطت مباراة الاتحاد والهلال التي أقيمت مساء الخميس الماضي على ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة في ختام الأسبوع الأخير من دوري زين السعودي للمحترفين القناع عن وجه لجنة الانضباط، وكشفت عن ملامحه الحقيقية التي كانت تتوارى خلف باب ظاهره اللوائح والأنظمة وباطنه الاجتهاد والرؤى الشخصية.
وإذا كان البعض ــ وأنا أحدهم ــ يلتمس العذر للجنة في وقت مضى وفي قراراتها ويؤمن بمصداقية القرارات وماتبنى عليه حتى وإن تحفظ عليها. فقد كان ذلك يعني أحد أمرين:
ـ إما أننا مجاملون للجنة ونساهم في تسويق قراراتها وتوجهاتها ..
ـ أو إننا كنا مخدوعين بهذه المصداقية.
لقد جاءت هذه العبارة وما صاحبها من أحداث لتؤكد إحدى حقيقتين :
ـ إما:
أن قرارات اللجنة السابقة خلال الموسم تتم وفق رؤى شخصية ولا تستند على لوائح واضحة ومحددة .. حتى وإن أعلنت عن ذلك اللجنة وأبانت عند قراراتها.
أو:
إنها ــ أي اللجنة ــ وجدت نفسها أمام حدث أكبر من أن تتعامل معه .. أو كما قال الصديق عمر العمر وهو رياضي متابع وصاحب فكر عندما سألني عن القرارات يوم أمس .. فقلت له عبر رسالة قصيرة (تمخضت اللجنة فولدت إيقاف رادوي.. الخ). فرد برسالة قصيرة يقول فيها (لأن الأحداث أكبر من طاقة اللجنة وعمق تفكيرها)
وعلى العموم أيا كان الأمرهذا أو ذاك فهو يؤكد على أن اللجنة غير مؤهلة للقيام بدورها أو تملك الكفاءة لهذا الدور.
ولن أطالب بتغييرها لأن هذا أمر مفروغ منه ومتوقع حدوثه مع بداية الموسم المقبل، لكن المهم أن يكون البديل على مستوى الأحداث.. وعلى مستوى ما وصلت إليه الكرة السعودية من حيث التنظيم والاحترافية في العمل .
ما دفعني لهذا
ما شهدته مباراة الاتحاد والهلال التي أشرت إليها في البداية من أحداث يتفق الجميع أن أدناها لايقل عن عقوبة تعادل الإبعاد بالبطاقة الحمراء، وأعلاها الشطب والإبعاد عن الملاعب حفاظا على السمعة الرياضية وأخلاقياتها.
لاعب ينطلق من الصفوف الخلفية لحدث لاناقة له فيه ولاجمل ويعتدي على لاعب آخر!!
ولاعب يدفع لاعبا دون كرة ودون سبب بصورة عنيفة!!
وآخر يعتدي على لاعب بقصد الإيذاء و إبعاده عن الملاعب، ورابع يمارس فعلا مشينا .. وقف المخرج مذهولا أمامه رافضا إعادته احتراما للمشاهد وأخلاقيات المهنة، في وقت لم يخجل اللاعب من ممارسته دون أن يدرك احتمالية (ضبطه بالكاميرا) على مشهد من الخلق.
ومدرب وإداري يدخلان أرض الملعب دون إذن من الحكم .. حتى لو أخذنا ذلك بسن النوايا!!
و .. و .. و ... الخ !
كل هذه الأحداث ألا يوجد لها نص في لوائح لجنة الانضباط وما تستحقه من عقوبات؟!
ألم تتخذ اللجنة ذات يوم قرارات بحق لاعبين في أحداث مشابهة ؟!
أم أن اللجنة حريصة فقط على البصق ــ أعزكم الله ــ وهل هو على بعد أربعة أمتار أم لا؟!
وكأنها تملك مقياسا دقيقا لذلك لتحديد نوعية العقوبة ودرجتها بناء على المسافة .. بعيدا عن النوايا والمقاصد والهدف!!
لقد كان الجميع يتوقع وفقا لما تناولته الصحافة الرياضية يوم أمس الأول واستنادا إلى (مصادرها الخاصة) قرارات تاريخية تشمل إيقافات بالجملة
ونقل مباريات.
وإذا كان (كلام العاقل يطيح نصه) ــ كما يقولون ــ فقد سقط كله هذه المرة!! واكتفت اللجنة بإيقاف رادوي الذي انطلق من الصفوف الأخيرة بتصرف أرعن مباراة واحدة فقط!! وترحيل عقوبة الطرد (مباراة واحدة) إلى الموسم المقبل .. وإلى أن يأتي الموسم المقبل واحتمالية العفو أو إنهاء العقد أو .. الخ.. كل عام وأنتم بخير.
ويبدو أن اللجنة وجدت نفسها محرجة أمام الحدث وما صاحبه من هالة إعلامية واجتماعها من أجله.. دون أن تكون لها كلمة أو موقف، فأحدث هذا القرار على طريقة (أنا موجود) .. المهم أن تخرج أمام المجتمع الرياضي بشيء ما يحفظ لها ماء الوجه ويعبر عن وجودها،
رغم إنني كنت أرى أن عدم صدور قرار أحفظ لماء وجهها من صدور قرار كهذا .. أمام أحداث كهذه !!
فإما أن تصدر قرارات بحجم الحدث أو لا تصدر.
وأرجو أن لا تكون اللجنة وجدت نفسها أمام ناديين لكل منهما مركزه وثقله خاصة الإعلامي.. فكان اختبارا حقيقيا لقدرتها على تجاوزه بنجاح، لكنها فشلت في ذلك ورسبت في هذا الاختبار وفي أكثر من نصف المواد .. مما يعني عدم أحقيتها بدخول الدور الثاني .. وبالتالي الإعادة.. والله من وراء القصد.
الاعتزال
مبارك .. أولاً
رحم الله أحمد الصغير لاعب النادي الأهلي بجدة واللاعب الدولي السابق الذي انتقل إلى رحمة الله الأسبوع الماضي .
كان رحمه الله مثالاً للرجل الإنسان واللاعب الخلوق، وإذا كانت الملاعب قد فقدته عندما اعتزل الكرة .. فقد فقده المجتمع بأسره وهو يودع هذه الحياة الفانية .
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. وقد لفت نظري تعليق لأحدهم في أحد المواقع أن أحمد هو أول لاعب سعودي يقام له حفل اعتزال وذلك في عام 1406هـ 1986م. وتعليق من شخص آخر راداً عليه يؤكد أن لاعب النصر الدولي خالد التركي هو أول لاعب يقام له حفل اعتزال .
والحقيقة إن أول لاعب يقام له حفل اعتزال أو بالأحرى مهرجان اعتزال كان لاعب الهلال مبارك عبد الكريم (شفاه الله وعافاه)، وذلك في بداية التسعينيات الهجرية (السبعينيات الميلادية) من القرن الماضي على ملعب الصايغ بالرياض وكان مهرجانا لافتا للنظر .
كما أقيم حفل آخر مشابه للاعب الهلال محسن بخيت لكنني لست متأكدا أيهما سبق الآخر محسن أم خالد التركي، وإن كنت أعتقد أنه محسن بخيت، حيث سبق خالد في السفر إلى الولايات المتحدة لدراسة البكالوريوس والماجستير، في حين سافر خالد لدراسة الماجستير والدكتوراه .
ودائما ما كنت أؤكد على أهمية المعلومة وتوثيقها، ومشكلتنا في هذا التوثيق
إن المشكلة هي أن البعض يعتمد على ذاكرته أوعلى معاصرته للحدث
وليس تاريخ الحدث.
عموماً
مبارك .. محسن .. خالد .. أحمد .. وغيرهم كلهم نجوم تفخر بهم الكرة السعودية مستوى وخلقاً.
وجاء إيراد هذه المعلومات من باب التوثيق والمعلومة لجيل اليوم الذي لم يعاصر مثل هذه الأحداث.. والله من وراء القصد.